تنمية الذكاء العاطفي تعرف على الذكاء العاطفي وطرق تنميته وفوائده للإنسان
جدول المحتويات
ما هو الذكاء العاطفي وما هي سماته؟
يعرف الذكاء العاطفي بأنه قدرة الإنسان على فهم واستخدام المشاعر والتحكم بها بطريقة إيجابية، فيتمكن الشخص من تقليل القلق والتواصل بشكل جيد وفعال، كما يكون له قدرة متميزة على التعاطف مع الآخرين.
وتخطي التحديات والتغلب على المشكلات وحلها بسهولة، ويساعد هذا الذكاء العاطفي في بناء علاقات قوية والنجاح في الدراسة أو العمل وتحقيق الأهداف بكل سهولة، ويتميز الذكاء العاطفي ببعض السمات التي يجب معرفتها:
- القدرة على إدارة العلاقات:بمعنى معرفة كيفية التعامل وتنمية العلاقات والحفاظ عليها، والقدرة على التواصل والتأثير في الآخرين والقدرة على الهامهم، والعمل الجدي ضمن فريق وإدارة المشاكل.
- الوعي الاجتماعي:يعتبر الوعي الاجتماعي أحد السمات المميزة للذكاء العاطفي، ويعرف الوعي الاجتماعي بأنه التعاطف وفهم احتياجات ومشاعر الآخرين وفهم مصادر القلق لديهم، والشعور بالراحة أثناء التواصل والقدرة على تنظيم القوة الديناميكية في المجموعات.
- الوعي النفسي: يعرف بأنه تنظيم المشاعر وتنظيم تأثيرها على الأفكار والسلوكيات والتحلي بالثقة بالنفس ومعرفة نقاط القوة والضعف.
- التحكم بالنفس:هو القدرة على ضبط النفس وضبط المشاعر عن طريق منع اندفاع المشاعر واندفاع التصرفات والقدرة على التحكم في المشاعر بطريقة صحية وأخذ المبادرات، والتكيف مع التغيرات في الظروف واحترام الالتزامات.
كيفية تنمية الذكاء العاطفي
يتكون الذكاء العاطفي بعد ولادة الإنسان وحسب طبيعة البيئة التي يعيش فيها، فهناك أسر تهدم الذكاء العاطفي كما يوجد أسر أخرى يمكنها خلق وتنمية ذلك الذكاء، بمعنى أنه صفة مكتسبة أكثر منها موروثة، وتكون للوراثة دور أيضاً لكن العامل الأكبر على البيئة التي يعيش فيها الإنسان، لذلك يجب على كل أم وأب أو من يقوم برعاية الطفل أن يهتم بمعرفة طرق تنمية الذكاء العاطفي ويسعى من أجل غرسها في الطفل، وتتمثل تلك الطرق في ما يلي :
- منح الطفل فرصة التعبير عن نفسه والتحدث: فلا يجب منعه من الكلام أو تهديده أو الصراخ فيه أو ضربة لأنها أساليب خاطئة في التربية وتتسبب في قتل الذكاء العاطفي، فلا يجب التسلط على الطفل بل يجب تركه ليعبر عن مشاعرة ويكتسب ثقة في نفسه.
- قراءة القصص المعبرة عن المشاعر: حيث أن استماع الطفل إلى القصص التي تحتوي معنى إنسانيا مهماً ومؤثراً يمكنها أن تخلق روح التعاطف والذكاء العاطفي فيتأثر الطفل تارة ويهتم تارة أخرى، ويشعر بالتحفز والاندفاع والتعاطف أثناء استماعه للقصة.
- تعليم الأطفال تعبيرات الوجه والاتصال غير اللفظي: فلا يجب أن يظل الطفل مثل الصنم الذي لا يتحرك أثناء استماعه لحكاية ما أو أثناء تواصله مع أي شخص، بل يجب أن يعرف معاني تعبيرات الوجه وكيف يمكن استخدامها في المواقف المختلفة.
- اكتشاف النفس:يجب أن يعلم الطفل كيف يكتشف نفسه ويعرف ما الذي يحبه وما الذي يكرهه، وأجمل شعور هو أن يعرف الإنسان ذاته ويكتشفها جيداً، وبالتالي يعرف كيف يتصرف في المواقف وكيف تكون ردود أفعاله، فيكون شخصاً مختلفا ومنفرداً بذاته وغير مقلد للآخرين.
- تدريب النفس يجب أن يعلم الطفل أن له شخصيته المستقلة التي يجب أن يتصرف على أساسها فلا يجب أن يسعى فقط لإرضاء الآخرين على حساب مشاعره الشخصية، بل يجب أن يتصرف كما يشاء وكما يرغب في حدود المبادئ والأخلاق دون الاهتمام بالآخرين طالما أنهم على خطأ.
- إدخال روح التعاطف مع الآخرين:إن تعليم الطفل التعاطف مع الآخرين أمر مهم للغاية، وبخاصة التعاطف في الأزمات، فيعمل على مساعدتهم بشكل معنوي أو مادي، ومن هنا يشعر بالسعادة الحقيقية وبأهميته في العالم، والناس يختلفون في طباعهم وشخصياتهم، وكلما شعر الإنسان بالآخرين وتعاطف معهم أصبحت لديه روح الفهم والذكاء العاطفي الشديد الذي يجعله يفهم الإنسان دون أن يتحدث، وبالتالي يستطيع أن يكسب القلوب وخلق المودة بينه وبين الناس.
- بناء علاقات إيجابية مع الناس:يجب أن تعلم الأم أطفالها كيفية بناء علاقات وصداقات إيجابية والبعد عن الصداقات السلبية الضارة، وتعمل العلاقات الإيجابية على تقوية روح العاطفة والحصول على السعادة في الحياة.
- استخدام الذكاء العاطفي بطريقة عملية: ويتم ذلك من خلال البحث عن نقاط الضعف وعن المناطق التي يحتاج الفرد تقوية الذكاء العاطفي فيها، أو معرفة سمات الذكاء العاطفي واكتساب منها الصفة المفقودة، والتقليل من القلق والانزعاج والحفاظ على الطاقة الإيجابية.
أهمية الذكاء العاطفي
لا يشترط أن يكون الشخص الناجح والمتفوق دراسياً هو الأكثر ذكاء عاطفي أو الأكثر رضا في حياته الاجتماعية والعاطفية، فقد نكون قد قابلنا أشخاصاً ناجحين ومتفوقين من الناحية الأكاديمية والتعليمية ولكنهم غير مؤهلين اجتماعياً أو غير ناجحين في حياتهم الاجتماعية وعلاقاتهم.
فمعدل الذكاء العلمي ليس هو العامل الوحيد لتحقيق النجاح في جميع جوانب الحياة، فالذكاء العلمي قد يساعد الشخص على الحصول على الجامعة التي يتمناها أو التخصص الذي يرغب فيه، أو الوظيفة التي يحلم بها، ولكنه لا يضمن للإنسان النجاح في الوظيفة التي التحق بها.
فإن كان الشخص ليس لديه ذكاء عاطفي واجتماعي فقد تتوتر علاقته مع الأصدقاء وأصحاب العمل وبالتالي لا ينجح في أي مجال عمل يدخل فيه.
أهمية الذكاء العاطفي
وتتمثل أهمية الذكاء العاطفي في النقاط التالية:
- الذكاء العاطفي للحفاظ على الصحة الجسدية: فإن كان الشخص لا يمتلك ذكاء عاطفياً فقد يسبب له ذلك عدم القدرة على السيطرة على المشاعر الشخصية وبالتالي عدم القدرة على التحكم في مستويات التوتر الأمر الذي يؤدي إلى الكثير من المشاكل الصحية.
فالقلق والتوتر الكثير أو الانفعال الشديد يسبب ارتفاع ضغط الدم وضعف جهاز المناعة وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والنوبات القلبية كما يتسبب في الشيخوخة المبكرة والحل الأساسي هنا هو العمل على تطوير وتنمية مهارات الذكاء العاطفي.
- الذكاء العاطفي للحفاظ على الصحة العقلية:لا يقتصر تأثير ضعف الذكاء العاطفي على الجسد فقط بل يؤثر سلبياً أيضاً على النفس، فعدم القدرة على السيطرة على المشاعر والتوتر يتسبب في وجود صعوبة في بناء علاقات قوية مع الآخرين، فيحدث الشعور بالوحدة والعزلة وبالتالي قد يتسبب ذلك في الانطواء على الذات والإصابة بالأمراض النفسية والعقلية.
- أهمية الذكاء العاطفي في العمل والدراسة: يساعد الذكاء العاطفي على التخلص من المشاكل والتعقيدات الاجتماعية وله دور هام في قيادة وتحفيز الآخرين والتفوق أيضاً في الحياة المهنية، وحينما يتعلق الأمر بالبحث عن موظفين للتعيين في مناصب وظيفية هامة، فإن الكثير من الشركات التي تهتم بالذكاء العاطفي في العمل والتي تعتبره العامل الأساسي في اختيار الموظفين، فإن هذه الشركات تعمل على إجراء اختبارات للمتقدمين للوظيفة لقياس الذكاء العاطفي لديهم قبل التوظيف حتى يضمنوا نجاح وثبات ذلك الشخص في عمله فيما بعد.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_14521