كتابة : Reham
آخر تحديث: 16/11/2021

كثرة الشجار بين الزوجين وأسبابه والحل

كل علاقة بين زوجين تمر ببعض المشاكل في البداية، حيث يفاجئ كل منهم الآخر بطباعه الحقيقية، ولكن كثرة الشجار بين الزوجين تتسبب في العديد من المشكلات التي قد تتفاقم فيما بعد إن لم يتم حلها،
وقد يصل الأمر إلى الطلاق وتشتيت الأسرة والأطفال، ولكن لا بد من الحرص على التعامل بشكل سليم بعيداً عن العناد، وينبغي أن يكون الزوجين عاقلين وأن تكون مشاكلهم سر بينهم فلا يتدخل الأهل فيها ولا غيرهم من الأصدقاء.
كثرة الشجار بين الزوجين وأسبابه والحل

أسباب الشجار بين الزوجين

تتعدد أسباب الشجار والخلاف بين الأزواج، وتحدث المشاكل بكثرة في بداية الزواج بسبب اكتشاف كلاً منهما طباع الطرف الآخر، ويعد ذلك أمر طبيعي يمكن التعود عليه والتخلص من المشاكل فيما بعد، ولكن ينبغي معرفة الأسباب التي تتسبب في ذلك الشجار حتى يتم القضاء عليها وعيش عيشة هنية، ومن هذه الأسباب ما يلي:

  • تدخل الأهل في حياة الزوجين

عندما تكون حياة الزوجين مكشوفة تماماً أمام الأهل سواء كانوا أهل الزوج أو أهل الزوجة، فبالتأكيد سوف يتدخل أي شخص بكلمة أو سوف يعلق على كلام أحد الزوجين بطريقة تستفز الزوج أو الزوجة، مما يتسبب في شجار الزوجين بعد ذلك.

وقد يتسبب الزوجين بأنفسهم تدخل الأهل ذلك عندما تحكي الزوجة لأمها أو لأختها أو لأحد أقاربها، كما يمكن أن يحكي الزوج لأمه أو لأبيه مما يسمح لأهل الزوجة أو أهل الزوج بالتدخل في حياتهم، وقد يتسبب ذلك في خراب البيت، لذلك يجب الحذر تماماً من تدخل الأهل.

  • التحدي والعناد

العناد يعد من أسوأ الطباع التي يمكنها أن تسبب الكثير من المشاكل، ويحدث العناد بسبب رغبة كل طرف في السيطرة على الطرف الآخر أو فرض شخصيته عليه، ولكن ذلك العناد يتسبب في التعصب وعدم التنازل عن الرأي والتحدي مما يتسبب في مشكلات عديدة.

ولكي يتم التخلص من مشكلة العناد يجب أن يدرك الزوجين معنى الزواج بشكل حقيقي أن الزواج هو المودة والرحمة والسلام والهدوء بينهما، فيجب على كلاً منهما التنازل في كثير من المواقف والمرونة في كثير من الأوقات.

ويعد اللين من أجمل الطباع وأكثرها نجاحاً في الحياة الزوجية والعملية، وينبغي أن تعرف الزوجة جيداً كيفية طاعة زوجها التحلي بالتواضع والخلق السليم، والالتزام بكلمة حاضر أو نعم التي تهدئ الجو وتريح البال، كما أن الزوج ينبغي عليه أن يحتوي زوجته وأن يكون أكبر منها عقلاً وأن يضمها له ويشعرها بالحنان والأمان وأن تحملها في بعض المواقف.
وقد أوصى النبي عليه أفضل الصلاة والسلام بالرفق بالنساء وقال ( رفقاً بالقوارير)، كما ذكر في بعض الأحاديث الأخرى كيفية رعاية الزوجة والاهتمام بها ومعاملتها معاملة حسنة، وقال عليه الصلاة والسلام:

(ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم)

كما قال:

( اتقوا الله في النساء فإنهن خلقن من ضلع أعوج وإن أعوج الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته).

فلا يجب أن يكون الزوج حاد الطباع وغليظ مع الزوجة بل يجب أن يتسم بالهدوء والرفق واللين.

  • عدم تقبل الاختلاف

من أبرز أسباب المشكلات بين الزوجين هو عدم تقبل أياً منهم طباع واختلاف الطرف الآخر، فكل شخص يريد أن يغير من طباع الطرف الآخر، ولكن الطباع لا تتغير، ويجب أن يدرك الزوجين أن الاختلاف في الطباع هو أمر طبيعي يجب تقبله، وأن التأقلم مع الخلاف أمر واجب حتى تسير الحياة.

وتختلف الشخصيات فيما بينها، ولكن لكل شخصية مفتاح خاص للتعامل معها، ويجب التعامل بذكاء ومعرفة مفتاح شخصية الطرف الآخر، لتحقيق الانسجام وخلق التفاهم معه وعيش حياة سعيدة.

  • غياب الصراحة والحوار بين الزوجين

إن غياب الحوار بين الزوجين وترك كل طرف الآخر دون أن يتحدث معه ويعرف مشاعره، يتسبب في نشوء الخلاف بينهم بسبب الضغط النفسي الكبير المتراكم وعدم معرفة كلاً منهم مشاعر الطرف الآخر، فتحدث ثورة مفاجئة بعد صمت كبير.

وعندما يعم الصمت في الحياة الزوجية ينعدم التفاهم بين الزوجين وتغيب الشفافية في التعامل، ويلجأ كلاً منهما في العزلة عن الطرف الآخر والتفكير في صمت، في هذه الحالة يبحث كلاً منهما عمن يسمعه ويشعر به من الأشخاص الآخرين، والبوح بالضغوطات التي أصبحت ثقيلة على نفس أي منهم.

هنا تبدأ المشاكل بسبب دخل الآخرين وإبداء آرائهم وقد تتغير الزوجة بسبب كلام صديقاتها، أو قد يتغير الزوج بسبب كلام أصدقائه، والحل هنا هو فتح باب الحوار بين الزوجينوالتحدث في كل شيء وعدم ترك حواجز بينهم حتى يحتوي كلاً منهم الطرف الآخر وتنجح الحياة وتخلو من المشكلات.

لماذا تستمر الخلافات الزوجية لفترات طويلة؟

في بعض الأسر تستمر المشاكل بين الزوجين لفترات طويلة أو قد تحدث المشاكل بين الزوجين وتستمر لسنوات طويلة دون أن يكون لها حل، وبحسب الطب النفسي يوجد بعض الأسباب الشائعة التي تجعل الخلافات مستمرة بين الزوجين، ومن هذه الأسباب ما يلي:

التوتر بسبب أشياء أخرى في الحياة

  • قد يكون التوتر بسبب العمل أو الأطفال أو مشاكل نفسية أخرى مسيطرة على الفرد، والذي يتسبب في استمرار المشاكل هو جعل التوتر في الحياة الزوجية بسبب أشياء أخر ليس لها علاقة بالتعامل بينهم، على سبيل المثال يرجع الزوج من العمل متوتر وغاضب لأسباب مثل الضغط في العمل أو الإرهاق والتعب وقلة النوم، فتتحدث الزوجة معه أو تسأله على شيء ما فيتعصب كثيراً أو يحدث بينهما شجار كبير ولكن ليس بسبب خطأ من الزوجة إنما السبب الحقيقي هو توتر الزوج وعدم تقبله للحوار.
  • كذلك الحال بالنسبة للزوجة عندما تكون متعبة بسبب الأطفال أو قلة النوم أو الأعمال المنزلية فيتحدث معها الزوج في أمر ما وقد ترد عليه بطريقة لا تعجبه، فيحدث خلاف، ولا يكون الزوج هو السبب بل يكون السبب الحقيقي هو تعب الزوجة وعدم قدرتها على التعامل بهدوء في هذه الفترة.
  • والحل هنا للقضاء على هذه المشكلة هو عدم ربط التوتر والقلق والإرهاق بالتعامل فيما بين الزوجين وأن يرمي كلاً من الزوجين مشاكلهما الشخصية وراء ظهورهم، والتعامل بطريقة جيدة حتى في أصعب الظروف.

تكرار الحديث عن المشاكل القديمة

  • من أكثر اسباب استمرار المشاكل وعدم توقفها هو التحدث والنبش في الماضي، أو التذكر للأحداث القديمة والخلافات التي كسرت القلوب، وعدم نسيانها أو بدء صفحة جديدة، فكلما أصبح الحال أفضل كلما تذكرت الزوجة موقف سلبي للزوج وحدثته عنه انفعل عليها وأخبرها ألا تتحدث مرة أخرى عن هذا الأمر، زاد ذلك ألم الزوجة لأنها غير قادرة على تقبل الماضي.
  • وكذلك الحال بالنسبة للزوج، والحل في هذا الأمر هو نسيان الماضي أو تقبله بما حدث فيه من مشكلات، واعتبار أنه تجربه وتعلم ليكون المستقبل أفضل، وعدم اتخاذه وسيلة لتغيير المستقبل للأسوأ، بل يجب التعلم من الماضي واعتبار النفس بالتأكيد أخطأت فيه أو لها دور فيما حدث، ثم بدء صفحة جديدة بكل أمل وتفاؤل والتفكير في عيش حياة سعيدة.
وبعد أن تعرفنا على أسباب كثرة الشجار بين الزوجين وأسباب استمرار ذلك الشجار والمشكلات، وعرفنا الحل الأمثل للتخلص منها، يجب أن يفهم كل فرد أن له دور كبير في تحقيق السعادة لنفسه، فمثلما يقول المثل كن جميلاً ترى الوجود جميلاً، يجب أن نبدأ بأنفسنا في التغير للأفضل وسوف يتغير كل شيء سلبي حولنا.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ