كتابة : wafaa
آخر تحديث: 16/10/2022

تعرف على سنن مهجورة بين المسلمين في المعاملات للاستفادة منها

لم يترك الدين الإسلامي أمرا يختلف فيه الأفراد إلا وضع أسس وتعاليم خاصة به، ومع التطور والاحتكاك بين الثقافات، والتغييرات المجتمعية كان له الأثر الكبير في إحداث بلبلة وعدم الثبات على رأي واحد وعدم معرفة الصواب من الخطأ، وكان من شأن ذلك ضرورة الرجوع إلى كتاب الله جل شأنه وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم لمعرفة حكم الدين الإسلامي في الأمر موضوع الخلاف، خاصة أن سنة المولى عز وجل ثابتة لا تتغير بتغير الظروف وهي الصالح للعباد حيث ذكر سبحانه وتعالى ذلك في قوله (سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً)، كما أمرنا بضرورة اتباع السنن وطاعة الله حتى ننال رضا الرحمن، في قوله:" قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم " وسنعرض لكم في موقعكم مفاهيم بعض سنن مهجورة لعلنا نطبقها وتكن لنا القنديل الذي ينير دروبنا.
تعرف على سنن مهجورة بين المسلمين في المعاملات للاستفادة منها

سنن مهجورة عن الدعاء

(وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين)، يعتبر الدعاء من أعظم العبادات التي يقوم بها الفرد:

  • لقد ترك لنا الرسول صلى الله عليه وسلم العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تدل على أهمية الدعاء في حياة الإنسان.
  • وهو بداية صلاح الفرد والحصول على ما يتمنى وبالدعاء قد تتغير الأقدار، خاصة أن الفرد يشعر بالخضوع والتذلل والتقرب إلى الله عز وجل بكل جوارحه.
  • ولقد أمرنا الرسول على ضرورة الدعاء وخاصة أثناء الصلاة وقد أمرنا الرسول بضرورة الإطالة في السجود والدعاء والتكرار والإلحاح.
  • والله عز وجل يحب العبد اللحوح الذي يدعوه مرارا وتكرارا حتى يستجيب ولا يرد الله عبدا مادام رفع يده لمالك الملوك.
  • كذلك ينبغي أن يعي الفرد ضرورة الثقة في الله باستجابة دعاءه، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من لم يسأل الله غضب الله عليه)رواه الترمذي.
  • (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء)رواه مسلم، ففي هذين الحديثين: أهمية الدعاء، وكثرة الدعاء في السجود،

السنة المهجورة الإصلاح بين الناس

لقد حثنا الدين الإسلامي على التحلي بالصفات الحميدة التي تؤدي إلى تقدم المجتمعات وانتشار الرقي في التعاملات ويتضح ذلك في:

  • كثيرا ما يقابلنا أشخاص على خلاف ونزاع فيما بينهما.
  • وينقسم الأفراد إلى فريقين أحدهم يرى ضرورة اتخاذ موقف إيجابي وفض النزاع ومحاولة نشر التصالح فيما بينهما.
  • والآخر يرى أنه لا داعي للتدخل وهذا أمرا غير صحيح.
  • حيث ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أقوال في أمور الإصلاح بين الناس وقال: عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصِّيَامِ وَالصَّلَاةِ وَالصَّدَقَةِ) قالوا: بلى يا رسول الله، قال: (صَلَاحُ ذَاتِ البَيْنِ، فَإِنَّ فَسَادَ ذَاتِ البَيْنِ هِيَ الحَالِقَةُ) رواه الترمذي.
  • والإصلاح من الصفات الجليلة التي ينبغي على الأفراد التمسك بها وتعظيم من شأن المصلح.
  • خاصة أن شخص قرر تخصيص جزء من وقته وجهده وماله في فض النزاع بين المتخاصمين سواء كان صديق وصديقة أو قطيعة رحم أو الخلاف على أمر من الأمور.
  • فمن شأنه أن يبعد فتن الشيطان بين العباد وبالتالي صلاح للأفراد وصلاح للمجتمع ككل.

سنن مهجورة عند الخروج من المنزل

قد يقرر المسلم الخروج من المنزل ولا يعلم ما سيقابله من أحداث، وقد حثنا الرسول صلى الله عليه وسلم بضرورة التحصن من شر فتن الدنيا وفتن الناس والاستعانة بالله والتوكل عليه من أجل تجنب شرور الطريق، وذلك من خلال:

  • أدعية الخروج من المنزل التي حثنا الرسول على ضرورة الاستعانة بها "بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم".
  • «بِسْم اللهِ توكَّلْتُ عَلَى اللهِ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ نَزِلَّ، أَوْ نَضِلَّ، أَوْ نَظْلِمَ، أَوْ نُظْلَمَ، أَوْ نَجْهَلَ، أَوْ يُجْهَلَ عَلَيْنَا».
  • ومن شأن تلك الأدعية تحصين المسلم حتى يعود مرة أخرى إلى منزله معافى من شرور الأنس والشياطين.

سنن مهجورة عن الصلاة

لقد وضع الرسول صلى الله عليه وسلم العديد من السنن التي تهتم بكافة التفاصيل المتعلقة بالصلاة حتى يفصل بين الأفراد بتعاليم ثابتة تعود بالنفع على الأفراد وتحقق لهم رضا المولى عز وجل، ومن السنن التي ينبغي على الأفراد اتبعها التالي:

متابعة الأذان

  • متابعة المؤذن ترديد ما يقول المؤذن، كما حثنا الرسول على ضرورة الاستماع للأذان جيدا وعدم التحدث أثناء الأذان.
  • كما حثنا على استغلال وقت الأذان في الدعاء لعلها تكون ساعة إجابة من المولى عز وجل.

السنن الخاصة بالوضوء

  • هي المبالغة في الاستنشاق في الوضوء والمضمضة والاستنشاق ثلاث مرات بكف واحدة.
  • كما حثنا الرسول على ضرورة الوضوء قبل الاغتسال من الجنابة والضوء إذا أراد الفرد الأكل أو الشرب خاصة بعد الجنابة.
  • كما حثنا الرسول على ضرورة العناية بالنظافة الشخصية وخاصة نظافة الفم.
  • وأكد الرسول على ضرورة استخدام السواك، وفي حديث عن النبي مفاداة أنه لو شق على الأمة لأمرهم بالسواك دبر كل صلاة.
  • كما حث الرجال بضرورة التسوك قبل الدخول إلى المنزل.
  • كما أجاز الدين الإسلامي الصلاة بالنعال ونحوها إذا عُلمت طهارتها، في حالة الصلاة في أماكن عامة مثل الحدائق العامة والمزارع وغيرها.
  • أما في حالة الصلاة في المساجد من المستحب الصلاة بدون حذاء.
  • كما حثنا على الصلاة ركعتين تحية المسجد قبل السلام على الناس.
  • ومن النوافل التي تحقق أرباح للمسلم هي سنة قيام الليل، وهي هدية من المولى عز وجل لعباده يتجلى الله إلى السماء الدنيا في الثلث الثاني من الليل ويقول جل شأنه هل من داعي لأجيبه.
  • وتعتبر صلاة القيام واحدة من أهم النوافل التي تقرب العباد لله عز وجل، من السنن الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم هي رد المصلي السلام بالإشارة .

سنن مهجورة عن آداب الطعام

يعتبر آداب الطعام والشراب من الأمور المهمة التي ينبغي أن يعي بها الفرد جيدا، وهناك سنن مهجورة حول هذا الشآن، وتتمثل تلك السنن في:

  • لقد حثنا الرسول على ضرورة التسمية بداية تناول الطعام فذكر الله أول الطعام يعطي للطعام بركة وفائدة صحية تعود علينا.
  • عن عمرَ بن أبي سلمةَ رضي الله عنه يقولَ: «كُنْتُ غُلَامًا فِي حَجْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَكَانَتْ يَدِي تَطِيشُ فِي الصَّحْفَةِ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «يَا غُلَامُ سَمِّ اللَّهَ، وَكُلْ بِيَمِينِكَ، وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ».
  • وتعتبر التسمية من السنن الواجب القيام بها وفي حالة نسيان ذكرها في بداية الطعام نقول بسم الله أوله وآخره لحديث عائشة رضي الله عنها، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذَا أكَلَ أحَدُكُم فَلْيَذْكُرِ اسْمَ الله فإنْ نَسي أنْ يَذْكُرَ اسْمَ الله في أوَّلِهِ، فَلْيَقُلْ: بِسْمِ الله أوَّلَهُ وَآخِرَهُ ».
  • كما أمرنا بضرورة تناول الطعام من الجهة المقابلة للشخص من الإناء أو الصحن "وكل مما يليك" مع الحرص على التناول من منتصف الصحن فإن البركة تتنزل فيه.
  • كما حثنا الرسول على ضرورة تناول الطعام والشراب باليد اليمني وعدم استخدام الشمال حتى لا يشاركك الشيطان طعامك وشرابك.
  • لحديث عن عبد اللّه بن عُمَرَ رضي الله عنه: أَن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لاَ يَأْكُلَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ بِشِمَالِهِ، وَلاَ يَشـربَنَّ بِهَا، فإِنَّ الشـيطَانَ يَأْكُلُ بِشِمالِهِ وَيَشـربُ بِهَا». قَالَ: وَكَانَ نَافِعٌ يَزِيدُ فِيهَا: «وَلاَ يَأْخُذُ بِهَا وَلاَ يَعْطِي بِهَا»
  • كما أمرنا بضرورة أخذ اللقمة الساقطة، وإزالة ما بها من أذى وتناولها حتى لا يشاركك الشيطان الطعام حتى ولولا بلقمة صغيرة سقطت سهوا منك.
  • لحديث عن جَابِرٍ رضي الله عنه قال: سمعت النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: «إِنَّ الشـيطَانَ يَحْضـر أَحَدَكُمْ عِنْدَ كُلِّ شـيءٍ مِنْ شَأْنِهِ، حَتَّى يَحْضـرهُ عِنْدَ طَعَامِهِ، فَإِذَا سَقَطَتْ مِنْ أَحَدِكُمُ اللُّقْمَةُ فَلْيُمِطْ مَا كَانَ بِهَا مِنْ أَذَىً، ثُمَّ لْيَأْكُلْهَا، وَلاَ يَدَعْهَا لِلشـيطَانِ، فَإِذَا فَرَغَ فَلْيَلْعَقْ أَصَابِعَهُ، فَإِنَّهُ لاَ يَدْرِي فِي أَيِّ طَعَامِهِ تَكُونُ الْبَرَكَةُ»
  • كما حثنا الرسول على لعق الأصابع أي لحسها بطرف اللسان وعدم مسحه يده بمنديل ويمكن القيام بذلك إذا كنت في المنزل عليك بأحياء سنن النبي صلى الله عليه وسلم ولكن في حالة الأكل في الأماكن العامة عليك بمسحها أو غسلها.
  • حتى لا يسخر الآخرين وتكون هناك مكانا لتدخل الشياطين ويدل على ذلك حديث جابر رضي الله عنه عند مسلم: «وَلاَ يَمْسَحْ يَدَهُ بِالْمِنْدِيلِ حَتَّى يَلْعَقَ أَصَابِعَهُ، فَإِنَّهُ لاَ يَدْرِي فِي أَيِّ طَعَامِهِ الْبَرَكَةُ»
  • من سنن الطعام ضرورة أن يأكل الإنسان بثلاث أصابع: الوسطى، والسبابة، والإبهام؛ لأن يدل على التواضع وعدم الشراة في تناول الطعام وأكل ما يكفيك من الطعام.
  • وفي حالة إذا كان الطعام لا يكفي تناوله بثلاث صوابع عليه لا بأس أن يأكل بأكثر، ورد ذلك في حديث كَعْبِ بْنِ مالك رضي الله عنه قال: «كَانَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم يَأْكُلُ بِثَلاَثِ أَصَابِعَ، وَيَلْعَقُ يَدَهُ قَبْلَ أَنْ يَمْسَحَهَا».
  • وكذلك من السنن المستحب القيام بها هي ضرورة عدم التنفس في الإناء وتقسيم الشرب على ثلاث مرات لأن التنفس في الإناء مكروه؛ لحديث أبي قَتادة رضي الله عنه في الصحيحين.
  • قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا شـربَ أَحَدُكُمْ فَلَا يَتَنَفَّسْ فِي الْإِنَاءِ» كما نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن تناول الطعام أو الشراب في آنية من ذهب أو فضة.
  • كما حثنا الرسول على ضرورة إغلاق الأناء جيدا وخاصة في فترة الليل حتى لا يسقط شيء يسبب المرض أو الآلام لصاحب الأناء.
  • قال النَّبي صلى الله عليه وسلم: «غَطُّوا الإِنَاءَ، وَأَوْكُوا السِّقَاءَ، وَأَغْلِقُوا الْبَابَ، وَأَطْفِئُوا السراجَ، فَإِنَّ الشيطَانَ لاَ يَحُلُّ سِقَاءً، وَلاَ يَفْتَحُ بَاباً، وَلاَ يَكْشِفُ إِنَاءً، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ أَحَدُكُمْ إِلاَّ أَنْ يَعْرُضَ عَلَى إِنَائِهِ عُوداً، وَيَذْكُرَ اسْمَ اللّه».
وفي النهاية، علينا الاقتداء بسنن الرسول صلى الله عليه وسلم وتعاليم الدين الإسلامي؛ التي تدعو إلى التآخي والتفاهم بين الأفراد وسن القوانين للبشرية للسير وفقا لها ولا يستطيع أي قانون بشري أن يهتم بالتفاصيل الدقيقة لحياة الإنسان مثلما فعل الدين الإسلامي ونحن المسلمون نمتلك قوة دفاعية تستطيع أن نواجه بها كل الشرور والفتن، إذا طبقنا شرع الله وسنن الرسول صلى الله عليه وسلم، وحاولنا أحياء سنن مهجورة بين الناس.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ