كتابة :
آخر تحديث: 22/10/2024

حديث عن الصدق والأمانة للمسلم والمسلمة

ورد الكثير في حديث عن صدق وأمانة المسلم في السنن النبوية والقرآن الكريم وأمر الله تعالى بهما وأمر النبي في فضلهما من حديث وذكر الله لمناقبهما والتحلي بهما، لذا سنتحدث في هذا المقال في موقع مفاهيم عن حديث عن الصدق والأمانة. وفي حديث عن الصدق والأمانة من عظيم الثواب والفوائد في الدنيا والآخرة وإنما الطريق للجنة، لما فيهما من مجاهدة للنفس وحفظ للسان والقلب كما جاء في الحديث الشريف والقرآن وقد أمرنا الإسلام بالصدق والأمانة في كل الأحوال.
حديث عن الصدق والأمانة للمسلم والمسلمة

الصدق والأمانة

يعتبر الصدق من الصفات المحمود ولعل أعلى درجات الصدق والأمانة هي الصدق مع الله عز وجل، لأن الإيمان ليس بالتمني، وإنما بالتحلي بالعمل الصالح، ويمكننا توضيح أهم المعلومات عن الصدق والأمانة في حياة المسلم من خلال الآتي:

الصدق في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم

  • وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعرف في الجاهلية قبل أن تبدأ رسالته بالصادق الأمين، لذلك كان ذلك تمهيداً لرسالته، فكان عندما يتهمه المشركون بالكذب يقولون كيف وقد كان الصادق الأمين.
  • وهذا ما يساعده في رسالته وجعل الكثير ممن حوله يصدقون في بداية الأمر فإنه ما عرف عنه الكذب طوال حياته، صلى الله عليه وسلم، وقد أخبرنا أنه بُعث ليتمم مكارم الأخلاق فالصدق من مكارم الأخلاق التي يجب أن نتحلى به ولنا في رسول الله أسوة حسنة.
  • وقد أخبر النبي في أكثر من حديث عن الصدق والأمانة، ووجوب التحلي بهما والنهي عن خلافهما، فمن سار بين الناس بالصدق كان عندهم محموداً وإن وقع في مصيبة رأى الجميع يسانده.
  • وذلك بخلاف الكاذب فإن الناس تنفر منه وتبتعد عنه وإن وقع في الشدائد ما وجد له من ناصر، وذلك لأن الصدق يدل على تحلى صاحبه بكل الصفات الحميدة.
  • أما الكاذب فأياَ كان ما يتصف به من شمائل فإن الناس والمجتمع من حوله لا يقبله ولا يصدقه، فهو محل للشك بصورة مستمرة، لا تصلح له شهادة ولا يؤتمن على الأسرار، ولا يكون شريفاً.

الأمانة في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم

  • فهي من أعظم صفات الإنسانية والإسلام وقد أمر الإسلام المسلمين أن يكونوا أهلاً للأمانة وتشير هذه الصفة بمفهومها العام إلى حفظ كل مايكل إليك حتى يسترده صاحبه من أشياء مادية ومعنوية فتكون قادراً على حفظ أسرار من وكل إليك بسر وأن تحفظ أمانة وأشياء الآخرين الموكل إلى الإنسان أن يحتفظ بها حتى يستردها دون أن يتصرف فيها.
  • وذلك يدل على حسن خلقه، وقد كان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم خير من اؤتمن حتى قبل بعثته، وقد كان المشركين في مكة يضعون عنده أموالهم ويحفظونها لديهم فقيل عنه الصادق الأمين وهذه شهادة ثابتة ومؤكدة عبر التاريخ، فقد وجب علينا اتباع أوامر الله والتأسي برسوله الكريم.

حديث عن الصدق والأمانة قصيرة

لم يرد في السنة النبوية حديث واضح عن الصدق والأمانة واحداً وإنما وردت الكثير من الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل التحلي بالصدق والأمانة، ومن هذه الأحاديث الشريفة ما يلي:

ما جاء في صحيحين البخاري ومسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة ولا يزال الرجل يصدق حتى يكون صدّيقاً، وإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار ولا يزال الرجل يكذب حتى يكتب عند الله كذّابا".

  • فقد قال العلماء في شرح الحديث وتفسيره أن في الحديث ترغيب في الصدق وأنه من وسائل والطرق المؤدية لدخول الجنة، وأنه يزجر من ارتكاب الكذب.
  • وقد جعل من الصدق والكذب في قوله صديقًا وكذابًا، على سبيل المبالغة فيصدق الإنسان في قوله حتى يكون عند الله من الصديقين في الملأ الأعلى فيكتب الله له أجر الصادقين في الآخرة.
  • وله في الدنيا القبول بين الناس فيجعل الله له بينهم حُباً، وأما الكاذب فلا يزال في الكذب بعيداً عن التوبة حتى يكتب في الملأ الأعلى كاذباً وتكون هذه صفته ونعته فيكتب الله له العقاب في الآخرة وينزل على قلوب عباده البغاء له وعدم القبول.

كما جاء في البيهقي ورواه أحمد عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أربع إذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا: حفظ أمانة وصدق في حديث وحسن خليقة وعفة في طعمة".

  • فقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم بين الخصال التي تضمن لمن تحلى بها النجاة في الآخرة ومن بينهما الصدق والأمانة.

كما روي البيهقي أيضاً وأحمد وجاء في إسناد ابن كثير عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اضمنوا لي ستاً من أنفسكم أضمن لكم الجنة، اصدقوا إذا حدثتم، وأوفوا إذا وعدتم، وأدوا إذا ائتمنتم، واحفظوا فروجكم، وغضوا أبصاركم".

  • وهذا حديث آخر ينص على أن الصدق والأمانة طريقاً إلى الجنة وقوله اضمنوا من أنفسكم أي أن تداوموا على فعلها وتجاهدوا أنفسكم في الاستمرار بهذه الصفات المذكورة في الحديث.
  • كما جاء في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان"، وهذا بيان لعاقبة الكذب وعدم حفظ الأمانة النفاق لصاحبهما والله لا يحب المنافقين والنفاق كما قال العلماء يوجب الطرد من رحمة الله عز وجل.

فضل حديث الصدق والأمانة في حياة الإنسان

إن الصدق والأمانة من الصفات الحميدة التي أمرنا الله عز وجل ورسوله بضرورة اتباعها في الحياة والتمساك بها في كل قول أو فعل للمسلم في تعاملاته مع الآخرين، ومن أهم الفضائل التي يحصل عليها الإنسان من اتباعه هذه الصفات الحميدة ما يلي:

  1. صفات الصدق والأمانة سبب من أسباب رضا الله ورسوله عن العباد والفوز بالجنة.
  2. حب الناس والتقرب إلى الصادق الأمين.
  3. البركة في المعيشة والرزق والأولاد والأموال.
  4. حديث الصدق منجاة من عذاب النار.
  5. الشعور بالراحة النفسية ورضا القلب والضمير وطمأنينية النفس.
  6. صلاح حال الأفراد ورفعة المجتمع.
  7. حديث الصدق منجاة من اجتناب الظنون والأوهام في المعاملات بين الأفراد.
  8. حديث الصدق منجاة التردد والشك والكذب.
  9. الصدق والأمانة مرتبة من مراتب الإيمان.

حديث عن الصدق والأمانة في القرآن الكريم

الـحديث عن الصدق والأمانة لم يكن في السنة النبوية فقط، وإنما جاء الحديث عنهما في القرآن الكريم، وقد أمر الله عز وجل المسلم لهما، وزجر عن تركهما.

قال عز وجل في سورة التوبة: "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين".

  • فالله عز وجل يأمرنا بأن نكون في صفوف الصادقين وان الصدق من صفات المؤمنين.
  • وقد وصف الله عز وجل ذاته بصفة الصدق سبحانه عما يشتركون:

في قوله عز وجل "ومن أصدق من الله حديثا"، كما قال في موضع آخر "ومن أصدق من الله قيلاً" وكلاهما في سورة النساء.

  • وليس أعظم من الخالق حتى نكون ممن يتحلى بصفاته تعالى الله علواً كبيراً، وأما عن فضل الصدق وأجره.

فقال عز وجل في سورة المائدة:" قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا، رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم".

  • فقد جعل الله عز وجل الجنة جزاء في الآخرة لمن كان صادقاً في دنياه بعيداً عن الكذب، وذلك يدل على أن الخلق من الطرق التي تجعلنا ندخل الجنة، وقد نالوا رضا الله عز وجل وأن ذلك فوزاً عظيماً.
  • كما قال الله تعالى في سورة النساء:

"من يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من الصديقين والنبيين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا".

حديث عن الصدق

إن حديث الصدق منجاة والكذب مهواة، وقد أمرنا الرسول بضرورة اتباع الصدق في كل فعل وقول في عدة مواضع، ومنها ما يلي:

عنْ عبدِ اللهِ بنِ عمرو بنِ العاصِ رضيَ اللهُ عنهما، أنَّ رسولَ اللهِ -صلى اللهُ عليهِ وسلمَ- قالَ: (أربعٌ إذا كنَّ فيكَ فلا عليكَ ما فاتكَ في الدنيا: حفظَ أمانةً، وصدقَ حديثٌ، وحسنٌ خليقةً، وعفةً في طعمةٍ).
عنْ عبادةِ بنِ الصامتِ -رضيَ اللهُ عنهُ- أنَّ النبيَّ -صلى اللهُ عليهِ وسلمَ- قالَ: (اضمنوا لي ستاً منْ أنفسِكمْ أضمنُ لكمْ الجنةَ: اصدقوا إذا حدثتمْ، وأوفوا إذا وعدتمْ، وأدوا إذا ائتمنتمْ، واحفظوا فروجَكمْ، وغضوا أبصارَكمْ، وكفوا أيديَكمْ).

عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: "عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يُكتب عند الله صديقًا. وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يُكتب عند الله كذابًا". (رواه البخاري ومسلم).

آية قرانية عن الصدق والأمانة؟

لقد ورد ذكر كلمة الصدق في القرآن الكريم 130 مرة وهذا دليل على أهمية الصدق في حياة المسلم، ولعل من أهم الآيات القرانية التي تدعو إلى الصدق والأمانة ما يلي:

قالَ تعالى: ﴿والذينَ هم لأماناتِهم وعهدِهم راعونَ * والذينَ همْ بشهاداتِهمْ قائمونَ * والذينَ همْ على صلاتِهم يحافظونَ * أولئكَ في جناتِ مكرمونَ﴾ [المعارجُ 32 - 35]

حكمة عن الصدق

هناك العديد من الأقوال المأثورة والحكم البالغة التي تعبر عن مواقف إنسانية عبر فيها الأشخاص على أهمية الصدق في حياته، ومن أهم الحكم عن الصدق ما يلي:
  • مكارمُ الأخلاقِ عشرَ: صدقُ اللسانِ، وصدقُ البأسِ، وإعطاءُ السائلِ، وحسنُ الخلقِ، والمكافأةُ بالصنائعِ، وصلةُ الرحمِ (الحسنُ بنُ عليِّ بنِ أيِّ طالبٍ).
  • الخطابةُ هيَ الكفاءةُ العاليةُ في رفعِ الكذبِ إلى مرتبةِ الطربِ، وفي الخطابةِ يكونُ الصدقُ ذلةَ لسانِ (محمود درويش).
  • “لا تنظروا إلى صيامِ أحدٍ، ولا إلى صلاتِهِ، ولكنْ انظروا منْ إذا حدثَ صدقٌ، وإذا ائتمنَ أدى، وإذا أشفى– أيْ همْ بالمعصيةِ – ورعْ” (عمرُ بنُ الخطابِ).
  • متى يجيءُ اليومُ الذي نتكلمُ فيهِ كلامَ الشرفِ، ونعدُّ وعدَ الصدقِ، وتقومُ حياتَنا على التواصي بالحقِّ (عليّ الطنطاوي).
  • ازرعْ الصدقَ والرصانةَ تحصدُ الثقةَ والأمانةَ (أمين الريحاني).

حديث عن الصدق للأطفال

  • إن الأطفال هي جيل المستقبل من الضروري غرس الأخلاق الحميدة في نفوس الأطفال منذ نعومة أظفارهم حتى يعتادوا على فعل الخير واتباع هذه الصفات، ولا يكون الأمر بترديد أحاديث النبي التي تدعو إلى ضرورة اتباع مكارم الأخلاق وتطبيقها في كل فعل وقول، وأنما أيضا بالقدوة الحسنة.
  • فإذا اعتاد الآباء في تربية أطفالهم على تجنب فعل المنكرات من الأفعال مثل الغش والكذب والسرقة وغيرها ويدعون الأبناء إلى اتباع الصدق والأمانة، فإن الأطفال لا يتبعون مثل الأقوال التي لا تتناسب مع الأفعال المضادة.
  • ولكن إذا اقترنت التربية السليمة للآباء لأبناءهم بفعل الخيرات والتحلي بفضائل الأخلاق كان تأثيرها أعظم في نقوس وعقول الأطفال، ولعل أفضل مثال على الدعوة إلى التحلي بالصدق والأمانة الحديث النبوي الشريف الذي نحفظه جميعا عن ظهر قلب في الروضة والمراحل المدرسية الأولى هو:
عنْ النبيِّ -صلى اللهُ عليهِ وسلمَ-، قالَ: (إنَّ الصدقَ يهدي إلى البرِّ، وإنَّ البرَّ يهدي إلى الجنةِ، وإنَّ الرجلَ ليصدقُ حتى يكونَ صديقاً، وإنَّ الكذبَ يهدي إلى الفجورِ، وإنَّ الفجورَ يهدي إلى النارِ، وإنَّ الرجلَ ليكذبُ حتى يكتبَ عندَ اللهِ كذاباً).

حديث عن الصدق للإذاعة المدرسية

الإذاعة المدرسية تشمل جزء من الذكر الحكيم من القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، ولعل أهم الأحاديث الواردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم حول الصدق ما يلي:

عنْ أبي محمدٍ، الحسنِ بنِ عليِّ بنِ أبي طالبٍ رضيَ اللهُ عنهما، قالَ: حفظتُ منْ رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ: (دعْ ما يريبُكَ إلى ما لا يريبُكَ؛ فإنَّ الصدقَ طمأنينةٌ، والكذبَ ريبةٌ).

حديث عن الصدق والكذب

  • فعنْ عامرِ بنِ ربيعةَ قالَ: دعتْني أمِّي يوماً ورسولَ اللهِ -صلى اللهُ عليهِ وسلمَ- قاعدٌ في بيتِنا، فقالتْ: ها، تعالَ، أعطيكَ. فقالَ لها رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ، وسلمَ "وما أردتَ أنْ تعطيَهُ؟" قالتْ: أعطيهِ تمراً، فقالَ لها رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ، وسلمَ "أما إنَّكَ لوْ لمْ تعطيهِ شيئاً كتبتُ عليكَ كذبةً"
  • عنْ أسماءِ بنتٍ يزيدُ قالتْ: أتي النبيُّ بطعامٍ، فعرضَ علينا، فقلنا: لا نشتهيهِ، فقالَ "لا تجمعنَ جوعاً وكذباً".
  • (قالَ اللهُ هذا يوماً ينفعُ الصادقينَ صدقَهمْ لهمْ جناتٌ تجري من تحتِها الأنهارُ خالدينَ فيها أبداً -رضيَ اللهُ عنهمْ- ورضوا عنهُ ذلكَ الفوزَ العظيمَ ﴾.
  • ﴿ والذي جاءَ بالصدقِ، وصدقَ بهِ أولئكَ همْ المتقونَ * لهمْ ما يشاءونَ عندَ ربِّهمْ ذلكَ جزاءَ المحسنينَ * ليكفرَ اللهُ عنهمْ أسوأَ الذي عملوا ويجزيَهمْ أجرَهمْ بأحسنِ الذي كانوا يعملونَ).
وختاماً، الـ حديث عن الصدق والأمانة في كل سور القرآن الكريم ومواضعه متعددة في ترغيب وترهيب وزجر وذكر لعظيم الثواب في التحلي بهما، فهما من طاعة الله ورسوله.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ