آخر تحديث: 15/10/2023

أين يقع طريق راس الرجاء الصالح ؟ ومن هو مكتشفه الأول؟

على مدار العام تتدفق أعداد كبيرة من السياح نحو مدينة كيب تاون التي تقع في جنوب أفريقيا، خاصة بعد إعلانها من سنوات عدة واحدة من أجمل مدن العالم المخصصة لقضاء العطلات والحصول على تجربة ترفيه واستمتاع مميزة بها مزيج من الثقافات المتعددة التي تتواجد بها، إلى جانب الاستمتاع بالمناظر الخلابة، ومن اجمل المعالم السياحية التي يتوجه الكثير من الأشخاص إليها هي راس الرجاء الصالح حيث يقع في تلك المدينة على بعد نحو 2.3 كيلومتر، وفي ما يلي عبر موقع مفاهيم نتعرف على أهم المعلومات التي تتعلق بهذا المعلم المميز وتاريخه وطبيعته.
أين يقع طريق راس الرجاء الصالح ؟ ومن هو مكتشفه الأول؟

ما مفهوم راس الرجاء الصالح

راس الرجاء الصالح هو عبارة عن رأس بحري يمثل امتداد طبيعي اليابسة في الماء فهو يشبه إلى حد كبير شبه الجزيرة الصغيرة التي تتواجد في وسط الماء، ويتشكل هذا الجزء عادة نتيجة قوى المد والجزر المستمرة مع تآكل الصخور اللينة، مع بقاء الصخور الصلبة باتجاه المياه، في حين يتشكل البعض الآخر نتيجة تلاقي التيارات البحرية في اتجاهات مختلفة قرب الساحل مما يؤدي إلى دفع الرمال وتكوين الرأس البحري إلا أنها لا تدوم لفترات طويلة وتتعرض أيضاً للتآكل.

من اول من اكتشف طريق راس الرجاء الصالح؟

كان بداية اكتشاف طريق راس الرجاء الصالح في القرن الخامس عشر عن طريق باحثين برتغاليين قاموا بإجراء الكثير من العمليات الاستكشافية الجغرافية بهدف البحث عن الثروات الجديدة وموارد جديدة لاكتساب المزيد من الثروة، وقاموا بالاستعانة في ذلك الوقت بمعلومات العرب عن الملاحة في بحر الصين والمحيط الهندي.

حيث نعرف من هو مكتشف طريق رأس الرجاء الصالح من خلال:

  • بدأ البحار دياز عام 1487 بالبحث عن طريق يساهم في اتصال أوروبا بالهند من خلال السواحل الغربية الإفريقية، وتمكن بالفعل من التوصل إلى نهر السنغال ومن ثم الوصول إلى رأس العاصفة.
  • واعتبر دياز أول مستكشف أوروبي اقترب من الطرف الجنوبي من قارة أفريقيا ونجح من خلال اكتشافاته إلى فتح الطرق بين أوروبا وآسيا.
  • كما حقق انتصار كبير عبر تبادل المنافع التجارية بين الهند والبلدان الآسيوية، وبالتالي هو أول من اكتشف طريق رأس الرجاء الصالح.
  • بعد ذلك قام المستكشف فاسكو ديجاما بتتبع نهج دياز الذي لم يتمكن من استكمال الرحلة البحرية بسبب العواصف الشديد، وواصل هو إلى السواحل الهندية الغربية وبدأ المعاملات التجارية.

وتعد تلك الرحلة هى أولى الرحلات الموثقة التي اتجهت خلالها السفن البحرية مباشرة من دول أوروبا نحو الهند من خلال طريق راس الرجاء الصالح، وهذا الاكتشاف ساعد في هيمنة البرتغال على طرق التجارة العالمية.

ما سبب تسمية رأس الرجاء الصالح بهذا الاسم؟

  • أطلق الملك البرتغالي جون الثاني على هذا الطريق اسم راس الرجاء الصالح بعد حصولهم على الكثير من الثروات التجارية والتعاملات الناجحة، وبعد سهولة عبور السفن التجارية من هذا الطريق، الذي ساعد في انقلاب الدولة المملوكية وانهيارها تماماً بعد اكتشافه على يد البرتغاليين، خاصة وأن كافة التحركات التجارية العالمية للسفن كانت تمر خلال هذا الطريق بدل من المرور عبر دول العالم القديم.
  • ولكن لماذا سمي رأس الرجاء الصالح بهذا الاسم، الجدير بالذكر أن هذه التسمية كانت تعبيراً عن فرحة الملك الشديدة لاكتشاف طرق يلح للاستخدام والوصول إلى شبه القارة الهندية، وتوصيل البضائع إلى الهند، يغني عن اتخاذ القوافل التجارية طرق برية صعبة وخطيرة ومهددة ولا تعلم مصيرها.
  • كان يسمى هذا الطريق قديماً طريق رأس العاصفة بسبب تعرضه للكثير من العواصف والتقلبات الجوية، لأنه يتمركز بين الموزمبيق الحارة التي تقع في المحيط الهندي وبين تيار بنجويلا في ماء القطب الشمالي.
  • ثم أطلق عليه المستكشف دياز اسم رأس الرجاء الصالح عام 1488 وكان من ضمن أهم اكتشافات القرن الخامس عشر.
  • ولكن بعد احتلال بريطانيا المتحدة رأس الرجاء من الحكومة الهندية عام 1806 أطلق عليه مستعمرة كيب.

معلومات عن رأس الرجاء الصالح

  • يعتبر هذا الطريق بمثابة رأس قارة أفريقيا لأنه قريب من مدينة كيب تاون، حيث يقع على بعد 2.3 كيلومتر شرق المدينة وعلى بعد 50 كيلومتر من شمالها.
  • من أهم وأعظم الاكتشافات التي أثرت في حركة الملاحة البحرية التجارية بأكملها في جميع أنحاء العالم قديماً.
  • يتساءل البعض طريق رأس الرجاء الصالح يربط بين كم قارة، والجدير بالذكر أنه يربط بين قارتي آسيا وأفريقيا من خلال الدوران حول أفريقيا.
  • يتميز هذا الطريق بطبيعته الخلابة والمناظر الساحرة.
  • يتمتع بمناخ دافيء خلال فصل الصيف وممطر في الشتاء ويتشابه إلى حد كبير مع مناخ وطقس دول حوض البحر الأبيض المتوسط، إلا أنه قد يصاحبه بعض العواصف القوية خلال فصل الشتاء وهذا السبب وراء تسميته قديماً رأس العواصف.

الطبيعة في رأس الرجاء الصالح

  • يعتبر طريق رأس الرجاء الصالح جزء من محمية طبيعية للزهور في كيب، وهي واحدة من أغنى محميات الزهور في العالم حيث تضم ما يصل إلى نحو 1100 نوع من النباتات والزهور بعضها نادرة وفريدة.
  • يشتهر هذا الطريق وتلك المنطقة بوجود نبات الفينوس الساحلي الذي ينمو على رمال قلوية وكذلك الداخلي الذي ينمو في التربة الحمضية.
  • كما يشتهر أيضاً بوجود الكثير من الحيوانات والطيور المختلفة والمتنوعة مثل القطعان للحمير الوحشية وكثير من أنواع الظباء والغزلان البيضاء، إلى جانب وجود العديد من أنواع الحيتان مثل حوا الصائب الجنوبي.
  • نظراً لموقع هذا الطريق المميز الاستراتيجي بين المحيطين، يجعله مكان مميز لتوافد وتواجد الدلافين التي يسهل مراقبتها وكذلك أنواع من الحيتان القاتلة.

كم يبعد رأس الرجاء الصالح عن المدن الأساسية

  • يتواجد راس الرجاء على بعد 50 كيلومتر من مدينة كيب تاون أي تبعد حوالي 45 دقيقة عند التوجه بالسيارة.
  • بينما يبعد عن مدينة بريتوريا ما يصل إلى نحو 1340 كلم.
  • يبعد عن مدينة جوهانسبرج حوالي 1397 كيلومتر.
  • يمكن التوجه إلى هذا الطريق من خلال مدينة كيب تاون عبر الذهاب من المحيط الهندي والعودة من المحيط الأطلسي حتى تتمتع برحلة مميزة وخلابة أثناء الذهاب والعودة.

الأنشطة السياحية في طريق رأس الرجاء

  • يحتوي على الكثير من المناظر الطبيعية الخلابة والساحرة التي تطل على المحيط الهندي والأطلسي.
  • أيضاً هناك الكثير من المنحدرات الصخرية والشواطئ الساحرة الرملية التي يمكن الاستمتاع بجمالها فريد.
  • يوجد به مقصورة يصل ارتفاعها نحو 288 متر فوق سطح البحر وهي واحدة من أكثر مصادر جذب السياح لتلك المنطقة، التي تساعدهم في مشاهدة أعلى نقطة في مدينة كيب بوينت الخلابة، كما يتواجد عليها لوحة إرشادية تشير إلى كافة الاتجاهات لأشهر المدن في العالم لمشاهدتها من أعلى حتى يضيف تجربة فريدة ومميزة.
  • يتميز هذا الطريق بوجود الكثير من الشواطئ المخصصة للاسترخاء والاستجمام إلى جانب توفير الكثير من الألعاب الترفيهية على تلك الشواطئ.
  • أيضاً يحتوي على المتاجر مختلفة عن تلك التي تتواجد في العديد من المدن السياحية، منها متجر المنارة والمتاجر التي تتواجد في حدائق كيب بوينت.
  • يحتوي أيضاً على العديد من المحميات الطبيعية أشهرها محمية تعرف باسم محمية كيب تاون تبلغ مساحتها نحو 7705 كيلومتر.
  • وبشكل عام يتميز بوجود الكثير من المناظر الطبيعية والشواطئ الخلابة التي تعيش بها الطيور الطبيعية الفريدة مما يقارب عددها نحو 250 نوعا مختلفا من الطيور الخلابة.
ومن هنا نجد أن اكتشاف طريق راس الرجاء الصالح بالنسبة إلى البرتغاليين كان الاكتشاف الأعظم في تاريخهم، والدافع وراءه هو الحصول على المزيد من القوة والاستقرار بين الدول العظمى، فهو لم يكن طريق نحو الهند فقط بل كان طريقاً لبداية حضارة غربية جديدة، سهل من الاتصال التجاري بين أوروبا وأفريقيا وبلاد الشرق.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ