هل المرض النفسي يعني الجنون؟
جدول المحتويات
الفرق بين المرض النفسي والجنون
هناك أكثر من فرق بين كل من المرض النفسي والجنون، وليس كل مريض نفسي مجنون كما يعتقد البعض.
من ناحية التعريف:
يتم تعريف المرض النفسي على أنه الشخص الذي يصاب بمرض نفسي ما مثل الاكتئاب أو التوتر أو القلق.
وذلك نتيجة تعرضه إلى صدمة ما مثل وفاة شخص عزيز أو الانفصال عن شريك الحياة.
أو نتيجة ضغوطات الحياة، وهذا المرض لا يؤثر على صحتك الجيدة أو العقلية، بمعنى لا توجد مشاكل في الجسد أو المخ.
أما المجنون فيتم تعريفه على أنه الشخص الذي يحدث له خلل ما في المخ أو الناقلات العصبية به.
الأمر الذي يعمل على تغير سلوكيات الشخص بطريقة مفاجئة، بحيث يكون خطرا على نفسه أو على الآخرين المحيطين بها.
حيث يصل الأمر إلى قيامه بإيذاء جسده أو الانتحار أو قتل وتعذيب الآخرين دون وعي منه.
ومن ضمن الفروقات الأخرى بين المجنون والمريض النفسي:
• المريض النفسي يكون واعيا لحالته النفسية السيئة بينما المجنون لا يعتقد أن به أمر ما، ويرى أن ما هو عليه هو الطبيعي.
• يسعى المريض النفسي دائما إلى طلب العون والمساعدة الطبية، أما المريض أو المختل عقليا لا يسعى لذلك، لأنه يظن أنه سليم ولا توجد مشكلة به.
• يمكن إقناع المريض النفسي أنه مريض، ويجب عليه أن يخضع للعلاج النفسي، أما المجنون فمن الصعب إقناعه بذلك، ويرفض هذا الأمر تماما.
• لا يعد المريض النفسي خطرا على نفسه أو على الآخرين بينما المجنون يعتبر خطيرا، ويهدد أمن وسلامة كل المحيطين به.
• سهولة علاج المريض النفسي أما المجنون فمن الصعب أن يتعافى خاصة إذا كان ناكرا وغير معترفا بحالته، وأن علاج المجنون يأخذ وقتا طويلا على عكس المريض النفسي.
• المريض النفسي يكون على علم ويقين بأن ما يمر به من حالة نفسية سيئة غير حقيقية أو ليس من المفترض أن يكون عليه، لكن المجنون يرى أن ما هو عليه هو المعتاد، ويصدق نفسه في الكثير من الأحيان حتى مع وجود هلاوس وتخيلات سمعية وبصرية.
• يعيش المختل عقليا حالة من الشك في كل شيء، ويصل به الأمر أنه يعتقد أن الجميع يحاولون إيذاءه، مما يجعله دائما في حالة من العداء والعدوانية مع المحيطين به، وقد يصل الأمر إلى قيامه بإيذائهم جسديا ومعنويا.
طرق التعامل مع المريض النفسي
هل المريض النفسي يعني أني مجنون، بالطبع لا، وقد قمنا سابقا بذكر الفرق بين كل من المريض النفسي والمجنون.
ولكن قد وضحنا من قبل أن هناك قلة وعي لدى المجتمع بخصوص المريض النفسي من ناحية وضعه النفسي، وكيفية التعامل معه حتى لا تسوء حالته.
وذلك بسبب نظرة الآخرين له على أنه مجنون أو مختل عقليا او ناقصا ومعيوبا.
من ضمن الطرق التي يتم بها التعامل الجيد مع المريض النفسي:
• تقبل مشاعر المريض
حيث يقوم المحيطين بالمريض النفسي بتجاهل أو إنكار ما يشعر به المريض ظنا منهم أن هذا الأمر سيقلل من قلق المريض، ولكن هذا الاعتقاد خاطئ حيث يجب تقبل هذه المشاعر، والوقوف بجانب المريض النفسي أثناء شعوره بها، ودعمه حتى لا يشعر أنه عار أو ناقصا.
• طلب المساعدة من الأطباء النفسيين
في بعض الأحيان حينما تشعر الأسرة أو المحيطين بالمريض النفسي بأنه غير متزن، أو تظهر عليه بعض السلوكيات غير الطبيعية، يشعرون أنه من العار أن يتوجهوا به إلى الطبيب النفسي.
ويمكن أن يلجأ بعضهم إلى طرق أخرى غير طبية ظنا منهم أن هذا هو الصواب.
ولكن هذا التصرف خاطئ حيث يزيد من حالة المريض سوءا، ويجب تغيير معتقد أن المريض النفسي مجنونا، وأنه وصمة عار لأهله.
ولذلك في حالة شعور الشخص أو المحيطين به بأي تغير في سلوكه يجب التوجه فورا إلى الطبيب النفسي من أجل عمل الاختبارات النفسية.
والوقوف على أسباب المرض وعلاجه، وتوفير سبل الدعم له من أجل تخطي هذه المحنة.
كما أنه يجب على الأسرة التي بها مريض نفسي أن تتوجه إلى الطبيب النفسي في أسرع وقت عندما تشعر بوجود أمر غير طبيعي بالشخص المصاب.
فكلما كان التوجه إلى الطبيب أسرع كلما استغرق العلاج مدة أقصر، وكان فعالا أكثر.
ولا يتوقف الأمر على الأهل أو أسرة المريض بشأن التعامل السليم مع المريض النفسي، بل للدولة أيضا دور في تغيير المعتقد لدى معظم أفراد المجتمع بأن المريض النفسي مجنون.
ويكون ذلك من خلال اللقاءات التلفزيونية وحملات التوعية التي تقوم بها الدولة من أجل تغيير هذا المعتقد لدى أفراد المجتمع.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_9473