معنى الأمية الحديثة ومظاهرها وكيفية إيجاد حلول لها
جدول المحتويات
ما هي الأمية الحديثة؟
في العصر الحديث أو ما يعرف بعصر العولمة والتكنولوجيا والحاسب الآلي ظهر مصطلح جديد أطلق عليه الأمية الحديثة، وأطلق هذا المصطلح على كل شخص لا يعلم أو لديه علم ضعيف بالأجهزة الإلكترونية أو كل من يجهل استخدام الحاسب الآلي والهاتف المحمول وغيرهم من الأجهزة التي انتشرت بشكل كبير.
فالأجيال السابقة والتي لم تتعود على كل هذا التطور تفاجأت بظهور أشياء يصعب عليهم فهمها، لذلك نجد أن الأشخاص الذين تخطت أعمارهم الثلاثون عام يجدون صعوبة كبيرة في التعامل مع التكنولوجيا الحديثة والحاسب الآلي.
أما الأشخاص الذين هم تحت عمر الثلاثين نجدهم أكثر فهماً للتكنولوجيا وأسرع في استخدام الهواتف والحاسبات الآلية، والأمر لا يرجع فقط للعمر بل إن التعليم نفسه والدرجة العلمية لها أثر في فهم أو عدم فهم التكنولوجيا.
كما أن الاحتكاك المباشر بهذه الأجهزة الحديثة له عامل هام وأساسي في محو هذه الأمية الحديثة، فكل من لديه حاسب آلي حتى وإن كان مستواه ضعيف ولكنه يتعلم عليه أو يعمل سوف تمحى أميته في وقت لاحق، أما الأشخاص الذين لا يتعاملون مطلقاً مع هذه الأجهزة فبالتأكيد سوف يكون الأمر صعباً عليهم.
معنى الأمية الحديثة
وبحسب الدراسات تبين أن الأمية القديمة أو أمية القراءة والكتابة بلغ عدد الذين يعانون منها نحو 80 مليون عربي، وهي تعود لعهود طويلة مضت، مقارنة بالأمية الحديثة وحداثة الكمبيوتر والإنترنت التي أصبحت مشكلة منذ عقد أو أكثر بفترة بسيطة.
ونلاحظ مدى انتشار الكمبيوتر والإنترنت والهواتف المحمولة وغيرها حتى أصبحت جزء كبير من حياتنا اليومية، حتى في التعليم في كثير من الأماكن تحول الكتاب إلى حاسب آلي محمول وباتت بعض المدارس الخاصة في تعليم الأبناء باستخدام الحاسب الآلي.
حتى في التعاملات التجارية والبيع والشراء والاقتصاد والتعاملات المالية أصبحت الأجهزة تستخدم، وأيضاً في المجالات الثقافية والتربوية، وأصبح ينظر للمواطن الذي لا يحسن استخدام الأجهزة والأنترنت بأنه في عداد الأميين الذين يتعسر عليهم الانخراط في المنظومة الرقمية المعاصرة.
وبحسب الإحصائيات التي قدمتها منظمة اليونسكو في عام 2005م تبين أن مستخدمي الإنترنت يشكلون نحو سدس سكان العالم أو أكثر بقليل من مليار نسمة، حيث أن الدول الأوروبية والأمريكية تشكل نسبة 45% منهم، أما الذين يقطنون الدول النامية فهم يشكلون نحو 20% إلى 30% منهم.
ولا تتخطى نسبة المستخدمين للإلكترونيات في العالم العربي 2%، وتكون دول الخليج في مقدمة المستخدمين للإنترنت، حيث تصل نسبة المستخدمين هناك قرابة 13% من السكان.
وفي لبنان تبلغ نسبة مستخدمي الإنترنت والحواسب الآلية 8%، وفي مصر 5%، أما في الأردن 3% وكذلك بلدان المغرب العربي، وقد سجلت إسرائيل النسبة الأكبر والتي بلغت 25%.
ومما يزيد الأمر صعوبة وتخلف في العالم العربي هو أن أمية الإنترنت تتآزر مع الأمية الألفبائية، أي أنه كلما ازداد التطور التكنولوجي ازدادت الأمية الألفبائية، وازدادت الأمية التكنولوجية أو الحديثة نظراً لظهور أمور وتطورات أكبر وأعقد مما يتخيل الناس.
وقد أصبحت الأمية الإلكترونية تصيب الكثير من الأفراد في الطبقات المتعلمة الأمر الذي جعل من الصعب عليهم فهم الثورة الرقمية وفك الرموز الإلكترونية.
أسباب الأمية الحديثة
ومن أهم أسباب الأمية التكنولوجية أو أمية الإنترنت والحاسب الآلي أو ما يعرف بالأمية الحديثة ما يلي:
- انخفاض الوضع الاقتصادي والاجتماعي وسوء المعيشة.
- جهل الوالدين بالتعامل مع الأجهزة الإلكترونية وعدم تشجيع الأبناء على استخدامها أو تعلمها.
- تدني الأوضاع العلمية والتربوية وعدم التفكير في التطور العلمي والتقدم بتعلم الأجهزة وطرق استخدامها.
- تردي الأوضاع السياسية وغياب الاستراتيجية العربية لتأسيس البنية التحتية التكنولوجية المعاصرة.
- عدم توفر الثقافة الإلكترونية الشاملة وعدم وجود أنظمة تعليمية تجمع بين العلم والحياة من أجل بناء نظام معرفي جديد يوفق بين الذين يعلمون والذين لا يعلمون.
- عدم توفر الأدوات والإمكانيات وما يلزم من موازنات لإنشاء شبكة إلكترونية عربية على غرار الشبكات العالمية.
طرق حل مشكلة الأمية الحديثة
للتوصل إلى حل متميز وفعال في مشكلة الأمية الإلكترونية في العالم العربي، يوجد مجموعة من النصائح الهامة التي تطرحها الكثير من المواقع المتخصصة، والتي نستطيع أن نأخذ منها ما يلي:
- العمل على إقامة دورات تدريبية للأطفال والشباب على مدار السنة وأيضاً للمثقفين منهم والموظفين وغيرهم بغرض تعليمهم ألف باء الإنترنت والكمبيوتر.
- تخصيص فصول لتعليم اللغة الإنجليزية بشكل خاص ودقيق نظراً لأهمية معرفتها في استخدام الأجهزة والحواسب الآلية، حيث أن 70% من محتوى الإنترنت يكون باللغة الإنجليزية.
- لا بد وأن للقانون والحكومة دور في حل مشكلة الأمية الإلكترونية الحديثة وذلك من خلال توفير الإطار القانوني والتنظيمي الذي يجعل للمواطن الحق في الحصول على الإنترنت بأسعار مناسبة لكل طبقات المجتمع، كما يجب أن تطالب المنظمات الأهلية بضم هذا الحق للشرعة العالمية لحقوق الإنسان.
- تخصيص برامج بهدف توعية المواطنين وبصفة خاصة الشباب والمراهقون من الجنسين بخصوص ما تشنه بعض الحملات للحد من استخدام الإنترنت على أساس أنه ضار، وتوعيتهم بأنه سلاح ذو حدين أي يمكن تعلمه جيداً والاستفادة منه وأيضاً تجنب أضراره.
- الحد من انتشار وتفاقم البطالة وتوفير فرص عمل للشباب كما يجب توفير أجهزة كمبيوتر بأسعار مناسبة، بالإضافة إلى أهمية تزويد المدارس والمكتبات والجامعات بخطوط الإنترنت بأسعار مناسبة.
- العمل على تفقد الأوضاع العالمية بشأن أمية التكنولوجيا ومعرفة مستوى التقدم أو التدهور فيها، وإصدار دوريات سنوية في هذا الأمر، حيث تلجأ بعض الحكومات العربية إلى إخفاء الإحصائيات الحقيقية خوفاً من أن تمتنع بعض الهيئات الدولية عن مدها وتزويدها بالمعونات والقروض والتقنيات.
- أن تقرر جامعة الدول العربية تخصيص يوم عربي لمكافحة الأمية الحديثة على غرار يوم محو الأمية التقليدية، فيبقى طلب التقدم والعلم هو العامل الشخصي المحفز والأكثر أهمية في الموضوع باعتبار أن محو أمية الإنترنت والتكنولوجيا يمثل ركيزة أساسية لتطور الشعوب ومواكبة الحضارة.
معلومات هامة عن الأمية الإلكترونية
- نسبة استخدام التكنولوجيا لدى الأميين من الذكور أعلى منها لدى الإناث.
- 56% من الأميين في التكنولوجيا لا يقدرون على الحصول على المعلومات من مواقع التواصل الاجتماعي من خلال الهاتف المحمول الحديث على الرغم من انتشاره.
- العلاقة بين الأميين في التكنولوجيا وبين الهواتف المحمولة تتضمن استخدامه بغرض المكالمات الهاتفية فقط دون السعي لفهم كل شيء عنه.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_16576