أهمية تنظيم الوقت وإدارته
مظاهر عدم الاهتمام بالوقت في مجتمعنا
يبدو في مجتمعنا الكثير من مظاهر الإسراف في الوقت وإهداره، على الرغم من أن هناك بعض المجتمعات تحافظ كثيراً على الوقت وتستغله أفضل استغلال.
ففي بعض البلدان كاليابان والصين يحافظون على الوقت بشكل كبير فيعلمون أطفالهم النظام ويعلموهم قيمة الوقت كما أنهم يضعون خطط لحياتهم اليومية فنجد ذلك واضحاً في تقدمهم ونجاحهم في الحياة وسط المجتمعات.
ومن مظاهر عدم الاهتمام بالوقت ما يلي:
- قضاء الشباب أوقاتاً كثيرة على المقاهي فنجد أن بعض الشباب يذهبون يومياً للمقهى ويجلسون بالساعات لشرب الشيشة أو السجائر أو غيرها مما يهدر الوقت ويضر أيضاً بالصحة نتيجة تناول المنبهات والتدخين الضار بالصحة.
- بعض النساء يجلسون على أبواب المنازل يحكون ويتحاكون في قصص لليس لها أي أهمية مما يهدر من وقتهم ويعرضهم للذنوب بسبب غيبتهم لأحدى النساء لأن عند بعض النساء عادة الغيبة والنميمة.
- كثير من الأسر يذهبون يومياً لقضاء نزهة يضيعون فيها معظم وقتهم ولكن الحقيقة أن الحياة ليس فيها كل هذا الوقت ليهدر الإنسان أربع أو خمس ساعات يوميا في التنزه.
- قضاء الشباب والفتيات الكثير من الأوقات في ألعاب الهواتف المحمولة وألعاب الكمبيوتر وغيرها.
- إهدار الوقت في النوم على الرغم من أهمية النوم لصحة الإنسان ولكن يجب ألا يزيد عن ثمان ساعات والأفضل أن يكون ست ساعات يومياً لأن عقل الإنسان يستريح بمجرد النوم لستة ساعات فقط، أما النوم عشر أو اثنى عشر ساعه وأكثر يعتبر إهدار للوقت وتضييع لحياة الإنسان وسوف يحاسب الله على ذلك.
مفهوم إدارة وتنظيم الوقت
يمكن أن نوضح مفهوم إدارة وتنظيم الوقت بأنه عمل الإنسان على استغلال وقته الاستغلال الأمثل بما يتناسب مع مصلحته وحياته، حيث يعمل الشخص على ترتيب حياته ومعرفة واجباته وأعماله وأولوياته.
من خلال وضع خطة ونظام يتم تحديد فيه المهام الأساسية التي يجب أن يتمها الشخص يومياً ثم الأعمال الثانوية وفقاً للأولويات بحيث يجعل الشخص يومه كافي لجميع الأعمال المطلوبة منه والأعمال المفضلة لديه.
ماهي أهمية تنظيم الوقت؟
تنظيم الوقت هو عملية هامة جداً لراحة الإنسان ولعدم تراكم الأعمال عليه حيث تعود فائدة تنظيم الوقت على الفرد والمجتمع وتكون أهمية تنظيم الوقت كالآتي:
رضى الله عز وجل
إن الله سبحانه وتعالى يحاسبنا على أعمالنا في الحياة الدنيا فيحاسبنا على الخير والشر وعن العمر وفيما قضيناه.
حيث أن هناك حديث عن سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام يقول ( لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع عن عمره فيما أفناه وعن جسده فيما أبلاه وعن علمه ماذا عمل فيه.
وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه) صدق رسول الله، ولقد ذكر في الحديث الوقت أول شيء نظراً لأهميته.
لذلك فإن العبد الصالح الذي يتصرف بشكل صحيح ويحافظ على وقته يحبه الله ويرضى عليه ونجد أن الله يرزقه في الدنيا والآخرة.
المنظم لوقته يستطيع التوفيق بين عمله وحياته الشخصية
الشخص الذي ينظم وقته من خلال التفكير في خطط جيدة سوف يؤدي عمله على أكمل وجه كما يمكنه أيضاً أن يعمل كل ما يتمناه من أعمال سواء كانت هوايات أو عمل إضافي أو جلوسه مع أهله.
وتعليمهم أشياء نافعة وغيرها من الأعمال التي تكون هامة للكثير من الناس.
تحقيق الإنسان لأهدافه في الحياه
لتنظيم الوقت أهمية كبيرة في إنجاز الفرد لأعماله ومن ثم شعوره بالراحة في حياته لأنه يحقق أهدافه وبالتالي فهو يكتسب ثقة كبيرة في نفسه ويشعر بالسعادة والراحة النفسية نظراً لتحقيق أهدافه فيصبح إنسان عظيم وله قيمة كبيرة.
قضاء واجباته في وقتها المحدد
عندما ينظم الإنسان وقته فإنه ينجز واجباته بسهولة وسرعة في أوقاتها المحددة فيكون سعيد بذلك كما أنه يسعد من هم حوله في الأسرة لأن الإنسان عندما يكون ناجح في حياته فإنه يسعد نفسه وأهله.
كما يكون أيضاً قدوة لأشخاص كثيرون في المجتمع.
استفادة الشخص من جهوده على أكمل وجه ممكن
أي إنسان يبذل جهد في حياته سواء كان هذا الجهد له قيمه أو ليس له قيمه، بمعنى أن الإنسان المنظم لوقته يبذل جهد ولكن في أشياء نافعة أما الشخص المهدر لوقته فإنه يبذل أيضاً جهد.
ولكن في أشياء غير نافعة أو ضارة، بمعنى أن الشخص الذي يهدر وقته لا يستفيد بعائد هام كالمال مثلاً فلا يكسب أموال، أما الشخص المنظم لوقته فإنه يستفيد من جهده بشكل كبير.
فيكسب أموالاً كثيرة أو يكسب مجد وشهرة وسمعة طيبة بين الناس.
النجاح في العمل أو الدراسة أو الحياة الزوجية
حيث أن الشخص الذي ينظم وقته إن كان طالب في الدراسة فإنه يحقق رضا أهله عليه كما يسعد به المعلمون ويكرمونه دائما، أما الشخص الذي يعمل مثلاً في مهنة أو وظيفة فإنه يحقق رضا رؤساء العمل.
كما أنه يجني أموالاً كثيرة وخاصة إن كان عمله يعتمد على مجهوده، أما الشخص المتزوج سواء كان رجلاً أو امرأة فإنه يكون أب وزوج ناجح وقدوة لأطفاله.
أو أم ناجحة ومرتبة ومنظفة لبيتها وقدوة حسنة لبناتها، وبالتالي فإن تنظيم الوقت يحقق النجاح في جميع مجالات الحياة.
أداء العمل بإتقان والتركيز فيه
تنظيم الوقت يجعل الشخص صافي الذهن وخالي من الضغوطات والتوترات مما يجعل الفرد يؤدي عمله بأفضل صورة ممكنة وبأفضل أداء ممكن.
الاستفادة من الوقت الإضافي
في حالة تنظيم الوقت يستطيع الشخص أن ينجز أعماله كلها ثم يجد متسعاً من الوقت للاستمتاع بهواياته وأنشطته المرغوبة على عكس الشخص المهدر لوقته فلا يجد وقت للأنشطة الترفيهية وبالتالي فإنه يظل في قلق وملل دائم.
المحافظة على الصلوات الخمس
لقد جعل الله سبحانه وتعالى الصلاة لراحة الإنسان البدنية والذهنية وللتعبد والتقرب إلى الله والبعد عن المنكرات لأن الصلاة تتعارض مع المنكر فإن صلى الإنسان صلاة صحيحة ابتعد عن المنكرات وعاش حياته بطريقة صحيحة.
ولتنظيم الوقت أهمية كبيرة في الحفاظ على صلاة الإنسان في ميعادها لأن تنظيم الوقت يجعل الإنسان يستيقظ مبكراً وينام مبكراً.
وبالتالي يستيقظ لأداء صلاة الفجر ثم يقول أذكار الصباح ويقرأ بعض الآيات من كتاب الله ثم يؤدي أعماله في الصباح الباكر وينتهي منها أيضاً مبكراً ويأتي أوقات الصلوات فيصلي في وقت الآذان ويشعر بسعادة كبيرة تجاه هذا النظام المريح له.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_4320