كتابة : سميرة
آخر تحديث: 15/03/2023

مفهوم العلاقات الاجتماعية وأهميتها في المجتمع للإنسان

يعتبر موضوع العلاقات الاجتماعية من الموضوعات الهامة التي تستدعي اهتمام باحثين علم الاجتماع وعلماء النفس لما لها أثر بالغ في المجتمع، تعد العلاقات الاجتماعية أداة لتلبية حاجات الفرد البيولوجية والاقتصادية والاجتماعية وبها يستطيع تحقيق الأمن النفسي والاجتماعي، وفي هذا المقال في موقع مفاهيم نتعرف على مفهوم العلاقة الاجتماعية وكيفية بناء علاقات جديدة، تابعونا...
مفهوم العلاقات الاجتماعية وأهميتها في المجتمع للإنسان

مفهوم العلاقات الاجتماعية

يمكننا تعريف العِلاقة الاجتماعية بانها :

  • عبارة عن سلوكيات فردية أو جماعية وأفعال متبادلة يتحقق من خلالها التفاعل الاجتماعي، حيث تعتبر وسيلة أو أداة لتلبية الرغبات وسد الاحتياجات بين أفراد المجتمع.
  • وتفيد تلك العلاقات في تطوير دور الإنسان وفعاليته في المجتمع الواحد، حيث إن وسائل التواصل أصبحت أكثر سهولة واستخداما من قبل فئة كبيرة من الأشخاص في المجتمع.

تعريف العلاقات الاجتماعية لغة واصطلاحا

تعريف العلاقة الاجتماعية لغويا يقصد به:

  • العلاقة بفتح العين: ترتبط بالمعاني المعنوية والأحاسيس.
  • العلاقة بكسر العين: ترتبط بالأشياء المادية المحسوسة.
  • الاجتماعية تأتي من المجتمع وهي: وهو مجموعة من الأفراد والجماعات تربطهم عادات وتقاليد وقوانين محددة.

تعريف العلاقات الاجتماعية اصطلاحا:

  • هي مجموعة من الروابط والدعائم الناتجة عن التفاعل والتبادل والمشاعر بين أفراد المجتمع الواحد.

العلاقات الاجتماعية في علم النفس الاجتماعي

رغم أن العلاقات الاجتماعية تندرج أسفل علم الاجتماع، ألا أن علم النفس الاجتماعي يهتم بدراسة العلاقات الاجتماعية وتأثيرها على نفسية وطريقة تعامل الأفراد فيما بينهما، والعلاقات الاجتماعية النفسية هي تفاعل وترابط بين الأفراد، وتتمثل شكل العلاقات في علم النفس الاجتماعي فيما يلي:

  • قد تكون العلاقة الاجتماعية لا واعية مثل علاقة الأبناء بوالديهم.
  • علاقة انعكاسية باعتبار الفرد جزء من أجزاء المجتمع ككل وينعكس على سلوكه الاجتماعي أي تغيير في منظومة المجتمع ككل.
  • علاقة ترابطية بين أفراد المجتمع ككل من بني البشر أو قد تكون علاقة الإنسان بالحيوان فهي تندرج من العلاقة الاجتماعية.

أهمية العلاقات الاجتماعية

يعتبر الإنسان كائن اجتماعي بطبعه ولذلك فإن تكوين العلاقات في المجتمع بين الأشخاص شيء ضروري وهام في حياته وتكمن أهميتها في :-

1.تحسين نوعية الحياة

  • وذلك عن طريق تجاوب الفرد مع التغيرات التي تحدث لأفكاره، حيث تعمل العلاقات في المجتمع على بناء شخصية الفرد بشكل كبير وتغيير اعتقاداته ومفاهيمه وتصوراته حول الحياة.
  • وتحويلها إلى أفعال وسلوكيات تعمل على تحسين حياة الإنسان من جميع جوانبها.

2. تقليل التوتر

  • حيث يعمل بناء العلاقات المختلفة في المجتمع بطابع جيد على حماية الفرد من الإصابة بالتوتر والانطواء والاكتئاب في حالة إذا تعرض لنوبات من التوتر والإحباط الشديد.

3.تمتع الفرد بالصحة النفسية

  • حيث أنها تزيد من سعادة الفرد وثقته بنفسه وتقلل من شعوره بالتعاسة وقد بينت الدراسات التي أجراها علماء النفس أن الأشخاص الذين يمتنعون عن إقامة علاقات اجتماعية هم الأشخاص الأكثر عرضة للمشاكل النفسية.

أنواع العلاقات الاجتماعية

تتعدد أنواع وأشكال العلاقات الاجتماعية التي تشكل طريقة التعامل ين الأفراد فيما بينهما، ولو افتراضنا قياس العلاقات الاجتماعية في العمل وكيفية تقسيمها، يمكننا القول أن هذه العلاقات تتكون من الآتي:

  1. العلاقات الاجتماعية العمودية: وهي العلاقة التي تأتي من الشخصيات القائدة إلى الشخصيات الأقل في السلم الوظيفي، مثل العلاقة بين مدير العمل، وأحد الموظفين، وعادة ما تكون شكل هذه العلاقة تتمثل في الأوامر والأحكام والقوانين تتجه بشكل عمودي وهي الطبيعة التي تحكم شكل العلاقة بينهما.
  2. العلاقات الاجتماعية الأفقية: هي علاقة متساوية تسير في اتجاه واحد بمعني العلاقة بين مدير البحوث والمدير المالي في المناقشة والتواصل من أجل العمل في مصلحة العمل.
  3. العلاقات الاجتماعية الرسمية:هي العلاقة التي يحكمها القانون والنظام لا يستطيع أي فرد أن يتجاوزها، على سبيل المثال لا يستطيع أي فرد داخل المؤسسة أن يخالف قوانين العمل أو اتخاذ قرار فردي دون عرضه للبحث.
  4. العلاقات الاجتماعية غير الرسمية: ويشمل هذا النوع من العلاقات الاتجاهات والميول والروابط الاجتماعية بين الأفراد على مختلف مناصبهم وثقافته وهي علاقات مفتوحة لا يحكمها قوانين أو أنظمة، وغير مرتبطة بالسلم الوظيفي نهائيا.

مستويات العلاقات الاجتماعية

يحكم مستويات العلاقات بين الأفراد هي مدى التأثير والتأثر، وطبيعة وشكل العلاقة التأثيرية للفرد في العلاقة، ويمكن تقسيم مستويات العلاقة فيما يلي:

  • المستوى الأول العلاقات اللاتبادلية: هي علاقة سطحية ولا يحدث أي تأثير أو تأثر متبادل في العلاقة بين الطرفين، أنها مجرد علاقة عابرة تنتهى بانتهاء الموقف.
  • المستوى الثاني علاقات الاتجاه الواحد: هي علاقة مقيدة ومحدودة وتسير في اتجاه واحد، بمعني يمكن لفرد أن يؤثر ويتأثر بالآخرين دون أن يكون للمتلقي أي دور في هذه العلاقة فقط مجرد متلقي في العلاقة.
  • المستوى الثالث العلاقات شبه تبادلية: هي علاقة هدفها الأساسي الالتزام بالقوانين والأنظمة الموضوعة، بمعنى أن يتفاعل المدير مع الموظف من اجل دفعه للالتزام بقوانين معينة.
  • المستوى الرابع العلاقات المتوازنة: هي علاقة متساوية في التأثير والتأثر، بمعنى أن ينصت الشخص الأول للثاني والعكس صحيح وكلا منهما يتخذ سلوك مغاير عن الآخر رغم الانصات الكامل في العلاقة.
  • المستوى الخامس العلاقات المتبادلة غير المتناسقة: هي علاقة قائمة على التبادل التفاعلي بين الأفراد ولكن بشكل غير متناسق، لأن ردود الفعل في هذه العلاقة لا تكون متوازنة أو تبادلية.
  • المستوى السادس العلاقات التبادلية: من أقوى مستويات العلاقة الاجتماعية وذلك لأنها علاقة تبادلية قائمة على التأثير القوي والتأثر في العلاقة.

أنواع الشخصيات وطريقة تعاملهم

من أبرز الجوانب في إجادة فن تكوين العلاقات في المجتمع الواحد أن يستطيع الفرد التعامل بحكمة مع مختلف أنواع البشر وفيهم الجيد والرديء، ولو بحثنا في أصناف الناس التي تقابلنا في حياتنا لوجدنا أن هناك ثلاث أنواع من البشر يصعب التعامل معهم وهم :-

1. الشخصية العدوانية

  • حيث يشمل هذا النوع كل الأفراد الذين تغلب عليهم الذات العدوانية من حب السيطرة على الآخرين، والتحدث بصوت مرتفع والعصبية الزائدة، والميل للإيذاء وعدم الرغبة في مساعدة الآخرين.

2.الشخصية المائلة للشكوى

  • وهي الشخصية التي تعتمد في قضاء مصالحها على إبراز الشكوى الدائمة وسوء الحظ.

3- الشخصية المقفولة أو الكتومة

  • فعند التعامل مع صاحب هذه الشخصية نجد صعوبة بالغة في فهم ما يدور بخاطره لأنه إنسان مغلق على نفسه لا يتحدث إلا للضرورة القصوى، حيث أنه لا يظهر ردود أفعال واضحة ولا يعبر عن آرائه للآخرين، ومن ثم الاتصال به أمر صعب.

4.أنواع أخري

  • ومن هذه الأنواع من البشر الذي يصعب التعامل معهم الإنسان اللحوح والإنسان المجادل وغيرها من الشخصيات السلبية.

العلاقات الاجتماعية وسيكولوجية الاندماج

لكي تجيد فن التعامل والاندماج مع هذه الفئات الصعبة يجب عليك الاستعانة ببعض الوسائل لسهولة بناء عِلاقة اجتماعية جيدة وهذه الوسائل تعتبر الأسلحة التي يجب أن تتسلح بها اتقاءً لشر هذه الفئات، ومن أهم هذه الوسائل:

1. قوة الكلمات

  • بمعنى انتفاء الألفاظ واستخدامها استخداماً ماهراً حيث إن لكل شخصية مفتاحها.

2.التفاوض

  • وهو يعتبر فن مستقلا بذاته، حيث أنه يعتمد على الحُوَار البناء الذي يهدف إلى الوصول للحلول الإيجابية.

3. الطرفة والمزاح

  • وتعني أن يستخدم الفرد الدعابة والمزاح والفكاهة كوسيلة للوصول إلى الهدف المراد تحقيقه.

إن بناء أي علاقات اجتماعية ناجحة يعتبر فناً من الفنون الاجتماعية الهامة التي تحتاج إلى الممارسة والتدريب والتعلم، ويجب أن نبذل جهدا كبيراً لتعلمه حتي نقدر أن نتكيف مع الآخرين وإزالة الصعوبات التي تقودنا للغضب والتراجع عن تحقيق أهدافنا.

استراتيجيات بناء العلاقات الاجتماعية

هناك بعض النصائح التي يمكن الاعتماد هليها في بناء علاقات مع الآخرين، من خلال اتباع الآتي:

  1. ابدأ علاقاتك الاجتماعية مع المقربين أولا ثم التوسع.
  2. تغلب على خجلك واكتئاب وسارع للبقاء والتواصل مع الآخرين.
  3. عليك البدء في التفاعل مع الآخرين ولا تنتظر أن يبدأ الآخر.
  4. الثقة بالنفس وحب الذات يساعدك على حب الآخرين والتواصل معهم بأريحية.
  5. المحاولة قدر الإمكان في الحفاظ على العلاقات بين الآخرين.
  6. المشاركة الاجتماعية وحضور التجمعات الاجتماعية وكسب أصدقاء جدد.

سيكولوجية العلاقات الاجتماعية

  • إذا كان الأطباء البشريين متفقين علي أن التغذية السليمة هي أساس لصحة الأبدان والمصدر الرئيسي للنمو والطاقة، فإن علماء النفس متفقون على أن العلاقات الحسنة هي أساس صحة النفس ومصدر دعم الطاقة الإيجابية لها.
  • حيث توجد قائمة طويلة بالانحرافات السلوكية التي تظهر نتيجة تكوين العلاقات السيئة.
  • ومن هذه الناحية تظهر أهمية علم نفس في تكوين العلاقات في المجتمع فهذا العلم يهتم بالبحث في تفسير حقيقة العلاقات في المجتمع لدى الأفراد والجماعات حيث يهتم بضبط هذه العلاقات، لقيام عِلاقة اجتماعية إيجابية.
  • فعندما يجد الفرد الإشباع المناسب لحاجته عند انتمائه لجماعة معينة تصبح هذه العِلاقة إيجابية.
  • ومن أهم الحاجات التي يرجو الفرد تحقيقها هي الحاجة إلي الأمن والأمان، الاعتماد والثقة بالنفس، تحقيق الفرد لذاته، الحاجة إلى إرضاء الله,الشعور بالكفاءة وتقدير الذات، الحاجة إلى الحب المتبادل.

أثر وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة على العلاقات الاجتماعية

  • من فضل الله علينا في عصرنا الحاضر أنه توصل الإنسان إلى تطوير وسائل التواصل الاجتماعي التي يسرت نقل المعلومات وسهلت التواصل بين الناس.
  • ورغم أهمية وسائل التواصل الحديثة لا يستطيع أن ينكرها أحد إلا أنها تعتبر سلاح ذو حدين فبعض الناس يرونها نعمة والبعض الآخر ينظر إليها علي أنها نقمة لما لها من آثار سلبية على العلاقات في المجتمع ولا سيما العلاقات الأسرية.

ومن أهم الآثار السلبية التي لهذه الوسائل الحديثة على العلاقات بين الأفراد في المجتمع ما يلي :-

1. العزلة والإدمان:

  • حيث أصبح لكل فرد عالمه الخاص الذي يستطيع تكوينه من أصدقاء في كل أنحاء العالم، حيث يمكث الفرد ساعات غير محدودة أمام وسائل التواصل بعيداً عن الجو الأسري الذي يمتلئ التفاعل والنمو الاجتماعي البناء.
  • ويحل محله جواً مليئاً بالتوتر والانطواء والميل للوحدة والعزلة الاجتماعية فضلا عن الانحرافات الأخلاقية التي تنتج عن تصفح مواقع لا أخلاقية.

2. هشاشة العِلاقة بين أفراد الأسرة:

  • فقد غاب الجو الأسري الذي كان يسوده الحب وتبادل الحديث فيما يتعلق في الشؤون الأسرية الخاصة والعامة فواصل التواصل قربت البعيد وبعدت القريب.

3. فتور العِلاقة الزوجية:

  • كم من بيت كان سعيدا وانهدم وتفكك بسبب وسائل التواصل حيث أثرت على العِلاقة الاجتماعية التي تربط الزوج بالزوجة بسبب انشغال كل فرد منهم بعالم بعيدا عن الآخر.

4. اصطناع الشخصية:

  • وذلك عن طريق اختلاق الفرد شخصية افتراضية تحل محل شخصيته الحقيقية لمحاولة إظهار المستخدم أنه حاضر بصورة دائمة على مواقع التواصل، حيث يتسنى له التلاعب وممارسة أعمال غير مشروعة بواسطة الإنترنت دون أن يكشفه أحد.

5. تراجع زيارة الأقارب:

  • فبسبب إدمان هذه الوسائل قلت الزيارات بين الأقارب حتى في المشاركة في حضور المناسبات الاجتماعية، فأصبحت هذه الوسائل تحل محل التفاعل الاجتماعي مع الرفاق والأقارب المقيمين في نفس البلد.
  • وعلى المحور الآخر نجد أن وسائل الاتصال الحديثة وسعت في العلاقات في المجتمع بين الأفراد المقيمين في الخارج فقد كسرت لهم حاجز البعد المكاني الذي يفصلهم عن بعضهم البعض، مما يجعلهم يشعرون بالقرب النفسي.
العلاقات الاجتماعية لها دورها الفعال في الحياة الاجتماعية ولا سيما بعد التغيرات الكثيرة التي طرأت على المجتمع في السنوات الأخيرة نتيجة التقدم التكنولوجي، مما عمل على تنمية وظهور أشكال جديدة لتلك العلاقات في المجتمع الواحد.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ