ما حكم قول جمعة مباركة؟ وما هو الرد عليها؟

التهنئة بيوم الجمعة
تبادل الدعوات والعبارات الطيبة بين الناس في يوم الجمعة، إما كتابةً أو شفهيًا أو عبر الرسائل، بهدف نشر المحبة والتذكير بفضل هذا اليوم عند المسلمين، والسبب وراء ذلك يتمثل فيما يلي:
1. فضل يوم الجمعة
- يوم الجمعة له مكانة خاصة في الإسلام، فهو عيد الأسبوع وفيه ساعة استجابة للدعاء، كما أنه يوم اجتماع المسلمين لصلاة الجمعة وسماع الخطبة.
2. المكانة الدينية ليوم الجمعة
- يوم الجمعة هو عيد الأسبوع للمسلمين، وفيه ساعة استجابة للدعاء كما ورد في الأحاديث، وفيه صلاة الجمعة التي تجمع المسلمين وتذكّرهم بالله.
3. نشر الألفة والمودة
- التهنئة وسيلة للتواصل الإيجابي بين الناس، وهو تعبير عن الاهتمام والدعاء للآخرين بالخير والبركة.
4. التذكير بالفضائل
- تذكير بأهمية هذا اليوم واغتنامه في العبادة والدعاء، وتحفيز على قراءة سورة الكهف، والإكثار من الصلاة على النبي ﷺ، وأعمال الخير.
ما حكم قول جمعة مباركة؟
قول "جمعة مباركة" حكمه عند أهل العلم أنه جائز إذا كان على سبيل الدعاء والتهنئة، وليس باعتقاد أنه سُنّة ثابتة عن النبي ﷺ.
- لم يثبت عن النبي ﷺ أو الصحابة أنهم كانوا يخصّون يوم الجمعة بعبارة "جمعة مباركة".
- لكن العلماء المعاصرون قالوا: لا حرج في قولها لأنها من باب الدعاء والكلمة الطيبة، ولا تُعد بدعة إذا لم يعتقد قائلها أنها عبادة أو سنة مؤكدة.
هل يجوز قول جمعة مباركة ابن باز؟
نعم، الشيخ ابن باز رحمه الله يرى أنه يجوز قول "جمعة مباركة" إذا كانت بقصد الدعاء وليس على أنها سُنّة ثابتة.
نص فتواه:
"لا أعلم بأسًا أن يقول المسلم لأخيه يوم الجمعة أو غيره: جمعة مباركة، إذا قصد الدعاء، ولكن ليس على أنه سنة ثابتة."
هل يجوز قول جمعة مباركة بن عثيمين؟
الشيخ ابن عثيمين رحمه الله كان أكثر تحفظًا من ابن باز في هذه المسألة هو قال إن قول "جمعة مباركة" ليس مشروعًا لأن النبي ﷺ وأصحابه لم يفعلوه، ولأن تخصيص يوم الجمعة بتهنئة لم يرد به دليل.
من فتواه:
"ليس مشروعًا أن يقال: جمعة مباركة، أو ما أشبه ذلك، لأن ذلك لم يرد عن النبي ﷺ ولا عن أصحابه، ولو كان خيرًا لسبقونا إليه. لكن إن قالها أحيانًا على وجه الدعاء من غير التزام، فلا بأس."
الخلاصة عند ابن عثيمين:
- الأصل: غير مشروع تخصيص الجمعة بتهنئة.
- الاستثناء: لا بأس بها أحيانًا على سبيل الدعاء العابر، من غير عادة ولا التزام.
ما حكم قول جمعة مباركة في المذاهب الاربعة
لم يُذكر حكم "قول جمعة مباركة" بوضوح في كتب الفقه الأربعة (الحنفي، المالكي، الشافعي، والحنبلي)، إلا أن الموقف العام لدى أهل العلم من التسامح بالقول في بعض الحالات. وفيما يلي عرض دقيق عن الآراء المستندة إلى الأدلة الشرعية، مع تحليلي لها:
لا توجد ذكر صريح في كتب الفقه الأربعة لهذا الحكم، لكنها تتبع المبدأ العام: "كل ما لم يرد به نص لم يُشرع". والقول ينطبق في جميع المذاهب الأربعة.
- غير مشروع كسُنّة ثابتة، لعدم ورودها عن النبي ﷺ أو الصحابة.
- لا تُعد بدعة إن قيلت من غير قصد التعبد، أي دعاء أو تهنئة لا أكثر.
- ولكن إذا وُضِع الاعتقاد بأنها سنة أو عبادة، فقد تُعد بدعة قبيحة.
- والخلاصة: لا يُشترط أو يُلزم قول أو تبادل "جمعة مباركة"؛ فهي ليست سنة شرعية.
- جائز أحيانًا كدعاء أو تهنئة خفيفة بين المسلمين بدون نية التشريع أو الالتزام.
- الأفضل أن يُتجنب استخدامها بانتظام حتى لا يُفهم أنها من السنن أو العبادات المؤكدة.
ما حكم قول جمعة مباركة دار الإفتاء
دار الإفتاء الأردنية بيّنت أن قول عبارة "جمعة مباركة" جائز شرعًا ولا حرج فيه، إذا كان على سبيل الدعاء أو التهنئة بين المسلمين، لأنه يدخل في باب الكلمة الطيبة والدعاء بالخير.
لكنها وضحت شرطين مهمين:
- ألا يُعتقد أنها سنة عن النبي ﷺ أو عبادة مخصوصة بيوم الجمعة.
- أن تُقال من باب الدعاء العام، مثل الدعاء بأي خير في أي وقت.
نص كلامهم:
"لا حرج في الدعاء أو التهنئة بيوم الجمعة، مثل قول: جمعة مباركة، إذا كان القصد الدعاء، ولا ينبغي اعتقاد أن هذه العبارة سنة ثابتة، إذ لم يثبت عن النبي ﷺ أو الصحابة."
حكم قول جمعة مباركة صالح الفوزان
حكم قول "جمعة مباركة" بحسب الشيخ صالح الفوزان:
- الإمام صالح بن فوزان الفوزان يرى أن التهنئة بيوم الجمعة بعبارات مثل "جمعة مباركة" أو "بارك الله في جمعتكم" تُعد بدعة غير مشروعة، لأنها لم ترد عن النبي ﷺ أو الصحابة رضي الله عنهم، ولم يعتد بها السلف في تعظيم هذا اليوم.
ملخص الفقرة الفقهي: "ما كان السلف يهنئ بعضهم بعضًا يوم الجمعة، فلا نحدث شيئًا لم يفعلوه." — الشيخ صالح الفوزان
حكم قول جمعة مباركة الألباني
الشيخ الألباني رحمه الله يرى أن قول "جمعة مباركة" غير مشروع، لأن ذلك لم يرد عن النبي ﷺ ولا عن الصحابة، وتخصيص الجمعة بهذه التهنئة يدخل في باب البدع الإضافية.
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" (6/85) "تخصيص يوم الجمعة بتهنئة أو عبارة معينة مثل (جمعة مباركة) ليس له أصل في الشرع، فهو من المحدثات."
الخلاصة عند الألباني:
- الأصل: لا يُشرع تخصيص يوم الجمعة بتهنئة.
- السبب: لم يثبت عن السلف ولا عن النبي ﷺ.
- الحكم: يُعد من البدع الإضافية إذا التزم به الناس أسبوعيًا.
- الاستثناء: الدعاء العام في أي يوم، بما فيه الجمعة، جائز بلا تخصيص.
حكم قول جمعة مباركة عثمان الخميس
أن الشيخ عثمان الخميس يتناول مسألة قول "جمعة مباركة" باعتبارها نوعًا من التهنئة الخاصة بيوم الجمعة، ويشير ضمنيًا إلى أن:
- الجمعة يوم مبارك ومحترم، لكن تخصيص يوم الجمعة بعبارة محددة مثل "جمعة مباركة" لم يرد عن النبي ﷺ أو السلف.
- مثل هذه العبارات ليست سنة مؤكدة ولا واردة عن السلف الصالح.
- لذا، فإن المداومة عليها وتعميم استخدامها، لا تعد أمرًا مشروعًا شرعًا؛ إذ لا سند لها من الشرع.
لذا، الحكم العام المستخلص من كلامه في الفيديو: قول "جمعة مباركة" بصفة رسمية ومتكررة يوم الجمعة غير مشروع لأنه يندرج ضمن الإحداث الحديثة دون دليل، ورأيه يتماشى مع منهج علماء مثل الشيخ ابن عثيمين والفوزان، القائلين بأن:
- التخصيص بشيء غير وارد (كالتهنئة الخاصة ليوم الجمعة) لا يُعد مشروعًا.
- لكنه ليس محرمًا إذا قيل بين الناس أحيانًا كدعاء خفيف دون التزام أو نية التشريع.
مثلاً، من "إسلام سؤال وجواب":
"التهنئة بـ’جمعة مباركة‘... غير مشروعة، ولكن إذا دعا المسلم لأخيه قاصدًا تأليف قلبه وإدخال السرور عليه، فلا بأس بذلك.
هل قول جمعة مباركة بدعة؟
قول "جمعة مباركة" يختلف حكمه باختلاف النية وطريقة الاستخدام:
1. من قال إنها بدعة
- مثل ابن عثيمين والفوزان، يرون أن تخصيص يوم الجمعة بتهنئة معينة لم يرد عن النبي ﷺ أو الصحابة، فإذا اعتاد الناس قولها كل جمعة أو ظنوا أنها سنة، فهذا بدعة إضافية.
2. من قال بجوازها
- مثل دار الإفتاء المصرية ودار الإفتاء الأردنية، يرون أنه لا حرج إذا كانت من باب الدعاء العابر بين الناس، بدون اعتقاد أنها سنة أو إلزام بها.
جمعة مباركة مع دعاء
يمكنك صياغة عبارة تجمع بين التهنئة والدعاء بشكل جميل، مثل:
- جمعة مباركة: أسأل الله أن يتقبل طاعاتكم ويغفر ذنوبكم ويشرح صدوركم لكل خير.
- جمعة مباركة: جعلها الله لكم نورًا ورضًا وبركة في الدارين.
- جمعة مباركة: رزقكم الله فيها سعة الرزق وراحة البال وصلاح الحال.
- جمعة مباركة: أسأل الله أن يكتب لكم فيها الخير حيث كان، ويصرف عنكم الشر حيث كان.
الرد على جمعتكم مباركة
إذا قال لك أحد: "جمعتكم مباركة" فيمكنك الرد عليه بأي عبارة دعاء أو رد طيب، مثل:
- "مباركة علينا وعليكم"
- "بارك الله فيك"
- "تقبل الله منا ومنكم"
- "وجمعتك مباركة أيضًا"
- "أسعد الله جمعتك"
الفكرة أن ترد بكلمة طيبة ودعاء عام، لأن الشرع لم يحدد ردًا مخصوصًا، فالرد يكون بما اعتاده الناس من التحية والدعاء الحسن.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_21478