آخر تحديث: 26/02/2022
كيف تواجه النفس الامارة بالسوء من تلقاء نفسك؟؟
النفس الامارة بالسوء هي التي تورد العباد موارد الهلكة، فان النفس الإمارة هي من أسوء الصفات، فهي إحدى الأعداء لك أيها الإنسان، فإن النفس الإمارة تغريك وتشدك دائماً بالمعصية بحجة إنها لذة ومتعة.
النفس الامارة بالسوء تعتبر مثل السم زعاف، فهي مثل الخيوط الناعمة التي تجر الشخص للمهالك، فيجب أن تكون حذر من كل ذلك.
ما هي النفس الامارة بالسوء؟
النفس الأمارة هي:
- تلك النفس التي تقود صاحبها لكل سوء، وتامرة بان يفعل كل سوء من شهوات، ونزاعات كثيرة، وتقود الشخص لكل فعل غلط، والحقد وغيره، فان تساهل العبد معها.
- فإن النفس الأمارة بالسوء هى من تنهى وتامر قادته لكل شيء قبيح ومكروه.
- قال تعالى (إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم) سبحانه وتعالى. وذلك لكثرة ما تأمر بالسوء، ولأنها تميل للشهوات والملذات يعتبر اصبح عادة فيها إلا أن رحمها الله عز وجل.
- أن هذه النفس ميالة بطبعها إلى طبيعة الإنسان البدنية، فتامي صاحبها بالذات والشهوات واتباع الهوى، فهي دائماً توسوس لفعل الشرور والاتصاف بالأخلاق الذميمة، وارتكاب الذنوب والآثام.
- كما قال ابن تيمية احد ثلاثة يستعاذ منها وهي، "النفس (الأمارة)، وشياطين الجن، وشياطين الإنسان"، وروي عن ابن جريج في تفسير قوله تعالى (من الجنة والناس)، قال: "هما وسواسان، فوسواس من الجنة وهو الخناس، ووسواس من نفس الإنسان".
- قال ابن القيم رحمة الله عليه وهو يتحدث عنها ويصفها: "وقد اخبر -سبحانه وتعالى- إنها أمارة بالسوء، ولم يقل "آمرة" لكثرة ذلك منها.
- وإنه عادتها ودأبها إلا إذا رحمها الله وجعلها زاكية تأمر صاحبها بالخير، فذلك من رحمة الله لا منها، فإنها بذاتها أمارة بالسوء لأنها خلقت في الأصل جاهلة ظالمة، إلا من رحمة الله، والعدل والعلم طارئ، عليها بإلهام ربها وفاطرها لها ذلك.
- فاذا لم يلهمها رشدها بقيت على ظلمها وجهلها، فلم تكن أمارة إلا بموجب الجهل والظلم، فلولا فضل الله ورحمته على المؤمنين ما زكت منهم نفس واحدة".
صفات النفس الأمارة بالسوء
أن النفس الأمارة صفات وعلامات، يجب على كل مؤمن حريص أن يعرفها ودركها، فان مسايرة النفس الأمارة في صفاتها، والتساهل معها في سلبيتها مؤشر على مرض القلب وانتكاسته، فمن صفات النفس الأمارة:
- أن النفس الأمارة يعتبر الشيطان قريبنا وصاحبها، فدائماً يأمرها بالسوء ويزينه لها، ويرى الباطل في أفضل صورة ولا يرى إنها خطأ، ويطيل الأمل أمامها، ودائماً يمدها بالشهوات المهلكة، ويستعين عليها بهواها، فان الأنساء صاحب النفس الأمارة فينقلها من عز الطاعة إلى ذل المعصية.
- فالنفس الأمارة تعمل دائماً على أن تجعل الشخص يترك الطاعة ويفعل المعصية، فان النفس الأمارة سميت في القرآن أمارة فهي لا تكتفي بأمر أو امرين في المعصية بل هي مداومة.
- أن المعصية مهما قويت وأطاعت الشيطان وتحالفت معه انزلا القلب من حصنه، وأخرجاه من مملكته، فاذا هو منغمس في اللذائذ المحرمة، مرتكس في الهواة الموبقة، "أسود مرابدا كالكوز محجيا لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً إلا ما اشرب من هواه" رواه مسلم.
- النفس الأمارة تعمل دائماً وكأنها تلح على صاحبها في الطلب وفى أن يفعل السوء، فلا تزال تردد وتعيد عليه فتقوده المعصية ويعجز عن مقاومتها، فيقع في ما تريد من الشر والانفلات الأخلاقي، وتصبح هي من تقود الشخص لمعصيته والى ما تهوى من شهوات محرمه تحللها في عين صاحب السوء الأمارة.
ما هي الأسباب التي تجعل المرء ضعيف أمام نفسه؟
هناك العديد من الأسباب التي تجعل المرء ضعيفاً أمام نفسه، وخاضعاً أمام مطالبها، فلا يرد لها طلباً حتى ولو كان فيه غضب الله ومقته، ومنها بعض الأسباب:
- أولها البعد عن الله من طاعه وصلاه والغفلة عن ذكره والبعد عن تدبر كتابه، والتأمل في آياته وعظيم خلقه، فكلما كان الإنسان أيمانه ضعيفاً فكان من الممكن تقوى نوازع الشر في نفسه وتقوده نفسه الأمارة إلى فعل الشرور والمعاصي.
- ومنهم من يرى أن تقديم هوى النفس على محبة الله ورسوله ‘صلى الله علية وسلم'. قال ابن رجب -رحمه الله عليه-: فجميع المعاصي إنما تنشأ من تقديم هوى النفوس على محبة الله ورسوله، وقد وصف الله المشركين باتباع الهوى في مواضع من كتابه، فقال - تعالى -: (فإن لم يستجيبوا لك فاعلم إنما يتبعون أهواءهم ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله) [القصص:٥٠] .
- من العوامل الرئيسية والأسباب المهمة التي تؤدي إلى أن تقود النفس الأمارة صاحبها وان تتمادى فيها: هي التقاعس أي الخروج عن الطاعات الإلهية، والخروج عن العبادات، والابتعاد عن الأقارب، والانشغال بالدنيا.
- فسوف تسوقه النفس الأمارة إلى طريق المعاصي، وينغمس فيه المرء انغماساً في الدنيا بكليته، وفي هذا الوقت سوف يصعب الرجوع عن الأخطاء وعن النفس الأمارة بالسوء ونهيها عنها، ويصعب الابتعاد والإقلاع منها، فيستسلم لها استسلاما كلياً ويكمل طريق المعاصي.
كيف تواجه النفس الامارة بالسوء؟
يمكن مواجهة النفس التي تدعونا إلى السير في المعصية من خلال الآتي:
- أولا: يجب أن تكون قويا مع نفسك الأمارة ولا تستسلم لها وللأفعال التي تقودك للمعصية، فيجب ان تتعمد على مواجهتها مواجه صارمة، متحدياً لها وعلى انك قادر على التغلب عليها، وصابراً على جهادها، حتى يستقيم لك أمرها، ويطيب لك حالها، وتمسك بزمامها، وعندما تتمكن سوف تشعر بانك بدأت أن تنعم بنفس راضية ومطمئنة.
- ثانياً: يجب التقرب إلى الله، وقراءة القران وان تقوم بفعل الصدقات وان تستغفر الله وتتقرب إلى الله بكل الوسائل التي يمكن أن تكون لتفعلها وان تتوب عن الأفعال الشنيعة التي قمت بها، تذكر عظمت الله -عز وجل- والإكثار من مراقبته في السر والعلن كما في قوله -تعالى-: (والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله) [آل عمران: ١٣٥] .
- ثالثاً: لكي يتغلب الشخص على النفس الأمارة يجب على الإنسان أن يستعيذ بالله وان يدعو دائماً بان يصرف عنه وساوس الشيطان وشر الأنس والجن وان يأخذ بالأسباب التي تضمن له الراحة من هذا وعليه أن يجتهد في الطاعة ويكثر من العبادة لان الأذكار وكثرة الاستغفار والتقرب إلى الله تطرد الشيطان.
تبعث النفس الامارة بالسوء دائماً بالسوء بصاحبها فبالتالي يكون الإنسان يبدأ أن يعيش في بيئة شحيحة بالأيمان، ويكون بعيد عن التقوى، ويلتقى بالصحبة السيئة التي لا تعرف معروفاً ولا تنكر منكراً، ففي هذه البيئة تستقوى النفس الأمارة على صاحبها فتجده ضعيفاً هزيلاً مطالبها.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_12214
تم النسخ
لم يتم النسخ