كتابة :
آخر تحديث: 12/11/2021

ما هو الهدوء النفسي؟ وكيفية الوصول إليه؟

من من البشر لا يسعى إلى الوصول لحالة الهدوء النفسي التي تجعله يعيش في راحة وسلام مع كل ما يحدث من حوله إن كان خيرا أم شرا، فهذه الحالة لا تعني العيش في سعادة دائمة وإنما في حالة من التقبل والتسليم لكل ما يحدث.
ابتعد البشر كثيرا عن عيش حالة السلام الداخلي بسبب عدم اراحة العقل أو الاستماع لصوت القلب والمشاعر، وتهدئة صوت العقل والأفكار التي لا نهاية لها، والتي تجعل الشخص في حالة من التوتر والقلق، والابتعاد عن تقبل ما يحدث في الخارج إن كان خيرا أو شرا، وتسليم الأمور للخالق، بالإضافة إلى أن البشر يرغبون دائما في جعل كل مجريات أمور الحياة الخاصة بهم تحت السيطرة، وفي حال خروج الأمر عن تلك السيطرة يبدأ الشخص في الاعتراض والحزن على ذلك، وكل هذه الأمور هي التي تجعل الشخص لا يعيش حالة السلام الداخلي.
ما هو الهدوء النفسي؟ وكيفية الوصول إليه؟

ما هو الهدوء النفسي

الهدوء النفسي هو حالة يعيشها الشخص طوال الوقت، وهي ليست شعور أو مجموعة من المشاعر التي يشعر فيها الشخص بتلك الحالة.

وإنما هي حال أو كينونة تستمر مع الشخص لفترات طويلة أو طوال الحياة، وتجعله متقبلا لكل ما يحدث من حوله، سواء كان هذا الحدث خير أم شر.

لأن الشخص الذي يعيش حالة الهدوء النفسي هو الشخص الذي لا يرى في الحدث أو الموقف أو حتى الأشخاص الخير أو الشر.

بل كل الأمور بالنسبة له واحد، ولا يقوم بتحليلها وإنما يكون مسلما أمره لله خيره وشره.

ولذلك لا يشغل تفكيره بما سيحدث غد أو ما حدث في الماضي، فهو يعيش اللحظة أو ما يطلق عليه في علم النفس الحضور في اللحظة أو مع الله.

وحالة السلام النفسي يمكن لأي شخص الوصول إليها عن طريق بعض الممارسات النفسية والعقلية التي تجعل العقل في حالة من الهدوء والسكينة.

لأن العقل هو السبب الرئيسي في جعل الإنسان لا يعيش حالة السلام الداخلي بسبب رغبته الشديدة في تحليل الأمور الصغيرة والكبيرة.

مما يجعل الإنسان في حالة من التشتت والضياع وانعدام الرؤية، بالإضافة إلى عيش حالة من القلق والتوتر والخوف من كل شيء.

كيفية الوصول إلى حالة الهدوء النفسي

للوصول إلى حالة السلام الداخلي يجب على الشخص أن يقوم ببعض الممارسات النفسية والعقلية والروحية، والتي بها يهدأ العقل، وتسمو الروح على النفس.

وتكون الروح هي المسيطرة على الشخص وليست نفسه الأمارة بالسوء أو اللوامة أو غير المطمئنة.

أما عن الممارسات النفسية التي منها يتم الوصول لحالة السلام الداخلي والسكينة فهي قيام الشخص بالتخلي عن المشاعر السلبية.

فمن الأمور التي تجعل الشخص يعيش حالة من القلق والتوتر أو التشتت والضياع المشاعر السلبية مثل الغضب والحزن والعار والذنب والتأنيب.

كل هذه المشاعر السلبية تجعل الشخص مقيدا من الداخل، ويشعر أنه عاجزا عن تأدية دوره في الحياة.

وللتخلي عن كل هذه المشاعر يجب أولا أن يعترف الشخص أن يشعر بهذه المشاعر السلبية، وأنها تعرقل حياته، وتبعده عن شعوره بالهدوء والسلام الداخلي.

ثم تأتي الخطوة التالية وهي تفعيل نظام مراقبة الذات، وهو نظام يتم من خلاله مراقبة كل المشاعر والأفكار السلبية دون إصدار حكم معين عليها.

أو مقاومتها أو إظهار الرغبة في التخلص منها، لأن المقاومة تعني رفض الشعور أو الفكرة السلبية، والرفض يسبب الألم والمعاناة للشخص.

ولكن قبول الشعور وتسليم للإرادة العليا أو الله بنية التخلي عن هذا الشعور أو هذه الفكرة السلبية.

من أجل التحلي بمشاعر أفضل أو إيجابية حتى يتجلى السلام الداخلي في نفس الإنسان، ومنها تسمو الروح.

ويصبح الشخص يعيش كل ما هو سلبي وإيجابي بوعي المراقب للمشاعر، لأنه سيدرك وقتها أو عند الوصول لحالة السلام الداخلي أنه ليس تلك الأفكار ولا المشاعر ولا الجسد.

وأن حقيقته أكبر من كل هذه الأمور، والمشاعر والأفكار ما هي إلا وسيلة يتعلم منها الشخص دروس في الحياة حتى يتطور ويرتقي.

ويكون في تلك الحالة متقبلا لأي شعور سلبي أو إيجابي لأن حكمه على المشاعر سيختلف تماما، وستصبح الأمور بالنسبة له واحدة أو غير مجدية بالنسبة له.

بالنسبة للممارسات العقلية التي يجب على الشخص أن يقوم بها حتى يصل لحالة السلام الداخلي ممارسة التأمل.

تقول الدراسات العلمية أن التأمل واحدا من أفضل الوسائل والممارسات التي تجعل عقل الشخص يهدأ من إعصار الأفكار الموجود بداخله.

والذي يجعل الشخص في حالة من التشتت والضياع والانتباه لما يحدث في الخارج أكثر من الاستماع إلى الصوت الداخلي للشخص أو صوت القلب كما يقول البعض.

وللتأمل أنواعا عديدة منها التأمل الحر والتخيلي وتأمل التخلص من المشاعر والأفكار السلبية.

ويمكن البحث عن أنواع التأمل تلك على مواقع الإنترنت أو اليوتيوب، حيث يقوم الكثير من مدربي التنمية الذاتية أو المتخصصين في التأمل بعمل بعض التأملات المجانية للجمهور.

وينصح علماء النفس بضرورة ممارسة التأمل بشكل يومي حتى ولو خمس دقائق فقط في اليوم حتى يصبح عادة للشخص.

فالتأمل يجعل العقل يهدأ، ويشعر الشخص بحالة من السعادة أو الهدوء بسبب قلة شعوره بمشاعر التوتر والقلق التي كانت بسبب الأفكار الكثيرة الموجودة بعقله.

هناك أيضا بعض التأملات التي من خلالها يتم تطهير شاكرات الطاقة بالجسم من المعيقات والمشاعر السلبية.

وهذا النوع من التأملات موجود بشكل مجاني على قنوات اليوتيوب، فتوازن شاكرات الجسم طاقيا تجعل الشخص في حالة من الهدوء والسكينة.

أما عن الممارسات الروحية التي من خلالها يتم وصول الشخص لحالة السلام الداخلي أو السكينة.

فهي تكون عبارة عن الأذكار التي تحمي الشخص من الطاقات السلبية مثل العين والحسد.

أو الصيام عن الطعام والشراب لفترة معينة من الزمن أو الصيام عن الكلام لمدة ثلاثة أيام.

أو القيام ببعض الأعمال التطوعية والخيرية أو إطعام الطعام أو المساهمة في توصيل المياه إلى الأماكن التي لا توجد بها مياه.

كذلك إخراج الصدقات والزكاة للمساكين والمحتاجين، والسعي دائما إلى فعل الخير ونصرة المظلومين.

كل هذه الممارسات تنمي شعور الشخص بالمسئولية تجاه الآخر، وتجعله يشعر بقيمته وقيمة الآخرين.

بالإضافة إلى أن الشخص يشعر بالأمان والراحة عندما يوفر لشخص مسكين أو محتاج وسائل الراحة والأمان في حياته من مأكل وملبس أو مال ينفقه على نفسه وعائلته.

كل هذه الأعمال والممارسات من شأنها تطهير نفس الشخص من كل ما هو سلبي أو يعيق شعور الشخص بالسلام الداخلي.

وعندما يصل الشخص لحالة تكون فيها النفس مسيطر عليها بشكل كبير أو تم تطهيرها، تبدأ الروح في السيطرة على النفس.

ومن هنا يبدأ الشخص يشعر بالطمأنينة لأنه اتصل بحقيقته ومصدره أو خالقه الذي هو منبع السلام والحب والطمأنينة.

كانت هذه بعض المعلومات التي تخص حالة الهدوء النفسي، وكيفية الوصول إليها، والتي نستنتج منها أن حالة السلام الداخلي هي الحالة التي من المفترض أن يكون كل شخص في هذه الحياة عليها، ولكن مشتتات الدنيا هي التي جعلت البشر ينسون تلك الحالة، وابتعدوا كل البعد عنها، ولذلك يعيشون دائما في حالة من الحزن والقلق على الرغم من توفر كل سبل ووسائل الراحة الخارجية.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ