ذكرى اعتذر الكنيسة لجاليليو وأهم أسباب الاعتذار
ذكرى اعتذر الكنيسة لجاليليو
قامت كنيسة الفاتيكان بإدانة العالم الإيطالي جاليليو جاليلي حول نظريته المثبتة الآن وهي دوران الأرض حول الشمس، وتعتبر هذه الذكرى ال29 لتراجع الكنيسة عن هذه الإدانة وتقديم الاعتذار للعالم الجليل الذي دافع بقوة عن نظريته بعد إثبات خطأ نظرية أرسطو بالقيام بعدة تجارب عن طريق التلسكوب، ويتمثل سبب الاعتذار فيما يلي:
- في ذلك الوقت كانت الكنسية الكاثوليكية تتبع النظريات القديمة الخاصة باليونانيين قبل اكتشاف نظريات العلماء السابقين مثل أرسطو وبطليموس حول مركزية الأرض وبذلك قيل عصر المسيحية.
- حيث لم يكتف العالم جاليلو عن نظرياته حول دوران الأرض حول الشمس فقط بل قام أيضًا بتأليف كتب في الدين وقام بإنكار مهنة الكنيسة في تفسير كتب الدين والكتاب المقدس، هذا من أهم الأسباب التي أدت الكنيسة إلى اضطهاد جاليليو وإثارة الجدل ضده.
- في عام 1615 قام أحد الرهبان بتقديم رسائل جاليليو إلى الكنيسة فقامت الكنيسة بتقديم تحقيق كامل ومراقبة لكتب جاليليو، وهنا تدخل كبار العلماء في ذلك الوقت في محاولة لإقناع جاليليو على الاقتصار فقط في كتبه على الكلام العلمي والشرح والأدولة والابتعاد عن أي مسائل متعلقة بالدين.
- كما نصحوه أيضًا بشرح نظريات بطليموس فقط وترك جميع تفسير الكتب المقدسة للمتخصصين من الكهنة ورجال الدين في الكنسية، ولكن للأسف لم يستمع جاليليو إلى هذه النصائح وقام من جديد بنشر كتب جديدة عن تفسير آيات الإنجيل، لذلك قامت الكنيسة بمعاقبته.
- عاقبت الكنيسة العالم جاليليو جاليلي بمنع نشر كتابه الذي كان من أهم كتبه وملهم له وهو متاب كوبرنيكوس عن مركزية الشمس.
- أما في عام 1992 قدمت الهيئة العلمية تقرير لبابا الكنيسة، وتم إلقاء خطبة أمام الجميع ليقدم اعتذر الكنيسة عما بدر منها من إساءات تجاه هذا العالم وإزالة سوء الفهم الذي حدث سابقًا بين العلم والكنيسة، وفي عام 1992 تم تبرئة جاليليو رسميًا وإثبات صحة نظرياته.
جاليليو والثورة العلمية
العالم الإيطالي جاليلو جايليل أحد أهم علماء البشرية الذين قاموا باكتشاف أهم اكتشاف في العالم وهو:
- دوران الأرض حول الشمس، وكان هذه الاكتشاف في ذلك الوقت بمثابة جرم بسبب نقضه للنظريات السابقة للعلماء الكبار في الفيزياء مثل أرسطو وبطليموس وغيرهم من العلماء.
- فعندما قام العلام جاليليو جاليلي بتوجيه التلسكوب لأول مرة في السماء فقام برؤية أجسام غريبة لم يستطع أحد من البشر برؤيتها قبله، فقد رأى القمر والعديد من الأجسام المختلفة مثل المجرات والنجوم والكواكب والأقمار التي تدور حول الكواكب مثل الأقمار الأربعة كوكب المشتري.
- وتعتبر هذه التجربة أول تجربة يقوم بها شخص على وجه الأرض وهي رؤية أجسام سماوية تدور حول جسم آخر غير الأرض، فتعتبر هذه النظرية نقيض للنظريات الفزيائية الخاصة بالعالمين أرسطو وبطليموس اللذان أقرا أن الأرض هي مركز الكون وجميع الأجسام تدور حولها والأرض لا تدور حول جسم آخر.
- فقام جاليليو وبعض العلماء الآخرين بقلب موازين الأمور على عقب، حيث تم اكتشاف أمور جديدة وطرح تساؤلات ونظريات مختلفة وأصبح المنطق وتحكيم العقل والعلم هو الأمر الأول والأخير بعد القيام بالتجارب والرصد والمراقبة والملاحظة.
- وهنا قام العالم جاليلو جاليلي بابتكار ثورة علمية جديدة ما زلنا نخطو على خطاها إلى يومنا هذا بسبب اكتشافه لأكبر اكتشاف على وجه الأرض الذي تم بناء العديد من القوانين والنظريات الأخرى عليه.
- في الواقع يرفض بعض العلماء استخدام مصطلح ثورة لأنها لم تكن ثورة واحدة بل عدة ثورات تعود تاريخها إلى قديم الزمن من لأيام الحضارة الإسلامية قبل العالم جاليليو جاليلي وأصدقائه، كما يرفضون استخدام مصطلح الثورة العلمية بأل التعريف بسبب التطور المستمر منذ قديم الزمن في مجال العلوم والفيزياء.
- كما يرفض البعض أيضًا استخدام كلمة علمية لأنه يظنون أن قبل جاليليو وكوبرنيكوس فتوجد العديد من الثورات العلمية الأخرى التي لديه أبطال عظماء أسهموا في تاريخ البشرية باكتشافاتهم العظيمة التي عليها أيضًا بنيت العديد من النظريات الأخرى التي مازالت مستخدمة ومطبقة إلى اليوم.
اعتراف الكنيسة الكاثوليكية بخطئها
في عام 1741 قامت المحكمة العليا للفاتيكان بتقديم ماقشات واقتراحات طويلة حول مسألة جاليليو، حيث أصدر بابا الكنيسة في ذلك الوقت تصريح بطباعة جميع كتب جاليليو، أما في عام 1822 تم إصدار قرار آخر بطباعة الكتاب الذي منع نشره سابقًا وهو كتاب كوبرنيكوس المتعلق بنظرية دوران الأرض حول الشمس، حيث يعتبر هذا الكتاب كما ذكرنا من أهم الكتب لجاليليو التي منعت نشرها لأنها:
- مخالفة لجميع النظريات المعهودة، أما في عام 1939 قام البابا بيوس الثاني عشر وذلك بعد فترة قليلة جدًا منذ تسلمه منصب بابا الكنيسة بتقديم اعتذر الكنيسة عند نكران نظرياته، ووصف جاليليو بأنه "أكثر أبطال البحوث شجاعة... لم يخش من العقبات والمخاطر ولا حتى من الموت".
- أما في وقت آخر قام البابا بندكتيوس السادس عشر بإلقاء خطاب في جامعة لاسابينزا وتعمق في خطابه بوصف جاليليز بأنه حالة عرضية سمحت لنا باكتشاف عمق الذات والشك في علوم التكنولوجيا الخاصة بالعصور الحديثة.
- أما في عام 1992 قدمت الهيئة العلمية بعد إثبات نظرياته التي تم ضحدها مسبقًا، فقام البابا يوحنا بإلقاء خطبة يعتذر عن الإساءات التي وجهت إلى جاليليو وأعاد له كرامته التي سلبت في ذلك الوقت، وتم إلقاء هذه الخطبة أمام محكمة الفاتيكان في روما.
- ثم بعد ذلك تم إصدار قرار بإنشاء تمثال لتمجيد ذكرى جاليليو جاليلي، وفي عام 2008 قامت كنيسة الفاتيكان بتصحيح جميع افتراءاتها وأخطائها تجاه حق جاليليو وأنشأت تمثال له في جدران الكنيسة، كما أشاد البابا بندكتيوس السادس عشر بمساهمات هذا العالم من إنجازات خدمت العلوم والفلك للاحتفال بذكراه ال400 لأول تليسكوب في العالم لصاحب الفضل جاليليو جاليلي.
- وفي عام 2008 أيضًا تراجعت محكمة الفاتيكان عن هذا الحكم الذي أصدر من مئات السنين حول جاليليو، وذلك على الرغم من أنه في ذلك الوقت لم يتفق جميع البابوات على إدانة جاليليو جاليلي بالنسبة لنظرياته، بل كان هناك العديد من العلماء من يصدقون نظرياته ويدافعون عنها أيضًا.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_15898