كتابة : نور حامد
آخر تحديث: 29/09/2022

الزلازل والوطن العربي بين الخفيفة والمدمرة.. لماذا تحدث الزلازل؟

يشغل موضوع الزلازل والوطن العربي بال الكثير من أهل العلم وعامة الناس على حد سواء وذلك لعدة أسباب، إذ تعد المنطقة العربية من المناطق التي تشهد زلازل خفيفة إلى متوسطة الشدة، عكس الزلازل التي تحدث في القسم الشرقي من القارة الآسيوية. فما هو السر الذي يجعل المنطقة العربية أكثر أمانًا من غيرها فيما يتعلق بموضوع الزلازل؟ وكيف تحدث الزلازل أساسًا وما هي أسبابها؟ وما هي التصرفات الصحيحة التي يجب أن نقوم بها عند وقوع زلزال لا سمح الله، إجابة كل تلك الأسئلة وأكثر سنجدها في هذا المقال عبر مفاهيم. إذ سنلقي نظرة أقرب على كل ما يتعلق بالزلازل، ونتحدث بشكل مفصل عن الزلازل في الوطن العربي.

ما هو الزلزال؟

يمكن تعريف الزلزال بشكل عام بأنه:

  • أي اهتزاز مفاجئ يحدث للأرض وهو التعريف البسيط. في حين نجد أن التعريف الأكثر دقة هو أن الزلزال عبارة عن ظاهرة طبيعية تؤدي إلى كوارث في درجاته الكبيرة، وهو ناتج عن تحرير شكل من أشكال الطاقة داخل قشرة الأرض.
  • ما يسبب حدوث تصدع بين كتل الصخور المختلفة فتنزلق بشكل مفاجئ.وعليه تحدث الزلازل على طول الصدوع الجيولوجية وهي المناطق الضيقة تتحرك عندها الصفائح التكتونية.
  • إذ تقع تلك المناطق عند أطراف الصفائح التكتونية الضخمة التي تشكل القشرة الأرضية، الأمر الذي يفسر مبدئيًا حدوث زلازل في أماكن معينة دون غيرها.
  • من ناحية أخرى، يعرف العلم المتخصص بدراسة الزلازل باسم seismology، وهو علم يختص بدراسة وتحليل أسباب وطرق وأماكن وقوع الزلازل. ولا يعد هذا العلم قديمًا بين العلوم.
  • إذ ظهر في بداية القرن العشرين. ليكون العلم الذي بفضله يحدد الخبراء أماكن وتوقعات حدوث الزلازل على الأرض، فالزلزال كارثة حقيقية وقد أسفرت عن مقتل ملايين الناس خلال القرون الماضية.

الزلازل

لماذا تحدث الزلازل؟

تحدثنا في البداية عن حدوث الزلزال نتيجة تحرير طاقة على شكل موجات اهتزازية عبر طبقات الأرض، وهي استجابة لتشوهات وتراكمات للضغط على مدى فترات طويلة جدًا. ويأتي مرور تلك الموجات عبر طبقات الأرض بسرعات مختلفة تأثرًا بالكثافة، وصولًا إلى أهم جزء لدينا وهو الصفائح التكتونية.

يوجد في الطبقة الخارجية للأرض حوالي 15 لوحًا هي الصفائح التكتونية، وهي التي تشكل الغلاف الصخري للأرض. وتتحرك تلك الصفائح بالنسبة لبعضها بحركة بطيئة عادةً بحيث لا تتجاوز بضع سنتيمترات في السنة الواحدة، وهو أمر يسبب بدوره تشوهات تسبب حدوث الزلازل بعد فترة من الزمن. وقد لاحظ الخبراء من دراسة تلك الصفائح أن مواقع حدوث الزلازل مرتبطة بحدود الصفائح التكتونية بصورة رئيسية.

إلا أن السؤال الرئيس هنا هو: لماذا تتحرك الصفائح التكتونية في الأساس؟ وهنا دعني أخبرك عن ثلاث قوى مسؤولة عن تلك الحركة وهي:

  • تيارات الحمل الحراري التي تحدث في الوشاح
  • قوى انزلاق الجاذبية أو قوى دفع التلال
  • قوى سحب الألواح

أنواع الزلازل

يوجد ثلاثة أنواع رئيسية يمكن أن تصنف الزلازل، إذ يمكن أن نعتمد في هذا التصنيف على السبب الذي ساهم في حدوث الهزة الأرضية في الأساس. لذلك سنلقي نظرة أقرب على هذه الأنواع فيما يلي:

الزلازل التكتونية

  • تحدثنا في الفقرة السابقة عن الصفائح التكتونية، ورأينا أنها تتحرك ببطء وبصورة تدريجية. إذ تحدث تلك الحركة بعدة اتجاهات، فقد تتحرك الصفائح باتجاه بعضها البعض أو تبتعد عن بعضها، في حين من المحتمل أن تنزلق وتصدم مع بعضها. وهنا تحدث هزة قوية مختلفة شدة عند حدوث ذلك الانزلاق، وهو ما يطلق عليه اسم الزلزال التكتوني.
  • ويعد هذا النوع من الزلازل من أكثر الأنواع شيوعًا وحدوثًا حول العالم، مع الإشارة إلى أنها قد تكون شديدة أو خفيفة. في حين تعتبر الزلازل التكتونية السبب الرئيسي وراء كل زلزال مدمر حدث على سطح كوكب الأرض. وعليه يستطيع هذا النوع من الزلازل تدمير مدن بحالها خلال دقائق قليلة.

الزلازل البركانية

  • نشير بالزلازل البركانية إلى تلك الهزات الأرضية التي تحدث عادةً قبل أو بعد ثوران البراكين. إذ يحدث هذا النوع من الزلازل بشكلين، هماالزلازل البركانية طويلة الأمد والزلازل البركانية التكتونية، إذ تحدث الأخيرة مباشرةً بعد ثوران البركان.
  • أما السبب لحدوث هذا النوع من الزلازل فهو حركة الصخور لملء الفراغ الذي يتركه ورائه انفجار الصهارة. وقد تسد الصهارة فتحات البراكين ما يؤدي لتولد ضغط هائل لا يمكن تحمله، فيقع زلزل شديد القوة حينها.

الزلازل الانفجارية

  • تحدث هذه الزلازل عادة بفعل الإنسان لا الطبيعة على عكس النوعين السابقين. إذ شهد العالم عدة تجارب على هذا النوع من الزلازل، التي حدثت نتيجة التجارب النووية. كتلك التي قامت بها الولايات المتحدة الأمريكية خلال ثلاثينيات القرن الماضي.

آثار الزلازل

تعتبر الزلازل من أكثر الكوارث الطبيعية التي تسبب أضرارًا جسمية وخسائر في الأرواح والمعدات، إذ تركت الزلازل التي حدثت عبر الزمن خلفها الآثار التالية:

  1. أضرار في المباني: تعمل الزلازل القوية على تدمير مباني بأكملها، وهو الخطر الرئيسي المرعب عند حدوث الزلازل، إذ يسبب سقوط القطع الثقيلة إلى موت الناس في طبيعة الحال.
  2. أضرار في البنية التحتية: غالبًا ما تترافق الزلازل مع انقطاع الكهرباء نتيجة سقوط أسلاك الكهرباء، التي تشكل بدورها خطرًا على البشر في حال تسببت في صواعق كهربائية. كما تسبب الزلازل القوية تدمير خطوط المياه والغاز، فتؤدي الأخيرة إلى حدوث حرائق وانفجارات خطيرة.
  3. حدوث الفيضانات: تعد الفياضانات من أكثر المرافقات للزلازل، إذ تؤدي الزلازل الشديدة إلى تحطم السدود وانهيارها وبالتالي حدوث الفيضانات التي تساهم في زيادة الخسائر في الأرواح.
  4. موجات تسونامي: تحدث تسونامي عادةً عندما ينشأ زلزال تحت سطح البحر، وهي حادثة خطيرة تسبب كوارث كبيرة. وهنا نتذكر مع بعضنا التسونامي المدمر الذي حدث في اليابان عام 2011، وتجاوزت خسائره 18000 قتيل.

طبيعة الزلازل والوطن العربي

لا يمكن أن نعتبر المنطقة العربية بعيدة عن خطر حدوث الزلازل، إذ تقسم مناطق حدوث الزلازل إلى عدة أحزمة تقع الكثير من الدول العربية ضمنها، على سبيل المثال:

  • تقع بلاد الشام ومصر ودول المغرب العربي على حزام التلاقي بين أوروبا وإفريقيا. إلى جانب حزام الأخدود الأفريقي الشرقي الذي يضم الدول السابقة مع سلاسل جبال غرب البحر الأحمر. ما ساهم في نشوء علاقة بين الزلازل والوطن العربي.
  • وبذلك نجد أن النشاط الزلزالي يضم قسمًا كبيرًا من الدول الشمالية في الوطن العربي، فهي معرضة لعدة أنواع من الزلازل ذات الأنواع المختلفة والشدات المنوعة. وعلى الرغم من ذلك.
  • فقد شهدت الدول العربية زلازل مدمرة لا يمكن نسيانها، مثل زلزال ولاية الشلف في الجزائر عام 1954 بقوة سبع درجات على مقياس ريختر، إذ خلف حوالي 1500 قتيل إلى جانب تدمير جزء كبير من المدينة. وهذا يبين طبيعة علاقة الزلازل والوطن العربي التي لا تخلو تمامًا من الهزات الأرضية المدمرة.
  • وبالحديث عن الزلازل والوطن العربي نتذكر زلزال 1992 الذي ضرب القاهرة والجيزة في جمهورية مصر العربية، الذي استمر لمدة دقيقتين ونصف وسجل 5.6 درجات على مقياس ريختر. وبالانتقال إلى بلاد الشام، نذكر الهزات الأرضية التي ضربت لبنان عام 1956 وأسفرت عن مئات القتلى وتدمير حوالي 6000 منزل.
ختامًا، تعد حكاية الزلازل والوطن العربي طويلة وقديمة ومأساوية، كقصة أي زلزال يحدث في العالم. إلا أن حظنا الجيد يكمن في قلة حدوث الزلازل المدمرة نظرًا لابتعاد منطقتنا العربية عن حزام الخطر. وفي كل الأحوال لا نسأل الله رد القضاء إنما اللطف فيه.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ

المراجع