كتابة : Ossama
آخر تحديث: 01/07/2019

نبذة عن الملك الإفريقي موسى كيتا الأول

تخطت ثروات مالك أمازون الملياردير جيف بيزوس، المدير التنفيذي لشركة أمازون، مبلغ 100 مليار دولار ، وهو الأغنى على مستوى العالم حاليا, وهي المرة الأولى في التاريخ الحديث التي يُعرف فيها أن شخص واحد يمتلك مثل هذه الكمية الهائلة من الثروة. لكنه لا يزال بعيدا عن الملك الإفريقي موسى كيتا الأول، الذي يعتقد أنه أغنى شخص في كل العصور، " أغنى من أي شخص يمكن أن يوصف ". حرفيا كانت ثروته غير مفهومة .

حكم إمبراطورية مالي في القرن الرابع عشر, وكانت أرضه محملة بالموارد الطبيعية المهولة والمربحة، وأبرزها الذهب.

نبذة عن الملك الإفريقي موسى كيتا الأول

الوصول للسلطة

لقد وصل موسى كايتا إلى السلطة عام 1312م عندما توج ملكا على البلاد، أطلق عليه إسم مانسا، ويعني الملك في ذلك الوقت ، كان الناس في أوروبا وقتها جائعين لا يملكون غذائهم ولا كسوتهم بسبب الحروب الأهلية، لكن العديد من الممالك الإفريقية كانت مزدهرة.

أثناء وجوده في السلطة، وسّع مانسا موسى حدود إمبراطوريته بشكل هائل, لقد ضم مدينة " تمبكتو " وأعاد السيطرة على " غاو " بشكل عام، إمتدت إمبراطوريته حوالي 2000 ميل.

وفي ظل حكم موسى، نمت الإمبراطورية المزدهرة لتغطي جزءا كبيراََ من غرب إفريقيا، من ساحل المحيط الأطلسي إلى محور تمبكتو التجاري الداخلي وأجزاء من الصحراء الكبرى, عندما نمت المنطقة بينما كان موسى على العرش، كذلك الوضع الاقتصادي لمواطنيها.

كان مانسا موسى يسيطر على الكثير من الأراضي, ولتوضيح الأمر، حكم كل (أو أجزاء) من موريتانيا والسنغال وغامبيا وغينيا وبوركينا فاسو ومالي والنيجر ونيجيريا وتشاد

رحلة الحج

أشعلت ثروته العظيمة بقية العالم في عام 1324، عندما قام برحلة حج وقطع ما يقرب من 4000 ميل إلى مكة.

أحضر قافلة تمتد إلى أبعد ما يمكن أن تراه العين، يصف المدونون حاشيته بعشرات الآلاف من الجنود والمدنيين والعبيد، و 500 من بائعي الذهب والحاملين له، ويرتدون حريراً ناعماً ، والعديد من الجمال والخيول التي تحمل وفرة من سبائك الذهب".

زيارته لمصر وأزمة الذهب والتضخم

في محطته بالقاهرة أثناء رحلته لمكة، إستقبلة المماليك بحفاوة وأغدق على الناس بالذهب وإمتلأت الشوارع بالكثير من الذهب وتبرع بالكثير من المال للفقراء لدرجة تتسبب بعطاياه من الذهب في هبوط سعرالذهب على مستوى العالم, وتسبب في أزمة تضخم عالمية كبيرة، إستغرق الأمر سنوات حتى يتعافى السوق تماماً من أزمة التضخم وإرتفاع الاسعار.

إهتمام الملك موسى كيتا الأول بالجانب الديني

وضعت الرحلة الباهظة مانسا موسى ومالي على الخريطة بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

لم تكن الثروة المادية بالنسبة للملك هي شغله الشاغل وهمه الوحيد في حياته فكونه " مسلم متدين " ، إهتم اهتمام خاص بتمبكتو, حيث قام بتبني مدينة تمبكتو من خلال بناء المدارس والمساجد والجامعات الكبرى.

كما بنى المسجد الأسطوري دجينجربير في تمبكتو ، والذي لا يزال قائم, وقع في غرب البلاد , وبناه المهندس المعماري أبو إسحاق الساحلي.

وفاة موسى كيتا الأول

حكم مانسا موسى لمدة 25 عاما، جلب الازدهار والاستقرار لمالي وتوسيع الإمبراطورية التي ورثها، وحققت مالي قمة توسعها الإقليمي في عهد مانسا موسى وإمتدت إمبراطورية مالي من ساحل المحيط الأطلسي في الغرب إلى سونغاي بعيداً عن منحنى النيجر إلى الشرق من مناجم الملح في تاغازا في الشمال إلى مناجم الذهب الأسطورية في وانجارا في الجنوب.

في الختام ، أحضر موسى الاستقرار والحكم الرشيد إلى مالي ، ونشر شهرته في الخارج مما جعله مدهشا حقا لمدى انتشار ثروته مثال بارز على قدرة الأفارقة السود على التنظيم السياسي وإقامة إمبراطوريات غريقة.

مات مانسا موسى في 1337م, خلفه ابنه ماغان الأول" إستمر إرث الملك الغني لأجيال ، وحتى يومنا هذا ، توجد أضرحة ومكتبات ومساجد تشكل شهادة على هذا العصر الذهبي لتاريخ مالي .

أخيرا، فإنه من غير المعلوم أين ذهبت هذه الثروة, وكيف هو حال دولة فقيرة مثل مالي لو أنها موجودة الآن, وما الذي وصل بمالي إلى هذا الوضع المزري على كل المستويات " إقتصادي، أمني، إجتماعي، سياسي " هل لأوروبا وفرنسا تحديدا دخل في إفقار هذه الدول ونهب ثرواتها على مر العصور، وماذا لو توقفت أوروبا وأمريكا عن سد عجز ميزانياتها السنوية من خلال نهب ثروات إفريقيا والشرق الأوسط، ربما نجد الغرب كما كان سابقا " متسولاً على أعتاب قصور وأمراء أفريقيا والشرق ".

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ
ذات صلة من مقال

نبذة عن الملك الإفريقي موسى كيتا الأول