لماذا يفشل الزواج القائم على قصة حب؟
جدول المحتويات
لماذا يفشل الزواج القائم على قصة حب؟
كلنا نرغب في حياة زوجية سعيدة ومستقرة، وفي سبيل ذلك نبحث عن الحب، ولكن تشير الدراسات أن العلاقات التي بنيت على الحب ليس بالضرورة ناجحة، ولهذا سنجاوب على سؤال لماذا يفشل الزواج القائم على قصة حب؟
-
الحب يُصِّعب تقييم الشخصية
الحب الشديد يجعل الطرفين لا يستطيعان تقييم الجوانب المختلفة لشخصية الآخر، ولا يمكنه التعامل معها بعقلانية؛ لأنه دائمًا ما يجد مبررًا لما يفعله الآخر.
وفي أفضل الأحوال يأمل أن يتغير الوضع بعد الزواج، لكن الحقائق تثبت أن التغييرات بعد الزواج لا تتحقق.
وبما أن الشخص، سواء كان ذكرا أو أنثى، قد اعتاد على قبول الآخر، فلا يمكنه تحمل النقد أو اللوم عليه بعد الزواج.
وخاصة أن الزوجين بعد الزواج سيبادلان التهم لأحدهما الآخر، وأنه قبل به بهذا الشيء، فليس له الحق الاعتراض الآن.
-
الحب يُعمي عن الحقيقة
عندما ينتصر الحب، لا يرى أحد العاشقين الآخر من حيث الحقيقة، بل من منظور المُثل، لذلك، يتجنب طرح أي موضوع يراه غير ممتع في الطرف الآخر.
وهكذا يستمر ستار الأحلام والرغبات في حجب شخصية وأفعال الآخر إذا لم يراها من خلال عدسة العقلانية.
ويبقى ذلك حتى يختفي السراب ويظهر أحدهما للآخر بصورته الحقيقية والأخلاقية بعد الزواج، وحينها تحدث الصدمة.
وقال الحكيم الفرنسي: "قبل الزواج افتح العينين وبعد الزواج افتح عين واحدة وأغلق الأخرى"، فبعد الزواج ستظهر صفات وشخصيات الآخر بشدة، وهو ما يجعل الطرفين لا يتمكنون من تقبل هذه الشخصية الجديدة، وتظهر المفاجآت.
-
الحب لا يجعلك بالضرورة تتحمل المسؤولية
الحياة الزوجية هي حياة تحمل المسؤوليات، بينما يتخيل العشاق أن الحياة العاطفية كلها سعادة وفرح وكلمات شعرية وعاطفية.
وبذلك تثقل كاهلهم أعباء واحتياجات منازلهم وأطفالهم وأسرهم، وروابط الوالدين والأقارب والجيران، وإذا أزيل كل شخص الستار الذي وضعه قبل الزواج، فإنهم يصبحون وجهاً لوجه بدون زينة، وتجمل.
المطلوب هو التمييز بين الحب القائم على الفهم والحب على أساس الاعتراف المطلق بأن العالم كله يدور حول شخصية الشخص الآخر وأن الشمس لا تشرق إذا لم يبتسم الحبيب.
المسؤولون عن ظهور موجات الطلاق والانفصال بين الزوجين، هم من يدّعون أنهم غرقوا في بحر الحبيب ويزعمون أن السماء تصبح غائمة بالغيوم إذا مرض الحبيب أو في حداد، وأن شروق الشمس في الصباح غطت إشراق ابتسامة العاشق.
الزواج عن حب أم الزواج التقليدي؟
دائمًا ما يحتار الشباب عند التفكير في المعايير التي تكون حياة زوجية ناجحة، سواء كانت على أساس الحب أو زواج تقليدي.
حيث يعتقد البعض أن العلاقة القائمة على الحب ستؤدي إلى علاقة ناجحة، حتى لو كانت تتعارض أحيانًا مع التوقعات.
بالنسبة للعادات التقليدية، يستغرق الأمر وقتًا طويلاً حتى يتوصل الزوجان إلى تفاهم يجعل هذه العلاقة مستقرة.
يؤكد الخبراء أن الزواج على أساس الحب هو بذرة النجاح، ولكن يجب أن يكون مصحوبًا بالمنطق والعقل وليس مجرد شهوة.
مما يدل على أن الشباب يمكنهم أن يجدوا الزيجات التي تسلك طريق الحب والرحمة هي أساس البقاء، بينما يعتقد بعض الآباء أن الزواج التقليدي يقوم على العقل فقط والتفكير دون ضغوط الحب.
بين دعاة ومعارضين لفكرة الزواج التقليدي والزواج من أجل الحب، وكلاهما أنجح من حيث الاستقرار والاستمرارية، نذكر لكم مثالين عن الزواج عن حب والزواج التقليدي:
الزواج عن حب
- علا عبد الهادي، التي تزوجت قبل سبع سنوات من رجل عرفته وأحبته أثناء عملها لدى نفس الشركة، وجدت أن الحب هو أساس الزواج، حيث أصبح كل طرف أكثر دراية بطبيعة الآخر وطريقة تفكيره.
- لكنها تصر على أن "الحب الأعمى" ليس ما تتحدث عنه، بل هو الحب بالأفكار الواعية والتفضيلات في حياة الفرد.
- حيث تمر بالعديد من المواقف معه وتصبح مدركة تمامًا لشخصيته، ويمكنها تحديد ما إذا يناسبه أم لا، تصر على معرفته وشخصيته جيداً، لأن الحب يأتي تدريجياً ويوازي الأفكار.
الزواج التقليدي
- يصر "شادي" على أنه اليوم لا يفكر إلا في الزواج التقليدي، بعد فشله في زواجه الأول بعد أربع سنوات من الحب، ويتفاجأ بأنها ليست الفتاة التي عرفها قبل الزواج.
- ويؤكد أن من ساهم في "تدمير" العلاقات وعقد زواجا سعيدا استمر شهرين فقط في الجحيم والاكتئاب، هو الذي استمع باستمرار لنصائح أصدقائه وأقاربه وغرس أفكارا خاطئة عنها.
- أما الزواج التقليدي فهو يرسم خطاً يصعب تجاوزه من وجهة نظره، والتوقعات ليست كبيرة، وعشرة هي ما يكشف عن معادن الناس، إيماناً بأن الحياة هي ما تخلق الحب الحقيقي وما يجعله تقليدياً عمل الزيجات.
وفقًا لأطباء النفس
- يشير أطباء النفس إلى أن الزواج تجربة إنسانية اجتماعية، وبغض النظر عن السبب أو العاطفة، فهو عرضة للنجاح أو الفشل في كلتا الحالتين، بغض النظر عما إذا كانت العلاقة قائمة على الحب أم لا حيث لا توجد قواعد ثابتة.
- يبحث عن علاقة مليئة بالحب والمشاعر، ولكن إذا كان الشخص أكثر عملية وواقعية، فهو متزوج بأفكاره ولا يبحث عن الحب لأنه لا يعتبر أولوية في حياته.
- أيضًا هناك معايير كثيرة تحكم نجاح علاقة الزوجين، ولكل طرف واجبات ومسؤوليات، سواء من خلال فهم طبيعة كل منهما الآخر، والشراكة، والحوار، والاحترام، والولاء والمودة، وكل ما يمكن أن يجعل هذا الارتباط أكثر تماسكًا.
- أيضًا الزيجات التقليدية غالبًا ما تنجح، لكن الأمر يستغرق وقتًا حتى يصل الزوجان إلى نقطة حقيقية من التفاهم، خاصة في البداية.
- حيث يظهر في نفس الوقت أن هناك أشخاصًا يبحثون عن قصة حب مزروعة في عقولهم قبل الزواج، ولا يجدون أنفسهم مستعدين لحفل زفاف تقليدي.
وفقًا لعلم الاجتماع
- الزواج يتطلب وعياً وتفهماً كبيراً وقدرة على المشاركة من قبل الطرفين، سواء أكان تقليدياً أم قائماً على الشغف، وما يتوقعه المرء من الشريك لا يمكن تحقيقه به بسبب صعوبات الحياة وأشياء كثيرة.
- يمكن أن تتعارض التوقعات أيضًا مع الواقع، لذلك هناك جهود يجب أن يبذلها كلا الطرفين والنضج لإنجاح هذه المؤسسة.
- كذلك الحب يمكن أن يبني أسرة، لكن العقل يتحكم في القارب ويأخذها إلى بر الأمان، وبالطبع أجمل أنواع الزيجات هي تلك التي تنبثق عن الحب والطريقة التي رسمها الزوجان مع شريكهما.
- الحب ضروري في كل الأحوال لبناء علاقة زوجية صحية وناجحة، لأن التجربة الزوجية تقوم فقط على التفاهم والصداقة والتقارب النفسي بين الطرفين.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_15450