حسن الخطوبة يدلل على يسر الزواج والنظريات الصحيحة لقياس مدى نجاح الزواج
أهمية حسن الخطوبة
يفتقد الكثير من الأشخاص ثقافة الخطوبة أو أنهم لا يعرفون عنها معلومات كافية، ولكي يكون الزواج ناجح لا بد من الاختيار الصحيح في البداية وأن تكون مدة الخطوبة ليست قصيرة ولا طويلة بشكل كبير، ولكن يجب أن تكون متوسطة المدة مثل أن تكون سنة على الأقل، وترجع أهمية حسن الخطوبة والزواج إلى الآتي:
- قد وصف الله عز وجل أن الزواج ميثاق غليظ أو ارتباط قوي بين الرجل والمرأة، لذلك فهو أمر مقدس في الحياة ولا يستطيع الإنسان أن يعيش سعيد بدونه، حتى وإن استطاع أن يسعد بدون زواج فإنها ليست سعادة مكتملة.
- ونظراً إلى أن الزواج يتم عنه تكوين أسرة وإنجاب أبناء فلا يجب أن يتم بسرعة أو باستهتار أو بدون دراسة جيدة للموضوع، فالمرأة التي يبحث عنها الرجل لتكون زوجة له سوف تكون أيضاً في المستقبل أم لأبنائه، لذلك يجب أن يكون اختياره من البداية صحيح، فلا يختار على أساس المتعة الشخصية فقط كأن يختار امرأة جميلة جداً ولكنها غير متعلمة أو غير متدينة أو متبرجة.
- وكذلك الأمر بالنسبة للفتاة التي تقبل الزواج من شاب معين تقدم لخطبتها، يجب أن يكون اختيارها على أساس أنه هو الرجل الذي سوف تعيش معه للأبد وسوف تنجب منه أبناء وهو سوف يكون أب لهذه الأبناء، لذلك يجب عليها أن تحسن الاختيار من البداية.
- وعندما يلجأ الشاب للبحث عن فتاة فيجدها أول شيء جعله يختارها هو شكلها، فيذهب لمنزل أبيها ويجلس معه ويتحدث ويطلب ابنته وفي اللقاء الأول بينهم يسأل الشاب بعض الأسئلة فتجيب الفتاة أو قد تسأله هي أيضاً، وبعد ذلك يذهب الشاب ليسأل عن هذه الفتاة وعن أخلاقها وعن أهلها فيعرف من الناس بعض المعلومات.
- كما يسأل والد الفتاة عن الشاب وعن أخلاقه، وعندما يتم القبول والموافقة تكون أول مرحلة وهي مرحلة الموافقة المبدئية وهي الخطوبة أو تحديد يوم للخطبة ولبس الدبل، وبعد ذلك يتم الاتفاق على تاريخ العقد أو موعد كتب الكتاب والزواج.
ومن خلال بعض النظريات والمدارس النفسية والاجتماعية يتضح لنا كيفية اختيار العروس أو العريس، تتم وفقا للنظريات الآتية:
- النظرية الأولى: وهي نظرية المعايير والتي تنص في فلسفتها على أن التوافق في العمر والتعليم والمستوى الاجتماعي ومثل هذه الأمور هو الأساس في نجاح الزواج.
- والنظرية الثانية: تقول أنه طالما يوجد تشابه بين الخاطب والخطيبة فإن الخطوبة سوف تتم، ويكون الشبه في عدة أمور وليس المقصود الشكل مثل أن يكون التشابه في العادات والتقاليد أو في التصرفات والتعليم وغيرها من الأمور.
- أما النظرية الثالثة: في الزواج فهي نظرية لا تتبنى فكرة التشابه أو المعايير بل إنها نظرية التكامل، وتعني أن كل شخص يكمل الآخر، مثلاً شاب يحب السيطرة وفرض الرأي فلا يذهب لفتاة تبدو شخصيتها قوية بل يذهب لفتاة تحب الخضوع وتنفيذ الأوامر.
- والنظرية الرابعة: يلجأ البعض إلى خطبة الفتاة التي تشبه والدته أو أخته الكبيرة التي يحبها، أو أن الفتاة تقبل الرجل الذي يشبه والدها في تصرفاته وردود أفعاله.
- والنظرية الخامسة: تقول أن البعض يختارون الزوجة على أساس القرب المكاني أو أنها من نفس بلده، كما توافق أيضا الفتيات على هذا الرأي لأنها تحب أن تكون بجوار والدتها ومنزل أهلها.
- كما أنه في إحدى النظريات الأخرى يتم الاختيار على أساس الشكل والجسم، مثل أن ينجذب الشاب لشكل الفتاة ومظهرها ورشاقتها أو تنجذب هي لعضلاته وشكل وجهه وعيونه.
- ولكنها نظرية فاشلة لأنها ليست سبب لتحقيق الاستقرار في الزواج.
النظرية الصحيحة في اختيار الزواج الناجح في الإسلام
إن الذي أخبرنا عنه نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام هو السبب الحقيقي لنجاح الخطوبة والزواج، حينما قال:
- (تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك).
- وبالنسبة للشاب قال (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه).
- وذلك يعني أن الاختيار الصحيح يكون على أساس الدين وبذلك فإن الزواج سوف يكون ناجح بأمر الله.
حسن الخطوبة يدلل على يسر الزواج
عندما نتحدث عن حسن الخطوبة فإننا يجب أن نذكر عدة أمور أساسية لا بد وأن تحدث حتى يتم الزواج بسهولة ويسر وبدون خلافات، ومن أهمها ما يلي:
الاختيار أولاً على أساس الدين:
- فعندما يكون الهدف الأساسي للرجل هو اختيار زوجة صالحة تكون أم صالحة لأبنائه في المستقبل فيمكن اعتباره مبدئياً زواج ناجح.
- كما أن أهل العروس المتدينة يكونون أيضاً متدينين ويعرفون الله ولا يكلفون الشاب فوق طاقته فيوافقون على ما يقدر عليه وييسرون الخطبة والزواج.
- كما أن الفتاة عندما تختار رجل صالح متدين فإنها بذلك تضمن حياتها المستقرة معه في المستقبل.
- بشرط أن يكون التدين الحقيقي الواضح من الأفعال وليس التدين الظاهري فقط والذي يكون أحياناً نفاق.
تقارب السن:
- نقصد بذلك أن يكون الفرق بين سن الزوج والزوجة بين سنتين وحتى عشر سنوات ولا يجب أن يزيد.
- لأن تباعد السن سوف يسبب اختلاف كبير في الفكر والثقافة ولن يحدث توافق بين الزوجين بعد ذلك.
اختيار الشخصية الناضجة:
- كلما كانت الفتاة ذات عقل ناضج سوف تكون أكثر استقرار في حياتها وسوف تستطيع تحمل المسؤولية، وكذلك الأمر بالنسبة للرجل الناضج.
ضرورة التقليل من التوقعات:
- من أهم شروط نجاح الزواج بعد ذلك هو تقليل سقف التوقعات بمعنى أن تقلل الفتاة من توقعاتها في الحب أو تبني لنفسها أوهام قد لا تحدث إلا في المسلسلات فقط.
- كما يجب على الرجل ألا يعيش دور روميو ويشعر بأنها جولييت وسوف تسهر الليل حوله أو تقول له شبيك لبيك.
- فيجب أن يقترب كلاً من الخاطب والمخطوبة في توقعاتهم من الواقعية، فالواقعية شيء ضروري جداً حتى ينجح ويستمر الزواج.
- لأن الذين يعيشون الخيال والأوهام فيصطدمون بالواقع ويصابون بالإحباط النفسي والاكتئاب بعد ذلك وقد يفشل أو يستمر الزواج ولكن بحزن كبير.
أسئلة عشرة تساعد في فهم الخاطب والمخطوبة لبعضهم البعض:
- يوجد بعض الأسئلة التي يمكن للشاب أن يسأل الفتاة عنها أو تسأل الفتاة الشاب الذي تقدم لخطبتها، وتساعد هذه الأسئلة على فهم الطرفين لبعضهم البعض، وبالتالي يمكنهم كشف الشخصيات الحقيقية لبعضهم البعض لإنهاء الخطبة إن كانوا لا يتوفقون حقاً، ومن هذه الأسئلة:
- ما هو هدفك في الحياة؟
- ما هو مفهومك عن الزواج؟
- ما هي الصفات التي أعجبتك في الفتاة / الشاب؟
- لماذا فكرت الآن في الزواج؟
- ما مدى أهمية إنجاب الأطفال في وجهة نظرك؟
- ما مدى علاقاتك الاجتماعية وصداقاتك؟
- ما مدى علاقتك بالوالدين؟
- ماذا تفضل من الوجبات والمشروبات؟
- ما هي هواياتك ورغباتك في وقت الفراغ؟
- ما مدى تفاعلك في الأعمال الخيرية؟
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_15931