آخر تحديث: 29/07/2023
كيف كانت الدعوة إلى المسيرة الخضراء؟ وهل كانت سلمية؟
المسيرة الخضراء، ذكرى ملك مع شعب يوليه الولاء، وذكرى تكبد فيها المواطن المغربي العناء، عناء السفر نحو الصحراء لملامسة رمل من رمال وطنهم ومعانقة جزء غالي من أرضهم. وإن كانت رحلة الميل تبدأ بخطوة فإن رحلة المسيرة الخضراء بدأت بدهاء ملك وبسواعد المغاربة في سبيل الصحراء المغربية لتتحول مسيرة 6 نونبر إلى مسيرة النماء ورمزا راسخًا لولاء الشعب لأرضه وقيادته. في هذا المقال، يرصد مفاهيم تفاصيل هذه المسيرة وأهميتها التاريخية.
مسيرة 6 نونبر
- مسيرة 6 نونبر هي ملحمة تاريخية وراسخة في وجدان كل مغربي لتحرير الصحراء المغربية، إنها مسيرة سلمية كبيرة غادرت المغرب في 6 نوفمبر 1975 نحو الصحراء المغربية، أطلقها الملك المغربي الحسن الثاني و ذلك بهدف استعادة الصحراء وقد حشدت حوالي 350 ألف متطوع مدني مغربي.
- تعد المسيرة كذلك واحدة من اهم الأحداث التاريخية في المغرب، وتمثل ملحمة حقيقية لتحرير الصحراء المغربية من الاحتلال الإسباني. تمت هذه المسيرة في نوفمبر 1975، وكانت تهدف إلى استعادة السيادة المغربية على هذه الأراضي التي كانت تحت الاحتلال الإسباني.
- تأتي خلفية مسيرة 6 نونبر من النزاع القائم بين المغرب وإسبانيا بشأن الصحراء المغربية، التي كانت تحت الاحتلال الإسباني منذ القرن التاسع عشر. وفي الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين، بدأت المطالبة بتحرير هذه الأراضي تكبر، وتصاعدت التوترات بين الجانبين.
مراحل المسيرة الخضراء
- في نونبر 1975، قرر الملك الحسن الثاني، الذي كان حكم المغرب في ذلك الوقت، تنظيم مسيرة سلمية إلى الصحراء المغربية بهدف إظهار التضامن الشعبي والدعم الوطني لقضية استعادة السيادة على هذه الأراضي. وقد تطوع مئات الآلاف من المغاربة من مختلف الفئات الاجتماعية للمشاركة في المسيرة.
- بدأت مسيرة 6 نونبر من مدينة العيون في الجنوب المغربي، وانتقلت شرقاً عبر الصحراء المغربية. تمت هذه المسيرة بشكل سلمي، حيث حمل المشاركون الأعلام المغربية والقرآن والشعارات التي تنادت بالوحدة والاستقلال. وقد تلقى المشاركون ترحيبًا حارًا من قبل الشعب المحلي والقبائل الصحراوية.
- تم استقبال مسيرة استرجاع الصحراء المغربية بتأييد دولي كبير، حيث أعربت العديد من الدول والمنظمات الدولية عن دعمها للمطالب المغربية. وفي أعقاب المسيرة، بدأت إسبانيا في التفاوض مع المغرب بشأن مستقبل الصحراء المغربية.
- في النهاية، تم التوصل إلى اتفاق بين الجانبين، وأعلنت إسبانيا انسحابها من الصحراء المغربية، وانضمت هذه الأراضي إلى المملكة المغربية. وبهذا الشكل، تحقق هدف مسيرة المغرب الخالدة في تحرير الصحراء المغربية واستعادة السيادة المغربية عليها و أصبح 6 نونبر عطلة وطنية في المغرب.
أهمية المسيرة الخضراء
لهذه المسيرة أبعاد كثيرة ومختلفة ولكل منها أهمية خاصة وتشمل:
- استكمال وحدة أراضي المملكة المغربية وتوضح من نواح كثيرة التماسك القوي بين العرش والشعب المغربي.
- سمحت هذه الفكرة البارعة للملك الراحل الحسن الثاني للمغرب بإعادة بسط سيادته على أراضيه الجنوبية.
- تقديم نموذج تنموي جديد للأقاليم الجنوبية، لتعزيز الوصول الفعال للمواطنين إلى الخدمات الأساسية ومحاربة عدم الاستقرار.
- استقطاب العديد من البلدان التي انضمت إلى إجراءات التعزيز الاجتماعي والاقتصادي التي تم الاضطلاع بها وبدأت باستثمارات كبيرة.
- فتح دول عديدة لمكاتب قنصلية في الأقاليم الجنوبية اعترافًا بالسيادة المغربية على صحرائها من ناحية، وفي ضوء تعزيز التعاون الاقتصادي بين الجنوب والجنوب والشمال والجنوب من هذه المنطقة المكرسة لتصبح مركزا قاريًا.
كيف كانت الدعوة الى المسيرة الخضراء؟
- ترقى مسيرة 6 نونبر المجيدة إلى اسمها حيث كانت من أكبر المسيرات السلمية في التاريخ الحديث، سار المغاربة بالآلاف إلى الصحراء المغربية مسلحين بأعلام مغربية وصور للملك الحسن الثاني ولافتات خضراء ومصاحف شارك فيها 350 ألف مدني مغربي رجالا و نساء الذين تدفقوا من جميع أنحاء المغرب وساروا إلى طرفاية وعبر الحدود إلى الصحراء التي كانت تحتلها إسبانيا في ذلك الوقت في 6 نوفمبر 1975 تستمد المسيرة اسمها من لون الإسلام، مذكّرة بدور الملك كأمير للمؤمنين.
- في 16 أكتوبر 1975، ألقى الملك الحسن الثاني خطابًا ملهمًا تم بثه على التلفزيون والإذاعة، دعا فيه المغاربة بانطلاق المسيرة رسميًا و المطالبة بأرض أجدادهم.
- قال في خطابه "علينا القيام بشيء واحد، شعبي العزيز، وهو القيام بمسيرة سلمية من الشمال إلى الشرق، ومن الغرب إلى الجنوب يجب علينا أن نتصرف كرجل واحد من أجل استرجاع الصحراء"
- واستدعى الملك 306500 متطوع من عامة الناس، بينما كان 43500 الباقون من مسؤولين محليين وإقليميين ومسؤولين حكوميين آخرين.
- تم تحديد حصص المتطوعين لكل من الأقاليم والمحافظات المغربية، وحدد الملك كذلك أن كل قبيلة إقليمية يجب أن ترسل عددًا معينًا من القوات في المسيرة.
- مسيرة 6 نونبر ستبقى محفورة إلى الأبد في ذاكرة المغاربة لأنها تذكرهم بقوة الإرادة السلمية للعدالة. بالإضافة إلى ذلك، تعتبر ذكرى المسيرة بمثابة بيان للصلة الوثيقة التي تربط الملوك المغربيين بشعبهم. كما أنها ساهمت في تشكيل البلاد على ما هي عليه اليوم، وتقطع شوطًا طويلًا في مساعدة العالم على فهم الرابطة التي يتقاسمها الشعب المغربي مع الملكية الحاكمة.
ما هي نتائج المسيرة الخضراء؟
نتائج مسيرة 6 نونبر كانت ذات أهمية كبيرة وأثرت بشكل كبير على المغرب والمنطقة بأسرها. إليك بعض النتائج الرئيسية لهذه المسيرة:
استعادة السيادة المغربية
- كانت مسيرة 6 نونبر تهدف إلى استعادة السيادة المغربية على الصحراء المغربية التي كانت تحت الاحتلال الإسباني. ونتيجة لهذه المسيرة والضغوط الدبلوماسية، قامت إسبانيا بالانسحاب من المنطقة واستعادة المغرب السيطرة عليها.
تشكيل الصحراء المغربية
- بعد استعادة السيادة على الصحراء المغربية، أنشأ المغرب إقليمًا جديدًا يحمل اسم "الصحراء المغربية"، وهو يعتبر جزءًا لا يتجزأ من الأراضي المغربية. تم تطوير هذا الإقليم وتعزيز البنية التحتية فيه، وتم توفير الخدمات الحكومية والتنمية الاقتصادية للسكان.
استعادة الموارد الطبيعية
- تحتوي الصحراء المغربية على موارد طبيعية هامة بعد استعادة السيادة، استفاد المغرب من هذه الموارد وأصبح قادرًا على استغلالها بمصلحته الوطنية وتعزيز اقتصاده.
تعزيز الوحدة الوطنية
- المسيرة المغربية الخالدة شكلت مظهرًا بارزًا للوحدة الوطنية في المغرب، حيث تطوع مئات الآلاف من المغاربة من مختلف الفئات الاجتماعية للمشاركة في المسيرة. وقد أظهرت هذه الوحدة والتماسك الوطني أن قضية الصحراء المغربية ليست قضية فردية، بل تمس كل شرائح المجتمع المغربي.
تأثير إقليمي ودولي
- حظيت مسيرة 6 نونبر بتأييد دولي واسع، حيث أعربت العديد من الدول والمنظمات الدولية عن دعمها لمطالب المغرب. وقد أسهم هذا الدعم في الضغط على إسبانيا للتوصل إلى اتفاق وإنهاء الاحتلال. وتأثرت الديناميكيات الإقليمية في شمال إفريقيا أيضًا نتيجة لهذه الأحداث، وتغيرت توازنات القوى في المنطقة.
و الآن اصبح المغرب يحتفل في 6 نونبر من كل عام بذكرى المسيرة الخضراء المجيدة باعتبارها واحدة من أهم الملاحم في تاريخ المغرب وتمثل ملحمة حقيقية لتحرير الصحراء المغربية وعلامة فارقة في مسيرة استكمال الوحدة الترابية للمملكة.
تحولت مسيرة 6 نونبر بقيادة الحسن الثاني إلى مسيرة النماء تحت حكم ملك المغرب محمد السادس، حيث بدأ في تطوير الاقاليم الجنوبية وتعزيز البنية التحتية. واستعاد المغرب السيطرة على الموارد الطبيعية الموجودة في الصحراء. المسيرة الخضراء هي ملحمة تاريخية خالدة وراسخة في العقول والوجدان المغربية حيث تعتبر مثالًا للنضال الشعبي والتضامن الوطني، وتظل رمزًا للحرية والاستقلال في المغرب.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_20217
تم النسخ
لم يتم النسخ