كتابة : Jihane Ouchahde
آخر تحديث: 14/01/2020

استخدامات الدواء الوهمي

الأدوية والعقاقير الطبية باتت جزءا لا يتجزأ من حياتنا، فكثير من الناس الذين يشكون من علة أو مرض ما، دائما ما يلجؤون إلى الطبيب دون أن يصف لهم هذا الأخير أي دواء، فيكررون زياراتهم له، ويعيدون له سيناريو ما يشكون منه، فيضطر الطبيب إلى وصف الدواء الوهمي لمريضه، ولعل تخفيف الآلام من أبرز استخدامات الدواء الوهمي.
استخدامات الدواء الوهمي

الدواء الوهمي

الدواء الوهميPlacebo هو عبارة عن مادة تبدو وكأنها دواء لكنها ليست بتاتا بدواء، وتشبه إلى حد كبير الأقراص والكبسولات المعتادة شكلا وحجما، ولها نفس الطعم والرائحة، لكنها لا تحتوي على أي تركيبات دوائية، وإنما قد تكون مجرد سكر أو نشأ أو محلول ملحي أو بكتيريا جيدة، وتعطى للمريض بهدف علاجه، فهي تؤثر على التصور العقلي والنفسي للشخص مما ينعكس على التفاعلات الكيميائية والفسيولوجية بجسمه، فيتم إيهام المريض نفسيا بأن هذا الدواء الذي سيتناوله يحمل شفاء لمرضه، فيدفعه للاعتقاد بأن نظام المناعة بجسمه سوف يتغلب على المرض، ويسمى كذلك هذا الدواء الوهمي ب " الدواء الغفل".

استخدامات الدواء الوهمي

فيما يلي بعض من استخدامات الدواء الوهمي:

  • يستخدم الباحثون الدواء الوهمي في بحوثهم وذلك قصد المقارنة بينها وبين الأدوية الحقيقية.
  • يعطى لبعض الأشخاص الذين يعانون من الأوجاع المزمنة، ولمدمني المخدرات، ويعطى كذلك للذين يعانون من حالات القلق والاكتئاب، الشعور بتقلب المزاج، السعال، مشاكل انتصاب القضيب، داء باركنسون، الصرع...
  • يستخدم لتخفيف الآلام، ويعتقد بأن آليات عمله تتمثل في تحرير وإفراز مادة الإندورفين في الدماغ والإندروفين هي أهم مسكنات ألم موجودة بالجسم، ويفرزها على نحو طبيعي.
  • يستخدم لعلاج بعض الأمراض الجسدية الناتجة عن أسباب نفسية كالصداع والدوار، والأرق والقولون العصبي وغيرها من الأمراض الناتجة عن أسباب نفسية.

تأثير الدواء الوهمي

يتمثل تأثير الدواء الوهمي فياعتقاد المريض بأن الدواء سيكون فعالا وسيخلصه من المرض الذي يشكو منه، وهذا التأثير يبدأ بجزء من الدماغ يسمى ب "قشرة مقدم الفص الجبهي"، وتختص هذه المنطقة بالسلوكيات المعقدة وبالتخطيط، فحينما يعتقد المريض بأن هذا الدواء سيشعره بالتحسن، فمن الأكيد أنه سيشعر بتحسن،

في ما يلي بعض من تأثيرات الدواء الوهمي:

  • يؤثر الدواء الوهمي على بعض الحالات مثل الاكتئاب، اضطراب النوم، متلازمة الأمعاء المتهيجة، قرحة المعدة، الألم، انقطاع الدورة الطمثية (الحيض)...
  • حدوث آثار وأعراض جانبية كزيادة التبول، وتسمى هذه الآثار الجانبية بتأثير الدواء الوهمي.
  • شعور المريض بتحسن، لكن ليس تحسنا حقيقيا.
  • يمكن أن يكون للدواء الوهمي تأثير ايجابي أو سلبي.
  • له تأثيرات موضوعية وفيسيولوجية على الدماغ والجسم.
  • الدواء الوهمي لا يعمل من تلقاء نفسه في بعض الأمراض كالسرطان والربو.
  • هناك أشخاص يتأثرون بالدواء الوهمي أكثر من غيرهم، كالأشخاص الذين لا يشككون ويسهل التعامل معهم.
  • تأثير الدواء الوهمي قد يكون نفسيا، ويمكن أن يكون جسديا كذلك إذا ما تم إعطاء المريض دواء وهميا وتم إخباره بأنه منشط للعضلات.

أسباب تأثير الدواء الوهمي

سبب التأثيرات هي توقعات الفرد، فعندما يتوقع المريض بأن حبة الدواء تحمل تأثيرا معينا وشفاء لمرضه، فمن المحتمل أن العمليات الكيميائية داخل جسمه ستسبب تأثيرات مشابهة لتأثيرات الدواء الحقيقي، فإذا أخبرت المريض بأن الدواء الوهمي الذي ستعطيه إياه هو دواء منبه فسينتبه، وإذا أخبرته أنه دواء منوم فسيشعر بالنعاس، وإذا أخبرته أن له أعراضا جانبية كالغثيان والقيء فستظهر عليه هذه الأعراض.

عواملتأثير الدواء الوهمي

لعل أبرز العوامل التي تعزز من تأثير الدواء الوهمي بشكل ايجابي ما يلي:

  • توقعات المريض و تعمل على تأثير الدواء الوهمي بشكل ايجابي، وأما إذا شكك المريض بنجاحه فلن يكون له أي تأثير، فعقل الإنسان ينتج مادة كيميائية عند التفكير الايجابي أو السلبي، وهذه المادة تؤثر بشكل كبير على صحة المريض.
  • حجم الدواء كذلك يعتبر من بين عوامل تأثير الدواء الوهمي بشكل ايجابي، فكلما كان حجم حبة الدواء أكبر فتأثيرها سيكون أكبر، وحبتان تؤثران أكثر من حبة واحدة، والحبوب ذات اللون الأصفر والأحمر والبرتقالي هي حبوب ذات تأثير منبه، تزيد من حالة الصحو وضربات القلب، أما الحبوب ذات اللون الأخضر والأزرق فهي ذات تأثير مهدئ.
  • إذا تم إخبار المريض بأن الدواء الذي سيعطيه إياه الطبيب غالي الثمن أو من شركة دوائية معروفة ومشهورة فإن تأثيره سيكون أكبر، على عكس إذا ما أخبره بأنه دواء رخيص الثمن أو من شركة غير معروفة ومتواضعة، فالعلامة التجارية للسلعة لها تأثير فعال على مدى جودتها في عين المستهلك.
  • الغريب في الأمر أن الدواء الوهمي يؤثر بشكل مختلف على المجتمعات المختلفة، فأدوية خفض الضغط أقل تأثيرا على الألمانيين مقارنة بغيرهم، وفي نفس الوقت فهذا الدواء الوهمي يؤثر بشكل كبير على الألمانيين حينما يتعلق الأمر بقرحة المعدة.
  • إذا تم إعطاء المريض الدواء الوهمي على أنه دواء منبه فستزداد لديه معدلات ضربات القلب، وضغطه سيرتفع، مما يزيد من معدل تفاعلات جسمه، وأما إذا تم إعطاءه للمريض على أنه دواء منوم فيشعر بالنعاس.
  • ثقة المريض بطبيبه تساعد إلى حد كبير في نجاح تأثير الدواء الوهمي، فيعتقد المريض بأن الدواء الذي وصفه له طبيبه سيشفيه، وسيسيطر التفكير الإيجابي عليه مما سيساعده على الشفاء والتعافي من المرض.
حينما يكون أحد منا مريضا تم يتوقع تحسن حالته فإنه في الغالب يتحسن، والسبب يكون دافعا ذاتيا منه أكثر مما هو بسبب الدواء، وهذا هو نفس التأثير الذي يقوم به الدواء الوهمي، بالرغم من كونه لا يحتوي على أي تركيبات دوائية، وبالرغم من كونه ليس أبدا بدواء، إلا أن له مفعولا قويا على صحة الإنسان، فحينما تقوم بإيهام المريض نفسيا بأن ذلك الدواء الذي قدمته له سيخلصه من مرضه ويقتنع بذلك، فإن حالته مباشرة ستتحسن، فالجانب النفسي يلعب دورا مهما لشفاء أي مرض.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ