آخر تحديث: 15/03/2023
التخطيط والتحليل الديداكتيكي وكيف نستفيد منه في التعليم
يحقق التخطيط الجيد للتعليمات أهمية كبيرة من النجاح لهذا العمل عند تدبيره في المدرسة أو في أي مؤسسة، بالإضافة إلى أنه يساعد في الابتعاد عن العشوائية وعدم الوضوح، كذلك من الممكن توقع وتخطي الصعوبات وهذا من خلال التدبير في المدرسة، وبذلك تصبح عملية التعليم والتكوين متقنة الأدوار وهذا وفق خطوات محددة منظمة ومتابعة الأجزاء، تكون خالية من الارتجالية والعشوائية، بالإضافة إلى أن بفضل ذلك التخطيط يهيئ المدرس للممارسة الميدانية داخل المدرسة، سوف نعرض لكم من خلال مفاهيم كل ما يخص التخطيط والتحليل الديداكتيكي.
المفهوم العام للتخطيط
- التخطيط هو أسلوب أو منهج يهدف إلى حصر الإمكانات المادية وكذلك الموارد البشرية المتوفرة بالإضافة إلى دراستها وتحديد إجراءات الاستفادة منها لكي يتم تحقيق أهداف مرجوة خلال فترة زمنية معينة.
- كما أن مفهوم التخطيط لإعداد الدروس فهو عبارة عن عملية تحضير ذهني وكتابي يقوم بإعداده المدرس قبل بدء الدرس بفترة كافية، كما أنه يقوم بالتركيز على عدد عناصر مختلفة لكي تقوم على تحقيق أهداف محددة.
أهمية التخطيط والتحليل الديداكتيكي
- فإن التخطيط الجيد لأي عمل يضمن قدرًا كبيرًا من النجاح للعمل وهذا عند تدبيره أو تنفيذه، كما أنه يبعد القائم به عن العشوائية أو عدم وضوح الخطوات، كما أن يُمكننا من توقع وتلافي الصعوبات وهذا أن وجدت خلال التدبير أو التنفيذ.
- كما أنه يثبت أن وراء هذا الدرس أستاذًا ناجحًا فهو الذي قام بتخطيط دروسه مسبقًا، فإن أهداف الدرس قد حددت بطريقة واضحة ومحددة بالإضافة إلى مادة الدرس وكذلك الأدوات والأجهزة التي يقوم باستخدامها هذا الأستاذ.
- وكذلك أساليب التدريس والأنشطة التي يقوم بها التلاميذ وما يطرحه الأستاذ من أسئلة كلها أعدت بطريقة مرتبة، كما أنها تتفق مع المتغيرات العديدة للموقف التعليمي، كذلك يخدم الهدف من الدرس.
- بالإضافة إلى أن التخطيط الجيد في مادة العلوم سوف يتطلب من المدرس أن يصبح متمكنا من المادة العلمية للوحدة أو الموضوع المراد تدريسه.
- لأن هذا التمكن الجيد سوف يساعده على تحديد الأفكار وكذلك المفاهيم العلمية الرئيسية التي يجب تعليمها للتلاميذ.
- بالإضافة إلى أنها تساعد على ربط المفاهيم العلمية ببعضها، كما أن التخطيط يساعد المدرس في تقويم كل مقومات الموقف التعليمي.
كما أن التعرف على مدى تحقيق الأهداف التعليمية للدرس، وبصفة عامة في التخطيط:
- يجعل عملية التعليم متقنة الأدوار وهذا وفق خطوات محددة وخالية من الارتجالية والعشوائية، محققة إلى الأهداف.
- يساهم في نمو خبرات الأستاذ المهارية أو المعرفية.
- يساعد على رسم وتحديد أفضل الإجراءات التي تتناسب من تدبير الحصص التعليمية.
- يعين على تدبير الزمان بالصورة الأمثل.
- يساعد الأستاذ في التعرف على الأهداف كما أنه يساعده على اختيار وسيلة التعليم المناسبة للوضع المقترح.
مواصفات التخطيط والتحليل الديداكتيكي
- الاستقلالية: فهي تكون الوحدة مستقلة في مختلف مكوناتها وعناصرها، وهذا دون إغفال ضرورة تكاملها مع غيرها.
- التكامل الداخلي: تتكامل مكونات المجموعة لكي تشكل وحدة من شأنها تحقيق الأهداف والكفايات المحددة لها.
- الانسجام: وهو تفاعل عناصر مجموعة ومكوناتها بشكل متناسق.
- القابلية للتفعيل: فهي التي تراعي في بنائها الموارد والإمكانيات المتوفرة بالإضافة إلى مستويات الحيز الزمني المخصص وكذلك الوسائل المتوفرة.
- التنوع: هو الذي يستحسن تنوع الأنشطة قدر الإمكان مثل: أنشطة نظرية وأنشطة عملية وأنشطة فردية وأشغال موجهة وأنشطة اجتماعية.
- التكوين النشيط: هو الذي يفترض في الأنشطة أن تصبح متمركز حول المتعلم بالإضافة إلى مهامه والإنتاج المنتظر من إنجازاته.
- المرونة: وهي التي تعني القابلية للتطوع وهذا بغرض ملائمة مضامينها لمختلف مستويات المتعلمين.
- الفارقة: وهو اختيار وبرمجة الأنشطة بشكل يراعي الفوارق وهذا على مستوى المعارف بالإضافة إلى إيقاعات التعليم.
أنواع التخطيط والتحليل الديداكتيكي
- التخطيط على المدى الطويل: وهو الذي يصف على مدار السنة، بالإضافة إلى تدريج مسلسل والتعليمات وتوقع وسائل التقويم.
- التخطيط على المدى المتوسط: وهو الذي يحدد في مرحلة الكفاية مثلا، كيفية استثمار كل مرحلة من مراحل التعليم وهذا وفق حاجات المتعلمين بالإضافة إلى المواد المقررة لتلك المرحلة والكفاية المستهدفة.
- التخطيط على المدى القصير: وهو الذي يصف بدقة وحدة تعليمية، أومقطع تعليمي، أوحصة درس بالإضافة إلى سير الأنشطة التعليمية المقترحة على المتعلمين مع الأخذ في الاعتبار الأهداف والمواد والفئات المستهدفة، كما أن الوسائل الديداكتيكي المعتمدة في عملية التعليم وعدة التقويم التكويني وأنشطة المعالجة.
وقبل البدء في التخطيط على المدى القصير فيجب أن يتبع الآتي:
- تحليل المحتوى: هو عبارة عن تجزئة الدرس من موضوعات إلى عناصر، وكل عنصر يمثل مفهومًا جديدًا، كما أن تلك العناصر مجتمعة وتمثل المادة المراد تدريسها، وهي التي من خلالها تبني الكفاية المستهدفة.
- تحديد طريقة التدريس: هو عبارة عن نهج يستخدمه الأستاذ في توصيل المحتوى للتلاميذ، بالإضافة إلى عدة طرق للتدريس وهي: طريقة الحوار، وطريقة الإلقاء وطريقة التعليم التعاوني بالإضافة إلى طريقة المناقشة المقيدة وطريقة حل المشكلات وطريقة المشروعات وطريقة الزيارة الميدانية.
- تحديد المواد والوسائل التعليمية: وذلك وفقًا لطبيعة المجال والموضوع ومستوى وحاجات المتعلمين والإمكانات المتوفرة، كما يقصد بالمواد التعليمية هي المواد المكتوبة أو المسموعة أو المرئية.
الصعوبات المرتقبة
- الصعوبة في الأساس هي مرتبطة بعملية التخطيط والتحليل الديداكتيكي في حد ذاتها، وهذا لما يتطلب من وقت ووثائق الكتب والمناهج الدراسية، لذا فيجب التأكد من توفير تلك الوثائق ومن إمكانية استثمارها بطريقة مباشرة.
- العمل بالمجموعات في أعمال ورشة واعتماده كمقاربة بيداغوجية تجعل من المتعلم مركز الاهتمام.
- كثرة الجهد والوقت الذي يتطلب العمل بالمجموعات من الممكن أن يعيق إنهاء الدرس في الوقت المحدد له.
- بالإضافة إلى أن المعينات الديداكتيكية الضرورية للإنجاز الغير متوفرة.
طرق التغلب على الصعوبات التخطيطية
- يجب أن يتم توزيع المهام بين المجموعات.
- التنسيق الجيد بين مواد التخطيط وكذلك تنسيق محكم بين مختلف المواد، كما يجب أن يراعي فيها المعالجة الأفقية للكفايات التي تصب في نفس المجال.
- ضرورة توفير المعينات الديداكتيكية الضرورية للإيجاز.
إرشادات منهجية
- القيام بعمليات تنسيق مستمرة ومتناسبة مع جميع المواد التعليمية.
- كما يجب التركيز والمحافظة على مركزية المتعلم وفعاليته في التعلم وجعله في موقع المنتج للمعرفة والفاعل الأساسي لا وضعية المتلقي السلبي.
- بالإضافة إلى احترام المتعلم وتنمية روح المبادرة والإبداع والنقد البناء لكي يساهم في تكوين شخصية قوية.
- كما أن توفير شروط التعلم والعمل على حسن استثمار التعلم وهذا أثناء تدبير وضعيات التعلم.
- مساعدة التلاميذ على التفاعل الإيجابي من التعلم.
- التخطيط الجيد على المدى البعيد والمتوسط والقريب وكذلك التخطيط الديداكتيكي للمقاطع لـ الحصص التعليمية.
- اكتشاف القدرات لدى المتعلمين وهذا من أهم أدوار الأستاذ.
- تنمية المهارات الفكرية، والعاطفية والحسية والحركية.
- معرفة الكفايات المحددة ضمن المنهاج الدراسي.
أخيرا نكون قد تحدثنا بالتفصيل عن كل ما يخص التخطيط والتحليل الديداكتيكي، فهو يشير إلى طريقة التعلم كما تنتقل المعلومات من المعلم إلى الطالب، كما أنه يتضمن الفهم لطريقة التدريس وإجراءات تقديم المواد العلمية بمبادئ تعليمية لذلك يمكن للتلاميذ أن يتقنوا الأمور التي يتعلموها، كما أن التخطيط له دور كبير في النجاح لهذا العمل عند تنفيذه أو تدبيره، بالإضافة إلى مواصفات التخطيط وهي الاستقلالية والتكامل الداخلي، كما أن هناك أنواع للتخطيط وهو تخطيط بعيد المدى والتخطيط المتوسط والتخطيط قصير المدى، ولكن يجب العلم أن هناك بعض الصعوبات تواجه التخطيط وهو كثرة الجهد والمعينات الديداكتيكي الضرورية والعديد منها، ولكي يتم تجاوز تلك الصعوبات فيجب توزيع المهام بين المجموعات وضرورة توفير المعينات لكي نتخطى تلك الصعوبات.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_19558
تم النسخ
لم يتم النسخ