ما هو الحب الحقيقي؟
في هذا المقال سنتعرف على ما هو الحب الحقيقي؟ و ما هي الأشياء التي يجب أن تعرفها على الحب الحقيقي و ليس ذاك الحب الوهمي الذي تسوق له المسلسلات و الأفلام و الروايات الرومانسية التي تسرح بخيالك بعيدا و تجعلك تحلم أحلاما وردية رومانسية من نسج خيالك فقط.
أول نافذة نطل من خلالها على عالم الحب هي تلك القصص التي تحكي عن حكاية الأمير و الأميرة اللذان يحظيان بنهاية سعيدة حيث يعيشون في تبات و نبات و يخلفون صبيان و بنات، حيث تعتبر هذه النهاية كمكافئة لهما على صبرهما و تجاوزهما لكل الصعاب. مثل هذه الحكايات الخالية من مصداقية الواقع المعاش خلقت تباين في نسج تعريف مناسب للحب الحقيقي لدى الكثيرين فتوهم البعض أن الحب الحقيقي هو من يجعلك تحيى حياة وردية سعيدة للأبد، حياة بدون اختلاف، بدون مشاكل و بدون متاعب.
محتويات
ما هو الحب الحقيقي
يتحقق الحب الحقيقي متى تم القبول بالطرف الآخر بكل ما له من مميزات و ما به من عيوب، متى استطعنا التعايش في السراء و الضراء، متى تخلينا عن ذاك الحب الأسطوري الوهمي الذي يحكي عن حياة وردية جميلة خالية من الضغوطات و المنغصات الحياتية. بمعنى لا يمكننا الجزم بأننا في علاقة حب حقيقي إلا بعد التعرف على الطرف الآخر بشكل متكامل، مثلا نعرف كل عيوبه ، تناقضاته و ردات فعله ، و نستطيع التعايش معها، نستطيع تجاوز أخطاءه و أيضا أن نمتلك القدرة و القوة على التسامح مع تلك التفاصيل الصغيرة التي قد تعيق و تخلق مشاكل من لاشيئ.
كيف ينمو الحب و يستمر
قد يتولد الحب صدفة لكن أن يستمر و يدوم لابد من القيام ببعض الأمور التي تضمن استمرار هذا الحب و أهم هذه الأمور هي الاهتمام بالتفاصيل، حل الألغاز و أخيرا القيام برحلة ذهاب و إياب مستمرة ما بين العاطفة و خيبة الأمل.
أما المعرفة الحقيقية و العميقة لنوعية الحب الذي نحياه فغالبا ما يتم الكشف عنها خلال الظروف و المواقف التي تجعلنا نبحث عن أسباب تجعلنا نستمر في العلاقة و لا نرمي بها بسهولة في سلة الاهمال و النسيان.
أشياء يجب أن تعرفها عن الحب الحقيقي
لإجلاء الوهم عن الحب يجب التخلص من بعض الأفكار التي من شأنها أن تشوش تفكيرنا و نعتقد خاطئين أن الحب الذي نحياه حقيقي أم مجرد وهم من نسج خيالنا.
لرؤية الأمور بوضوح و تجنب اللُّبس نقترح عليك بعض العناصر و النقاط التي إذا أخذناها بعين الاعتبار سنستطيع تقييم العلاقة و تحديد هل هي في مسارها السليم لتغدو حبا بما تحمله الكلمة من معنى أو مجرد علاقة عابرة.
هل تحب نفسك قبل أن الوقوع في حب شخص آخر
لا تجعل من الحب علاقة للتعويض عن الفراغ، بل يجب أن يكون من أجل بناء علاقة سليمة و مستقلة، لهذا قبل أن تقدم على الدخول في علاقة الحب، لابد أن تعلم مدى تقديرك لنفسك و حبك لها و قد تستطيع التأكد من خلال أن تسأل نفسك " هل أنا أحب نفسي؟" .
الاكتفاء العاطفي الذاتي سيساعدك كثيرا في العثور على الشخص المناسب الذي يكون قادر على الدخول في علاقة حب معك منسجمة و متكافئة لكيكما.
ببساطة متى استطعت أن تحب نفسك ستسطيع أن تندمج في علاقة حب متوازنة من خلال إيجاد الشخص المناسب.
في الحقيقة الامر يتطلب بذل الجهد و العمل على تحسين الذات لتحقيق نتائج أفضل.
الحب الحقيقي دون شروط أو استثناءات
تقبل الطرف الآخر بدون شروط من الأمور التي تجعل الحب أكثر اكتمالا و نضجا، أما البحث عن شخص مثالي مهمته ارضاءنا فقط، فلن نشعر بقيمة الحياة بل قد ينتهي سريعا، لأن العلاقة ستصاب بفتور و ملل يعجل بموتها و لا يسمح بضخ حياة جديدة فيها.
الحب اختيار و ليس حاجة
الشعور بالحرية أفضل من الشعور بالتبعية و الحاجة للحب، لهذا فلا بد من اختيار الأسلوب الذي يتحقق مع التراضي و المودة و الرحمة تحت سقف التعايش و العشرة حتى نحيى حياة تستطيع احتواء اختلافاتنا و تمنح الحب استقلالية نستطيع المضي فيها حتى النهاية و ليست مجرد مرحلة نهرب من خلالها من جراح و آلام حب قديم.
المثالية ليست في غياب المشاكل بل معرفة كيفية حلها
الهروب من المشاكل و تفاديها لا يعد طريقا آمنا بشكل من الأشكال، لأنك يوما ستتورط و ستكون مجبرا على مواجتها، لحظتها مدى قدرتك على االتعامل معها و كيفية إيجاد حلول لها، هو بطاقتك الرابحة. لهذا من الأفضل أن تجيد التواصل مع شريكك العاطفي بشكل يجعلكما تجدان الحلول لأي مشكلة تعترض مسيرتكما معا بدون أن تنقصا من احترام بعضكما البعض و أيضا دون الحاق الضرر باستقراركما و الحفاظ على الوعود التي التزمتما بالإيفاء بها لبعضكما البعض.
استمرار الحب قرار
متى انتهى الاهتمام انتهى الحب، من هذه العبارة نعلم أن كما تعتني بنفسك و تعتني بحيوانك الأليف و نباتات الزينة في منزلك أو مكتبك، عليك لأن تفكر في الاهتمام بمن تحب من خلال الاهتمام بنفسك أو ثم من خلال التواصل و الاستماع الصادق و العفوي العاطفي الذي يشجع على منح فرصة للتعبير بحرية و بشكل واضح يسمح بتحقيق التفاهم و الاستقرار العاطفي و النفسي لكلا طرفي العلاقة.
الحب علاقة متوازنة و صحية
تحقيق علاقة حب متوازنة و صحية لا يتحقق بالإجبار و التضحية ، و التسامح لا يكون بقبول الاهانة و سوء المعاملة كالابتزاز العاطفي و انتهاك كرامة الانسان و التلاعب بعواطفه. بل يتحقق من خلال الاحترام المتبادل و التقدير و هذا لا يتحقق إلا بوضع حدود لا تسمح بخدش المشاعر و إلحاق الأذى بها.
هذه الحدود تضمن تأطير علاقة الحب في مساحتها الآمنة و التي يتحقق من خلالها التوازن العاطفي.
الحب الحقيقي غير متطلب
متى حررنا الحب من مبدأ التقايض و السيطرة العاطفية و غيرها من المبادئ و المفاهيم الخاطئة التي لن تحقق شيئا سوى بقاؤنا عالقين في دوامة سلبية لا نخرج منها أبدا سالمين و ربما تمادى الأذى إلى تجاوز الزوجين للأبناء مما يوسع دائرة الضرر.
الحب الحقيقي هو تلك العلاقة التي تستند على الاحترام و التكامل و حرية العطاء، و ليس فرض متطلبات تنهك الشريك و تضعه في موقف المضحي المنهك و المسلوب الإرادة.
وهم الحب
متى شعرت أنك في علاقة حب تزعجك و تجبرك على بذل جهد في التغيير لارضاء حبيبك و ليس لارضائك فأنت لست على طريق الحب الحقيقي و يجب أن تنهي هذه العلاقة حتى لا تستمر في إيذاء نفسك أكثر.
الحب فرصة للحياة و منحى للموت البطيئ.
الحب فرصة للخلق السعادة و ليس للغرق في التعاسة و الكآبة.
الحب تضميد جراح و ليس فتح جراح جديدة.
الحب باب للتفاؤل و الأمل، فإن لم يتحقق فاترك حتى لا تؤذي نفسك أكثر.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_984