كتابة : نجاة
آخر تحديث: 01/01/2024

ما هي طرق معاقبة النفس؟ وهل يجوز معاقبة النفس بالضرب؟

طرق معاقبة النفس تختلف من شخص لآخر، وهي عبارة عن ممارسات يتم اعتمادها عند القيام بخطأ ما أو العدول عن وعد تم تقديمه للنفس ولم يفي به أو مثلا عند عدم الالتزام بنظام الحمية من خلال العودة لتناول الحلويات، وقد يكون العقاب جسديًا أو نفسيًا. وقد لا يكون هذا الأسلوب العقابي ذا تأثير ونجاعة بقدر ما هو مؤذي للنفس. وفيما يلي يتطرق مفاهيم في هذا المقال إلى حكم معاقبة النفس في الإسلام مع الإجابة على بعض التساؤلات.
ما هي طرق معاقبة النفس؟ وهل يجوز  معاقبة النفس بالضرب؟

مفهوم معاقبة النفس

  • يقصد بمعاقبة النفس اللجوء إلى مجموعة من الممارسات والسلوكيات التي تأتي بغرض العدول عن الخطأ أو التوبة والندم. وعبر التاريخ، كانت الممارسات في إطار معاقبة النفس تشمل جلد النفس والحرق كتعبير عن الندم والتوبة.
  • في عصرنا هذا قد لا تصل معاقبة النفس إلى درجة الإيذاء الجسدي المؤلم كالحرق والجلد، لكنها موجودة في أشكال أخرى مختلفة ذات بعد نفسي وعاطفي
  • عادة ما تشير معاقبة النفس إلى الإساءة العاطفية والعقلية للنفس لمواجهة المشاعر السلبية وتجاوزها ولمنح درس للنفس بغرض تجاوز خطأ ما أو عادة سيئة.

طرق معاقبة النفس

طرق معاقبة النفس على خطأ أو عدم إنجاز هدف تم التخطيط له قد لا يتخذ دائماً صيغة مؤلمة أو وحشية لكن يكون له تأثير نفسي أكثر مثل:

  1. من الطرق المساعدة في إطار معاقبة النفس كتابة قائمة بالقواعد التي يجب الالتزام بها والتي تكون بنية ردع أي سلوك قد يكون معيقاً أمام تحقيق هدف ما، مثل "ممنوع التلفاز، ممنوع الشوكولاتة، ممنوع الاستلقاء، وما إلى ذلك".
  2. من الطرق البسيطة التي يمكن الاحتكام لها كذلك هو حمام بارد جدا، قد يبدو قاسيا للبعض إلا أنه ممارسة تأديبية فعالة جدا في منع الشخص من خرق قواعده الشخصية.
  3. ممارسة التمارين الرياضية الشاقة لفترة ليست بالقصيرة أحد طرق معاقبة النفس بعد القيام بخطأ ما، في النهاية لن تعاقب نفسك وحسب بل ستكسب لياقة بدنية كذلك
  4. من الطرق التي يمكن اعتمادها في إطار معاقبة النفس تلك التي تقوم على ارتداء شريط مطاطي في الذراع وسحبه في كل مرة اقترفت خطأ، بهذه الممارسة سيترسخ في عقلك ربط الألم بالأخطاء وسيحاول عقلك تجنب الأخطاء.

كيفية معاقبة النفس عند الخطأ؟

قد يكون لمعاقبة النفس دور مهم في القطع مع الخطأ أو العادات السيئة. وفيما يلي بعضا من طرق معاقبة النفس عند الخطأ:

تحديد العقوبة

  • احرص على تحديد عقوبة لنفسك عند الاستسلام للخطأ او العادة السيئة، قد تشمل اقتراحات العقوبة ممارسات مثل الجري لبضع دقائق أو التبرع بالمال للجمعيات الخيرية.

الانضمام إلى مجموعة دعم

  • لدى بعض الأشخاص الذين يستمرون في اقتراف أخطاء تعرقل مسار تطورهم الشخصي أو النفسي قد يكون الانضمام لمجموعة دعم تُقيدهم أكثر كالعقوبة بالنسبة لهم. على سبيل المثل، للشخص الذي يقترف أخطاء بحق حميته الغذائية سيكون الانضمام إلى مجموعة دعم طريقة رائعة للبقاء على المسار الصحيح.

مراجعة النفس

  • التحدث مع النفس ومحاسبتها بشكل قاسي وبصوت عالي من الطرق التي يمكن من خلالها معاقبة النفس وحثها على تصحيح الخطأ والرجوع للمسار الصحيح

هل يجوز معاقبة النفس بالصوم؟

  • عند القيام ببعض الأخطاء والمعاصي، قد تكون معاقبة النفس كتعبير عن التوبة والندم جائزًا، ويعتبر الصوم أفضل ممارسة للقيام بذلك، ويجوز على سبيل المثال صيام يومين متتاليين مجاهدة للنفس أو عقوبة لها على التقصير والخطأ
  • ذكر الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء في ترجمة عبد الله بن وهب أنه كان يقول: نذرت أني كلما اغتبت إنسانًا أن أصوم يومًا فأجهدني، فكنت أغتاب وأصوم، فنويت أني كلما اغتبت إنسانًا أن أتصدق بدرهم، فمن حب الدراهم تركت الغيبة.
  • يجوز أن يقوم الشخص بالصوم بنية التوبة الصادقة والندم على معصية وخطأ تم اقترافه، ويجوز اعتبارها كعودة لله وطلب للمغفرة والتواب.

هل يجوز معاقبة النفس بالضرب؟

  • إن كان الشخص قد ارتكب معاصي أو ذنوب ووصل لمرحلة حيث يراجع نفسه ويدرك أن ما فعله فيه إثم وذنب، فالجائز هنا ليس الضرب أو إيذاء النفس بل التضرع والتوجه لله سبحانه تعالى فهو التواب والغفور والرحيم
  • طالما أن الهدف من المعاقبة هو رفض للخطا والمعصية وسعي للتواب والرجوع للصواب، فباب التوبة مفتوح. وقد جاء في الحديث القدسي الذي رواه الترمذي وغيره وحسنه الألباني: قال الله تعالى: يا ابن آدم! إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم! لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم! لو أنك أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة.

حكم تعذيب النفس إذا فعلت معصية

  • تعذيب النفس وإلحاق الضرر والأذى بها ليس أبدا جائزًا في الدين الإسلامي، وفي حالة ارتكاب المعاصي والذنوب، الطريقة الأصح لتصحيح الخطأ هو طلب التوبة الصادقة واللجوء لله الغفور الرحيم
  • فإن تعذيب النفس محرم في الإسلام، فقد روى ابن ماجة وأحمد من حديث عبادة بن الصامت أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قضى أن لا ضرر ولا ضرار.
  • وقال تعالى في سورة البقرة: "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة" كما وقال تعالى في سورة النساء: "ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً"
  • وفي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدا، ومن شرب سما فقتل نفسه فهو يتحساه في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدا، ومن تردى من جبل فقتل نفسه فهو يتردى في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدا.

طرق تهذيب النفس

يمكننا استبدال مصطلح معاقبة النفس ب مصطلح تهذيب النفس، فالأول يكون بأبعاد قد تكون مؤذية للنفس رغم أنها قد تُصلحه، لكن المصطلح الثاني يُصلح النفس بالأدب والتهذيب، وفيما يلي بعض الطرق لذلك:

  1. أولى النصائح الفعالة والصالحة لتهذيب النفس بشكل سليم هي الالتزام بالعبادات والأذكار وقراءة القرآن إقامة الصلاة في وقتها، فالصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر.
  2. اعتزال كل العادات السيئة التي قد تشمل ممارسة يومية أو نمط حياة أو سلوكاُ معيناً، اعتزل كل ما يؤذيك واستبدله بعادة جيدة، الأمر ليس حدثاً يحدث على الفورة بل عملية تؤتي ثمارها بعد مرور الزمن.
  3. · لا تكترث للمشاكل بل ابحث عن حل أو مخرج منها، ولا تنسى أن الحياة مؤقتة على هذا الكوكب، فكيف يمكن للمشاكل أن تكون دائمة، إنها مجرد مسألة وقت للتغلب عليها.
  4. قم بتغذية عقلك من خلال مطالعة كتب ذات منفعة على النفس وتطويرها فكريا وتطوير وعيها، فبالجهل يقع الكثيرون في ظلمات المعاصي.
  5. الإيجابية والامتنان إنهما صفتان مهمتان في الحياة وهي بمثابة المفتاحين اللذان يفتحان لصاحبه أبواب كثيرة.
في ختام مقالنا، نجدد الذكر بأن المعاقبة واتباع أسلوب انتقامي لإيذاء النفس محرم في الإسلام، وفي حالة المعاصي والذنوب ليس هناك أفضل من اللجوء لرب العالمين مَن أبواب توبته ومغفرته مفتوحة أمام عباده.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ