التواضع يجلب لصاحبه ما لا يجلبه المال

التواضع يجلب لصاحبه ما لا يجلبه المال؟
الإجابة هي: صواب.
أولاً: ما هو التواضع؟
التواضع هو خُلق كريم يعني خفض النفس عن التكبر، واحترام الناس، وعدم الترفع عليهم بالمال أو الجاه أو العلم. وهو أن ترى نفسك كغيرك من الناس، فلا تتعالى ولا تحتقر أحدًا. قال تعالى: "ولا تمشِ في الأرض مرحًا إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولًا" (سورة الإسراء: 37)
التواضع لغويا هو:
التواضع في اللغة مأخوذ من الفعل وَضَعَ، ويعني الخضوع ولين الجانب وعدم التكبر، ويُقال:
- تَوَاضَعَ فلانٌ أي خفض نفسه عن الترفع.
- رجلٌ متواضع أي لا يرى لنفسه فضلًا على غيره.
من المعاجم: قال ابن منظور في لسان العرب: "التواضع ضد التكبر، وهو إظهار الخضوع ولين الجانب."
التواضع اصطلاحًا هو:
خُلقٌ كريمٌ يحمل الإنسان على احترام الآخرين، وخفض جناحه لهم، وعدم الافتخار عليهم بالمال أو الجاه أو النسب أو العلم، وقال بعض العلماء: "التواضع هو أن تقبل الحق من أي إنسان، صغيرًا كان أو كبيرًا، وأن تعامل الناس بما تحب أن يُعاملوك به.
ثانيًا: سمات المتواضع
- يحترم الجميع مهما كانت مكانتهم.
- يعترف بفضل الآخرين ولا ينسب الفضل لنفسه.
- يقبل النصيحة ويشكر من ينصحه.
- لا يتفاخر بما يملك من مال أو علم أو جاه.
- يبدأ بالسلام ويبتسم في وجه الآخرين.
ثالثًا: التواضع في الإسلام
التواضع من أعظم الأخلاق التي دعا إليها الإسلام، فقد قال النبي ﷺ: "ما تواضع أحد لله إلا رفعه الله" (رواه مسلم) أي أن الله يرفع قدر من يتواضع، فيُحبه الناس ويُكرمه الله في الدنيا والآخرة.
أهمية التواضع في الإسلام
- سبب لرفعة الدرجات: قال النبي ﷺ: "ما تواضع أحد لله إلا رفعه الله."— (رواه مسلم) أي أن من يتواضع لله يرفع الله مكانته بين الناس ويزيده قدرًا وشرفًا.
- من صفات الأنبياء والصالحين: كان النبي ﷺ أكثر الناس تواضعًا رغم علو مكانته، فقد كان يجلس بين أصحابه كواحدٍ منهم، ويخدم نفسه، ويقول: "إنما أنا عبد، آكل كما يأكل العبد، وأجلس كما يجلس العبد."
- يحقق المحبة والوئام بين الناس: فالمتواضع قريب من القلوب، محبوب بين الناس، بخلاف المتكبر الذي ينفر منه الجميع.
- علامة الإيمان الكامل: لأن المتواضع يعلم أن الكبر لا يليق إلا بالله، قال تعالى: {ولا تمش في الأرض مرحًا إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولًا}(الإسراء: 37).
نماذج من تواضع النبي ﷺ
- كان ﷺ يزور المرضى والفقراء ويجلس معهم ويأكل مما يأكلون.
- في يوم فتح مكة، دخلها وهو مطأطئ الرأس تواضعًا لله رغم نصره.
- كان يخصف نعله ويرقع ثوبه بنفسه دون تكبّر.
رابعًا: ثمرات التواضع في حياة المسلم
- محبة الله والناس.
- صفاء القلب وسلامة النفس من الغرور.
- نيل الاحترام والمكانة بين الناس.
- اكتساب الأجر العظيم عند الله.
خامسًا: أمثلة وقصص عن التواضع
- النبي ﷺ كان يجلس بين أصحابه كأحدهم، حتى إن الغريب لا يعرفه من بينهم.
- كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يحمل قِربة الماء على كتفه، فيُقال له: أنت أمير المؤمنين! فيقول: "جاءني وفد العجم فوجدت في نفسي كِبرًا، فأحببت أن أذله."
- أحد العلماء رأى الناس يقومون له احترامًا، فقال: "لو عرفتم من أنا لما فعلتم."
سادسًا: أمثلة من حياتنا اليومية
- الطالب المتفوق الذي يساعد زملاءه في الدراسة دون أن يتباهى.
- الغني الذي يعامل الفقير بلطف ويجالسه.
- المسؤول الذي يزور موظفيه ويسأل عن أحوالهم.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_21699