حديث وادي العقيق وحكم الصلاة فيه
حديث وادي العقيق
ورد عن النبي ﷺ أحاديث عدّة في فضل وادي العقيق الواقع بالمدينة المنورة، ومن أشهرها:
1. “أتاني الليلة آتٍ من ربي فقال: صَلِّ في هذا الوادي المبارك”
وهو حديث صحيح، رواه الإمام البخاري في صحيحه، ونصّ الحديث:
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «أتاني الليلة آتٍ من ربي فقال: صَلِّ في هذا الوادي المبارك» رواه البخاري (رقم 1534).
2. المقصود بالوادي المبارك
- وادي العقيق من أشهر أودية المدينة، وسُمّي “الوادي المبارك” لأن النبي ﷺ وصفه بالبركة في هذا الحديث.
لماذا سُمّي وادي العقيق بـ "الوادي المبارك"؟
سُمّي بذلك لسببين:
- تسمية النبي ﷺ له بالبركة — وهذا أعظم سبب.
- لأنه ميقات أهل المدينة (ذو الحليفة) فمرّ به النبي ﷺ وهو متوجّه للحج والعمرة.
موقع وادي العقيق
- يقع في المدينة المنورة.
- يبدأ من منطقة العَرِيض شمال غرب المدينة، ويمتد جنوبًا حتى منطقة بير علي (ميقات ذو الحليفة).
- يُعدّ من أشهر أودية الحجاز وأكثرها ذكرًا في التاريخ.
فضائل وادي العقيق
نال البركة بنص الحديث النبوي.
- يُستحب الصلاة فيه لمن مرّ به.
- من مواقيت الإحرام، إذ أهلّ منه الرسول ﷺ.
- كان موردًا للماء والنخيل، وذكرته كتب الرحلات والتاريخ كثيرًا.
3. الدلالة والمعنى
- فيه تنبيه على فضل هذا الوادي وبركته.
- استُحبّ الإحرام بالحج أو العمرة لمن مرّ بوادي العقيق وهو خارج من جهة المدينة (وهو ميقات أهل المدينة ذو الحليفة).
- كان النبي ﷺ يمرّ به في أسفاره ويصلي فيه.
شرح حديث وادي العقيق
حديث وادي العقيق هو قول النبي ﷺ حين قال لعمر بن الخطاب رضي الله عنه:
«أتاني الليلة آتٍ من ربي فقال: صَلِّ في هذا الوادي المبارك، وقل: عمرة في حجة» – رواه البخاري ومسلم.
شرح الحديث:
- قوله “آتٍ من ربي” أي: مَلَك جاء بأمر من الله تعالى.
- “صلِّ في هذا الوادي المبارك”: أي أُمر النبي ﷺ أن يصلّي في وادي العقيق لِما فيه من البركة والفضل.
- “وقل: عمرة في حجّة”: أي يشرع أن يجمع من أراد الإحرام بين نية الحج والعمرة (التمتّع).
- يدل الحديث على شرف المكان، إذ خصّه الله بالبركة، وجعل الصلاة فيه ذات فضل.
فضل حديث وادي العقيق
يظهر فضل وادي العقيق من خلال الأمور التالية:
1) وصف النبي ﷺ له بأنه “وادي مبارك”
- وهذا أعظم فضيلة، لأن البركة لا تُنسب لمكان إلا بوحي.
2) استحباب الصلاة فيه
- يُستحب لمن مرّ بوادي العقيق – خصوصًا عند ميقات ذي الحليفة (أبيار علي) – أن يصلّي فيه إن تيسر، تأسّيًا بالنبي ﷺ.
3) أنه موضع إحرام النبي ﷺ
- ورد أن النبي ﷺ أهَلَّ من العقيق، مما يزيد الموضع شرفًا.
4) أحد أشهر الأودية في المدينة
- مرّ به النبي ﷺ في أسفاره، وعُرف بصفائه وكثرة نخيله قديمًا.
صحة حديث وادي العقيق
حديث وادي العقيق من أصح الأحاديث النبوية:
- رواه البخاري (حديث رقم 1534).
- ورواه مسلم (حديث رقم 1251).
حديث متفق عليه، وبالتالي فهو صحيح قطعي الثبوت عند أهل العلم، وثّقه كبار المحدّثين مثل ابن حجر والنووي.
جميع الأحاديث الصحيحة الواردة في وادي العقيق
1) حديث “صلِّ في هذا الوادي المبارك”
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال:
سمعت رسول الله ﷺ يقول: «أتاني الليلة آتٍ من ربي فقال: صَلِّ في هذا الوادي المبارك، وقل: عُمْرَةٌ في حَجَّةٍ» رواه البخاري (1534)، ومسلم (1251).
2) حديث الإحرام من العقيق
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:
«إن رسول الله ﷺ أهلَّ من العقيق» رواه النسائي وصححه الألباني. أي أنه أحرم من وادي العقيق في بعض أسفاره.
3) حديث رؤيا النبي ﷺ
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
«أتاني الليلة آتٍ من ربي أن: صلِّ في هذا الوادي المبارك، وقل: عمرة في حجة» رواه البخاري ومسلم. تكرار هذا الحديث في أكثر من رواية يبيّن عظمة فضل الوادي.
حكم الصلاة في وادي العقيق
1) حكمها: مستحبّة
أجمع أكثر العلماء على أن الصلاة في وادي العقيق مستحبّة وليست واجبة، لسببين:
- لأن النبي ﷺ لم يُلزِم بها أحدًا، بل فَعَلها وأُمِر بها.
- ولأن الأمر في الحديث موجّه للنبي ﷺ نفسه، ولكن العلماء استحبّوا فعله لمن مرّ بالوادي.
2) ليست شرطًا للإحرام
- المرور بوادي العقيق عند ذي الحليفة (أبيار علي) لا يشترط معه الصلاة، لكن يُستحب أن يصلي المسلم ركعتين تأسّيًا بالنبي ﷺ.
3) لا فرق بين الرجال والنساء
- الاستحباب عام لكل من يمرّ بالوادي.
ما قاله ابن باز عن وادي العقيق
- في الفتاوى الخاصة بـ “مواقيت الحج والعمرة” أشار ابن باز إلى الحديث: «صلِّ في هذا الوادي المبارك…» عند وادي العقيق. لكنه وضّح أن هذا الحديث — رغم أنه معتبر — ليس بصريح يُلزِم بأن يقصد الإنسان الوادي للصلاة.
- ابن باز يعتبر أن الصلاة فيه — أو في “ميقات ذي الحليفة/العقيق” — مستحبّة لمن مرّ به وتيسر له: أي لو هو مقبل على الإحرام، أو مرّ بالوادي، يمكنه أن يصلي ركعتين (أو فريضة إن كانت في وقت صلاة) ثم يُحرم.
- على الجانب الآخر: لم يصدر عن ابن باز نص يُجعل الصلاة في وادي العقيق “واجبًا” على كل من مر به، ولم يحث على “قصد وادي العقيق فقط للصلاة” — أي ليس من العمل المشروع أن يذهب شخص خصًّا إلى الوادي من أجل الصلاة وحدها.
رأي ابن باز في “قصد وادي العقيق فقط للصلاة / زيارة له”
- ابن باز — ومن اتّبع رأيه — يرى أن قصد وادي العقيق بحد ذاته للصلاة أو العبادة ليس مشروعًا ما لم يكن الإنسان مسافرًا للإحرام، أو مرّ صدفة. بمعنى: لا يُستحبّ أن ينوي شخص “أزور العقيق لأصلي فيه” كما يُستحبّ أن يصلي إن مرّ به مصادفة.
- هذا الرأي يشبه ما يُقال في “زيارات المزارات” — أي أن العبادة لا تكون مبنية على “قصد مكان مبارك” إذا لم يكن هناك نص صريح.
موقف علماء ومشايخ آخرين مرتبطي بهذا الرأي
- كثير من العلماء يستحسنون الصلاة في وادي العقيق لمن مرّ به قبل الإحرام — أي ركعتين سنة أو فريضة إن كان وقت صلاة — لفضله وبُعده عن حرمة مكة.
- لكن أيضًا هناك من يحرّم “قصد التبرك بالمزارات” مثل ما يُحرّم قصد بعض الجبال أو الأودية لغير ضرورة، لأن ذلك يُشابه “زيارة القبور” والتنزه فيها بنية عبادة — وهو ما ميزه علماء كثيرون.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_21842