كتابة :
آخر تحديث: 12/11/2022

ما هي العلاقة بين تأثير بارنوم وتوقعات الأبراج منه؟

لطالما كان عالم الأبراج وتوقعاتها من أكثر المواضيع المثيرة للاهتمام والجدل في نفس الوقت، إذ نجد لهذا العالم عددًا كبيرًا من الأتباع والمحبين مهما اختلفت ثقافتهم وبيئاتهم. بينما نجد الأبراج محط خلاف من أتباع المنطق والعلم لدرجة أن أسموها العلم الزائف، لن نناقش اليوم عبر مفاهيم مدى صحة الأبراج من عدمها، ولو أن كل أمر لا يخضع للقياس والتجارب والمنطق لا يعتبر من العلوم. إلا أننا سنتحدث عن السبب الذي يوحي لك بصحة التوقعات وسنبحث في العلاقة بين تأثير بارنوم وتوقعات الأبراج.

ما هو تأثير بارنوم؟

  • يعرف تأثير بارنوم بأنه ظاهرة نفسية منتشرة بشدة بين الناس، بحيث تعطيهم بشعور مؤكد في وصف شخصياتهم وتصرفاتهم. كما أنها تعد القاعدة الأساسية التي يستغلها المنجمون في أعمالهم، سواء من خلال توقعات الأبراج أو تحليل الشخصيات وقراءة الطالع والكف والفنجان وغيرها.
  • من ناحية أخرى، يساهم تأثير بارنوم وتوقعات الأبراج في أن يميل الناس بتصديق أي عبارة تصف الشخصية، رغم أنها صفة عامة وتنطبق على عدد كبير من الأفراد.
  • لكنها تأتي بصيغة دقيقة واحترافية توهمك بصحتها وصدقها، فتجد نفسك في عالم يفهمك ويتوقع مستقبلك. قد يكون الأمر مسليًا أو مشبعًا لفضولنا كبشر، لكنه يتحول إلى حالة خطيرة إذا صدقنا بالفعل ما يقال وبدأنا ببناء حياتنا وقراراتنا بناء عليه.

حقائق منوعة عن تأثير بارنوم

نعرض لكم فيما يلي أبرز الحقائق عن تأثير بارنوم، لتكون الصورة أوضح لديكم:

  • سميت الظاهرة النفسية بهذا الاسم نسبة إلى بي تي بارنوم وهو رجل أمريكي اشتهر في تقديم العروض.
  • يعرف تأثر بارنوم أيضًا باسم تأثير فورير نسبة إلى الباحث النفسي بيترام فورير.
  • يرتبط تأثير بارنوم وتوقعات الأبراج بظاهرة نفسية أخرى تدعى ظاهرة القبول، التي تنص على ميول الناس إلى تصديق ردود الأفعال الزائفة بصورة تلقائي.
  • يبحث الناس عند سماعهم لتوقعات الأبراج وصفاتها، عن الصفة التي تنطبق على شخصيتهم بلا وعي، رغم أن معظم ما يقال من صفات هي عامة وتنطبق على مجموعة كبيرة جدًا من الناس.
  • لا يرتبط تأثير فورير بالأبراج وعالمها وحسب، بل تستخدمه الكثير من الشركات التجارية التي تستغل ارتباط تأثير بارنوم وتوقعات الأبراج بالتحقق الذاتي، لبيع منتجاتهم وخدماتهم التي تناسب شخصية وتفكير المستهلك.
  • بدأت ظاهرة بارنوم النفسية منذ زمن طويل جدًا، أي يمكن القول إنها موجودة منذ انتشار أعمال التنجيم والشعوذة في الحضارات القديمة المختلفة.

اختبار فورير

  • قرر عالم النفس فورير أن يعمل على دراسة عرفت فيما بعد باسم التجربة الكلاسيكية وذلك عام 1948 ميلادي. حيث شارك في تلك التجربة 39 شخصًا من طلاب علم النفس وهم نفسهم طلاب العالم فورير.
  • قدم الرجل لطلابه ورقة اختبار اسمها تشخيص الاهتمامات الفارغة، وأنه سيحصل كل طالب في النهاية على مجموعة من الجمل التي تصف شخصيته.
  • بعد مرور أسبوع على التجربة، وزع فورير النتائج على الطلاب وهي الأوراق التي يفترض أنها تصف شخصيات كل منهم. ومن ثم طلب أن يقيم كل طالب مدى توافق تحليل الشخصية مع شخصيته الحقيقية.

لكن المفاجأة أن كل الطلاب تلقوا الورقة نفسها، أي أن كل ورقة من الأوراق كتب فيها ما يلي بالحرف:

  • أنت تميل إلى كسب إعجاب الآخرين، فتجد أنه لديك ميول كبيرة لأن يحبك الناس ويهتمون بك ويعجبون بما تقدمه مهما كان أمرا صغيرًا.
  • أنت شخص طموح وتميل إلى أن تنتقد نفسك.
  • لديك قدر كبير من الأفكار التي لم تستخدمها بعد والتي لم تستغلها لصالحك.
  • على الرغم من أنه لديك بعض نقاط الضعف في شخصيتك إلا أنه يمكنك بشكل عام تعويضها واستبدالها بصفات أفضل
  • لقد تسبب ميولك الجنسي في مشاكل كبيرة نوعًا ما في حياتك.
  • تبدو للآخرين وكأنك شخص هادئ وتتمتع بسلام نفسي، إلا أنك تميل إلى القلق وعدم الأمان من الداخل.
  • في بعض الأحيان تكون لديك شكوك جدية حول ما إذا كنت قد اتخذت القرار الصحيح أو فعلت الشيء الصحيح. فأنت شخص متردد وخاصة في القرارات المصيرية والكبيرة.
  • أنت تفضل قدرًا معينًا من التغيير والتنوع وتصبح غير راضٍ عندما تطوقك القيود والالتزامات.
  • أنت تفتخر بنفسك كمفكر مستقل ولا تقبل تصريحات الآخرين دون إثبات مقنع.
  • لقد وجدت أنه من غير الحكمة أن تكون صريحًا جدًا في الكشف عن نفسك للآخرين. فيجب الاحتفاظ بالقليل من المعلومات لنفسك، والتمتع بالخصوصية
  • في بعض الأحيان تكون منفتحًا ولطيفًا ومبهجًا بينما في أوقات أخرى تكون انطوائيًا وحذرًا ، ومتحفظًا وترغب في العزلة
  • تميل بعض تطلعاتك إلى أن تكون غير واقعية إلى حد ما.
  • الوصول إلى الأمان هو أحد أهدافك الرئيسية في الحياة.

أما المفاجأة الأكبر فكانت في تقييم النتائج، حيث أدلى أكثر من 90 بالمئة منهم، أن النتائج حقيقية ومطابقة لشخصياتهم الحقيقة. وهذا كان كافيًا لإثبات تأثير بارنوم وما يشعره الناس عند سماعهم للصفات الشخصية المختلفة.

تاريخ الأبراج

ظهر التنجيم وظواهر التوقعات والتنبؤ في المستقبل منذ زمن طويل يعود إلى حضارات ما قبل الميلاد، فنحن كبشر من طبيعتنا أن تميل إلى الفضول حول ما قد يخبئه المستقبل لنا.

  • من ناحية أخرى، لم يجد البشر قبل ظهور العلم الحقيقي الذي يستند إلى الدراسات والتجارب والمنطق، سوى التنجيم لتفسير الظواهر الطبيعية وحل المشكلات وشفاء الأمراض على سبيل المثال لا الحصر.
  • والحقيقة أن ربط التوقعات بالنجوم وعلم الفلك انتشر بالفعل من مشرق الأرض إلى مغربها، فتجد الأمر شائعًا لدى حضارة المايا في أمريكا الجنوبية، وكذلك الحضارة الصينية والهندسية.
  • أما ما نعرفه اليوم من أبراج فتعود إلى أكثر من 400 سنة قبل الميلاد وتحديدًا إلى الحضارة اليونانية، حيث وجد 12 علامة تدل على الأبراج وتعرف اليوم بالترتيب بأسماء ( الحمل، الثور، الجوزاء، السرطان، الأسد، العذراء، الميزان، العقرب، القوس، الجدي، الدلو والحوت). مقسمة ضمن مجموعات مائية وترابية وهوائية ونارية.
  • حيث يزعم المنجمون أن لكل مجموعة صفات معينة تميزها، ناهيك عن صفات كل برج على حدة وربطها بتاريخ وساعة الميلاد وغيرها من الأمور العشوائية.

العوامل التي تلعب دور في الظاهرة النفسية بارنوم

إذا أردنا أن نحصر العوامل التي تساهم في تعزيز تأثير بارنوم فهي عاملين اثنين، ويشملا:

  1. الأول هو المحتوى الوصفي الذي يصف الشخصية إذ غالبًا ما يكون دقيق ومليء بالكلمات التي تشحن العواطف والمشاعر وغيرها.
  2. أما العامل الثاني فهو الشخص الذي يقدم هذه التوصيفات للجمهور، فعادة ما يتمتع بكاريزما تساعد المتلقي على تصديق كل ما يتفوه به وربطه مع شخصيته وحياته.

وبالحديث عن تأثير بارنوم وتوقعات الأبراج، نجد أن:

  • أغلب ما يطلقون على أنفسهم اسم علماء الفلك، يربطون الصفات الشخصية بتاريخ الميلاد ومكانه، كما يربط بعضهم الآخر صفاتك أو توقعاتك المستقبلية بالقمر وحركات الكواكب.
  • حيث يرمز كل كوكب من كواكب مجموعتنا الشمسية إلى رمز معين، فأحدها يرمز إلى الحب والعلاقات العاطفية والآخر يرمز إلى المال والعمل وهكذا.
وفي الختام، تحدثنا في هذا المقال عن تأثير بارنوم وتوقعات الأبراج، وعرضنا العلاقة بين المفهومين التي تعتمد بشكل كبير على تركيز الفرد على صفات معينة وربطها بشخصيته. إلا أنها في الحقيقة عبارة عن صفات عامة وشاملة ومن الطبيعي أن تنطبق على عدد كبير من الناس. إلا أنه من غير المقبول أن تتطابق صفات البشر، فشخصياتتا مزيج من البيئة والجينات وما بينهما.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ

المراجع