كتابة :
آخر تحديث: 31/03/2022

مكونات وعناصر بيئة ومناخ العمل وأبعادهم

تعد بيئة العمل جزءا أساسياً من إدارة الموارد البشرية وذلك لأن بيئة العمل تتعلق بمباشرة بأهم ما يملكه الإنسان وهو صحته البشرية، وسوف نعرض لك الكثير من التفاصيل حول بيئة العمل والسلامة المهنية، لذا سنتحدث في هذا المقال في موقع مفاهيم عن بيئة ومناخ العمل.
مكونات وعناصر بيئة ومناخ العمل وأبعادهم

تعريف بيئة ومناخ العمل

بيئة العمل هي عبارة عن مجموعة من الإجراءات الفنية والتدابير التي يتخذها أصحاب المؤسسات بهدف تهيئة الظروف النفسية والمناخ المناسب في المؤسسات الصناعية بشكل خاص ومنظمات العمل بوجه عام كما أن بيئة العمل تتضمن تصميم العديد من البرامج المتخصصة التي من خلالها يمكن السيطرة على المخاطر وتخفيض عدد الحوادث من خلال خفض مسبباتها.

كما أنه يمكن من خلالها التغلب على الإصابة بعدد من الأمراض التي يمكن أن يصاب بها العامل أثناء تأدية عمله داخل المؤسسة والتي تكون في الأساس ناجمة عن التعامل مع بعض المواد التي تعد جزءا أساسياً في طبيعة العمل أو أنها ناجمة عن الظروف النفسية والمناخية المحيطة بالعامل كما أن بيئة العمل تتضمن توفير سبل الحماية للموارد البشرية والتي بها يمكن تلافي أي مخاطر قد تؤثر سلبيا على صحة وسلامة العمل في مكان العمل.

مكونات بيئة العمل

تتكون بيئة العمل من جزأين هما:

  • بيئة العمل المادية: وتتضمن بيئة العمل المادية الظروف المناخية التي تكون سائدة في بيئة العمل نفسه داخل المنظمة والتي تشمل التهوية والإضاءة ونظافة المكان بالإضافة إلى تضمنها مساحة المكان وكمية الضغط فيه مع مراعاة عامل الضوضاء وعدد ساعات العمل إلى غير ذلك من الاعتبارات التي يمكن أن تؤثر على صحة الموارد البشري داخل المؤسسات بالإضافة إلى تأثيرها على مدى فاعليتها في عملها والتأثير في كمية الإنتاج.
  • بيئة العمل النفسية والاجتماعية: أن هذا الجانب لا يقل أهمية عن الجانب المادي لبيئة العمل وذلك لأن هذا العامل يتضمن المناخ الاجتماعي العام كما أنه يتضمن الروابط التي تربط بين الموارد البشرية وأصحاب الأعمال وبين العمال وعلاقتهم ببعضهم كما أن بيئة العمل النفسية تتضمن الصراعات التي يمكن أن تنِشأ بين العمال داخل بيئة العمل الأمر الذي ينعكس كثيرا على نفسية العمال.

عناصر بيئة العمل

إن بيئة ومناخ العمل تتضمن على عنصرين وكل عنصر لا يقل أهمية عن الآخر وهما:

  • السلامة: تشير السلامة العامة إلى توفير مؤسسات العمل الحماية للموارد البشرية التي تعمل داخل مؤسسات العمل من الأذى والضرر الذي يمكن أن يصيبهم نتيجة وقوع حوادث داخل بيئة العمل وهذا الذي يمكن أن يكون عبارة عن تعرض الموارد البشرية للكسر أو الحرج كما يمكن أن يصاب العامل بالحروق أو الاختناق إلى غير ذلك من الأضرار الغير متوقعة التي يمكن أن يتعرض لها العامل داخل بيئة العمل والتي تسبب له كثيرا من الأضرار الجسدية أو النفسية علما بأن هذه الحوادث يمكن أن تحدث بسبب طبيعة العمل أو تحدث نتيجة خطأ العمل وعدم تدريبه جيدا لاستخدام الآلة كما يمكن أن تحدث نتيجة وجود عطل في أحد الأجهزة التي تعتمد عليها المؤسسات الصناعية في تصنيع المنتجات الخاصة بها.
  • الصحة: تعد الصحة عنصر من عناصر بيئة العمل والذي يشير إلى توفير الحماية المهنية للموارد البشرية من تعرضهم للإصابة ببعض الأمراض الجسدية والنفسية التي من المحتمل إصابته بها داخل بيئة العمل والتي يكون السبب وراء الإصابة بها إما عدم ملائمة المناخ المادي العام أو عدم مناسبة الفرد للعمل أو يمكن ترجع الإصابة بها نظرا لطبيعة العمل نفسه لما بأن هذه الأمراض لا تصيب العامل فورا وإنما تظهر آثارها بعد مرور الزمن حيث أن الإصابة بها تتم عن طريق تعرض العمل لفترة طويلة لمسبباتها وهذا يعني أن هذه الأمراض لا تصيب العامل في الوقت والحال وإنما تحدث للعامل بشكل تراكمي.

كيف ترتبط بيئة العمل بإدارتها بشكل صحيح؟

لكي ترتبط بيئة العمل بالإدارة التابعة لها بشكل صحيح يجب أن يتم مراعاة الإجراءات التالية:

  • بيئة العمل نظام متكامل يتكون من المدخلات: وذلك لأنه نظام يشتمل على مجموعة من الدراسات التي تم إجراؤها لبحث مدى ملائمة بيئة العمل المادية وبيئة العمل النفسية بالإضافة إلى دراسة طبيعة الأعمال التي تم ممارستها داخل جدران المؤسسة بالإضافة إلى إجراء تصميمات لبعض البرامج التي من خلالها يتم توفير السلامة والصحة المهنية للموارد البشرية داخل بيئة العمل علما بأن هذه البرامج تشتمل على مجموعة من المتطلبات اللازمة التي من خلالها يتم توفير العدد المادي والدعم المعنوي الذي من خلالها العمل على نجاح البرامج والأنشطة التي تم تصميمها.
  • إدارة بيئة العمل عملية ذات طابع عمومي وشمولي: لا يوجد أي عمل داخل أي مؤسسة إلا ويتضمن على مقدار من الخطورة وانطلاقا من هذا الجانب فإنه أصبح من الواجب على إدارة بيئة العمل أن تبذل أقصى جهدها لتضمن توفير السلامة المهنية للموارد البشرية داخل بيئة العمل وأن تشتمل مساعيها على جميع الوظائف التي توجد داخل المؤسسة بحيث تشتمل هذه الجهود كل فرد يعمل داخل المؤسسة.
  • ليس بإمكان إدارة بيئة العمل أن تقضي بشكل تام على جميع المخاطر المحتملة: حيث إنه من الضروري على إدارة بيئة ومناخ العمل أن تدرك حقيقة مؤداها أنه ليس بمقدورها أن تقضي بشكل تام على جميع المخاطر المحتملة التي يمكن أن تحدث داخل بيئة العمل وهذا يعني أن هناك بعض الأعمال داخل بيئة العمل قد ينجم عنها مخاطر لا يمكن أن يتم تلافيها بشكل كامل ولكن في هذه الحالة يجب على إدارة بيئة العمل أن تبذل أقصى ما في وسعها من مجهودات لتخفيف الأضرار التي يمكن أن تنجم عن طبيعة مثل هذه الأعمال وخفض إمكانية حدوثها إلى أقل حد ممكن حيث أن السيطرة على مثل هذه الأخطار غير ممكن.

أبعاد بيئة العمل

إن بيئة العمل وحرصها على توفير السلامة المهنية للموارد البشرية ليست مسألة تبدأ بإنسان قد أصيب وانتهي الأمر بتقديم له العلاجات المناسبة ولكن هي مسالة لها أبعاد خطيرة تؤثر سلبا على المنظمة والموارد البشرية بل إن أضرارها تتسع لتتضمن المجتمع والدولة بأكملها وهذه الأبعاد تتمثل في:

  • البعد الاقتصادي: عادة ما ينعكس البعد الاقتصادي لبيئة العمل على جهتين هما المنظمة ذاتها والاقتصاد الوطني للدول علما بأن البعد الاقتصادي للمنظمة ينجم أساسا بسبب عدم توفير الكفاءة في إدارة بيئة العمل والتي تتضح من خلال جانبين هما التكلفة والنفقات التي تنفقها المنظمات في علاج الأمراض التي تصيب الموارد البشرية داخل بيئة العمل والجانب الآخر هو جانب الربحية الذي يؤثر على تكاليف علاج الأمراض التي تنجم عن التعرض للحوادث داخل بيئة العمل الأمر الذي يتسبب في رفع سعر المنتج مما يترتب عليها أثر جانبي خطيرة على المؤسسة.
  • البعد الإنساني: والذي يظهر في بعض الجوانب التي تظهر على أسرة العمل والعامل نفسه بعد تعرضه للحادث والتي منها الجانب النفسي والمعنوي والجانب الاجتماعي.
لهنا نكون قد انتهينا من عرض بسيط لتعريف بيئة ومناخ العمل ومكوناتها وعناصرها والأبعاد التي تتعلق ببيئة العمل والتي من خلالها يتم توفير السلامة والصحة المهنية للعمال داخل مؤسسة العمل.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ