ما هي اتفاقيات ابراهام؟ تفاصيل التطبيع العربي الإسرائيلي وأهدافه
ما هي اتفاقيات ابراهام؟
اتفاقيات إبراهام (Abraham Accords) هي سلسلة من اتفاقيات التطبيع الدبلوماسي بين إسرائيل وعدد من الدول العربية، تمت برعاية الولايات المتحدة الأمريكية. وُقّعت هذه الاتفاقيات في البيت الأبيض في 15 سبتمبر 2020 خلال فترة رئاسة دونالد ترامب.
الهدف العام لاتفاقيات ابراهام:
- تطبيع العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية والأمنية بين إسرائيل وهذه الدول، بعد عقود من القطيعة أو العداء الرسمي.
الدول الموقعة على اتفاقيات إبراهام
- الإمارات العربية المتحدة – أول دولة خليجية توقع الاتفاق مع إسرائيل في أغسطس 2020.
- مملكة البحرين – وقّعت الاتفاق في سبتمبر 2020.
- السودان – أعلنت موافقتها لاحقًا في أكتوبر 2020.
- المغرب – انضمت إلى الاتفاق في ديسمبر 2020.
(وكانت الولايات المتحدة قد وعدت بعض هذه الدول بمكاسب سياسية أو اقتصادية مقابل الانضمام، مثل رفع السودان من قائمة الإرهاب واعتراف أمريكا بسيادة المغرب على الصحراء الغربية.)
أبرز بنود الاتفاقيات
- إقامة علاقات دبلوماسية رسمية وفتح سفارات.
- تعاون اقتصادي وتجاري في مجالات مثل التكنولوجيا والطاقة والسياحة والصحة.
- رحلات جوية مباشرة بين إسرائيل والدول الموقعة.
- تبادل ثقافي وأمني في بعض المجالات.
لماذا سمي اتفاق أبراهام؟
سُمّيت اتفاقيات أبراهام (Abraham Accords) باسم الاتفاق الابراهيمي أو السلام الابراهيمي وذلك نسبةً إلى النبي إبراهيم عليه السلام (Abraham)، الذي يُعدّ أبًا روحيًا مشتركًا للديانات السماوية الثلاث:
- اليهودية (إبراهيم هو أبو إسحاق، جدّ بني إسرائيل).
- المسيحية (يُعدّ رمزًا للإيمان والطاعة لله).
- الإسلام (إبراهيم هو خليل الله وأبو الأنبياء).
السبب في التسمية:
- اختير الاسم "إبراهام" ليعكس فكرة أن السلام بين إسرائيل والدول العربية يمكن أن يقوم على القيم الإبراهيمية المشتركة — أي الإيمان بالله الواحد، والتسامح، والتعايش بين أتباع الديانات الثلاث.
- الولايات المتحدة، التي رعت الاتفاقيات، أرادت من الاسم أن يكون رمزًا للوحدة الدينية و"السلام التاريخي" بين الشعوب التي تتشارك إرث النبي إبراهيم.
المعنى الرمزي:
التسمية تحمل رسالة دبلوماسية وروحية في آنٍ واحد:
- دبلوماسيًا: تشير إلى مرحلة جديدة من السلام العربي–الإسرائيلي.
- دينيًا: تذكّر بأن جميع الأطراف تنتمي لجذر إيماني واحد، رغم الخلافات السياسية.
شروط اتفاقيات ابراهام
اتفاقيات إبراهام لم تكن "اتفاقية واحدة" محددة الشروط، بل مجموعة من اتفاقيات ثنائية بين إسرائيل وكل دولة عربية على حدة، لكنّها جميعًا تشترك في بنود وشروط عامة وضعتها الولايات المتحدة كأساس للتطبيع. وفيما يلي أهم الشروط والبنود المشتركة التي ظهرت في نصوص الاتفاقيات الرسمية:
أولًا: الشروط السياسية والدبلوماسية
- الاعتراف المتبادل الكامل بين إسرائيل والدولة الموقعة.
- إقامة علاقات دبلوماسية رسمية وفتح السفارات في عواصم البلدين.
- وقف الأعمال العدائية أو الخطاب العدائي المتبادل في الإعلام والسياسة.
- الالتزام بحل النزاعات بالوسائل السلمية وفق ميثاق الأمم المتحدة.
ثانيًا: الشروط الاقتصادية
- تعزيز التعاون التجاري والاستثماري بين الجانبين.
- تشجيع مشاريع مشتركة في مجالات التكنولوجيا، الزراعة، الطاقة، المياه، النقل، والسياحة.
- توقيع اتفاقيات اقتصادية ثنائية لتسهيل التبادل التجاري، ومنح التراخيص وتبادل الاستثمارات.
ثالثًا: الشروط الأمنية والعسكرية
- تبادل المعلومات الأمنية والاستخباراتية في مكافحة الإرهاب والتطرف.
- تنسيق أمني إقليمي – خاصة لمواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة (بشكل غير معلن لكن واضح في خلفية الاتفاقيات).
- عدم دعم أو تمويل أي جماعات معادية لإسرائيل.
رابعًا: الشروط الإنسانية والثقافية
- تشجيع الحوار بين الأديان تحت شعار "السلام الإبراهيمي".
- تعزيز التبادل الثقافي والتعليمي وتنظيم فعاليات مشتركة.
- فتح الأجواء للطيران المدني بين إسرائيل والدول الموقعة (رحلات مباشرة).
خامسًا: الشروط الخاصة بكل دولة (ملحقة بالاتفاق)
- الإمارات: حصلت على وقف مؤقت لخطة ضم الضفة الغربية من قبل إسرائيل.
- البحرين: ركّز الاتفاق على السلام الإقليمي المشترك أكثر من التفاصيل الاقتصادية.
- السودان: وافقت الولايات المتحدة على رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب.
- المغرب: حصل على اعتراف أمريكي بسيادته على الصحراء الغربية.
الأبعاد السياسية لاتفاقيات ابراهام
- تُعد الاتفاقيات تحولًا كبيرًا في السياسة العربية تجاه إسرائيل، لأنها تجاوزت شرط "حل القضية الفلسطينية أولًا" الذي كان أساس مبادرة السلام العربية لعام 2002.
- رأت بعض الدول أن الاتفاقيات فرصة لتعزيز الاستقرار والتعاون الإقليمي، بينما اعتبرها الفلسطينيون تطبيعًا مجانيًا مع إسرائيل قبل تحقيق دولة فلسطينية مستقلة.
إيجابيات وسلبيات الاتفاقيات الإبراهيمية
اتفاقيات إبراهام كانت خطوة تاريخية في الشرق الأوسط، ونتج عنها مجموعة من الإيجابيات والسلبيات التي تختلف بحسب الزاوية السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يُنظر منها إلى الاتفاق، وفيما يلي عرض شامل لأهم الجوانب:
أولًا: الإيجابيات
- تعزيز السلام والاستقرار النسبي: خففت حدة التوتر بين إسرائيل وعدد من الدول العربية، وفتحت باب الحوار بدل الصراع، وهو ما اعتبرته بعض الأطراف خطوة نحو “شرق أوسط جديد”.
- فرص اقتصادية واستثمارية واسعة: وُقعت اتفاقيات تعاون في مجالات التكنولوجيا، الزراعة، الطاقة، والذكاء الاصطناعي، وتم فتح خطوط طيران مباشرة وسياحة متبادلة، مما زاد النشاط الاقتصادي، واستفادت الشركات الخليجية والإسرائيلية من مشاريع مشتركة، خصوصًا في الطاقة والمياه.
- تعاون أمني واستخباراتي: سمحت الاتفاقيات بتبادل المعلومات الأمنية، خصوصًا لمواجهة النفوذ الإيراني والإرهاب الإقليمي، ودعمت الولايات المتحدة حلفاءها الجدد بأسلحة وتكنولوجيا متطورة.
- دعم دبلوماسي من الولايات المتحدة: حصلت الدول الموقعة على مكاسب سياسية مباشرة: الإمارات على صفقة مقاتلات F-35، والسودان على رفع اسمه من قائمة الإرهاب، والمغرب على اعتراف أمريكا بسيادته على الصحراء الغربية.
- تشجيع ثقافة التعايش والتقارب بين الشعوب: تم إطلاق برامج تعليمية وثقافية مشتركة لتعزيز فكرة التسامح الديني والحوار بين الأديان.
ثانيًا: السلبيات
- تجاهل القضية الفلسطينية: اعتبر الفلسطينيون الاتفاقيات تطبيعًا مجانيًا مع إسرائيل دون حلّ عادل لقضيتهم أو إنهاء الاحتلال، وأضعفت الاتفاقيات الموقف العربي الموحّد القائم على “الأرض مقابل السلام”.
- انقسام عربي وإقليمي: خلقت الاتفاقيات انقسامًا في الموقف العربي بين دول داعمة للتطبيع وأخرى رافضة له، وأثارت توترًا مع دول مثل الجزائر والعراق وقطر التي عارضت الخطوة.
- استخدامها كأداة سياسية أمريكية: وُجهت انتقادات لأن الاتفاقيات استُخدمت لخدمة المصالح الانتخابية والسياسية الأمريكية أكثر من مصالح الشعوب المعنية.
- خطر التطبيع الثقافي غير المتكافئ: يخشى البعض من أن يؤدي الانفتاح الثقافي إلى ذوبان الهوية العربية أو إلى تأثير سياسي وثقافي غير متوازن لصالح إسرائيل.
- عدم وجود التزام حقيقي بالسلام الشامل: لم تترافق الاتفاقيات بخطوات ملموسة لحل القضايا الجوهرية مثل القدس، اللاجئين، والاستيطان.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_21786