كتابة :
آخر تحديث: 22/07/2020

مشكلات الشباب وطرق حلها

فترة الشباب هي مرحلة في عمر الإنسان تتميز بالقوة والحيوية ولكن تكثر فيها المشكلات التي يكون لها أسباب عديدة، وعندما نتعرف على مشكلات الشباب وطرق حلها يمكننا أن نساعد أبنائنا
على أن يصبحوا أفضل وأن يتقدموا للأمام ليصبحوا جيل مشرف للأمة ولينفعوا أنفسهم وأهلهم ووطنهم، فلا يجب إهمال مشكلات الشباب مطلقاً لأنها ليست مشكلة أفراد بعينهم بل مشكلة مجتمع وأجيال قادمة.

مشكلات الشباب في المجتمع

تتعدد مشكلات الشباب في المجتمع ويتجاهلها الكثيرون ولا يحاولون إيجاد حل لها مما يسبب فساد المجتمع وهبوطه الثقافي والعلمي، لذلك يجب أن نتعرف على مشكلات الشباب في الآتي:

• سيطرة التكنولوجيا على العالم

أصبحت التكنولوجيا مؤثرة بشكل كبير على الشباب وجميع فئات المجتمع نظراً للبرامج التي يقبل عليها الشباب على الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي والألعاب والقضاء أوقات كبيرة على الحواسب الآلية والهواتف حيث انخرط الشباب في التكنولوجيا بطريقة جعلتهم ينفصلون عن الواقع الحقيقي ويعيشون في الواقع الافتراضي مما سبب ضعف المهارات الاجتماعية والشخصية وقلة التواصل مع الأشخاص المحيطين سواء من الأهل أو الأصدقاء أو غيرهم فسبب ذلك الانطواء على الذات والبعد عن المجتمع.

• الفجوة بين الشباب والأهل

يبتعد الشباب عن الأهل بسبب اعتقادهم أنهم يمكنهم الاعتماد على أنفسهم، فيتخذون قراراتهم بأنفسهم دون استشارة الأهل مما يتسبب في مشكلات في الأسرة نظراً لخوف الأهل على مصلحة أبنائهم لأن القرارات التي يتخذونها بأنفسهم غالباً تكون قرارات خاطئة، ويلجأ الشباب لأصدقائهم ويتأثرون بهم وعندما يكونوا أصدقاء غير صالحين فإنهم يؤثرون بالسلب في بعضهم البعض.

• مشكلة الفراغ التربوي

بعد أن كانت الأسرة هي المربية لأبنائها وهي المعلمة للدين والخلق وأساسيات الحياة أصبحت العلاقة بين الشباب وأهلهم مثل الساكن وجاره فأصبح الأب في وادي والأم في وادي آخر والأبناء أو الشباب في وادي ثالث فكل منهما يرى حياته بعيد عن الآخر وانعدمت الرقابة على الشباب والأطفال فأصبح الأهل يرون الخطأ أمامهم ولا يتكلمون فأصبح الاعتياد على الوضع الخاطئ هو الأمر الطبيعي، فلا يوجد تعليم من الأهل لأبنائهم أو توجيه بل أصبح الأهل هم المحتاجون لتربية وأصبحوا قدوة سيئة لأبنائهم مما أحدث العديد من المشكلات للشباب.

• العولمة وتأثيرها على الشباب

نظراً لاختلاف المجتمعات تختلف الثقافات من بلد لأخرى وتختلف الأديان والعادات والتقاليد مما قد يشكل خطراً على الشباب العربي فقد قال بن خلدون ( تتأثر ثقافة المغلوب حضارياً بثقافة الغالب وبالتالي نحن مغلوبون حضاريا) مما يعني أن الغرب يسيطر بثقافته على شباب العالم العربي مما يجعلنا في خطر تقليد الغرب وعاداتهم السيئة المخالفة للدين الإسلامي، فأصبح الشباب يشاهدون كل ما يريدون مشاهدته مع عدم إمكانية تحقيقه في الواقع بطريقة صحيحة، مما يتسبب في الانحراف الاجتماعي والثقافي والديني ومخالفة العادات والتقاليد.

• مشكلة ضعف العلم وانتشار الأمية بين الشباب

أصبح الشباب لا يهتمون بالعلم والتعليم قدر اهتمامهم بالتكنولوجيا، وعلى الرغم من أن عدد المتعلمون في الجامعات في العالم العربي كبير جداً ألا إن معظم تعليمهم لا ينسجم مع حاجات المجتمع ولا يحقق خطط التنمية بالإضافة لعدم مواكبته للتغيرات والتطورات في المجتمع، مما قد يتسبب في حدوث ثورة اجتماعية واقتصادية في غضون سنوات قليلة إذا استمر التعليم بهذا النمط، فالدخل القومي يتراجع بسبب أن الشباب المتعلمون لا يساهمون في التطور الاقتصادي بل على العكس فإنهم يشكلون عبء على المجتمع لأن هدفهم الأساسي فقط الحصول على شهادة وليس التفكير في تطور وتقدم المجتمع وذلك بسبب غياب الحوار بين المعلمون والطلاب وأصبح العلم يعتمد على التلقين والحفظ مما نتج عنه تخلف حضاري فأصبح المتعلمون هم بأنفسهم جهلاء.

مشكلات الشباب في العصر الحديث

• مشكلة البطالة

تعتبر البطالة هي تعطل الشباب عن العمل على الرغم من قوتهم وقدرتهم عليه ولكنهم لا يجدون العمل، واهتمت المجتمعات المعاصرة بمفهوم البطالة لذلك اهتم أصحاب القرارات السياسية بالموضوع وأيضاً الباحثون الاجتماعيون والاقتصاديون نظراً لأهمية الموضوع في حياة الشباب ونظراً لأن البطالة مشكلة تعيق الشباب عن تحقيق أهدافهم ومن أسباب البطالة هجرة الشباب من الريف إلى المدن، وجود العديد من المشكلات الاقتصادية مما يجعل توفير فرص عمل أمر صعب، زيادة عدد السكان من أسباب البطالة، احتياج الدولة لفئات معينة من الشباب.

• مشكلة ضياع الهوية الإسلامية

نتيجة لسيطرة الغرب على الشباب العربي من حيث الملبس فأصبح الشباب يشترون الملابس المتعارضة مع الدين ويستمعون للأغاني بدلاً من القرآن الكريم، مما يضعف عقيدة المسلمين ويزعزع الإيمان في قلوبهم، بالإضافة لسعي الغرب لإفساد شباب المسلمين عن طريق البرامج المدمرة لأفكار الشباب والتي تنشر الإباحية، كما يسعوا للتهوين من شأن اللغة العربية واتهامها بالقصور وعدم القدرة على مواكبة التطور بالإضافة للاهتمام باللغة الإنجليزية والترويج لها.

• ضعف الوازع الديني

يتبع الكثير من الشباب الطرق الخاطئة مثل تناول الكحوليات والمخدرات والسهر على المعاصي والذنوب، وارتكاب الفواحش والمنكرات ويرجع كل ذلك لضعف الوازع الديني عند الشباب بسبب عدم تربية الأهل لهم التربية السليمة على الإسلام، والاستهتار وتضييع الصلاة وعدم التكلم في الدين مما أدى لوجود جيل تشيع فيه الفاحشة والعنف والاختلاط والشذوذ.

الأسباب التي تؤدي لحدوث مشكلات الشباب

• عدم وجود القدوة الحسنة والقيادة الحكيمة، فلا يجد الشباب من يوجههم للطريق الصحيح أو يجعلهم يفرغون الطاقات في أشياء نافعة فيتجهون للإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي التي تفسدهم أكثر مما تنفعهم.

• غياب المشورة بين الشباب وأسرهم وعدم وجود ثقافة الحوار بينهم فنجد أن الأب يستبد برأيه وعندما يأخذ قرار فلا يريد أن يعارضه أحد، وغيرها في الأماكن الأخرى مثل المدارس والجامعات والإدارات المختلفة، مما نتج عن ذلك تهميش الرأي الآخر، مما جعل الشباب يقلدون ذلك ولا يستشيرون أحد ونتج عن ذلك أضرار كثيرة للشباب في حياتهم.

• عدم استثمار أوقات الشباب وعدم إدراكهم لقيمة الوقت فأصبح إهدار الوقت أمراً عادياً كما أن فن إدارة الوقت أصبح أمراً مهمشاً فبدلاً من تنظيم الوقت والاستفادة منه في أنشطة هامة أصبح اللهو واللعب والجلوس لساعات أمام التلفاز لمشاهدة أفلام لا قيمة لها بل تساعد في فساد الشباب هو الأمر الطبيعي.

• وسائل الإعلام والإنترنت وانتشارهما بشكل كبير بالإضافة لوجود آلاف القنوات الفضائية التي غيرت من ثقافة الشباب وزعزعت الإيمان في قلوبهم.

كيفية علاج مشكلات الشباب

العلاج لمشكلات الشباب ليس أمراً سهلاً أو فردياً بل إن العلاج يحتاج لتضافر الجهود الفردية والجماعية فالأسرة وحدها لا تكفي بل يجب إصلاح المجتمع بأكمله من خلال الآتي:

• أن تعمل الدولة على توفير فرص عمل للشباب.

• أن تمنع وسائل الإعلام كل ما هو فاسد وأن تقدم البرامج المفيدة فقط لتعليم الشباب وتثقيفهم.

• الأسرة لها دور كبير في تربية أطفالها على الدين وغرس العقيدة بالله واليوم الآخر ليصبحوا شباب صالحين.

وبع أن تحدثنا عن مشكلات الشباب وطرق حلها يمكننا استنتاج أن المشكلات التي يتعرض لها الشباب ليست مسؤوليتهم بمفردهم فالدولة لها دور في أن تحافظ على المجتمع والأسرة لها دور في تربية الأبناء تربية جيدة والفرد نفسه له دور في اتباع تعاليم الله التي وردت في القرآن الكريم.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ