كيف اجعل الناس يحبوني ويحترموني في كل مكان
جدول المحتويات
كيف يكسب الفرد محبة الناس واحترامهم؟
كثير من الناس يعتقدون أنهم محبوبين وبعد أن يعرفهم الناس يجدون أنهم غير مقبولين، ويتفاجؤون بذلك، ومنهم من يلجأ لإصلاح عيوبه بعد أن يكتشفها، ولكن البعض الآخر يترك نفسه كما هي تخبط في الظلمات وبالتالي يخسر كل الناس ويجد نفسه منفرداً ويشعر بالتعاسة في حياته.
ولكن حب الناس نعمة كبيرة يجب أن يقدرها الإنسان ويحافظ عليها، ولكي يكسب الفرد منا حب الناس يجب أن يمتلك بعض الصفات وأن يتحلى ببعض الخلق وأن يسلك سلوكيات مقبولة، وتتمثل تلك السلوكيات في:
-
عدم التصنع
التصنع يعني التصرف بطريقة تختلف عن الشخصية الحقيقية للفرد، مثل تغيير طريقة التحدث، وعدم إبداء المشاعر والأحاسيس الحقيقية، مما يشعر الناس من حوله بأنه شخص مزيف، وغير مقبول، ويشعر الناس سريعاً بهذا التصنع لذلك نجد أحد الأشخاص في مرة يخبرنا بأنه لا يحب أو لا يرتاح لشخص ما، وعندما نسأله عن السبب يقول لا أعرف ولكن لا أرتاح له.
لذلك يجب أن يكون كل فرد على طبيعته وأن يتصرف بحقيقته وبدون تقليد لأحد أو تقليد الملبس وطريقة الكلام والأفعال.
-
التحلي بالتواضع
لا يجب أن يغتر أحد بأي صفة فيه لأن كل الصفات التي يمنحها الله للإنسان تكون نعم منه عز وجل وليس للإنسان يد في حدوثها أو عدم حدوثها، لذلك فإن التكبر أو الغرور أمر شنيع لا يقبله أحد، فالجمال نعمة من الله لا بد أن نشكره يومياً عليها.
وأيضاً الصحة من نعم الله علينا كما أن الخلق والدين أيضاً نعمه بالإضافة إلى المال الذي لا يجب أن نغتر به مطلقاً لأنه أيضاً من نعم الله وليس بالمجهود الشخصي فقط، حيث أن الكثير من الناس يبذلون أقصى المجهود في حياتهم ويعيشون فقراء ويموتون فقراء.
كما أن بعض الأشخاص الآخرين يبذلون مجهود في العمل أيضاً ولكن يجدون المال يغدق عليهم مثل المطر، فهذا من فضل الله ومن ينكر فضل الله فما له من وال.
وقد اختبر الله تعالى قارون الذي كان من قوم موسى ولكنه بغى عليهم وافترى وتكبر بأمواله فخسف الله به وبداره الأرض، وقد حمد الله أولئك الأشخاص الذين تمنوا أن يصبحوا مثله أنهم ليسوا مثله.
فلا يحب الله كل متكبر، ولن يدخل الجنة من كان في نفسه مثقال ذرة من كبر، لأن التكبر يدل على الضعف والشعور بالنقص، وما تكبر أحد إلا من ذلة يجدها في نفسه، لذلك يجب أن نتحلى بالتواضع في الحديث وفي الأفعال والسلوكيات.
-
الابتسامة هي سحر القلوب
إن التبسم في وجه الناس صدقات وحسنات جارية، وعندما يبتسم الشخص في وجه الناس نجد الجميع يحبه، ويتقبله كثيراً، فما أجمل أن تكون البسمة لا تفارق شفتي الإنسان، بذلك يصبح الشخص محبوب لكل الناس.
-
الشخصية القوية الثابتة هامة لكسب القلوب
إن أراد الإنسان أن يكون محبوبا وسط الناس يجب أن يتمتع بالشخصية القوية وأن يكون له رأي ثابت ومبادئ لا تتغير، وبذلك يلجأ له الناس في كثير من الأمور ليأخذوا برأيه ويستمعوا لنصائحه، فالشخصية القوية تتضمن كل الصفات الجميلة مثل الحكم بالعدل، وثبات المبادئ، واتباع الدين بشكل صحيح، رفض الخطأ، والتواضع وكثير من الصفات المحببة لقلوب الناس.
-
التفهم واحترام عقل الآخرين
احترام عقول الناس أمر هام ويجلب محبتهم للإنسان، لذلك من الضروري تفهم مشاعر الآخرين والاستماع لهم باهتمام واحترام عقولهم وتفكيرهم، فلا يجب الجدال المستمر والإصرار على الرأي أو علو الصوت، فمن الممكن أن تكون أنت المخطئ في النهاية وأنت لا تدري.
-
عدم الشكوى
تقول الحكمة (الشكوى لغير الله مذلة) فيجب البعد عن الشكوى للناس أو إظهار الهموم باستمرار، حيث يقول الله تعالى (وأما بنعمة ربك فحدث) فلا يجب إظهار الهم والشكوى المتكررة، ويجب الحمد لله على الحال مهما كانت الظروف، فكل إنسان لديه مشكلات، ولو اشتكى كل فرد للآخر همومه لأصبح العالم كله يتحدث في الأحزان والهموم ولضاعت الروح الفكاهية الجميلة. -
الاستماع الجيد للناس بتعبيرات الوجه ولغة الجسد
من أكثر الأمور التي يحبها الناس هي حسن الاستماع لهم وإبداء مشاعر الغضب أو الفرح حسب الموقف، مع الاهتمام بالمتحدث عن طريق الالتفات بالجسد والنظر للعينين والتلويح باليد، وإظهار تعبيرات الوجه المناسبة.
-
التفاؤل أساس حب الناس
يحب الناس الشخصية المتفائلة التي تأخذ الأمور ببساطة والتي تبعث السعادة والفرح وتعطي روح الأمل للناس، فالتفاؤل يطمئن الناس ولا يغلق الأبواب في وجوههم، لذلك يجب أن نتحلى بالتفاؤل.
-
الكلمة الطيبة صدقة وتعلم فن الكلام
يقول الله تعالى في كتابه الكريم
(مثل كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها، ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار)
وكذلك يضرب الله الأمثال للناس ليتعلمو منها.
فيجب أن تكون الكلمة الطيبة في لسان كل شخص منا لأنها تريح القلوب وتبعث حب الناس، كما ينال الإنسان عليها رضى الله ورسوله.
-
التقرب إلى الله عز وجل أعظم الأمور
فالتقرب إلى الله تعالى يكون بالصلاة على أوقاتها، والصيام في شهر رمضان كما أمرنا الله، والزكاة في وقتها، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلاً، وهذه أركان الإسلام بجانب الشهادتين، ومن ضمن التقرب إلى الله مساعدة الناس وعدم التأخر عنهم في ظروفهم الصعبة والشعور بهم والتواجد معهم في أفراحهم وأحزانهم.
وعندما يكون الإنسان صادق في عبادته فإنه النور يشع من وجهه ويشعر بالراحة كل من يراه، ولكن الإنسان الذي ينافق ويرائي الناس بالدين وهو في الأصل كاذب ومنافق وبه صفات سيئة نجد الناس لا تحبه حتى وإن أظهر أفضل ما عنده من معاملة.
ويقول الله تعالى في شأن المنافقين، في سورة النساء:
(إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم، وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا، مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء، ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا) صدق الله العظيم.
لذلك فإن احترام الإنسان لذاته ولمن حوله يجلب له احترامهم أيضاً، كما أن الإيجابية وتسهيل أمور الناس ومساعدتهم بالقول والفعل من أهم الأعمال التي تجلب حب الله وحب الناس.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_11652