كتابة : wafaa
آخر تحديث: 09/12/2020

أجمل ما كتب أحمد مطر

يعتبر أحمد مطر من الشعراء العرب الثوار الذين استطاعوا أن يحققوا نجاح كبير وجماهيرية عالية من خلال أعمالهم الفنية الرائعة، والتي استطلعت أن تنقل الواقع بطريقة أكثر إبداعا وتميزا.
حيث تطرق مطر إلى الحديث عن كافة الموضوعات التي يهتم بها الناس ،مثل الكتابة عن الحب والغزل والرومانسية في بدايته.
ثم أنتقل إلى مدح النبي صلى الله عليه وسلم وأل البيت ،ثم إنتقل إلى الموضوعات السياسية التي تميز بالجرأة وروعة الأسلوب ونقل آهات الشعوب ،لذلك نقدم لكم أجمل ما كتب أحمد مطر تابعوا معنا.
أجمل ما كتب أحمد مطر

نبذة عن أحمد مطر

ولد أحمد مطر في البصرة "العراق" في منطقة التنومة وبدأ يكتب مطر الشعر وهو في عمر صغير وتميز بالموهبة الرائعة وساعدته بيئته كثيرا في التأثير على كتاباته، حيث كانت منطقة التنومة منطقة ريفية يمتاز أهلها بالبساطة والرقي والتميز.

بالإضافة إلى روعة المكان وأشجار النخيل العالية ،وهذة ما جعله يؤثر على كتاباته ووصف مطر، ولكن كان ينتمي مطر إلى أسرة فقيرة ولم يستطيع أن يكمل دراسته في ظل هذه الظروف.

لذلك قرر تغيير نمط حياته من خلال الإنتقال إلى بغداد حيث يتواجد أخيه الأكبر لإكمال دراسته ،ومن هنا بدأ مطر في كتابة الشعر، وكان يميل في بداية كتاباته إلى الحديث عن الغزل والمرأة والحب والرومانسية.

وكانت هذه البداية هي أكثر برهان على موهبته الرائعة وأسلوبه البسيط في التعبير ونقل الأفكار ،واستمر في الكتابة في هذه الموضوعات لفترة طويلة.

ثم انتقل إلى كتابة شعر عن مولد النبي صلى الله عليه وسلم ومدح الرسول وآل البيت ،وأنتشرت أحداث سياسية كبيرة أثرت على عقل ووجدان مطر وأضطر إلى الكتابة عن السياسة، وتميز أسلوبه بالصراحة وتحريض الشعب ونقل صور واقعية لمأساة الشعوب.

مما كان سبب رئيسي لإنتقاله للسجن وقضي وقت طويل هناك وأثناء تواجده في السجن علم بوفأة شقيقه الصغير، مما أثر على نفسية مطر كثيرا.

ثم قرر مغادرة العراق والتوجه إلى الكويت للعمل هناك وبالفعل عمل محررا ثقافيا في جريدة القبس، واستطاع أن ينشر كتاباته الشعرية التي لاقت إعجاب العديد.

هذا إلى جانب عمله مدرسا في مدرسة خاصة ،ومع اشتداد وتيرة الأحداث السياسية في الكويت استمر في الكتابة في السياسة، حتى تم نفيه إلى لندن ،وهناك قضي مطر الباقي من حياته.

أجمل ما كتب أحمد مطر

تعددت قصائد الشاعر الكبير أحمد مطر وتطرقت إلى مناقشة كافة الموضوعات وخاصة السياسية فهو شاعر ثوري من الطراز الأول ومن أجمل ما كتب أحمد مطر التالي تابعوا معنا:

أبيات شعرية "أصابع النظام"

وأن من حولي بشر،

وأن صوتي بفمي، وفي يدي الطعام،

وأنني أمشي ولا يتبع من خلفي أثر "،

فصاح بي مرتعدا : " يا ولدي حرام،

لقد هزئت بالقدر،

يا ولدي، نم عندما تنام؛

وقبل أن أتركه تسللت من أذني أصابع النظام،

واهتز رأسي وانفجر

قصيدة "البكاء الأبيض"

" كنت طفلا عندما كان أبي يعمل جنديا بجيش العاطلين

لم يكن عندي خدين. قيل لي إن ابن عمي في عداد الميتين وأخي الأكبر في منفاه، والثاني سجين

لكنِ الدمعة في عين أبي سر دفين

كان رغم الخفض مرفوع الجبين. غير أني، فجأة، شاهدته يبكي بكاء الثاكلين!

قلت: ماذا يا أبي؟! رد بصوت لا يبين: ولدي.. مات أمير المؤمنين. نازعتني حيرتي قلت لنفسي: يا ترى هل موته ليس كموت الآخرين؟!

كيف يبكيه أبي، الآن، ولم يبكِ الضحايا الأقربين؟!

ها أنا ذا من بعد أعوام طوال أشتهي لو أنني كنت أبي منذ سنين. كنت طفلًا

.. لم أكن أفهم ما معنى بكاء الفرِحِين

قصيدة"البحث عن الذات"

قال العصفور:

لكي تفعل كل هذا، ينبغي أن تكون عصفوراً مثلي..أأنت عصفور؟

لا أدري..ما رأيك أنت؟

إني أراك مخلوقاً مختلفاً. حاول أن تغني وأن تتنقل على طريقة جنسك.

وما هو جنسي؟

إذا كنت لا تعرف ما جنسك، فأنت، بلا ريب، حمار.

أيها الحمار الطيب..أريد أن ا نهق بحرية مثلك، وأن أتنقّل دون هوية أو جواز سفر، مثلك.

قال الحمار:

لكي تفعل هذا..يجب أن تكون حماراً مثلي. هل أنت حمار؟
ماذا تعتقد؟

قل عني حماراً يا ولدي، لكن صدّقني..هيئتك لا تدلُّ على أنك حمار.
فماذا أكون؟

إذا كنت لا تعرف ماذا تكون..فأنت أكثر حمورية مني ! لعلك بغل.

أيها البغل الصنديد..أريد أن أكون قوياً مثلك، لكي أستطيع أن أتحمّل كل هذا القهر،

وأريد أن أكون بليداً مثلك، لكي لا أتألم ممّا أراه في هذا الوطن.

قال البغل:

كُـنْ..مَن يمنعك؟

تمنعني ذ لَّتي وشدّة طاعتي.

إذن أنت لست بغلاً.

وماذا أكون؟

أعتقد أنك كلب.

أيها الكلب الهُمام..أريد أن ا طلق عقيرتي بالنباح مثلك، وأن اعقر مَن يُغضبني مثلك.

هل أنت كلب؟

لا أدري..طول عمري أسمع المسئولين ينادونني بهذا الاسم، لكنني لا أستطيع النباح أو العقر.

لماذا لا تستطيع؟

لا أملك الشجاعة لذلك..إنهم هم الذين يبادرون إلى عقري دائماً.

ما دمت لا تملك الشجاعة فأنت لست كلباً. إذَن فماذا أكون؟

هذا ليس شغلي..إ عرف نفسك بنفسك

..قم وابحث عن ذاتك. بحثت كثيراً دون جدوى.

ما دمتَ تافهاً إلى هذا الحد..فلا بُدَّ أنك من جنس زَبَد البحر.

أيُّها البحر العظيم..إنني تافه إلى هذا الحد..إ نفِني من هذه الأرض أيها البحر العظيم.

إ حملني فوق ظهرك واقذفني بعيداً كما تقذف الزَّبَد.

قال البحر:

أأنت زَبَد؟

لا أدري..ماذا تعتقد؟

لحظةً واحدة..د عني أبسط موجتي لكي أستطيع أن أراك في مرآتها.. هـه..حسناً، أدنُ قليلاً. أ وو وه..ا للعنة..أنت مواطن عربي!

وما العمل؟

تسألني ما العمل ؟! أنت إذن مواطن عربي جداً. بصراحة..لو كنت مكانك لانتحرت.

إ بلعني، إذن، أيها البحر العظيم.

آسف..لا أستطيع هضم مواطن مثلك

كيف أنتحر إذن؟

أسهل طريقة هي أن تضع إصبعك في مجرى الكهرباء.

ليس في بيتي كهرباء.

ألقِ بنفسك من فوق بيتك.

وهل أموت إذا ألقيت بنفسي من فوق الرصيف؟!

مشرَّد إلى هذه الدرجة ؟! لماذا لا تشنق نفسك؟

ومن يعطيني ثمن الحبل؟

لا تملك حتى حبلاً ؟ أخنق نفسك بثيابك.

ألا تراني عارياً أيها البحر العظيم؟!

إ سمع..لم تبقَ إلاّ طريقة واحدة

إنها طريقة مجانية وسهلة،

لكنها ستجعل انتحارك مُدويّاً.

أرجوك أيها البحر العظيم

.قل لي بسرعة..ما هي هذه الطريقة؟

إ بقَ حَيّـا.

قصيدة " الحسن أسفر بالحجاب "

مفضلتي قمر توشحَ بالسَحابْ

غَبَش توغل, حالما, بفجاجِ غابْ

فجر تحمم بالندى

و أطل من خلف الهضابْ

الورد في أكمامه

ألق اللآلئ في الصد فْ

سُرُج تُرفرفُ في السَدَ فْ

ضحكات أشرعة يؤرجحها العبابْ

و مرافئ بيضاء

تنبض بالنقاء العذبِ من خلل الضبابْ

من أي سِحرٍ جِئت أيتها الجميلهْ ؟

من أي باِرقة نبيلهْ

هطلت رؤاك على الخميلةِ

فانتشى عطرُ الخميلهْ ؟

من أي أفقٍ

ذلك البَرَدُ المتوجُ باللهيبِ

و هذه الشمسُ الظليلَهْ ؟

من أي نَبْعٍ غافِل الشفتينِ

تندلعُ الورودُ ؟

من الفضيلَهْ

! هي ممكنات مستحيلهْ

قمر على وجه المياهِ

يلُمهُ العشب الضئيلُ

وليس تُدركه القبابْ

قمر على وجه المياه

سكونه في الإضطراب

وبعده في الإقترابْ

غَيب يمد حُضورَه وسْطَ الغيابْ

وطن يلم شتاته في الإغترابْ

! روح مجنحة بأعماق الترابْ

وهي الحضارة كلها

تنسَل من رَحِم الخرابْ

و تقوم سافرة

لتختزل الدنا في كِلْمتين

! ( أنا الحِجابْ )

فمالها حُجُبُ النفورْ

نزلت على وجهِ السفورْ ؟

واهًا ...

أرائحة الزهور

تضيرُ عاصمة العطورْ ؟

أتعف عن رشْفِ الندى شَفَةُ البكورْ ؟

!أيضيق دوح بالطيورْ ؟

!يا للغرابة

_ لا غرابهْ

أنا بسمة ضاقت بفرحتها الكآبهْ

أنا نغمة جرحت خدود الصمت

وازدريت الرتابهْ

أنا وقدة محت الجليد

وعبأت بالرعب أفئدة الذئابْ

أنا عِفة وطهارة

بينَ الكلابْ

الشمس حائرة

بغير مرسى

الليلُ جن بأفقها

!والصبحُ أمسى

والوردة الفيحاء تصفعها الرياح

و يحتويها السيل دَوْسا

والحانة السكرى تصارع يقظتي

و تصب لي ألما ويأسا

سأغادرُ المبغى الكبيرَ ولست آسى

!أنا لستُ غانية وكأسا

نَعلاكِ أوسعُ من فرنسا

نعلاكِ أطهرُ من فرنسا كلها

جَسَدًا ونفْسا

نعلاك أجْملُ من مبادئ ثورةٍ

ذُكِرَتْ لتُنسى

مُدي جُذورَكِ في جذورِكِ

واتركي أن تتركيها

قري بمملكةِ الوقارِ

وسَفهي الملِكَ السفيها

هي حرة ما دامَ صوتُكِ مِلءَ فيها

وجميلة ما دُمتِ فيها

هي مالَها من مالِها شيء

سِوى سِيدا بَنيها

هي كلها ميراثُكِ المسروقُ

أسفلت الدروبِ,

حجارةُ الشرفاتِ ,

أوعيةُ المعاصِرْ

النفطُ ,

زيتُ العِطرِ ,

مسحوقُ الغسيلِ ,

صفائحُ العَرباتِ ,

أصباغُ الأظافرْ

خَشَبُ الأسِرةِ ,

زئبقُ المرآةِ ,

أقمشةُ الستائِرْ

غازُ المدافئِ ,

مَعدنُ الشَفَراتِ ,

أضواءُ المتاجرْ

وسِواهُ من خيرٍ يسيلُ بغيرِ آخِرْ

هي كلها أملاكُ جَدكِ

في مراكشَ

أو دمشقَ

أو الجزائِرْ

هي كلها ميراثك المغصوبُ

فاغتصبي كنوزَ الإغتصابْ

زاد الحسابُ على الحسابِ

وآنَ تسديدُ الحسابْ

فإذا ارتضتْ..أهلاً

و إنْ لم ترضَ

فلترحَلْ فرنسا عن فرنسا نفسِها

إن كانَ يُزعجُها الحجابْ

فلترحَلْ فرنسا عن فرنسا نفسِها

إن كانَ يُزعجُها الحجابْ.

وفي النهاية، توجدالعديد من الأبيات العظيمة لشاعر أستطاع كسر كلحدود السياسة والأمور الحياتية، وتطرق إلى نقل الواقع بأسلوب السهل الممتنع، وأعتمد على الصور الجمالية المتجددة في كل قصيدة شعرية ينسجها ،لذلك ينبغي التعرف على أبياته الشعرية المختلفة .

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ