أذكار السفر وأدعية المسافر وأهله
محتويات
ذكر الله تعالى
للتعرف على الأذكار للسفر يجب معرفة الذكر وأنواعه، فالذكر هو التذكرة باللسان والقلب لله وهو من العبادات الواجبة على المسلم الالتزام بها، وقد قسّم العلماء الذكر إلى نوعين وهما :
- الذكر المطلق: وهو الذكر الذي يكون على مدار اليوم دون تحديد لوقته ولا أحواله، فهو من باب التعبد والمحبة في الله.
- الذكر المقيّد: هي الأذكار المرتبطة بأوقات معينة كما يرتبط بأحوال الذاكر، ويقال بناءً على الأحوال والأوقات التي كان يقوم بها الرسول صلى الله عليه وسلم.
وهذه الأذكار مقدمة من حيث المرتبة والثواب على الأخرى لأن فيها الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم.
أحوال ذكر الله
يذكر المسلم ربه وهو في حالٍ من ثلاث :
- الذكر بالقلب محل الإيمان ولسانه، وهو أتمّ أنواع الذكر.
- الذكر بالقلب فقط، وهو المرتبة الثانية بعد الذكر بالقلب واللسان.
- الذكر باللسان دون القلب، ويقع في المرتبة الثالثة.
أورد الإمام ابن القيم رأيه في أيهما أفضل ذكر القلب أم اللسان؟ فأجاب أن ذكر القلب مقدّم عن ذكر اللسان لأن المحبة مكانها القلب، ولأن القلب يخاف الله وهو أكثر حضوراً في الطاعة والعبادات.
حصن المسلم
عند حديث عن أذكار السفر يجب الحديث عن مصدر هذه الأذكار وكيف وصلت إلينا، وقد وردت هذه الأذكار إلينا بالنقل المتواتر، كما جمعت كلها في كتاب حصن المسلم.
- ألف حصن المسلم (سعيد بن علي بن وهف القحطاني) وذلك في عام 1409 هجرية.
- يتكون هذا الكتاب من عدة أقسام وأبواب، ويشمل الأذكار التي كان يرددها رسول الله صلى الله عليه وسلم، في الكثير من الأمور بشكل يومي ودائم لا ينقطع.
- لقد حاز الكتاب على تقدير وشهرة واسعة، فقد التزم المؤلف بذكر الأحاديث الصحيحة فقط، وقد أورد الأذكار في صورة مبوبة ومقسمة.
- لقد تم تأليف الكتاب باللغة العربية، وترجم إلى العديد من اللغات مثل الأردو ولغات أخرى، ونشر في عام 1409هجرية- 1990م.
وقد قدم الكاتب الأدعية من القرآن الكريم والسنة في 160 صفحة، ومما أورده في كتابه:
1. دعاء السفر.
2. دعاء الخوف من الشرك.
3. دعاء الغضب.
4. دعاء المتزوج، والكثير من الأدعية الأخرى.
طور هذا الكتاب حديثاً ليصبح تطبيقاً على الأجهزة المحمولة والهواتف حتى يسهل الاطلاع عليه وتكون هذه الأدعية والأذكار متوفرة للجميع.
أذكار المسافر
من أذكار السفر للمسافر والتي وردت في حصن المسلم:
- الله أكبر الله أكبر الله أكبر "سبحان الذِي سخَّر لنا هذا وما كُنَّا لهُ مُقرِنين، وإنَّا إلى ربنا لَمُنقلِبُون".
- "اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى، ومن العمل ما ترضى، اللهم هون علينا سفرنا هذا واطوِ عنا بعده، اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر، وكآبة المنظر، وسوء المنقلب في المال والأهل".
- وإذا عاد من السفر قال هذه الكلمات وزاد عليها "فيهن آيبون، تائبون، عابدون، لربنا حامدون".
ومن أذكار السفر التي أوردها حصن المسلم:
دعاء المقيم للمسافر
فإن سافر عندكم صاحب أو جار أو من هو من ذويكم وأردتم ذكره في غيابه، فليس هناك أفضل من دعاء له بظهر الغيب فهو بمثابة هدية محبّ، ومن هذه الأدعية أن تقول:
- " أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه".
- ورد في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال لرجل: أودعك كما ودعني رسول الله أو كما ودع رسول "أستودعك الله الذي لا يضيع ودائعه".
- ورد في حديث آخر عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان يقول للرجل إذا أراد سفراً أدن مني أودعك كما كان رسول يودعنا فيقول "أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك".
دعاء المسافر لنفسه
إذا دعا المسافر لنفسه فإن الله يستجيب دعائه، كما انه من المندوب أن يكثر من الأدعية التي تضمن كلب توفيقه من عند الله، وأن ييسر له طريقه، وأن يفرج عنه همِّه، وأن يعطيه العلم النافع ويرزقه رزقاً حلالاً مباركاً فيه، وأن يعطيه الصبر على تحمل فراق أهله وأحبته، وإن الله ليستجيب دعائه إن كان سفره مباحاً كطلب العلم والرزق والجهاد في سبيل الله.
فقد جاء في الحديث الشريف عن عبدالله بن سرجس قال "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سافر يتعوذ من وعثاء السفر وكآبة المنقلب والحور بعد الكون ودعوة المظلوم وسوء المنظر في الأهل والمال".
دعاء الشخص لمسافر عزيز
اللهم إن لي مسافراً حصنت قلبه ونفسه وعافيته باسمك من كل شيء يؤذيه ويضره اللهم إني استودعتك حبيباً فاحفظه بحفظك واجعل له توفيقاً وتيسيراً وتسهيلاً يلازم دربه، اللهم إن لي عزيزاً مسافراً استودعتك إياه وأنت الكريم الذي لا تضيع ودائعه فاحفظه بعينك التي لا تنام .
وهذا الدعاء من الأدعية المأثورة فلم يرد في كتاب حصن المسلم.
دعاء المسافر إذا أسحر
هذا الدعاء من الأذكار التي وردت في كتاب حصن المسلم:
حيث ورد حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم "كان إذا كان في سفر وأسحر يقول "سمع سامع بحمد الله وحسن بلائه علينا، ربنا صاحِبنا وأفضل علينا عائذاً بالله من النار".
فوائد الأذكار عند السفر
- ينال المسلم رضوان الله عليه عند ذكره له بأي حال من الأحوال، لأن الله عز وجل يحب أن نذكره في كل وقت وحين، ويحب أن يكون حاضراً في قلوبنا لا يغيب على مدار يومنا.
- يقمع ذكر الله وسواس الشيطان لنا، فلا يجد إلينا سبيلاً، فيطرده من منازلنا فلا يكون لنا في بيوتنا إلا التقوى والرحمة وحب الله.
- بذكر الله تتوسع الأرزاق وتنفك بع العُقد والكُرب، وينتهي اليأس من قلوبنا.
- ينير القلب والوجه، فسيماهم على وجوههم، وأهل الله هم من تجد في وجوههم نوراً من الإيمان وذكر الله في السراء والضراء.
- تعويد اللسان على التلفظ بالكلمات الطيبة والذكر الطيب من تسبيح وحمد، فلا يكون لنا إلا جمع للحسنات وابتعاد عن اللهو بالقول.
- قال تعالى: "اذكروني أذكركم" فإن كان الله حاضراً على ألسنتنا وقلوبنا، كنا حاضرين عنده في العلييّن.
- إن ذكر الله يسهل علينا صعاب حياتنا، فلا نجد في أمرنا عُسراًً، ولا نجد في عبادتنا مشقة.
- في الذكر سنّة لرسول الله صلى الله عليه وسلم واقتداء به في عباداته، واقتداء بصحابته، وقد قال صلى الله عليه وسلم فيما روي عنه: "تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما :كتاب الله وسنتي لن يتفرقا حتى يردا على الحوض".
في الذكر عبادة وتقرّب للخالق، والثواب العظيم، أما الذكر المقيّد فإنه مستجاب بفضل الله، وقد أخبرنا به النبي صلى الله عليه وسلم.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_7824