الخيانة وتأثيرها على الشباب وأنواعها وأسبابها وطرق القضاء عليها
جدول المحتويات
مفهوم الخيانة
تعرف الخيانة بأنها نقض العهد سواء كان بين الزوجين أو بين العبد وربه أو بين الأصدقاء أو هي تصرف شخص ما بطريقة سلبية في حق شخص آخر تربطه به علاقة معينة، ولا يحق له أن يفعل ذلك لأنه ليس من حقه، والخيانة هي تصرف سلبي من أحد الأشخاص يضيع حق الشخص الآخر الذي تربطه به علاقة معينة.
فالخيانة تصرف غير أخلاقي فيؤثر سلبياً على الأسر والمجتمعات ويفسد البلاد، وهو تصرف يعاقب الله تعالى عليه عقاب شديد.
حيث أن تحريم الخيانة لا يقتصر على دين الإسلام فقط بل يشمل جميع الأديان السماوية والثقافات المختلفة.
أنواع الخيانة
تتعدد أنواع الخيانة ونقض العهود ويمكننا توضيح هذه الأنواع حتى يكون مفهوم الخيانة أوضح:
- الخيانة العاطفية وهي نوع من خيانة العواطف أو تعني ممارسة مشاعر الحب والعطف والقرب مع شخص آخر في حال وجود الشخص الذي تكون من حقه، ويمكن أن نجدها بين الخاطب وخطيبته عندما تخون الفتاة خطيبها مثلاُ بإقامة علاقة عاطفية مع رجل آخر، أو بين الزوجين فتتم الخيانة العاطفية بدون حدوث علاقة جنسية، مثل حديث المرأة في الهاتف ومصادقة الرجال الأجانب دون علم الزوج، ويمكن أن تحدث بين الأصدقاء الذين أحبوا بعضهم والذين اتفقوا وعاهدوا بعضهم البعض على البقاء معاً سواء في العمل أو الدراسة، فيكون أحدهما مخلص للآخر والآخر خائن ولا يستحق كل هذه الثقة فيتجه لفعل أمور ليس من حقه أن يفعلها ويغضب الطرف الآخر كثيراً عندما يتبين له هذه الخيانة.
- خيانة الوطن وتعني الإهدار والتفريط في حق الوطن الذي يعيش الفرد على أرضه ويستنشق من هوائه ويشرب من مائه، أو يبيعه مقابل المال أو لغرض شخصي، كما تشمل أيضاً خيانة الأهل والغدر بهم.
- الخيانة الزوجية تحدث بين الزوجين وتتضمن الخيانة العاطفية في المشاعر والعواطف بحيث يمنحها الخائن بصدق لشخص آخر لا يستحقها ويضيع حق من يستحقها وهو الزوج، وقد تتطور الخيانة العاطفية بين الزوجين لتشمل الخيانة الكاملة بالعلاقة الجنسية، وهو ما يطلق عليه في الدين الزنا، أي قيام شخص متزوج بإقامة علاقة جنسية مع شخص آخر لا يحل له بدون علم الزوج، وقد حرمها الله تحريماً شديداً وأقام عقاب لمن يمارس الزنا إن كان محصن أو متزوج بالرجم بالحجارة حتى الموت، كما أن عقاب الزنا للغير متزوج يكون بالجلد مائة جلدة.
الأسباب التي تدفع إلى الخيانة
لا يوجد سبب يبرر الخيانة فالخائن مذنب مهما كانت الأسباب، ولا يقتصر حدوث الخيانة على العلاقات المضطربة فقط بل قد تحدث أيضاً في العلاقات السعيدة ظاهرياً، ولكننا سوف نستعرض الأسباب التي قد تكون ساعدت الشخص على الخيانة:
- سوء التربية منذ الصغر، وهذا في الأساس يقع على عاتق الأم والأب.
- ضعف الوازع الديني وعدم التقرب من الله تعالى أو الإيمان به بصدق وتنفيذ أوامره أو الانتهاء عن نواهيه.
- عدم وجود الرحمة والمودة والحب بين الزوجين.
- عدم اهتمام أحد الأطراف بالطرف الآخر.
- عدم إعطاء الحقوق لأصحابها لأن إهمال حق الزوج مثلاً يمكن أن يؤدي لبحثه عن هذا الحق في مكان آخر محرم.
- عدم وجود توازن في العطاء والأخذ في العلاقة.
- ضعف المشاعر العاطفية أو التحدث في الحب.
- مشاكل تتعلق بالصحة البدنية مثل الإعاقة أو الألم المزمن.
- مشاكل خاصة بالصحة النفسية والعقلية، مثل القلق والوسواس القهري والاكتئاب وغيرها من الحالات التي يمكن أن تسبب الخيانة.
- غياب الزوج لفترات طويلة أو السفر أو غياب الزوجة أو مرضها، وقد تقع الخيانة هنا بعد الشعور بالحرمان العاطفي.
- الأفلام والإنترنت عاملان قد يتسببان في انتشار الخيانة بسبب ما يقدم في الأفلام الهابطة وكذلك الأمر بالنسبة لمواقع التواصل الاجتماعي التي قد يستخدمها الشخص بطريقة خاطئة فيقع في الخيانة.
تأثير الخيانة على الشباب
لا يقتصر التأثير السلبي للخيانة على الشباب فقط بل يشمل أيضاً الفتيات أو النساء، أو تأثيرها السلبي على الأسرة والأطفال بجانب تأثيرها على المجتمع، ويتمثل ذلك التأثير فيما يلي:
- حدوث الطلاق بين الزوجين تتسبب الخيانة في تهديد الاستقرار الأسري، ويصل الأمر عند اكتشاف الشخص الخائن إلى الطلاق وتفكك الأسرة بالإضافة للمشاكل العديدة والصراعات التي تحدث أثناء علم الطرف المخدوع.
- حدوث الجرائم باختلاف أنواعها حيث أن الخيانة فعل مستفز وحقير وسلبي بدرجة تجعل الشخص وبخاصة إن كان عصبي أن يرتكب جريمة قتل أو التسبب في عاهة مستديمة، وبذلك فإن الجرائم تنتشر في المجتمع.
- دخول السجن أو الحبس يترتب على اكتشاف الخيانة وحدوث الشجار والصراع بين الناس أحياناً تهور المخدوع وقيامه بقتل الشخص الخائن، وهنا يكتشف البوليس الجريمة ويقبض على القاتل ثم يظل في الحبس لفترات طويلة.
- فقدان الثقة بين الناس حيث أن الشخص الذي تعرض للخيانة قبل ذلك يفقد الثقة في ما بعد مع كل الذين سوف يتعامل معهم أو لا يعطي الأمان بسهولة الأمر الذي يسبب توتر كبير في العلاقات، كما تنعدم الثقة بين الأزواج وينتهي الحب تماماً ولا يحتمل أن تعود العلاقات كما كانت.
- تعلم عادات سيئة والإدمان وقد تتسبب الخيانة في تعلم الشخص الذي تعرض للخيانة لأمور سلبية وعادات خاطئة مثل التجسس أو سوء الظن في أمور كثيرة، أو قد يلجأ إلى التدخين أو شرب الكحوليات أو تناول الحشيش وغيره من المواد بهدف الحصول على السعادة المزيفة ونسيان الهموم كما يعتقدون.
- التعامل بعنف مع الناس وبين الزوجين تتسبب الخيانة في تغير الطباع وتعلم العنف سواء بين الزوجين أو بين الناس.
- انحراف الأبناء أو الشباب تؤثر الخيانة تأثير سلبي على الأبناء الذين يكتشفون خيانة الأب أو الأم، ويختلف التأثير باختلاف عمر الطفل حيث يشعر بعدم الاستقرار أو الغدر فينعكس الأمر سلبياً على سلوكه، وقد يتجه الأبناء أيضاً لإقامة علاقات خاطئة وسلوكيات منبوذة وبخاصة إن كانوا في عمر المراهقة أو في عمر الشباب.
- تدني المستوى الأخلاقي وانحداره عندما يلجأ الشخص للخيانة سواء حدثت برغبة منه أو مع انسياق الأمور فإن الشخص الذي في طريقه للخيانة يبدأ مستواه الأخلاقي في التدهور تدريجياً، فيتصرف بطرق غريبة مع جميع الناس ويبدأ في البعد عن الدين والتقصير في حق الله لأنه يتخذ طريق الشيطان.
طرق علاج الخيانة
يمكن حل المشكلة في البداية وقبل تطور الأمور لأن التطور في الخيانة لا يكون له علاج مع الشريك بل يكون العلاج بالانفصال، وتتمثل طرق حل مشاكل الخيانة في بدايتها كما يلي:
- ممارسة العلاقة الحميمية بين الزوجين والحصول على الإشباع الجنسي فإن لم يحدث ولم تأمن المرأة على نفسها أو تخشى من الوقوع في خطيئة فيجب عليها أن تنفصل أفضل وتتزوج بالحلال، ويمكن للرجل أن يتزوج من ثانية بدلاً من الوقوع في الخيانة.
- تعزيز العلاقة العاطفية والحب والمودة بين الزوجين لمنع الخيانة وقفل باب الشيطان.
- التقرب إلى الله تعالى بالذكر في الصباح والمساء وفي أطراف النهار والليل لأن التقرب من الله يقضي على الشيطان.
- الاستماع للبرامج الدينية والصالحين وتعلم منهم الدين بشكل صحيح والحفاظ على الصلوات الخمس في مواقيتها.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_16240