كتابة :
آخر تحديث: 17/06/2019

الألماس

"الألماس هو الصديق المفضل للمرأة" هكذا وصفت المغنية الأمريكية مارلين مونرو الحجر الكريم الأكثر شعبية في العالم.
أصبحت المجوهرات والأحجار النادرة مشهورة وفي رواج منذ خمسينات القرن الماضي وعلى رأسها الألماس الذي كان ولازال يرمز لذروة الثراء والرقي على الرغم من كونه أقل ندرة من الياقوت والزمرد إلا أن الخصائص الفريدة للألماس تضعه في قمة الأحجار الكريمة.
سنتعرف على طبيعة الألماس الفيزيائية والطبيعية وكيفية تشكله وخصائص الألماس وتاريخ صناعة الألماس وأخيرا استخدامات متنوعة للألماس؟
الألماس

تعريف الألماس

الألماس (diamond) مشتقة من الكلمة اليونانية القديمة (Adamas)والتي تعني الصلابة.

هو الشكل الطبيعي الأكثر تركيزا من الكربون النقي في العالم الطبيعي ويعتبر حجر الألماس أقوى المعادن وأصلبها على وجه الكرة الأرضية، يستخدم حجر الألماس في العديد من المجالات أشهرها مجال المجوهرات.

ووفقا للمتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي فقد قام باحثون سويديون وأمريكيون بتفكيك كود الكربون في خمسينات القرن الماضي وبالتالي تحويل كل من الجرافيت والحديد المنصهر إلى ألماس صناعي لا يمكن تمييزه بالعين المجردة عن الألماس الطبيعي.

كيف يتشكل الألماس

تحيط بكل ذرة كربون في الألماس أربع ذرَات كربون أخرى مرتبطة في ما بينها عن طريق روابط كيميائية قوية ، و منذ 3 مليار سنة تقريبا تطور الكربون في باطن الأرض و تحول إلى ألماس تحت ضغط و حرارة عالية تحت وشاح الأرض على عمق 100 ميل تقريبا، تتم هذه العملية في ظروف غامضة داخل الحمم البركانية تحت سطح الأرض و حين تندلع الانفجارات البركانية العميقة تحمل الحمم البركانية و قوة الدفع الصخور الوشاحية الحاملة للألماس إلى السطح و تسمى المناطق المنحوتة بالحمم البركانية بأنابيب كيمبرلايت و التي سميت تيمنا بأول تشكيل تم اكتشافه في كيمبرلي جنوب إفريقيا ، و بفعل تآكل قمم الأنابيب بسبب عوامل طبيعية و الوقت تظهر عباءة الألماس و يمكن للتآكل أن يحمل الألماس من موقعه إلى مجاري الأنهار أو الأراضي الساحلية .

الخصائص الفيزيائية للألماس

يتميز الألماس بخصائص عدة تميزه عن باقي الأحجار الكريمة، ومن مميزاته الفيزيائية نذكر:

  • اللون: معظم قطع الألماس تتوفر على لون وعادة ما يكون مصفر إلى بني، تنقسم درجات اللون من D إلى J، الصنف D هو "عديم اللون" والصنف J هو "عديم اللون تقريبا «. وكون أن الألماس ضمن الصنف عديم اللون تقريبا لا يعني بالضرورة أنه معيب، أما الأحجار ذات الألوان الزاهية فهي نادرة جدا.
  • الخدش: الألماس صلب للغاية وأثر خدشه عديم اللون.
  • درجة الوضوح: يتم قياس درجة الوضوح من خلال عدد العيوب بداخله، بحيث الألماس المعيب لن يتألق مثل الألماس الذي لا تشوبه شائبة ويتم قياس درجة وضوح الألماس بمكبر.
  • اللمعان: الألماس يتوفر على أعلى مستوى لمعان مقارنة مع المعادن غير الفلزية.
  • الصلابة: كما سبق ذكره الألماس صلب ويعد أقوى المعادن على الكوكب، مقياس صلابته على مقياس موس هو 10.
  • مقاوم كيميائيا: الألماس لا يتآكل بفعل التفاعلات الكيميائية ولديه أعلى نسبة توصيل حراري
  • خصائص بصرية: يتميز الألماس بارتفاع مؤشر الانكسار والتشتت واللمعان العالي.

تاريخ صناعة الألماس

وقع البشر في حب هذا الحجر الكريم منذ زمن طويل ففي القرن الميلادي الأول صرح عالم الطبيعة الروماني بليني " الألماس هو أكثر قيمة ليس فقط بالنسبة للأحجار الكريمة بل من كل شيء موجود في هذا العالم" ، لقد بدأ البشر بجمع و البحث عن الألماس في الهند و قد كانت الهند تتاجر بالألماس منذ القرن الرابع قبل الميلاد و بعدها تقريبا في عصور الوسطى وجد الألماس طريقه إلى أوروبا الغربية في القوافل التجارية التي سافرت إلى أسواق البندقية ، و بحلول عام 1400م أصبح الألماس إكسسوارات عصرية للطبقة الأوروبية الراقية ، برزت البرازيل كمصدر مهم للألماس في أوائل القرن الثامن عشر بحيث تم اكتشاف الألماس في أحواض المناجم لكي تسيطر البرازيل على سوق الألماس لأكثر من 150 عام ، جلب القرن التاسع عشر الثراء المتزايد لأوروبا الغربية و الولايات المتحدة مع اكتشاف رواسب كبيرة من الماس في مستعمرات الدول الرأسمالية و بالتحديد جنوب إفريقيا كيمبرلي و هنا تبدأ قصة سوق الألماس الحديثة ، بحيث أسس صاحب المشروع سيسيل رودس شركة "De Beers Consolidated mines limited " عام 1888 و بحلول عام 1900 سيطرت الشركة على 90 في المائة من إنتاج العالم من الماس الخام

استخدامات متنوعة للألماس

يستخدم الألماس في عدة مجالات أخرى مثل:

  • نوافذ الألماس.
  • مشتتات الحرارة.
  • الاحتكاك في الأجهزة الميكانيكية الصغيرة كالساعات اليدوية.
  • تغطية الأسطح بطبقة رقيقة من الألماس.
  • مستحضرات التجميل.
  • أدوات القطع واستخدامات أخرى تتطلب المتانة...
خلق الألماس ليكون مميزا وذو قيمة عالية ولقد صاحبته هذه القيمة على مر التاريخ، إن المزيج في مميزاته هو ما يجعله فريدا من نوعه فالصلابة والندرة تتلاقى مع البساطة الخارجية وتقدم لنا هذه القطعة الفنية التي بدأت رحلتها من أقصى الأماكن في باطن الأرض إلى أرقى مكانة فوق سطح الأرض.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ