كتابة :
آخر تحديث: 17/11/2022

ما هي الكارما وكيف تؤثر على حياتك؟

يراود سؤال ما هي الكارما الكثير من الناس، فهي واحدة من الفلسفات الهندية التي شاع ذكرها في الفترة الأخيرة. والحقيقة أنها تشير بشكل أو بآخر إلى أن كل ما تفعله سيعود لك يومًا ما سواء كان أمرًا جيدًا أم سيئًا، في مفهوم أقرب إلى الثواب والعقاب. وحتى تكون الصورة أوضح سنتحدث في هذا المقال عبر مفاهيم، عن الكارما وقوانينها وتاريخ بدايتها. مع التنويه إلى أن المعلومات في هذا المقال هي عرض لمعلومات الفلسفة الهندية الشهيرة، بعيدًا عن المعتقدات الدينية والروحية التي نكن لها كل الاحترام.
ما هي الكارما وكيف تؤثر على حياتك؟

ما هي الكارما؟

تعرف الكارما في الأساس بأنها فلسفة ذات أصول هندية، تبين أن كل ما يفعله المرء سيعود له بشكل أو بآخر مهما طال الزمن. إلا أن هذا التعريف عام ولا يتفق عليه كل الخبراء والمختصين، إذ يقول بعضهم أن الكارما عبارة عن أنها وجهات نظر مختلفة تفسر الخير والشر، وعليه تختلف طريقة تطبيق ما هي الكارما في الحياة.

من ناحية أخرى، تتعلق الكارما بطريقة تفكير الفرد نفسه التي تختلف بطبيعة الحال من شخص لآخر، فإذا حافظت على التفكير بطريقة جيدة والعمل وفقًا لها والتحدث بكلام مفيد وغير مؤذي، ستلتقي الكثير من الخير في حياتك. وعلى العكس تمامًا، إذا كانت أفكارك مطابقة لأفعالك وكل ما تتفوه به من كلام بالسوء والأذى والشر، ستلقى الكثير من الأمور السيئة في حياتك وهذا هو العدل في الكارما.

حقائق عن الكارما

تعرفنا في الفقرة السابقة عن مفهوم الكارما بصورة عامة، لكن فيما يلي نظرة أقرب على أبرز الحقائق التي يحب أن تعرفها عن الكارما.

لا تعتبر الكارما نظام مقايضة وحسب

الحقيقة أن هذا الأمر يخالف قليلًا المبدأ الذي عرفت ما هي الكارما به، والذي عرضناه في الفقرة السابقة. إذ يقول الخبراء في هذا المجال أن الكارما ليست نظام مقايضة، وأنها مفهوم يحمل معانٍ أكثر دقة وغموض من ذلك.

فعلى الرغم من قوة تأثير أفكارك وأفعالك على مصير حياتك، إلا أنها لا تشكل الوقود الأساسي الذي يحرك القدر. وعليه يقول علماء الطاقة أن الكارما تنطبق على كل شيء بما في ذلك الحيوانات والنباتات وفي كل مكان وزمان.

تقسم الكارما الشخصية إلى ثلاثة أقسام

يمكن تقسيم الكارما إلى ثلاثة أقسام حسب الزمن، إذ يمثل القسم الأول هو الكارما الحالية التي تعني أن كل ما تقوم به عن قصد أو دون قصد في الحاضر سيكون له عواقب في المستقبل، بمعنى آخر لكل فعل رد فعل.

أما القسم الثاني فيعرف بالكارما المتراكمة التي يشبهها خبراء الطاقة بأنها بذرة لم تؤتي ثمارها بعد، وأنها تحتاج إلى المزيد من الوقت والمثير من الصبر حتى ترى نتائجها. وأخيرًا القسم الأخير وهو المصير، الذي يحدث نتيجة اكتمال نمو البذرة التي تحدثنا عنها.

وفي كل الأحوال تجتمع الأقسام الثلاثة وتشكل طبيعة الشخص وكيانه، كما تبين لنا أن الكارما أفكار ومشاعر وخبرات.

كل شخص يختار مصيره بيده

يؤمن متبعو فلسفة الكارما أن روح الإنسان اختارت الجسد المناسب لها، وأنها تستخدم كل ما تعلمته في الماضي لتشكل هيئتك المستقبلية. وعليه تكون قد اخترت بالفعل مصيرك ونوعية الحياة، فتجد نفسك تسعى لتحقيق الهدف الأسمى لروحك.

يمكن للشخص أن يغير الكارما الخاصة به

على عكس ما يؤمن به عدد كبير من الناس بأن المصير محتوم ولا يمكن تغيره، يقول متبعو الكارما أنك في حال ولدت بكارما سيئة أو تراكمت لديك تلك النوعية منها، ستتمكن من تقليل الآثار السلبية لها على حياتك عن طريق تحديد نيتك والعمل على التخلص من الكارما السلبية.

ما هي قوانين الكارما؟

يوجد مجموعة من القوانين التي تعمل الكارما بها حسب ما يقوله خبراء الطاقة ويعرفون ما هي الكارما من خلالها. وفيما يلي نظرة أقرب على كل قانون من تلك القوانين.

قانون السبب والنتيجة

ينص هذا القانون على أن كل فكرة أو فعل تقوم به سواء كان جيد أم سيئ، سيعود عليك لا محالة من مبدأ كل ما تزرعه تحصده. ويمكن اعتبار هذا القانون أكثر قوانين الكارما شيوعًا وشعبية بين الناس.

قانون الخلق

يؤكد قانون الخلق في الكارما بأهمية أن تعطي كل أفكارك حياة حتى تتمكن من الوصول إلى أهدافك والحياة التي ترغب في عيشها، وهو أمر يعتمد بالدرجة الأولى على استخدام مواهبك وقدراتك بشكل فعال.

قانون التواضع

يشير قانون التواضع إلى ضرورة تقبل وضعك الحالي، والإيمان بأنه ليس إلا نتيجة لأفعالك السابقة، وهو أمر بالنسبة لمتبعي الكارما في قمة العدل.

قانون النمو

ينص قانون النمو على أنه من الضروري أن تبدأ التغير الإيجابي في داخلك حتى يتشكل عالم خارجي أفضل للعيش فيه. فالتغيير والنمو الحقيقي يبدأ عندما تتحكم بقراراتك ومشاعرك ونواياك دون النظر إلى الآخرين أو محاولة تغيرهم وتحسينهم.

قانون المسؤولية

يشير قانون المسؤولية إلى أن كل شخص مسؤول عن كل ما يحدث في حياته، وعليه سيكون لديه الدافع المستمر للبحث عن أسباب المشكلات وإيجاد الطرق لحلها وإصلاحها.

قانون الاتصال

وفقًا للقانون الاتصال، فإن كل مراحل حياتك بما فيها الماضي والحاضر والمستقبل وعليه ستكون النسخة المستقبلية منك نتيجة ما حدث في الناصري وما يحدث معك اليوم في الحاضر.

قانون التركيز

يشير قانون التركيز إلى أهمية تركيز الفرد على شيء واحد لفترة زمنية محددة، ومن ثم الانتقال إلى أشياء أخرى والعمل عليها. فحسب ما ينص عليه قانون التركيز نجد أن تشتيت العمل على عدة مهام وأمور في نفس الوقت، يسبب البطء في الإنجاز والتقدم.

قانون العطاء

يأتي هذا القانون ليخبرنا أن فاقد الشيء يمكن أن يعطيه، بل يجب أن يعطيه حسب قانون العطاء في الكارما. فإذا كنت من الأشخاص الذين يبحثون عن الأمان في الحياة، من الضروري أن تكون مصدر الأمان لمن حولك.

قانون الآن وهنا

لا يبعد هذا القانون في مفهومه عن قوانين الكارما الأخرى، وينص على أنه من الضروري أن تتقبل الحاضر وتتخطى المشاعر السلبية التي واجهتها في الماضي، لتصنع مستقبل مشرق وهادئ.

قانون التغيير

واحد من قوانين الكارما الذي يجب أن يؤمن بها الإنسان للوصول إلى راحة البال هو قانون التغيير، الذي يخبرنا بأن نفس التجارب ستتكر معك حتى تتعلم الدرس منها.

قانون الصبر

يؤكد قانون الصبر أهمية فكرة الثبات على تحقيق الأهداف واتخاذ خطوات فعالة وبطيئة. فكل ما تحتاج إليه في هذه المرحلة ما هو إلا الصبر حتى تنال النتائج المرضية التي تستحقها.

قانون الإلهام

من الضروري أن نعرف جميعنا ونقدر أهمية كل منا في هذا العالم، وأنه لكل شخص عمل معين وطرق محددة يمكن أن يلهم الآخرين من خلالها. إذ يشكل عنصر الإلهام ضرورة في خلق دفعة تحفيزية لتحقيق أفضل النتائج.

وفي الختام، أجبنا في هذا المقال عن سؤال ما هي الكارما وتطرقنا إلى قوانينها وأنواعها. ومن الضروري أن نتذكر أنها فلسفة هندية تهدف في الأساس إلى تحقيق ما تريده في حياتك بأمان وسلام، من خلال اتباع مجموعة من القوانين والإيمان بها للوصول إلى الحياة المثالية.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ

المراجع