كتابة :
آخر تحديث: 02/04/2022

العلاقة الحميمية بين الروح والجسد تعرف على أهم المعلومات

العلاقة الحميمية بين الروح والجسد حقاً، فهي لا تقتصر على الجسد فقط بل تربطها النفس وتتحكم فيها بدرجة كبيرة، لذا سوف نتحدث في هذا المقال في موقع مفاهيم عن الارتباط بين الجسد والروح والنفس في العلاقة الحميمية، حيث نجد أن المرأة التي يعاملها زوجها برحمة وحب تتمناه دائماً في العلاقة، على العكس من الزوج الذي يقهر زوجته فإنها تكرهه وتكره العلاقة وقد تبتعد عنها للأبد.
العلاقة الحميمية بين الروح والجسد تعرف على أهم المعلومات

العلاقة الحميمية بين الروح والجسد

تأخذ العلاقة الحميمية بين الزوجين أبعاد كثيرة ورائعة فهي ليست مجرد لقاء بين جسدين فقط، لأنها تضم الروحين أيضاً وهي علاقة جعلها الله ممتعة لأقصى الحدود حتى تستمر الحياة على كوكب الأرض ويستمر التناسل وإنجاب الأطفال.

لذلك فهي تشمل الأبعاد النفسية والإنسانية والروحية ويوضع الحب فيها الذي يوضع فيه بذرة الإنسان، ويعرف الجنس بأنها ممارسة الحب وليس مجرد حركات نمطية متكررة، لكنه يتداخل مع أرق المشاعر، حينما تنفصل المشاعر عنه أصبح شيء ليس له قيمة ويتسبب في إرهاق نفسي كبير وقد يتسبب في اضطرابات وأمراض عقلية عندما يتطور الأمر.

العلاقة الحميمية بين الجنس والحب

كان أحد علماء النفس يحاول أن يلغي كلمة حب على اعتقاد منه أنه وسيلة للحصول على الجنس أو أن كل المقدمات والمغازلات والهدايا ما هي إلا مقدمات للحصول على الجنس، ولكن هذا الرأي تسبب في حدوث انحلالات جنسية كثيرة، ولكن هل نعتقد أن هذا الرأي صحيح؟

لكي نعرف الجواب الصحيح يجب أن نفهم المعنى الحقيقي لكلاً من الحب والجنس، ويمكننا تعريف الجنس عندما ينفصل عن الحب بأنه حركات يتم فعلها بالجسد لفترة زمنية معينة ويصحبها الشعور بمتعة أو لذة تنتهي بانتهاء الفترة الزمنية التي يتم ممارسة الجنس فيها.

أما معنى الحب بشكل منفصل عن الجنس فهو شعور عام وشامل وممتد إلى الروح والنفس بكل الأبعاد الإنسانية، كما يمتد للجسد بكل مكان فيه، لذلك نجد أن الأم عندما تشعر بحب طفلها فإنها تضمه لها وتحتضنه، ولكن لا يتوقف على الجسد فقط مثل الجنس.

وبذلك يمكننا القول بأن الجنس حالة مؤقتة تنتهي بانتهاء الوقت وبانقضاء الشهوة، أما الحب فهو حالة دائمة لا تنتهي لا ترتبط بالشهوة من الأساس بل تستمر إلى الأبد، والحب الحقيقي بين الزوجين يكون موجود قبل إفراغ الشهوة وبعدها.

وعندما يكون الحب أصيل وحقيقي فإنه يستمر على الرغم من عدم وجود شهوة أو رغبة، لذلك نجد الكثير من كبار السن يحبون بعضهم حتى مع انقطاع العلاقة.

الحب غاية والجنس وسيلة

من المفترض أن يكون الجنس وسيلة للتعبير عن الحب وليس هدف في حد ذاته، لأن الشخص الذي يكون هدفه الجنس فقط، فإنه سوف يعيش بعيداً عن الحب ولن يستطيع مطلقاً أن يعرف قيمة الحب الحقيقي.

  • فالمحبين بصدق لا يتعجلون على الجنس ولكنهم يصلون إليه بعد المرور بمراحل كبيرة من الحب، وبذلك فإنه يكون تطور تطبيعي لمشاعرهم الفياضة، لذلك فإنهم عندما يصلون إليه يشعرون بالفرحة لقربهم من بعضهم أكثر من فرحتهم بالمتعة نفسها.
  • وحينما يلتقي اثنان في علاقة غير شرعية ليس بها حب فإنهم يشعرون بالكراهية بعد العلاقة أو عدم رغبتهم في رؤية بعضهم مرة أخرى، أما في حالة العلاقة الشرعية يكون الجنس وسيلة للتقريب وزيادة الحب بينهم ويرغب كل طرف أن يبقى بجوار الآخر للأبد.
  • في حالة وجود حب حقيقي فإن عدد مرات الجماع أو طول مدته أو الأوضاع أو الجمال والقدرة تصبح كلها أشياء ثانوية للطرفين لأن الحب أكبر من ذلك بكثير فهم بينهم حب حقيقي ومشاعر وأحاسيس تجعلهم يتقبلان بعض بدون وجود كل هذه الأشياء.
  • أما في حالة غياب الحب فإن هذه الأشياء تكون الأساس أو تظهر مشكلات عند عدم وجودها، فيلجأ الزوجين لشراء الكتب الجنسية أو مشاهدة الأفلام والمواقع الجنسية بحثاً عن المتعة في العلاقة، وعلى الرغم من كل ذلك فهم لا يشعرون بالسعادة لأنهم جعلوا الجنس منفصل عن الروح واختصوه بالجسد فقط.

التوافق النفسي الجنسي بين الزوجين

يعرف التوافق الجنسي النفسي بأنه إشباع كلاً من الطرفين لبعضهما البعض والسعادة في العلاقة وباستمرارها، فالتوافق بين الزوجين في العلاقة الحميمية شيء أساسي لأن هناك أمور هامة لا يمكن الحصول عليها إلا من خلال العلاقة ومنها الإشباع الجنسي العاطفي.

ويمكن ملاحظة التوافق النفسي الجنسي على الزوجين الذين يحبون بعضهم، حيث تبدو علامات الراحة على الملامح وتبدو البشرة نضرة كما يبدو عليهم الشعور بالبهجة والإحساس بالأمان ويظهر كل ذلك في النجاح الأسري أو النجاح في العمل والحياة بشكل عام.

ولا يتطلب التوافق بالضرورة أن يكون الزوجان متشابهان، بل يتطلب قدرة كل فرد منهم على أن يلبي احتياجات الآخر ويمكن القول أن التكامل يكون أحياناً أفضل من التشابه.

ومن أهم عوامل التوافق في الحياة الزوجية السكن والمودة والرحمة، فالسكن يعني الهدوء والاطمئنان والراحة بجانب الشريك، والمودة تعني القرب والحب الجميل أو الحب في الله تعالى بدون أي أغراض وتشمل أيضاً الرعاية الصادقة بينهم، أما الرحمة فتعنى الإحساس بمشاعر الطرف الآخر والرفق به ونسيان أخطائه ومسامحته.

شروط عامة للتوافق بين الزوجين

لا يعتمد التوافق الزوجي على شروط صارمة أو قاسية لأنه يمكن أن يحدث بين الكثير من الأنماط المختلفة بين البشر المختلفين في الميول والثقافات والأعمار، ولكن توجد عوامل يمكنها أن تساعد على حدوث توافق، وتتمثل في ما يلي:

  • الفرق في عمر الزوجين يقال بصفة عامة أن الفرق في عمر الزوجين لا يجب أن يكون أكبر من عشرة سنوات أو أقل من ثلاثة سنوات، كما يقال أن الفرق يجب أن يتراوح بين 3_5 سنوات، وعلى الرغم من ذلك لكن يوجد أزواج خرجوا من نطاق هذه القاعدة وكانوا متوافقين.
  • التكافؤ الاجتماعي يقال أن التوافق الزوجي يعتمد في بعض درجاته على التكافؤ في الطبقات الاجتماعية أو تقارب الطبقة الاجتماعية بينهم أو كلما كانت الطبقات متقاربة كلما كان التوافق أكثر، وعلى الرغم من ذلك نجد حالات كثيرة تخرج من هذه القاعدة، مثل وجود شخصين متقاربين في الطبقة الاجتماعية ولكنهم دائماً في مشاكل، أو وجود شخصين في طبقات متفاوتة تماماً ولكن الحب يملأ حياتهم.
  • التقارب الثقافي والفكري والديني

يؤثر التقارب في الفكر والثقافة على توافق الزوجين ويزيده كما أن اختلاف الدين والثقافة والفكر يسبب مشاكل في كثير من الأحيان، وقد شاع الاعتقاد بأن العلاقات السابقة أو وجود خبرة جنسية وعاطفية تجعل الشخص أكثر قدرة على التوافق والتعامل مع شريكه، ولكن هذا ليس شرط أساسي.

ففي الحقيقة نجد أن التوافق في الثقافة له تأثير كبير على نجاح الزوجين في علاقتهما، وأيضاً التوافق في الدين والفكر، وفي بعض الحالات نجد أن هذه ليست قاعدة.

وبذلك فقد تحدثنا عن العلاقة الحميمية بين الروح والجسد وعرفنا أهمية إرضاء النفس والروح من أجل نجاح العلاقة الحميمية، فلا يجب أن يضع أحد في اعتباره أن الحياة تسير بالرغبات فقط والحصول عليها يسبب السعادة لكن يجب التأكد من أن الحب الحقيقي والحب في الله هو الذي يجلب السعادة في العلاقة وفي كل مجالات الحياة.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ