ما اصابك لم يكن ليخطئك وما اخطأك لم يكن ليصيبك حديث

جدول المحتويات
- ما اصابك لم يكن ليخطئك وما اخطأك لم يكن ليصيبك حديث
- تفسير حديث ما اصابك لم يكن ليخطئك وما اخطأك لم يكن ليصيبك
- ما صحة حديث ما أصابك لم يكن ليخطئك؟
- ما أصابك لم يكن ليخطئك ابن باز
- لا يجد أحدكم طعم الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه
- تجربة واقعية عن حديث ما أصابك لم يكن ليخطئك
- ما قدر لك لن يذهب لغيرك
ما اصابك لم يكن ليخطئك وما اخطأك لم يكن ليصيبك حديث
الحديث هو من وصية النبي ﷺ لعبد الله بن عباس رضي الله عنهما، ونصّه:
«واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا» — رواه الإمام أحمد في المسند (رقم 2666)، والترمذي في سننه (رقم 2516)، وقال: "حديث حسن صحيح".
المعنى:
- ما قُدّر لك أن يحدث فسيحدث ولا يمكن أن يفوتك.
- وما لم يُقدّر لك فلن تناله مهما سعيت.
- الحديث يؤكد على الإيمان بالقدر، ويزرع الطمأنينة في قلب المسلم.
تفسير حديث ما اصابك لم يكن ليخطئك وما اخطأك لم يكن ليصيبك
يؤكد هذا الحديث أن كل ما يجري على العبد من خير أو شر، صحة أو مرض، غنى أو فقر، إنما هو بقدر الله تعالى وعلمه السابق. فما يصيب الإنسان من أحداث وأقدار لم يكن ليُخطئه مهما حاول تجنبه، وما لم يقدره الله عليه فلن يناله أبداً. وهذا يغرس في قلب المؤمن الاطمئنان، ويبعد عنه القلق والجزع، ويزيده يقيناً بأن الأمور كلها بيد الله وحده. كما أن الحديث يربي المسلم على عدم التعلق بالأسباب وحدها، بل الأخذ بها مع اليقين بأن النفع والضر بيد الله عز وجل.
ما صحة حديث ما أصابك لم يكن ليخطئك؟
الحديث "واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك" حديث صحيح ثابت، وهو جزء من وصية النبي ﷺ لعبد الله بن عباس رضي الله عنهما.
المصدر:
- رواه الترمذي (رقم 2516) وقال: "حديث حسن صحيح".
- ورواه أحمد في المسند، وابن أبي الدنيا وغيرهم.
- صححه الألباني في صحيح الجامع (رقم 7957).
معناه:
- هو حديث عن القدر والمكتوب ويدل على الإيمان بالقدر، وأن ما يصيب الإنسان من خير أو شر قد قدّره الله فلا يمكن أن يفوته، وما لم يُقدَّر له فلن يناله أبدًا. وهو من الأحاديث العظيمة التي تغرس في المسلم الطمأنينة، واليقين بأن كل ما يجري في الكون بتقدير الله، فلا يجزع عند المصائب، ولا يغتر عند النعم.
ما أصابك لم يكن ليخطئك ابن باز
الشيخ ابن باز رحمه الله فسَّر قول النبي ﷺ: «ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك» على أنه من تمام الإيمان بالقدر، ومعناه:
- أن ما وقع على العبد من خير أو شر أو نفع أو ضر فهو مقدَّر عليه لا بد أن يقع، ولا يمكن أن يتخلَّف، لأن الله قد كتبه في اللوح المحفوظ قبل أن يُخلق الخلق.
- وما لم يُقدَّر له فلن يناله أبداً، ولو اجتهد بكل الأسباب، لأن الأمر كله بيد الله.
قال ابن باز:
هذا الحديث يبين أن العبد يجب أن يؤمن بالقدر، وأن ما أصابه فهو بقدر الله لا بد منه، وما أخطأه فلن يناله، فعليه أن يأخذ بالأسباب النافعة، ولا يعتمد عليها، بل يعتمد على الله ويعلم أن الأمور كلها بيده سبحانه.
فالمؤمن مطالب بأن:
- يأخذ بالأسباب الشرعية والدنيوية.
- يعلِّق قلبه بالله لا بالأسباب.
- يرضى بما قدَّره الله بعد بذل السبب.
لا يجد أحدكم طعم الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه
هذا الحديث ورد بلفظ:
قال رسول الله ﷺ: «لا يجد أحدكم طعم الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه» (رواه أحمد والطبراني وصححه الألباني).
تفسير الحديث:
- "لا يجد أحدكم طعم الإيمان": أي لا يذوق حلاوته الحقيقية ولا يعيش لذته في قلبه.
- "حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه": أي ما قدّره الله عليك من خير أو شر، صحة أو مرض، رزق أو حرمان، فإنه لا يمكن أن يزول أو يخطئك، لأنه مقدر لك.
- "وما أخطأه لم يكن ليصيبه": أي ما فاتك من رزق، فرصة، صحة، أو دفع بلاء، فلن يصيبك أبداً لأنه لم يُكتب لك.
المعنى العام:
- الحديث يغرس عقيدة القدر في القلب، وهي الركن السادس من أركان الإيمان. فالمؤمن الحق يرضى ويُسلم لقضاء الله، ويعلم أن ما جرى له فهو بقدر الله، فلا يجزع عند المصائب ولا يتكبر عند النعم، بل يعيش مطمئناً بأن كل شيء مكتوب لا يتغير إلا بما شاء الله.
ثمرة الحديث:
- يورث اليقين بالله.
- يُبعد القلق والحزن على ما فات.
- يُثمر الرضا والصبر.
- يجعل القلب يجد حلاوة الإيمان لأنه استسلم لأمر الله.
قال ابن القيم: من ملأ قلبه بالرضا بالقدر، ملأ الله صدره غنى وأمناً وسكينة.
تجربة واقعية عن حديث ما أصابك لم يكن ليخطئك
أن كل ما يحدث للإنسان من خير أو شر، نفع أو ضرر، هو مقدر من الله تعالى، ولا يمكن أن يخطئه ما كتبه الله له، ولا يمكن أن يصيبه ما لم يقدره الله عليه، وإليكم تجارب وأمثلة وقعية توضح الحديث:
- مثال واقعي: شخصٌ تأخر عن ركوب طائرة بسبب زحام الطريق، فحزن كثيرًا وظن أن ذلك سوء حظ. وبعد ساعات سمع أن الطائرة تعرضت لعطل خطير أو حادث. ما حدث له لم يكن مجرد صدفة، بل هو قدر الله؛ فما فاته من ركوب الطائرة لم يكن ليصيبه، وما نجا منه من البلاء لم يكن ليخطئه.
- مثال آخر: شخص اجتهد للمشاركة في مناقصة عمل، لكنه لم يُقبل، ثم بعد فترة تبيّن أن المشروع خسر خسائر فادحة، فكان في عدم قبوله رحمة وقدر خير.
ما قدر لك لن يذهب لغيرك
العبارة "ما قُدِّر لك لن يذهب لغيرك، وما لم يُقدَّر لك لن تناله" ليست حديثًا عن النبي ﷺ، وإنما هي كلام مأثور ومعنى صحيح يُستفاد من نصوص الشرع، والأصل الشرعي لها:
- قول النبي ﷺ لابن عباس رضي الله عنهما: "واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك" — رواه الترمذي (رقم 2516) وصححه الألباني.
- قوله تعالى: {قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَنَا هُوَ مَوۡلَىٰنَا وَعَلَى ٱللَّهِ فَلۡيَتَوَكَّلِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ} [التوبة: 51].
إذن: المعنى صحيح وموافق للعقيدة الإسلامية في الإيمان بالقدر، لكنه ليس نصًا نبويًا مباشرًا بل هو صياغة بشرية قريبة من الحديث الشريف.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_21493