آخر تحديث: 21/05/2025
فسر تنزل الشياطين في قوله تعالى تنزل على كل أفاك أثيم أنها تنزل على الكهنة ونحوهم
تتحدث الآية الكريمة في سورة الشعراء (221-222) عن تنزل الشياطين على "كل أفاك أثيم"، وهو تعبير يوضح طبيعة الأشخاص الذين تتواصل معهم الشياطين وتلهمهم بالأكاذيب. هذا التنزل يشير إلى الوحي الشيطاني الذي يوجه هؤلاء الأشخاص، ومنهم الكهنة والعرافون والدجالون الذين يكذبون ويدعون معرفة الغيب زورًا. فهم أدوات في يد الشياطين لنشر الباطل والفتنة بين الناس. وفي هذا المقال في موقع مفاهيم نجيب على سؤال فسر تنزل الشياطين في قوله تعالى تنزل على كل أفاك أثيم أنها تنزل على الكهنة ونحوهم.
فسر تنزل الشياطين في قوله تعالى تنزل على كل أفاك أثيم أنها تنزل على الكهنة ونحوهم
الإجابة هي: صواب ✅.
في قوله تعالى: ﴿تَنَزَّلُ عَلَىٰ كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ﴾ (سورة الشعراء، الآية 222)
- المقصود أن الشياطين تنزل على الكهنة والعرافين والدجالين، وهم الذين يكذبون ويخدعون الناس ويدّعون معرفة الغيب، وهم من يوصفون بـ"أفّاك أثيم" أي كثير الكذب والإثم.
- وقد فسّر كثير من المفسرين، مثل الطبري وابن كثير، هذه الآية بأن الشياطين تتنزل على أمثال الكهنة ومن شابههم، يوحون إليهم بالأكاذيب التي يضيفونها إلى كلامهم ليضلوا الناس.
في قوله تعالى: ﴿هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَىٰ مَن تَنَزَّلُ ٱلشَّيَـٰطِينُ * تَنَزَّلُ عَلَىٰ كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ﴾ (سورة الشعراء، 221–222)
الآيتان تُوضحان أن الشياطين تتَنَزَّل (أي تهبط وتلقي الوحي الشيطاني) على الكهنة والعرافين والدجالين الذين يدّعون الكذب على الله، ويدّعون معرفة الغيب.
- "تنزل" هنا تعني: الهبوط الفعلي للشياطين لتوسوس وتوحي بالأكاذيب.
- "أفّاك أثيم": هو الكذّاب الكثير الإثم، وهم الكهنة والعرافون والدجالون.
- الشياطين تلقي إليهم بالكذب، وهم بدورهم يضيفون إليها من عندهم ليفتنوا الناس.
من أقوال المفسرين:
- ابن كثير: "أي تتلقف الكلمة من السماء ثم تلقيها على أفاك أثيم، وهو الكاهن ونحوه ممن يتكهن ويتخرص."
- الطبري: "هم الكهنة الذين كانت تنزل عليهم الشياطين فيلقون إليهم الكلمة فيزيدون معها تسعًا من الكذب."
ما معنى كلمة أفاك في القرآن؟
كلمة "أفّاك" في القرآن تعني:
المعنى اللغوي:
- أفّاك: من الفعل "فَكَ" بمعنى الكذب والتلفيق والإفك.
- تعني الكذاب كثير الكذب، أو الشخص الذي يلفق الأكاذيب بشكل مستمر ومتكرر.
في القرآن الكريم:
وردت كلمة "أفّاك" في قوله تعالى:
﴿تَنَزَّلُ عَلَىٰ كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ﴾ (سورة الشعراء: 222)
- وتعني هنا شخصًا كثير الكذب، يلفق الأكاذيب، خاصة من يدّعي العلم بالغيب أو يدّعي النبوة أو يتحدث بغير علم.
كيف تنزل الشياطين؟
سؤالك عن كيف تنزل الشياطين؟ يشير إلى فهم الآية الكريمة:
﴿هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَىٰ مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ ﴾ ﴿تَنَزَّلُ عَلَىٰ كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ﴾ (سورة الشعراء: 221-222)
معنى "تنزل الشياطين":
- "التنزل" هنا لا يعني نزولًا ماديًا بالطريقة التي نفهم بها نزول الإنسان أو الملائكة، بل هو نزول الوحي الشيطاني أو الإيحاء.
- أي أن الشياطين تتوصل وتتصل بكهنة الدجل وأصحاب الادعاءات الكاذبة، فتُلهمهم وتوسوس لهم بالكذب، لتزيين الأكاذيب للناس.
- التنزل يكون على هيئة وسوسة وإيحاء خبيث، وليس نزولًا جسديًا.
كيف يحدث ذلك؟
- الشيطان والجن يوسوسون للكفار والمشركين، خصوصًا لمن يدّعون معرفة الغيب (الكهنة، العرافين).
- يمنحونهم الأفكار المزيفة، ويحثونهم على الكذب والافتراء، لكي يضلوا الناس ويزيدوا الفتنة.
هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم يلقون السمع وأكثرهم كاذبون؟
- "هل أنبئكم على من تنزل الشياطين؟": هذه بداية استئذان ببيان أمر مهم، وهو معرفة من هم الأشخاص الذين تتنزل عليهم الشياطين وتؤثر فيهم.
- "تنزل على كل أفاك أثيم" "أفّاك": هو الشخص الذي يكثر الكذب، ويُلفق الأكاذيب، "أثيم": هو الشخص الذي يرتكب الذنوب والمعاصي، وبالتالي فهو بعيد عن الحق والصلاح.
- الشياطين تنزل عليهم: بمعنى أنها تهبط وتتواصل معهم، وتوحي إليهم بالكذب، فيصبحون أدوات للفتنة والكذب في الأرض، وهؤلاء هم غالبًا الكهنة، العرافون، الدجالون، وأصحاب الشعوذة الذين يدعون علم الغيب ويدعون النبوة زورًا، ويسعون لإضلال الناس.
- "يلقون السمع": يعني أنهم يسمعون هذا الإيحاء والوسوسة من الشياطين ويتلقونها بكل اقتناع، فيتلقون الأفكار الشيطانية ويستخدمونها في الكذب والافتراء.
- "وأكثرهم كاذبون": على الرغم من أنهم يتلقون هذه الوساوس والأكاذيب من الشياطين، إلا أن الغالبية العظمى منهم كاذبون، يلفقون ويزورون الحقائق بما يحقق مصالحهم الشخصية أو لفتنة الناس.
وفي الختام، بعد معرفة إجابة سؤال فسر تنزل الشياطين في قوله تعالى تنزل على كل أفاك أثيم أنها تنزل على الكهنة ونحوهم، يمكن القول أنه يبين تفسير هذه الآية أن الشياطين لا تنزل إلا على من يملكون صفات الكذب والإثم، مثل الكهنة وأصحاب الادعاءات الباطلة. التنزل هنا هو إيحاء شيطاني يؤدي إلى تضليل الناس وإضفاء شرعية مزيفة على أكاذيبهم. لذلك، يجب توخي الحذر من هؤلاء الذين يتحدثون باسم الدين دون دليل، فهم وسائل الشياطين في الأرض.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_21338
تم النسخ
لم يتم النسخ
