كتابة :
آخر تحديث: 23/03/2020

المراحل الثلاث في التعامل مع الزوج العصبي

إن الأساس الذي وضعه الله تعالى لنجاح واستمرار العلاقة الزوجية، ظاهر في قوله تعالى" وجعل بينكم مودة ورحمة"، فالحب والمودة والرحمة أساس كل بيت ناجح في الحياة، والذي يربط الزوج بزوجته هي تلك المعاركة التي يخوضونها معا من أجل إيصال تلك العلاقة إلى بر الأمان، فيتوجب عليهم بذلك تقسيم الأدوار بينهم والعمل على تحقيق الهدف المنشود، لكن إذا تخلى كل فرد منهما عن وظيفته التي وكل بها، على حساب الآخر، باحثا عن أخطائه جاعلا لذلك عذرا واهيا كالعصبية، فتلك بوابة المشاكل التي لا تنتهي إلا بتغيير أساليب التصرف والتعامل، وفي مقالنا هذا نقدم المراحل الثلاث التي يجب عليك المرور بها في التعامل مع الزوج العصبي.
المراحل الثلاث في التعامل مع الزوج العصبي

ما معنى عصبية الزوج؟

يمكن القول بأن عصبية الزوج بمثابة قنبلة موقوتة بداخل بيوتنا، ولا ندري في أي ساعة تنفجر في وجوهنا فتدمر كل ما يجمعنا من الحب والرحمة، أو أقل من ذلك أن تنشأ صراعات نفسية داخلية لدى الزوجة والأولاد، ويعزى سبب تلك العصبية إلى كون الزوج غير قادر على مسايرة ضغوكات الحياة اليومية، داخل البيت وخارجه، في العمل والمجتمع.

ويمكن عزوها أيضا إلى فطرة الرجل أن يكون عصبيا بامتياز وأمرا مفطونا عليه، مما يدفع به إلى إتخاذ البيت والزوجة والأولا المتنفس الوحيد الذي لا ملجأ له إلا هو، فيملي عليهم تصرفات جبارة قاسية، وردود أفعال غير سليمة، ثم إن الزوج العصبي لا يبالي لحديث أحد أي كان زوجته أو أولاده، فيخلق بذلك لديهم نوعا من الخوف والرهاب الذي يلازمهما طوال الحياة، إلا أن للزوج دور فعال وقوة غير متناهية في التفاعل مع هذه العصبية وإحتوائها بعقلانية وتدبير، يجعل الزوج هادئا فيخاطبهم بأسلوب سليم وحوار هادئ، ممتصة بذلك تلك العصبية والغضب المفرط.

المراحل الثلاث في التعامل مع الزوج العصبي

لابد من معرفتك لأوقات بدئ النوبات العصبية ومراحل القلق لدى زوجك، والبحث عن الأسباب الكامنة وراء ذلك الغضب الشديد، لتعمدي بذلك إلى مساعدته والوقوف بجانبه حتى يتجاوز تلك المرحلة المرضية التي يقع البيت ضحية لها، ولا تنهجي نهجه في الغضب والثور فإن القوي لا يعرف بالغلبة ولا قوة الكلام إنما القوي من يمتلك نفسه عند الغضب، وإياك أن تدعي فكرة الإنفصال والطلاق تضج إلى تفكيرك، ناسية بذلك كل ما كان يجمعكم من الحب والرحمة، فالغضب والعصبية ساعة وتزول أما الحب والرحمة فهو دائم طوال الحياة.

وعند وقوفنا على المراحل التي يمر منها التعامل مع الزوج العصبي، خلصنا إلى وجود ثلاث مراحل مهمة، فالأولى تعملين فيها على البحث عن زمن النوبات العصبية لديه من أجل التعامل معها بشكل سليم، والثانية أن تعودي نفسك على التعامل معه بشكل يومي فبذلك تقل النوبات الغضبية وتزول، والأخيرة تسعي فيها إلى إكتساب طرق فعالة في إحتواء غضبه والتعامل معه، وسنعمد إلى تفصيلها كالتالي:

البحث عن زمن النوبات والتعامل معها

عند بداية تلك النوبات العصبية حاولي رعاية حالته النفسية، أثناء بحثك عنها لا يسعك إلا أن ترفعي عينيك إلى وجهه لتريها بادية على تقاسيم وجهه، لتعلمي بذلك أنه على وشك الإنفجار أثناء الحوار معك. في تلك الساعة يجب أن تكوني سلسة معه ولبقة تحتويه، وحاولي أن تنسيه موضوع النقاش وتغييره إلى أمر يحب الحديث فيه لتهدئته، ولا تترددي عن إبداء كل مابوسعك من الإحترام والتقدير فبعد ذلك يستحيل أن يثور عليك.

عودي نفسك على التعامل معه بشكل يومي

حاولي أن تكوني حذرة إلى أقصى درجة حين التعامل مع عصبية زوجك، منتبهة إلى جل تصرفاتك تجاهه، وحاولي أن تنطقي بعبارات تريحه وتجعله هادئا ما أمكن ذلك، مثال ذلك أن تسأليه،"ما سبب غضبك حبيبي؟" أو إن هذا الأمر أهون من أن تغضب علي زوجي العزيز"، وحاولي ما أمكن أن تتجنبي تلك الأساليب المزعجة في الكلام فهي تزيد الأشخاص العصبيين ثورا وغضبا، مثل"إهدأ" أو"إنك سريع الغضب"، دققي في كلماتك عند غضبه، "أعدك بأني سأعمل جاهدة على تحقيق ما تريد"، واجعلى حرصك ليس على النقاش إنما لتهدئته فقط.

السعي إلى إكتساب طرق فعالة في إحتواء غضبه

لابد من مناقشة الموضوع المثار عليه، فبعد تهدئة الأوضاع والتخلص من نوبات العصبية حاولي مناقشة السبب بهدوء تام، ولا تعمدي إلى ما يفعله بعض الزوجات ظانين بذلك أن الأمر سيشفى، فيقمن بمقاطعة أزواجهن وعدم الحديث معهن ثم يبقين صارين على آرائهن، عكس ذلك حاولي أن تجعلي أسمى طريقة لديك لحل المشاكل هي التفاهم والنقاش بهدوء، ولقدر الله لم تصلوا إلى أي نتيجة في الموضوع المناقش، حاولي أن تخبريه بالتي هي أحسن أن عصبيته وغضبه يؤذيك كثيرا، وحاولي جاهدة إبداء حرصك على دوام سعادتكما، وبعدها ساعديه ليكون هادئا.

كانت هذه همسة في أذنيك سيدتي، حاولنا من خلالها بيان ما عليك فعله للتحكم بعصبية زوجك وإدارتها لصالحك، فلا تجعلي كل ما يملء تفكيرك هو الخلاص من زوجك بالكلية لكونه فقط عصبيا وسريع الغضب، فهذا تفكير غير سليم ولا ينبغي التفكير فيه.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ