آخر تحديث: 26/09/2024
نبذة عن الملك الإفريقي موسى كيتا الأول (أغنى رجل في التاريخ)
تخطت ثروات مالك أمازون الملياردير جيف بيزوس، المدير التنفيذي لشركة أمازون، مبلغ 100 مليار دولار، وهو الأغنى على مستوى العالم حاليًا, وهي المرة الأولى في التاريخ الحديث التي يُعرف فيها أن شخص واحد يمتلك مثل هذه الكمية الهائلة من الثروة. لكنه لا يزال بعيدًا عن الملك الإفريقي موسى كيتا الأول، الذي يعتقد أنه أغنى شخص في كل العصور، "أغنى من أي شخص يمكن أن يوصف ". حرفيًا كانت ثروته غير مفهومة.حكم إمبراطورية مالي في القرن الرابع عشر, وكانت أرضه محملة بالموارد الطبيعية المهولة والمربحة، وأبرزها الذهب.
مانسا موسى ومملكة مالي
- لقد وصل موسى كايتا المسلم إلى السلطة عام 1312م عندما توج ملكا على البلاد، أطلق عليه إسم مانسا، ويعني الملك في ذلك الوقت ، كان الناس في أوروبا وقتها جائعين لا يملكون غذائهم ولا كسوتهم بسبب الحروب الأهلية، لكن العديد من الممالك الإفريقية كانت مزدهرة.
- أثناء وجوده في السلطة، وسّع مانسا موسى حدود إمبراطوريته بشكل هائل, لقد ضم مدينة "تمبكتو" وأعاد السيطرة على "غاو" بشكل عام، امتدت إمبراطوريته حوالي 2000 ميل.
- وفي ظل حكم موسى، نمت الإمبراطورية المزدهرة لتغطي جزءًا كبيرًا من غرب إفريقيا، من ساحل المحيط الأطلسي إلى محور تمبكتو التجاري الداخلي وأجزاء من الصحراء الكبرى, عندما نمت المنطقة بينما كان موسى على العرش، كذلك الوضع الاقتصادي لمواطنيها.
- كان مانسا موسى يسيطر على الكثير من الأراضي, ولتوضيح الأمر، حكم كل (أو أجزاء) من موريتانيا والسنغال وغامبيا وغينيا وبوركينا فاسو ومالي والنيجر ونيجيريا وتشاد.
من أين اتت ثروة مانسا موسى؟
ثروة مانسا موسى، الذي يُعتبر أحد أغنى الأشخاص في تاريخ البشرية، جاءت من عدة مصادر رئيسية، أبرزها:
- الذهب: كان مانسا موسى، الذي حكم إمبراطورية مالي في القرن الرابع عشر (1312-1337م)، يتحكم في أحد أكبر مصادر الذهب في العالم آنذاك. مالي كانت غنية بالموارد الطبيعية، خصوصًا الذهب، وكان يُصدر كميات هائلة من الذهب إلى شمال أفريقيا وأوروبا، مما جعله أحد أكبر التجار في تلك الفترة.
- الملح: إلى جانب الذهب، كانت إمبراطورية مالي تتحكم في مناجم الملح، وهو كان سلعة مهمة جدًا في التجارة القديمة، حيث كان يستخدم كوسيلة للحفاظ على الطعام، التبادل التجاري بين الذهب والملح كان مربحًا بشكل كبير في غرب أفريقيا.
- الضرائب والتجارة: كانت إمبراطورية مالي تتحكم في طرق التجارة الرئيسية التي تربط بين شمال أفريقيا (المدن الساحلية) ووسط وغرب أفريقيا، كانت القوافل التجارية تعبر من خلالها، وكانت الدولة تجني الضرائب من تلك القوافل، سواءً كانت محملة بالذهب، الملح، العبيد، أو التوابل.
- الزراعة: إلى جانب المعادن، كانت الأراضي الزراعية الخصبة في إمبراطورية مالي مصدرًا آخر للثروة، حيث أنتجت كميات كبيرة من المحاصيل التي ساعدت في تأمين الغذاء للإمبراطورية، ودعمت ازدهار الاقتصاد.
- التوسع والاستقرار السياسي: قام مانسا موسى بتوسيع إمبراطوريته بشكل كبير، مما زاد من الموارد والضرائب التي كانت تجنيها الدولة. وبهذا، زادت الثروة والنفوذ بشكل متزايد، كان معروفًا أيضًا بعدله وحكمته في إدارة الدولة.
كم تبلغ ثروة مانسا موسى؟
- تقدير ثروة مانسا موسى يُعتبر تحديًا، نظرًا لعدم وجود سجلات دقيقة من تلك الفترة، ولكن يُقال إنه كان أغنى شخص في تاريخ البشرية. العديد من المؤرخين والخبراء الماليين يقدرون ثروته بما يعادل 400 مليار دولار بعملة اليوم، لكن هذا الرقم يعتمد على تخمينات تعتمد على حجم الذهب والموارد التي كانت تحت سيطرته.
مانسا موسى أثناء رحلة الحج
- أشعلت ثروته العظيمة بقية العالم في عام 1324، عندما قام برحلة حج وقطع ما يقرب من 4000 ميل إلى مكة.
- أحضر قافلة تمتد إلى أبعد ما يمكن أن تراه العين، يصف المدونون حاشيته بعشرات الآلاف من الجنود والمدنيين والعبيد، و 500 من بائعي الذهب والحاملين له، ويرتدون حريراً ناعماً ، والعديد من الجمال والخيول التي تحمل وفرة من سبائك الذهب".
موسى كيتا أثناء زيارته لمصر وأزمة الذهب والتضخم
- في محطته بالقاهرة أثناء رحلته لمكة، استقبله المماليك بحفاوة وأغدق على الناس بالذهب وامتلأت الشوارع بالكثير من الذهب وتبرع بالكثير من المال للفقراء لدرجة تتسبب بعطاياه من الذهب في هبوط سعر الذهب على مستوى العالم. وتسبب في أزمة تضخم عالمية كبيرة، استغرق الأمر سنوات حتى يتعافى السوق تماماً من أزمة التضخم وارتفاع الأسعار.
اهتمام الملك موسى كيتا الأول بالجانب الديني
- وضعت الرحلة الباهظة مانسا موسى ومالي على الخريطة بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
- لم تكن الثروة المادية بالنسبة للملك هي شغله الشاغل وهمه الوحيد في حياته فكونه "مسلم متدين" ، اهتم اهتمام خاص بتمبكتو, حيث قام بتبني مدينة تمبكتو من خلال بناء المدارس والمساجد والجامعات الكبرى.
- كما بنى المسجد الأسطوري دجينجربير في تمبكتو ، والذي لا يزال قائم, وقع في غرب البلاد , وبناه المهندس المعماري أبو إسحاق الساحلي.
وفاة موسى كيتا الأول
- حكم مانسا موسى لمدة 25 عاما، جلب الازدهار والاستقرار لمالي وتوسيع الإمبراطورية التي ورثها، وحققت مالي قمة توسعها الإقليمي في عهد مانسا موسى.
- وامتدت إمبراطورية مالي من ساحل المحيط الأطلسي في الغرب إلى سونغاي بعيدًا عن منحنى النيجر إلى الشرق من مناجم الملح في تاغازا في الشمال إلى مناجم الذهب الأسطورية في وانجارا في الجنوب.
- في الختام ، أحضر موسى الاستقرار والحكم الرشيد إلى مالي ، ونشر شهرته في الخارج مما جعله مدهشًا حقا لمدى انتشار ثروته مثال بارز على قدرة الأفارقة السود على التنظيم السياسي وإقامة إمبراطوريات غريقة.
- مات مانسا موسى في 1337م, خلفه ابنه ماغان الأول" استمر إرث الملك الغني لأجيال ، وحتى يومنا هذا ، توجد أضرحة ومكتبات ومساجد تشكل شهادة على هذا العصر الذهبي لتاريخ مالي.
أخيرًا، فإنه من غير المعلوم أين ذهبت هذه الثروة, وكيف هو حال دولة فقيرة مثل مالي لو أنها موجودة الآن, وما الذي وصل بمالي إلى هذا الوضع المزري على كل المستويات "اقتصادي، أمني، اجتماعي، سياسي" هل لأوروبا وفرنسا تحديدًا دخل في إفقار هذه الدول ونهب ثرواتها على مر العصور؟ وماذا لو توقفت أوروبا وأمريكا عن سد عجز ميزانياتها السنوية من خلال نهب ثروات إفريقيا والشرق الأوسط، ربما نجد الغرب كما كان سابقا " متسولاً على أعتاب قصور وأمراء أفريقيا والشرق ".
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_593
تم النسخ
لم يتم النسخ