من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه

من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه
قال النبي محمد ﷺ: "من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة." رواه البخاري.
صحة الحديث
حديث: "من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة" هو حديث صحيح، رواه الإمام البخاري في صحيحه.
- رواه البخاري في صحيحه، كتاب الرقاق، باب حفظ اللسان، حديث رقم: 6474. عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: "من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة."
- والحديث صحيح باتفاق العلماء لأنه مروي في أصح كتب الحديث (صحيح البخاري)، وإسناده متصل وثابت، ولا يوجد فيه أي طعن في الرواة.
شرح الحديث
هو من الأحاديث الجامعة التي تختصر طريق النجاة والسعادة الأبدية في ضبط أمرين أساسيين من حياة الإنسان: اللسان والفرج.
عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ:"من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة." رواه البخاري (6474) في كتاب الرقاق، باب حفظ اللسان.
1. "من يضمن لي ما بين لحييه" — أي اللسان:
- اللسان هو أداة التعبير، وهو من أخطر الجوارح؛ فقد يقود إلى الجنة أو إلى النار، ويشمل هذا: الكذب - الغيبة - النميمة - السب والشتم - شهادة الزور - قول الزور - كثرة اللغو - الكلام فيما لا يعني.
- وكذلك يُقصد به ضبط اللسان بالإكثار من: الذكر - قراءة القرآن - الدعاء - الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
قال تعالى: "ما يلفظ من قولٍ إلا لديه رقيب عتيد" [ق:18]
2. "وما بين رجليه" — أي الفرج:
- المقصود حفظ الفرج من الزنا، ومن كل ما يؤدي إليه:
- العلاقات المحرمة
- النظر إلى المحرمات
- الاستمناء (العادة السرية)
- اللواط
- وكل ما يناقض الحياء والعفة
- الإسلام يشدد على العفاف ويجعل حفظ الفرج من علامات التقوى.
قال تعالى: "والذين هم لفروجهم حافظون" [المؤمنون: 5]
الدروس المستفادة من الحديث
- أن أكثر ما يُدخل الناس النار هو حصائد ألسنتهم وفروجهم (كما جاء في أحاديث أخرى).
- ضبط الجوارح علامة على قوة الإيمان والتقوى.
- سهولة الطريق إلى الجنة في الظاهر، لكن الصعوبة في الالتزام والصدق مع النفس.
- أهمية الصمت والحياء والعفاف في حياة المسلم.
- حفظ اللسان مقدم على كثير من الطاعات، لأنه مفتاح لكثير من الخير والشر.
أقوال العلماء عن الحديث
- قال الإمام النووي: "هذا الحديث فيه الحثُّ على حفظ اللسان والفرج، فإنهما جماع الخير والشر، ومن وُفّق لحفظهما فقد وُفّق لطريق الجنة."
- وقال ابن حجر في "فتح الباري": "ضمن النبي ﷺ الجنة لمن حفظ لسانه وفرجه، لأنهما أصعب ما يملك الإنسان السيطرة عليه، وإذا ضبطهما كان على غيرهما أقدر."
من وقاه الله شر ما بين لحييه وشر ما بين رجليه؟
القول "من وقاه الله شر ما بين لحييه وشر ما بين رجليه دخل الجنة" هو أثر صحيح عن الصحابي عبد الله بن مسعود، ويوافق معنى الحديث النبوي الشريف: "من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة" (رواه البخاري).
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:
"ما من شيء أحق بطول سجن من اللسان. والذي لا إله غيره، ما على الأرض شيء أحوج إلى طول سجن من لسان. وإن الرجل ليقول الكلمة من سخط الله، لا يرى بها بأسًا، يهوي بها في النار سبعين خريفًا. وإن الرجل ليقول الكلمة من رضوان الله، لا يرى بها بأسًا، يرفعه الله بها درجات. ومن وقاه الله شر ما بين لحييه، وشر ما بين رجليه، دخل الجنة." رواه الإمام أحمد في "الزهد"، والبيهقي في "شعب الإيمان"، بإسناد صحيح عن ابن مسعود.
المعنى: أي أن من حفظ لسانه من الكلام المحرم، وحفظ فرجه من الفاحشة، فقد نجى وفاز بالجنة.
من يضمن لي ما بين فكيه
العبارة "من يضمن لي ما بين فكيه" هي نفس معنى الحديث الصحيح الذي رواه البخاري، لكن اللفظ الوارد في صحيح البخاري هو: "من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة." رواه البخاري (6474)
"ما بين فكيه" = "ما بين لحييه"
- كلاهما في اللغة يُقصد بهما: اللسان، أي ما يقع بين الفكين أو اللحيين. ولذلك عبارة "من يضمن لي ما بين فكيه" تُعد تعبيرًا مرادفًا للفظ النبوي.
- "ما بين فكيه" تعني اللسان، وتوافق المعنى الصحيح للحديث، لكن اللفظ الأدق والمروي في البخاري هو: "ما بين لحييه".
من يضمن لي ستاً أضمن له الجنة
عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ:"اضمنوا لي ستاً من أنفسكم أضمن لكم الجنة:
- اصدقوا إذا حدثتم،
- وأوفوا إذا وعدتم،
- وأدوا إذا اؤتمنتم،
- واحفظوا فروجكم،
- وغضوا أبصاركم،
- وكفوا أيديكم."
- الراوي: عبادة بن الصامت
- المصدر: رواه أحمد (21695) والحاكم في المستدرك، وقال: "صحيح الإسناد".
- الحديث حسن بشواهده.
شرح موجز للست التي ضمنها النبي ﷺ:
- الصدق عند الحديث: أن لا تكذب في كلامك مهما كان الموقف.
- الوفاء بالوعد: أن تلتزم بما تعِد به الناس، فلا تخلفه.
- أداء الأمانة: أن تحفظ حقوق الآخرين ولا تخون ما أُوكل إليك.
- حفظ الفرج: الابتعاد عن الزنا وكل الفواحش، والتمسك بالعفة.
- غض البصر: عدم النظر إلى ما حرم الله، خاصة النساء الأجنبيات أو العورات.
- كف الأيدي عن الأذى: أن لا تضر أحدًا لا بيدك ولا بأفعالك، لا ضربًا ولا سرقةً ولا عدوانًا.
وفي المجمل ما نتوصل إليه من هذا الحديث أن من التزم بهذه الستة الأخلاقية والسلوكية، فقد وعده النبي ﷺ بالجنة، لما فيها من كمال في الخُلق والدين.
من حفظ ما بين فقميه ورجليه دخل الجنة؟
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، أن النبي ﷺ قال:
"ألا أدلك على خصلتين، من فعلهما دخل الجنة؟" قالوا: بلى يا رسول الله، قال: "من حفظ ما بين فكيه، وما بين رجليه، دخل الجنة." أخرجه الإمام أحمد في "المسند" وصححه شعيب الأرناؤوط: "صحيح لغيره"
- يُظهر هذا الحديث كيف أن ضبط الإنسان لجوارحه – خصوصًا اللسان والفرج – هو طريق مضمون إلى الجنة.
- فهذان الموضعان هما مصدر أكثر المعاصي، كما ورد في أحاديث أخرى مثل: "وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم؟" (رواه الترمذي)
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_21408