كتابة : إسراءمحمد عبدالحافظ
آخر تحديث: 14/01/2023

العولمة والثقافة الغربية وتأثيرهما على الهوية العربية

الثقافة الغربية تقوم على أساس الشك والعنف والاجتهادات في الإبداع القابل للتأييد أو الرفض في حين أن الثقافة العربية هي ثقافة موضوعية بينما الغرب ثقافتهم اعتمدت على الفكر اليوناني والقانون الروماني واللغة اللاتينية فهم لهم عقائدهم ولنا عقائدنا ونحن لنا عناصر خاصة بنا من حيث معالجة القضايا الاجتماعية والأفكار السياسية والرؤى الفلسفية المتعلقة بعلاقات الأفراد داخل خلاياهم الاجتماعية، والعولمة من المصطلحات الحديثة التي ارتبطت بالثقافة الغربية ارتباط وثيق، وفي هذا المقال في موقع مفاهيم نتعرف على علاقة العولمة والثقافة الغربية وتأثيرها على الهوية العربية، تابعونا...
العولمة والثقافة الغربية وتأثيرهما على الهوية العربية

الثقافة

  • الثقافة هي روح الأمة وعنوان هويتها وهي من الركائز الأساسية في بناء الأمم وفي نهوضها فلكل أمة ثقافة تستمد منها مقوماتها وصفاتها التي تصف بها.ومن الضروري أن نفهم وندرك معنى كلمة ثقافة بالمفهوم الصحيح.
  • ويعرف التاريخ الإنساني بالثقافة اليونانية والرومانية والهندية والمصرية والفرعونية والفارسية أيضا، وعندما استلم العلم القيادة الفكرية والثقافية والعلمية للبشرية في القرن السابع الميلادي.
  • في حين أن العرب قد تراجعوا عن الركب الثقافي وتوقفوا عن الإبداع في ميادين الفكر والعلم
  • وهناك نوعان من التأثير في سياق العولمة الثقافية الايجابي والسلبي ونحن نقع ثقافيا في دائرة هذين النوعين.
  • أما أن تتبنى الأفكار الغربية مع امكانية تعديل وتغيير بسيط حسب خصوصياتنا كغزو المعرفة الإنسانية فاتسموا بالجمود والتقليد والضعف أمام الثقافات الغربية التي أثرت بكل قوة علي الفن والعقل والأدب أو نتبني الدفاع والمواجهة ضد هذه الثقافات الغربية.

مفهوم الثقافة الغربية

  • هي مجموعة من العادات والتقاليد والعلوم والقوانين والمعايير الاجتماعية والسياسية والأخلاقية التي يتميز بها الدول الأوروبية الغربية، ولقد ساهم احتكار الدول الأوروبية للإنتاج الصناعي إلى السيطرة على دول العالم أكمل في فرض ثقافتها.
  • وقد ساعدها في ذلك، اقتران الإنتاج الصناعي بالتقدم التكنولوجي الذي انتشر بتوسع وانتشرت معه الثقافة الغربية في العالم أكمله.
  • وهي ترك الحرية المطلقة للثقافات الأخرى لتعبر عن نفسها وتنتقل من نطاقها الضيق إلى العالم وخلق فرص متكافئة بحيث تتفاعل الثقافات في ما بينها في ظل ثورة الاتصالات التي تسهل من عملية نقل الأنماط الحضارية والثقافية من منطقة إلى أخرى.
  • وبالتأكيد الواقع يرفض كل هذا وينقضه لأن تدفق المعلومات من الغرب إلى الشرق يؤدي إلى عدم التكافؤ إضافة إلى ذلك تحصن الغرب ضد التأثيرات العربية من خلال تشويه صورة الإسلام في نظر المواطن الغربي.

مصادر الثقافة الغربية

تمتد جذور الثقافة الغربية منذ ظهور المسيحية وانتشارها وتوغلها في الدول الأوروبية، وقد كانت أولى مصادر الثقافة الغربية هي الآتي:

الحضارة الأوروبية القديمة
  • هي البداية الحقيقة للبدء ظهور الثقافة الغربية للنور متمثلة في حضارة اليونان القديمة وروما القديمة، والتي وضعت حجر الأساس لهذه الثقافة.
دخول المسيحية في العصور الوسطى
  • انتشرت الكنائس مثل كنيسة الأرثوذكسية، كنيسة روما القديمة في العصور الوسطى هي مصدر هام من مصادر الثقافة الغربية في وضع التعاليم الأخلاقية والاجتماعية التي تقام عليها العلاقات الإنسانية البشرية في الحضارة الغربية.
عصر النهضة وظهور العولمة
  • قد كان عصر النهضة الاقتصادية التي شهدته أوروبا عامل أساسي في تكوين الثقافة الغربية والانفتاح العالمي، والاعتماد على تبادل الخبرات والمعارف، والوصول إلى إنجازات الحضارات الأخرى، مما ساهم في تشكيل الثقافة الغرية بشكل قوي وفعال.
التعليم
  • لقد تطور التعليم بشكل ملحوظ في الدول الغربية، مما ساهم في ظهور الأبحاث العلمية والاختراعات والاكتشافات الحديثة التي كانت بمثابة انفتاح علمي آثر على الثقافة الغربية بشكل فعال.
العادات والتقاليد
  • كل مجتمع هناك مجموعة من الموروثات الثقافية والعادات التي يتسم بها، وقد كانت هذه العادات جزء لا يتجزأ من ثقافة الغرب.

مفهوم العولمة ونشأتها

  • هو مصطلح العولمة وانتشر بعد ظهور النظام العالمي الجديد أي بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وانفراد الولايات المتحدة بقيادة العالم باعتبارها أقوي دولة وأكثر دول العالم تفوق في المجال العلمي والتكنولوجي.
  • مما جعلها تسعي إلى السيطرة علي جميع دول العالم الأخر وخاصة الضعيفة منها في شتى المجالات التربوية والثقافية والاجتماعية والسياسية.
  • بدعوى النهوض بهذه الدول ورفع مستواها المعيشي ومساعدتها علي التنمية الشاملة وتحقيق العدالة بين أفرادها وأتاحت فرص الاستثمار.
  • ويعتبر الجانب الاقتصادي هو أول الجوانب التي بدأ تطبيق العولمة عليه ثم تبعه باقي الجوانب فقد أثر المفهوم الغربي الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والثقافي على العالم.
  • وفرض عليه كل ما يتعلق بالتخطيط للتنمية وإنشاء بنية تحتية وخدمات أساسية وكذلك البناء الثقافي والحضاري.
  • وهذه البنية تمثلت في الشركات العملاقة العالمية المتعددة الجنسيات وكان القانون الحامي لها هو اتفاقية التجارة العالمية.
  • مما أدى ذلك إلى ضياع سيادة الدولة ومصلحة الفرد لحساب السيطرة الاقتصادية مما أدى إلى الصدام مع التراث الثقافي لمختلف الشعوب من خلال ايجاد ثقافة كونية هددت خصوصية الثقافة للمجتمعات الأخرى.

خصائص الثقافة الغربية

هناك العديد من الخصائص والسمات التي تتميز بها الثقافة الغربية، ومن هذه الخصائص ما يلي:

1. العالمية الشاملة

  • تتميز الثقافة الغربية بالمركزية واحتكارها للإنتاج الصناعي والتكنولوجي، وارتبطت الثقافة الغربية ببعض المصطلحات وتشمل الديمقراطية والحرية والمسؤولية، والمواطنة، ونجد أن الثقافة الغربية تحتكر العلم والمعرفة ولا تقبل أي تدخلات ثقافات أخرى.
  • وقد ساهم عالمية الثقافة الغربية وانتشارها الواسع ومركزيتها على ثقافتها إلى دعوة الثقافات الأخرى إلى تبي هذا الفكر الغربي.

2. المادية الملموسة

  • تعتمد الثقافة الغربية في الأساس على الأشياء المادية المحسوسة، أو بمعنى أدق دائما تتحول الأفكار المكتوبة إلى واقع ملموس من خلال التفكير والتجربة والتنفيذ.
  • والجدير بالذكر أن جذور الثقافة الغربية تعتمد في الأساس على النزعة الكَمّيَّة، وعادة ما تقاس تقدم المجتمعات الغربية على النتائج المادية التي توصلوا إليها.

3. الفاعلية

  • الثقافة الغربية تعتمد على تفاعل أفراد المجتمع معا من أجل الوصول إلى تقدم المجتمعات الغربية، والفاعلية هنا يقصد بها عدم الوقوف على الأطلال والاكتفاء بما وصل إليها الآخرون القدماء من تقدم.
  • وإنما دائما هناك حركة مستمرة وسعى نحو الوصول إلى الأفضل وتحقيق التقدم المرغوب.

4. الاستشراق

  • تعتبر الحضارة العربية هي أساس الحضارات، ولقد توصلت إلى العديد من المعارف والعلوم والاختراعات القديمة والحديثة.
  • ومن المتعارف عليه أن الثقافة لغربية اعتمدت على ما توصلت إليه الحضارة العربية من تقدم وإنجازات، وقد أهتم الغرب كثيرا بالشرق العربي، وقاموا بترجمة العلوم.

5. التبشير

  • لقد كانت الثقافة الغربية واحدة من الثقافات التي اهتمت باستغلال ضعف وفقر الدول الأخرى، في نشر ثقافاتها وعلومها، ونشر الثقافة الغربية والعادات والتقاليد التي تتسم بها المجتمعات الغربية.

مميزات الثقافة الغربية

هناك العديد من المميزات التي تتسم بها الثقافة الغربية، ومن هذه المميزات ما يلي:

  1. تقدر الثقافة الغربية الإنجازات الفردية عن الإنجازات الجماعية.
  2. تعتمد الثقافة الغربية على الكوادر الشبابية، لأنهم أكثر مواكبة لتطورات المجتمع.
  3. أكثر انفتاحية على ثقافات الحضارات الأخرى.
  4. أكثر تحكما في البيئة المحيطة وأحداثها وعدم تقبل التدخلات الخارجية.
  5. الثقافة الغربية تهتم كثيرا بالوقت وكيفي استغلاله الاستغلال الأمثل.
  6. تركز الفلسفة الغربية بشكل كبير على الجدال والنقاش للوصول إلى حقيقة الأمور.
  7. لديها دافع قوي للابداع والابتكار في كافة المجالات.
  8. حرية الفرص والتعليم.

سلبيات الثقافة الغربية

رغم أهمية الثقافة الغربية في توفير العديد من المعارف والخبرات للدول العربية ألا أنه هناك بعض العيوب غير المقبولة لهذه الثقافة الدخيلة على مجتمعاتنا، وتتمثل فيما يلي:
1.نشر مبادئ السيطرة والاستعمار
  • تسعى دائما الثقافة الغربية إلى نشر مبادئ الاستعمار والسيطرة على الدول العربية، وهذا ما جعل الدول العربية مطمع دائم لها، من أجل استغلال خيراتها، والتنقيب عن ثرواتها وفرض نفوذها الاستعماري عليها.
2. عادات وتقاليد لا تتناسب مع الشريعة الإسلامية
  • من أهم الأسس التي تعتمد عليها الثقافة الغربية أنها تتسم بالانفتاح والحرية المطلقة للأفراد، مما يجعلهم يتسمون بعادات وتقاليد تختلف بشكل نهائي وتتعارض مع الشريعة الإسلامية والعادات والتقاليد العربية، مما بث في نفوس الشباب الدعوة إلى اللاأخلاقية والتهور والانحطاط تحت مسمى تقليد الغرب الأعمى.
3. نشر أفكار سوداوية بين الأفراد
  • الثقافة الغربية تعتمد في الأساس على قياس تقدم مجتمع ما بالجنسية والغنى، والتقدم، وهذا ما جعل مفاهيم وأفكار عديدة تتمسك بها الثقافة الغربية، مثل الكراهيَة والعنصرية والحقد، والطبقية، وكذلك عدم الأمان والترهيب والقمع والسيطرة، وهذا ما ينتقل للثقافات العربية بشكل مؤثر.

الثقافة الغربية تهدد قيم المجتمع

لقد ساهمت الثقافة الغربية في نشر مبادئها وأفكارها في المجتمعات العربية، مما أدي إلى التقليد الأعمى لهذه الثقافة ظنا منهم أن هذا هو قمة التقدم والتحضر مما نتج عنه العديد من التهديدات التي تؤثر على كيان المجتمعات العربية الإسلامية، ويشمل هذا التأثير ما يلي:

  • انتشار أفكار عن المثلية الجنسية والتحرر الجنسي، وممارسة الرذيلة.
  • انتشار أمراض معدية، مثل الأيدز.
  • وجود أفكار سامة تدعو إلى الكراهيَة والحقد والبغيضة بين الشباب.
  • استبدال العادات والتقاليد الخاصة بالمجتمع بالثقافة الغربية المغيرة قلبا وقالبا عنها.
  • زيادة معدل الجريمة والمخدرات بين الأفراد.
  • طمس معالم الحضارة الأصلية.
  • عدم القدرة على التفريق بين أصول المجتمع والثقافة الوافدة عليه.
  • مع انتشار التقدم التكنولوجي في العالم وظهور شبكة الإنترنت أصبح من الصعب التحكم في هذه الثقافة الغربية وبدأت تتوغل بشكل قوي داخل المجتمعات.

أهداف العولمة الثقافية

  • إن الهدف المعلن للعولمة هو خدمة البشرية وذلك بإزالة الحواجز الجغرافية وإشاعة القيم الإنسانية وحمايتها وتوحيد الجهود لتحسين حياة الإنسان.
  • انتشار التقنيات الحديثة من مراكزها في العالم المتقدم إلى أطراف الأرض والمساعدة في حل مشكلات جميع الدول.
  • الهدف الحقيقي للعولمة هو احتراف المجتمع العربي والإسلامي وزرع قيم وأفكار ثقافية للقوة المسيطرة في أنحاء العالم العربي.
  • التخطيط لهوية ثقافية وحضارية للمجتمعات العربية بعد إسقاط العناصر المقاومة لديها.
  • فرض سياسة إعلامية قادرة على إعادة صيانة القيم والأخلاق والعادات والتقاليد العربية وفرض الثقافة الغربية الجديدة التي تصب في مصلحة الدول الغربية.
  • واختلف رأي المثقفين على العولمة فالبعض يري أن العولمة تهدد الهُوِيَّة العربية والإسلامية والبعض الآخر يرى أن الخير كله في هذه العولمة القادمة إلينا من مجتمعات متقدمة ومنها أحدث وسائل الاتصال والتقنيات الحديثة.

تحديات العولمة الثقافية

  • الثورة الإعلامية المتمثلة بشبكات الإنترنت والقنوات الفضائية التي تروج للثقافة الغربية
  • الدعوي لحرية التعبير المطلق التي تؤدي في بعض الأحيان للوقوع في الأخطاء وانتشار بعض قيم الاحتراف الثقافي للعالم العربي من قبل الدول الغربية من خلال السيطرة على وسائل الاتصال والاعلام المختلفة وأن الحل الأمثل في مواجهة خطر العولمة الثقافية هو التحصن من الداخل حيث نعمل جيدا على تربية أبنائنا التربية السليمة وعلى المبادئ والقيم والأخلاق وأن النجاح سيكون بالحفاظ على تلك القيم والمبادئ. أيضا لابد من تشجيع الشباب ومنحهم دورا كبيرا في المجتمع وإتاحة الفرصة لهم للتغيير وأن التحصن من الداخل هو السبيل الوحيد للوقاية من مخاطر العولمة الثقافية.

تأثير الثقافة الغربية على المسلمين

  • لقد كان تأثير الحضارة الغربية على المجتمعات الإسلامية، تأثيرا كبير شمل كافة أنحاء الحياة، وهناك عوامل عديدة ساهمت في زيادة هذا التأثير مثل الانفتاح العالمي، والتطور التكنولوجي واستخدام اللغة الأنجليزية كلغة أولى في دول العالم أكمله.
  • ساهم في جعل الثقافة الأولى في العالم هي الثقافة الغربية، مما جعل المجتمعات الإسلامية تتأثر بهذا الاختراق الثقافي، وساهم في نشر مبادء وأسس ومعايير هذه الثقافة بشكل قوى.
  • لقد قام بإحداث تغييرات جذرية في تعاملات المسلمين، في منظومة القيم والأخلاق والتعاملات، وقد نتج عن هذه التبعية الشعور بعد الاستقلالية وطمس معالم العاداتا والتقاليد الإسلامية، والتأثير على النسيج الاجتماعي للمجتمع.
وختاما، العولمة والثقافة الغربية هي وجهان لعملة واحدة وهي نشر مبادىء ومعايير الغرب في العالم أجمعه من أجل فرض مزيد من السيطر، والتحكم في الرأي العام.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ

المراجع