آخر تحديث: 30/01/2021
أحداث يوم القيامة بالترتيب
لا يختلف أحد عن ورود أحداث يوم القيامة بالترتيب في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وقد ذكرها العلماء في كتبهم وفسروها، فهناك الكثير من التفاسير والآراء التي تتناولها بالتفصيل، وكذلك أقوال القدماء والحضّر عنها ممن وردهم أخبار سابقة، ويجب الإيمان بها.
لطالما كثرت الأسئلة حول هذا الموضوع وكيف تكون أحداث يوم القيامة بالترتيب ورغم وجود الأدلة واقتراب هذا اليوم كما بشر النبي صلى الله عليه وسلم وكما جاء في القرآن الكريم إلا أنه يوجد أقلة من ضعاف الإيمان ممن يشككون بهذا الأمر ولكنه قادم لا محالة.
الحدث الأول النفخ في الصور
- النفخ هو دفع الهواء من الفم، والمقصود بالصور هو قرن، أي أن نفخ الصور هو دفع الهواء أو الرياح من الفم داخل القرن، والله سبحانه وتعالى قد خلق الصور (القرن) وأعطاه لسيدنا إسرافيل، فهو الموكل بالنفخ في هذا القرن يوم يأذن الله بذلك، وهو أول أحداث يوم القيامة بالترتيب.
- والنفخ في الصور يكون في يوم الجمعة، وخاصة من وقت الفجر إلى وقت طلوع الشمس، فإذا أشرقت الشمس من المشرق، هذا دليل على أن النفخ في الصور لا يكون في هذه الجمعة.
- وهناك نوعان من النفخ، النفخة الأولى يموت على أثرها جميع الكائنات الحية التي نراها والتي لا نراها، وهذه النفخة تسمى بالصيحة أو الراجفة من الرجف لأن أول من يسمع الصيحة يصعق من هول ارتفاعها، والنفخة الثانية تحي جميع الكائنات بأمر الله، من أجل الحساب، وهذه النفخة، تسمى بالرادفة.
- كما قولنا أن الصيحة تسبب الصعق هناك بعض الكائنات المستثناة من هذا الصعق، منهم من يقول الملائكة أجمعين، ومنهم من يختص بجبريل/ ملك الموت/ ميكائيل/ إسرافيل، ومنهم من يقول الشهداء وحور العين والأنبياء، والمدة بين النفختين غير معلومة فهي إما ٤٠ يوماً، أو ٤٠ شهراً، أو ٤٠ سنة، فأمرها بيد الله.
الحدث الثاني هو البعث والنشور
- هاتان الكلمتان مترابطان وذلك لأن البعث هو إعادة بث الحياةَ في الأموات من قبل الله مرة أخرى وخروجهم من القبور بقصد الحساب، أما النشور هو البسط والتفرق والانتشار.
- ويعتبر ذلك الحدث من أحداث يوم القيامة بالترتيب، حيث ينتشر جميع الكائنات الحية في الأرض متجهين إلى مكان الحشر، والبعث يكون بعد هطول المطر.
- حيث ينبت الله الجلد من التراب ويبعث الروح في الجسد، كما ينبت النبات من الأرض بعد أن تسقى بماء المطر.
الحدث الثالث أرض الحشر
- يأتي الناس إلى أرض الحشر من كل حدب وصوب يأتون أفواج أفواجاً، هذه الأرض تكون شديدة البياض، طاهرة التراب، عفراء.
- لا يوجد بها زرع أو نبات أو جبل، لا يملك فيها إلا موضع قدميه فقط، ويأتي الناس وهم يتملكهم الخوف والرعب، يتجردون من كل مظاهر الحياة من ملبس وأحذيه، فيأتون حفاة وعراة.
- ويأتي كل شخص بهيئة مختلفة، هذه الهيئة تعتمد على عمله في الدنيا، فمثلاً من ارتكب جرائم من قتل وسرقة وغيرها، يأتي وجسمه مشتعل بالنار، ومن كان يمشي بتكبر وغرور بين الناس يأتي بهيئة الذل وهكذا.
- يوم الحشر يكون يوماً واحداً، ولكن بقدر ٥٠ ألف سنة، ويشعر الناس بالجوع والعطش والتعب والعرق، بسبب اقتراب الشمس من الناس مسافة ميل، ويشعرون الناس بهذه الأشياء على قدر أعمالهم في الدنيا.
الحدث الثالث الشفاعة العظمى
بعد أن يبلغ التعب والكرب والشدة والعرق من الناس مبلغاً كبيراً، يبدأ الناس في التقرب إلى الأنبياء وأصحاب المقامات الرفيعة عند الله سبحانه وتعالى يطلبون منهم الشفاعة.
فيذهبون إلى أبو الأنبياء آدم عليه السلام فيقول نفسي نفسي، ثم يذهبون إلى خليل الله سيدنا إبراهيم فيقول أيضاً نفسي نفسي، ويذهبون إلى كليم الله ويقول نفسي نفسي، وغيرهم، حتى يأتوا إلى سيدنا محمد ويقول أمتي أمتي.
هذه شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم العظمى، والرسول له تسع شفاعات، موزعة على أحداث يوم القيامة.
الحدث الرابع الحساب والجزاء
- تجمع الناس لتتم محاسبتهم، حيث تبدأ جوارحهم بالشهادة عليهم، وتخبر الأرض الله سبحانه وتعالى بما كان يحدث على سطحها، وكما ذكرنا أن هيئة الناس يكونون مجردين من مظاهر الحياة من ملبس وأحذية، أي أنهم يكونون عراة حفاة القدمين.
- وأول مين يغطى بالملابس هو سيدنا إبراهيم عليه السلام، ثم تتطاير الصحف تقذفها الملائكة، وسجل فيها كل قول وفعل قام به الإنسان، الذي يأخذ كتابه باليمين يكون من أصحاب الجنة.
- والذي يتناول بالشمال يكون من أصحاب النار، يكون الحساب بين يدي الله سبحانه وتعالى، فهو وحده من يقوم بحساب العباد، ومن رحمة الله بنا بالأمه المحمدية، أنه وجدنا في يوم الجمعة، واليهود في يوم السبت والنصارى الأحد، والجمعة سابق لهم، لذلك نحن سابقون لهم في الحساب.
- كما قلنا أصحاب الجنة هم المؤمنون يأخذون كتبهم باليمين، لذلك يكون حسابهم سهلاً يسيراً أما أصحاب النار من الكفرة والمنافقين والمجرمين وغيرهم، يأخذون الكتاب بالشمال، حسابهم يكون عسيراً.
- يأتون في هيئة الذل والخذلان، ويجادلون الله في أعمالهم وينكرون ذلك، فتتوقف الألسنة على الكلام، ويأمر الله جوارحهم بالشهادة عليهم.
الحدث الخامس الميزان
- الله سبحانه وتعالى يزن السماء والأرض يوم القيامة، هذا أمر اتفق عليه كل الأئمة، ولكن الاختلاف كان في أن الله يزن أعمال العباد فقط أو يزن صحف العباد أو يزن العباد أنفسهم.
- ولكن مما لاشك فيه أن الميزان موجود يوم القيامة ووجوب الإيمان بحدوثه، وهناك من يقول بتعدد الموازين فلكل عمل ميزان ولكل شخص ميزان، فمثلاً الصلاة لها ميزان، الذكاة لها ميزان وهكذا.
- فمن غلبت حسناته سيئاته وزادت عليها فهو من أهل الجنة، ولو حدث العكس وغلبت السيئات الحسنات فهو من أهل النار، ولكن لو تساوى الاثنين فهو يكون بين الجنة والنار وهو يطلق عليهم اسم الأعراف.
- وبعد أن يقضي الله الميزان، يضرب الله النور عن الناس ويصبح المكان مظلم، ولكن كل شخص يهتدي بالنور الذي يسطع منه نتيجة أعماله الصالحة، ولكن الكافر أو المنافق لا يسطع منه نور فلا يرى شيئاً.
- ويقف الناس بجوار بعضهم بتماثل الأعمال، فمثلاً المؤمن جنب المؤمن، القاتل بجوار القاتل وهكذا، وكل أمة تقف تحت علم نبيها، فنحن سنقف تحت علم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
الحدث السادس الحوض والصراط
- الحوض هو مكان تتجمع فيه الماء لتسقي الناس، من بعد تعبهم من يوم الحشر، ولكل نبي حوض خاص به وأمته، ويكون مصدر ماء حوض الرسول صلى الله عليه وسلم من نهر الكوثر في الجنة.
- وتكون ماءه شديدة البياض أحلى من العسل،وأطيب من المسك، وتكون الأواني التي تشرب بها الناس بعدد النجوم فهو من أكبر وأعظم الأحواض، والذي يشرب من هذا الحوض لا يحس بالعطش من بعده مره أخرى.
- ويكون ذلك قبل عبور الناس على الصراط المستقيم، والصراط عبارة عن جسر منصوب على ظهر جهنم يعبر عليه الناس، وعند عبور الأمة الإسلامية يدعو لهم الرسول صلى الله عليه وسلم العبور بسلام وآمنين.
- ويوجد على الصراط المستقيم كلاليب تخطف من ثقلت أعماله من السيئات، وبعد مرور المؤمنين على الصراط يجتمعون من أجل القنطرة وهو زوال الحقد والحسد من قلوبهم، ويقتص الناجون من بعضهم لكي يدخلوا الجنة جميعاً.
- ويكون القصاص أيضاً بين جميع الكائنات حتى الحيوانات تقتص بعضها من بعض، ويقتص الظالم من المظلوم حتى لو كان المظلوم غير مسلم والظالم مسلم.
- يدخل الجنة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم هم المهاجرين والأنصار.
- وخاصة الفقراء منهم، ثم فقراء الأمة، وأغنياء الأمة يدخلون بعد أن يتم حسابهم.
الحدث السابع والأخير الجنة والنار
- يعتبر هذا الحدث هو آخر أحداث يوم القيامة بالترتيب، فالجنة عبارة عن لبنة من الذهب وأخرى من الفضة، تراب الجنة من الزعفران، ورائحة المسك، وفيها ما لاعين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، ولها درجات كثيرة.
- وبها خمس أنهار، نهر عسل، نهر الكوثر، نهر الخمر، نهر اللبن، نهر الماء، وسكانها لا يشيخون أبداً.
- ولهم فيها زوجتان من حور العين فائقتا الحسن والجمال.
- ومن أعمال التي تثبت حق دخول الجنة الإيمان بالله والأنبياء، حفظ القرآن، الجهاد، والإنفاق في سبيل الله.
وأخيراً يجب معرفة أحداث يوم القيامة بالترتيب على الأرض، وهي ما يسبق دخول الإنسان للجنة أو النار على حسب أعماله خلال حياته.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_7595
تم النسخ
لم يتم النسخ