آخر تحديث: 26/01/2022
شرح حديث سبعة يظلهم الله يوم القيامة
من الأحاديث الشهيرة عن الرسول صلى الله عليه وسلم الحديث الذي رواه عنه أبو هريرة رضي الله عنه المتعلق سبعة يظلهم الله يوم لا ظله واليكم نص الحديث.
نص الحديث
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "سبعة يظلهم الله يوم القيامة في ظله، إمامٌ عادلٌ، وشابٌّ نشأَ في عبادة الله، ورجل ذكر الله في خلوة ففاضتْ عيناه، ورجل قلبه معلق في المساجد، ورجلان تحابا في الله، اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذاتُ منصب وجمال إلى نفسها فقال: إني أخافُ الله، ورجلٌ تصدَّق بصدَقةٍ فأَخفاها حتى لا تعلم شماله ما صنعت يمينهُ" (رواه البخاري ومسلم بترتيب وألفاظ مختلفة ) .
شرح الحديث
في هذا الحديث ما أعده الله تعالى لأولئك السبعة التي تحدث عنهم الرسول صلى الله عليه وسلم والذين زكت نفوسهم وصفت عقيدتهم ، وراقبوا الله في سرايتهم و علانيتهم ، رغبة منهم بالفوز بالجنة والنجاة من النيران .
- إمام عادل أي والي المسلمين الذي يتولى رعاية مصالحهم وينظر الى احوالهم ويرفع شأنهم ، فحكم وتولى امرهم بالقسطاس المستقيم ، وانتصف للمظلوم من الظالم ، ولم يخش ضعيف من جوره، ولم يطمع قوي في جاهه وسلطانه، قد أخذ الناس بالحزم على الجادة، ومهد لهم سبل إقامة الدين ومعرفة حدوده في غير إفراط ولا تفريط، فأمن الناس في غدوهم ورواحهم على أنفسهم وأموالهم.
وفي الحق أن العدل دعامة الملك، ووسيلة التقدم والعمران، وسير الأمم في سبل الرقي بخطوات واسعة في جميع مرافق حياتها ووسائل نهضتها وسعادتها، ويدخل في ذلك أيضاً كل من ولي شيئاً من أمور المسلمين فعدل فيه وحكم بينهم بالحق . - شاب ترعرع في عبادة الله و امتلأ فتوة ونشاطاً واكتمل قوة ونمواً، لازم عبادة الله، وراقب في سره وجهره مولاه، لم تغلبه الشهوة، ولم تخضعه لطاعتها دوافع الهوى والطيش فسرى من الذين يظلهم الله يوم لا ظله .
- رجل خلا بنفسه وتذكر عظمة الله عز وجل وإحسانه له ففاضت عيناه بالدموع ،وفاضتا طمعا في ثوابه وغفرانه ، ولرهبته من العذاب الاليم ، ولم يفعل ذلك سوى خشية من الله وليس رياء وخديعة لأن الله تعالى يعلم ما في القلوب وما في الصدور .
- من تعلق بالمساجد ويشرع إليه عند كل أذان الصلاة ويحافظ على ان لا تفوته الصلاة مع الجماعة وفي وقتها ، وليس المقصود هنا حب الجدران بل عبادة الله عز وجل والتضرع اليه، وبيوت الله إنما جعلت ليذكر فيها اسم الله في كل مناسبة دينية .
- رجلان تأصلت بينهم أواصر المحبة والصداقة الصادقة الخالصة لوجه الله تعالى والخالية من النفاق والطمع ، ولا يؤثر فيها لا الغنى ولا الفقر ولا تزيدها الأيام والسنوات الى وثوقا وترابطا ، تجمعهما رابطة الدين وتفرقهما الغيرة عن الدين فطوبى لهؤلاء .
- رجل دعته امرأة ذات جمال ومال للفحشاء فقال إني أخاف الله رب العالمين ولا يطيق عذاب الله تعالى وعقابه الشديد وأراد الفوز بالجنة .
- رجل ينفق ماله في سبيل الله ولا يبتغي من الناس جزاء ولا شكورا فهو من المرآة بعيد، وعن الزلفى والمخادعة للناس ناء، يكاد لإخفائه الصدقة ألا تعلم شماله ما تنفق يمينه، كما لا يفعل ذلك رياء الناس بل لوجه الله وابتغاء لمرضاته .
إن لكل هؤلاء السبعة نصيب ينتظرهم فطوبى لهم وطوبى لمن سار على الدرب الذي يسيرون عليه لبلوغ ذروة من التقوى والصلاح والمنزلة العليا من منازل الأبرار والمتقين.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_139
تم النسخ
لم يتم النسخ