كتابة :
آخر تحديث: 15/12/2023

ما هي العلاقة بين انفصام الشخصية والجن؟

ما العلاقة بين انفصام الشخصية والجن؟ إن الوعي بشأن الأمراض النفسية في مجتمعاتنا العربية قليل جدًا، حيث يتم وصف أي شخص بمريض بأنه مجنون أو أن الجن سيطر عليه، وفي هذا المقال في موقع مفاهيم سنتحدث أكثر عن أسباب ربط مرض الفصام بالجن والعفاريت، كما سنعرفكم أكثر عن مرض الفصام وأعراضه.
ما هي العلاقة بين انفصام الشخصية والجن؟

ما هو مرض انفصام الشخصية؟

  • الفصام بالإنجليزية: schizophrenia هو اضطراب عقلي يحدث على المدى الطويل، يتسبب هذا الاضطراب في أن يعاني المصابون به من الهلوسة والأوهام واضطراب التفكير والتغيرات السلوكية، هذه الأعراض هي أعراض الذهان، وهي حالة يجد فيها المصاب صعوبة في تمييز الواقع عن عقله.
  • غالبًا ما يتم الخلط بين الفصام والذهان، لكنهما مختلفان، الذهان هو عرض واحد فقط للعديد من الاضطرابات العقلية، بما في ذلك الفصام.
  • وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يقدر أن أكثر من 21 مليون شخص في جميع أنحاء العالم يعانون من مرض انفصام الشخصية، الأشخاص المصابون بالفصام معرضون لخطر الوفاة في سن مبكرة بمعدل 2-3 مرات.
  • بالإضافة إلى ذلك، من المعروف أن نصف المصابين بالفصام يعانون أيضًا من اضطرابات عقلية أخرى، مثل تعاطي المخدرات والاكتئاب واضطرابات القلق.

انفصام_الشخصية_والجن

أسباب انفصام الشخصية

رغم أن الفصام من الأمراض النفسية العقلية التي تؤثر على حياة الإنسان، إلا أنه لا يوجد أسباب معروفة وراء الإصابة بهذا المرض، والبعض يرجع أسباب الانفصام في الشخصية إلى:

  • عوامل وراثية وبيئية.
  • سوء استخدام الأدوية أو تفاعل بعض الأدوية.
  • ضغوط الحياة والصعوبات التي يقابلها الفرد تجعله أكثر استعداد للإصابة.

أعراض مرض الفصام

يعتبر مرض الفصام من الأمراض النفسية والعقلية التي تؤثر على حالة الفرد، وينتج عنها عدة أعراض ومنها ما يلي:

  1. رؤية أو سماع أشياء وهمية وغير موجودة على أرض الواقع.
  2. الهلوسة والأوهام بأفكار ومعتقدات ليس لها أساس.
  3. الرغبة في البقاء بعيدًا عن الناس وعدم مخالطتهم.
  4. فقدان الشغف في الحياة وممارسة المهام اليومية.
  5. فقدان الاهتمام بالنفس والنظافة الشخصية.
  6. عدم الرغبة في التعبير عن الأحاسيس والمشاعر.
  7. القيام بعض الأشياء الغريبة التي يطلبها شخص ما أو جن ليست بمحض إرادته.
  8. التشتت وعدم القدرة على التركيز والانتباه.
  9. التصرف بعنف مع الآخرين.
  10. التحدث بطريقة غير مفهومة.
  11. امتلاك قوة عضلية كبيرة لا تجعل المحيطيين يسيطرون عليه مع اشتداد نوبات الفصام.

العلاقة بين انفصام الشخصية والجن

لطالما تساءل البعض منا ما حقيقة بعض الأمراض النفسية والعقلية؟ وهل هي الوراثة، وضغوط الحياة، والصدمة النفسية، أم أن بعضًا منها يمتلكه الجن ويملكه، كما ورد في العديد من الروايات التي تحدث في حياة كثير من الناس بناءً على ما جاء في القرآن والسنة ومن أقوال العلماء، وتتمثل فيما يلي

التعريف الطبي لانفصام الشخصية والجن

  • وبحسب التعريف الطبي، فهو اضطراب دماغي حاد يشمل اضطرابات في التفكير، والسلوك، والتعبير عن مشاعر المريض، ورؤية الواقع، ورؤية الحقائق، والعلاقات المتبادلة بينه وبين من حوله.
  • لقد عرفه العلم بأنه مرض عضوي له أسباب مختلفة وربما الاستعداد الوراثي، ويؤثر على أجزاء مختلفة من الدماغ، وخاصة المنطقة الأمامية، وموقع السمع والذاكرة، واختلالات في الذاكرة القريبة والذاكرة اللفظية، ونوبات عصبية متكررة.
  • ومن ثم لقد أكد العلم أن انفصام الشخصية ليس له علاقة وثيقة بالجن، وإنما هي عوامل عقلية ونفسية أثرت على الإنسان، وجعلته يصاب بأعراض الانفصام.

انفصام الشخصية والجن من وجهة نظر الدين

  • من ناحية أخرى، يرى الكثير في المجتمع العربي والإسلامي أن هذا المرض في ميزان الطب النفسي، وهو ليس سوى لمسة من الجن، حيث يمتلك الجن البشر ويصيبهم بهذه الأعراض، وهو الأمر يرفضه الطب النفسي، فماذا عن استخدام الجن للإنسان؟
  • وقد أكد الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله أن الجن أصناف وأقسام، ويمكنهم دخول البدن والتحدث بألسنتهم.
  • أكد الشيخ محمد بن عثمان رحمه الله أن هناك حالات من استخدام الجن للإنسان، مما يعرض الإنسان للخطر ويزعجه بحسب سلطتهم، يستشهد بكلمات الله عز وجل: "الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس"
  • في حين يشير الشيخ خالد المصلح إلى أن الجن سئم من وجود أناس مروا بهذه التجربة، والدليل فيها واسع، ويقول الأئمة إنها قديمة وحديثة، وبالتالي فإن مشكلة دخول الجن مع البشر ظاهرة ومرئية، ويؤكد المصلح أن هناك حالات نفسية لا يمكن تفسيرها بأمراض عصبية إلا باستعمال الجن.

انفصام الشخصية والجن من وجهة نظر الأطباء النفسيين

  • يؤكد الأطباء النفسيون أن هناك فرق كبير بين مفهومي: الطمأنينة والصحة النفسية، الهدوء شعور نفسي يتأثر بالعديد من العوامل أهمها الشعور بالرضا عن القدر والاعتماد على الذات وعلى الله وهذا ما نراه من كلام الله عز وجل: "ألا بذكر الله تطمئن القلوب"
  • ولكن الصحة النفسية أمر آخر، أي خلو الجسد من الأمراض العقلية، فالاكتئاب غير الطبيعي ليس نقيض الرصانة، ومن هنا كان الاعتقاد السائد أن الاكتئاب يمكن علاجه أو تجنبه بالذكر والإيمان.
  • ومن الأخطاء العملية العديدة التي تسبب المزيد من المعاناة لمن يعانون من هذا المرض على وجه الخصوص والأشخاص المصابون بمرض عقلي بشكل عام، أن الاعتقاد بأن المرض النفسي يحدث نتيجة البعد عن الله وضعف الإيمان يجعل الكثير من المرضى يتجنبون الكشف عن أعراضهم خوفًا من وصفهم بضعف الإيمان وبُعدهم عن الله.
  • بالإضافة إلى ذلك بعض الناس يعتقدون أن الأمراض الذهانية مثل الفصام سببها الجن أو السحر، ولذا فإن سبيل التخلص منها هي علاج السحر والتوجيه الإيماني، والذهاب إلى الشيوخ لطرد الجن.
  • لذا من المهم الاعتماد على البحوث والدراسات العلمية، والاستفادة منها، فالمرض النفسي مرض عضوي ناتج عن عيوب في المركبات الكيميائية داخل الدماغ، وأن هذه العيوب في أغلب الأحيان ناتجة عن مرض وراثي.
  • فالاستعداد الوراثي من قبل المريض في جيناته، وهذا المستحضر قد يحتاج المرضى إلى منبهات خارجية أو لا يحتاجون إلى الظهور بشكل مرضي، مثل الاكتئاب والفصام واضطراب الوسواس القهري وأمراض أخرى توصف بأنها نفسية، وهذا الوصف لا يعني على الإطلاق أنها أمراض غير عضوية.

الطب النفسي الديني ومساءلة الفصام والجن

  • الطب النفسي الديني شكل من أشكال التسويق للسلع لا أكثر، ولكن من ناحية أخرى، تؤكد العديد من النظريات والأبحاث في مجال علم التخاطر في العالم الغربي التي تدعم الطب الروحي، وجود حالات استحواذ شيطاني لدى بعض المرضى، وبالتالي يبقى السؤال مفتوحًا في أروقة البحث العلمي المتذبذب.

بم يفكر مريض الفصام وماذا يسمع؟

  • عادة، لا يستطيع مريض الفصام تحديد ما يفكر فيه، لأن الأفكار وليدة اللحظة تأتي له عندما يسرح، وتبدأ أصوات تتحدث في أذنه كأنها أصوات حقيقة لأشخاص موجودين، رغم أنها ليس لها وجود في الواقع، وقد يؤدي تلعثم المريض في التعبير عما يسمعه أو يراه يظن الأهل والمقربون أن شخص ملبوس بالجن، ويبدأون في رحلة العلاج مع المشعوذين للوصول لحل لهذه المشكلة.
  • وحقيقة الأمر أن هذه الأفكار والأصوات نتيجة اختلال في كيمياء الدماغ، تدفع العقل إلى التفكير وتعطي إشارات عصبية لللدماغ لنطق هذه الأفكار والأصوات الداخلية ليسمعها الشخص نفسه دون غيره، وتشبه على ذلك، أحيانا ما نفكر في أشياء بصوت عالي ولكن بداخلنا عندما نعيد حساباتنا حول أمر ما، فنقول في أنفسنا قلبي وعقلي يحدثني أن لا أقول بهذا الأمر.

ماذا يتخيل مريض الفصام؟

  • يتخيل الفرد المصاب بالفصام العديد من الأوهام والهواجس التي داخل عقله فقط، وتجعله يرى أشخاص بشكل مريب أو حوادث مفجعة يتعرض لها البعض أو سماع أصوات أناس غير موجودة، أو رؤية خيالات تمر أمام عينه، وقد يتخيل البعض رؤية الشيطان أو الجن أو كائنات وحشية، قد يعجز لسانه عن وصفها لبشاعة مظهرها.

هل يعني انفصام الشخصية أن الإنسان له شخصيتان؟

  • الفصام أو شيزوفرينيا حالة تجعل الشخص يفكر في أمر ويفعل أمر أخر بعيد عن الواقع، نتيجة وجود أوهام وهواجس داخل تفكير الفرد تجعله يعيش في دائرة خارج المحيط الواقع، بل قد تدفعه هذه الأوهام إلى ارتكاب بعض الأفعال التي تمثل أذى جسدي أو نفسي له.
  • وقد أسند البعض أن سببها هي عوامل نفسية ووراثية والبعض الآخر أكد أن السبب وراء انفصام الشخصية هي وجود جن يدفع الفرد للتفكير والقيام ببعض الأفعال وسماع أو رؤية أشياء غير واقعية وغير ملموسة.

هل هناك أمراض نفسية أخرى يتم ربطها بالجن؟

ليس فصام الشخصية وحده من يتم ربطه بالجن والمس من الشياطين أو من الجن، ولكن هناك أمراض أخرى، ومنها:

الهستيريا

  • مرض يعاني منه الإنسان نتيجة الصراعات النفسية التي يمر بها في حياته، وأعراضه هي أفعال غير مسؤولة مثل الرغبة في الضحك أو البكاء أو الصراخ، ويمكن أن يسبب الإغماء الهستيري.

الاضطراب الوجداني أو الهوس

  • وهو مرض مشابه لتأثيرات تناول المواد المخدرة ويساعد الناس على الشعور بالانتشاء، كما يسهل الإثارة والشعور بالعصبية طوال الوقت وقد يعاني من الحرمان من النوم ويصبح عصبيًا، ولديه تعددية في العلاقات على غير العادة.
  • لذا يجب على الإنسان أن يوعي نفسه أكثر حول الأمراض النفسية، ويجب استشارة طبيب فورًا إذا ظهرت أعراض الفصام على الإنسان، فبمجرد أن ترى أحد المقربين لك يرى ويسمع أشياءً غير موجودة يجب أن تنصحه بزيارة الطبيب النفسي.

علاج انفصام الشخصية

كما سبق وأشرنا أن انفصام الشخصية ليس له علاقة بالجن وأنه اضطراب عقلي نفسي، ويحتاج إلى علاج فعال في المراحل الأولى قبل أن تتفاقم المشكلة، وقد يحتاج الأمر أولا إلى تشخيص الفصام بشكل دقيق، ومن طرق علاج انفصام الشخصية ما يلي:

  • أدوية مضادة للفصام وتساعد على تخفيف حدة الهلوسة والأوهام وتحسين التركيز والانتباه.
  • العلاج السلوكي المعرفي من خلال معرفة الشخص بالمرض ومحاولة مقاومته، والتأقلم على التعامل معه.
  • التحدث مع الآخرين وعدم إعطاء فرصة لهذه الأوهام أن تسيطر عليك.
في هذا المقال ذكرنا لكم تعريف بسيط عن مرض انفصام الشخصية، كما ذكرنا لكم الرابطة بين انفصام الشخصية والجن ووجهة نظر الشريعة وطب النفس عن هذا الأمر.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ

المراجع