كتابة : رقية خالد
آخر تحديث: 24/06/2023

تعريف الدول النامية وأهم خصائصها ومشكلاتها

يطلق مصطلح الدول النامية developing countries على الدول التي تتميز بمستوي معيشي ينخفض عن المعدل الطبيعي كما أنها تحتل مكانة منخفضة في مؤشرات التنمية البشرية. وسوف تناول في هذا المقال في موقع مفاهيم تعريف الدول النامية والخصائص التي تميزها عن باقي الدول المتقدمة، بالإضافة إلى الركائز التي تعتمد عليها هذه الدول لنمو اقتصادها، معوقات التنمية في تلك الدول.
تعريف الدول النامية وأهم خصائصها ومشكلاتها

ما هي الدول النامية؟

إن تعريف الدول النامية أو المستنمية بالإنجليزي: developing countries هي:

  • الدول التي يقل مستوي دخل الفرد فيها اثنين دولار يوميًا وذلك حسب التقرير الذي أصدره البنك الدولي في أغسطس الماضي، حيث يبلغ عدد السكان الذين يعشون في مستوي خط الفقر أو تحت مستواه حوالي ستة مليارات نسمة، كما أشارت بعض الدراسات التي أجريت لتوضيح الإحصائيات أن الدول المستنمية تفقد سنويًا ما يتراوح بين 50-100 مليون دولار يومياً وذلك بسبب السلبية مثل الرشوة واختلاس الممتلكات والابتزاز وغيرها من الأعمال الغير مشروعة.

كما يقسم البنك الدولي الدول المستنمية إلي عدة أقسام وذلك وفقًا لعدة أسباب تؤثر في اقتصادها على النحو الآتي:

  • الدول الفقيرة المثقلة بالديون، الدول المنخفضة الدخل، الدول متوسطة الدخل، الدول الهشة والتي تتأثر كثيراً بالصراعات والنزاعات.
  • ومن المعروف وفقاً لتقرير البنك الدولي أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تمثل أسرع معدلات نمو في الزيادة السكانية في العالم.
  • حسب الإحصائيات الدولية فقد تبين تعرض حوالي 1.7 مليون نسمة للموت سنوياً بسبب المياه الغير صحية ونقص خدمات الصرف الصحي ويحتل الأطفال دون سن الخامسة 90% من جملة الوفيات.
  • من المعروف أن عنصري الغذاء والماء من القضايا الأساسية للصحة وازدهار التنمية البشرية إلا أن حدث وقد واجه حوالي مليار نسمة خطر الجوع في عام 2011 وما زال مليار أخرين من السكان يعانون من أجل الوصول مصدر صحي للمياه، فلا شك أن هذه العناصر تتجمع فيما بينها لتكون ما يطلق عليهم بالدول المستنمية.

أسماء الدول النامية في العالم

يتم تحديد الدول النامية في العالم وفقا لعدة متغيرات تشمل وضعها الاقتصادي والاجتماعي والسياسية، وتأتي في مقدمة هذه الدول ما يلي:

  • أفغانستان، وأنغولا، والأرجنتين، وبنغلاديش، وبوليفيا، وبوركينا فاسو، وكمبوديا، وتشاد، والصين، والكونغو، وجمهورية الدومينيكان، والإكوادور، ومصر، والسلفادور، وإثيوبيا، وغانا.
  • غواتيمالا، هايتي، هندوراس، الهند، إندونيسيا، العراق، جامايكا، كينيا، لاوس، لبنان، مدغشقر، ملاوي، مالي، المغرب، موزمبيق، نيبال، نيكاراغوا، النيجر، نيجيريا، باكستان، رواندا، السنغال، الصومال، سري لانكا، السودان، وتنزانيا وأوغندا، وفيتنام، واليمن، وزامبيا، وزيمبابوي.

لماذا سميت الدول النامية بهذا الاسم؟

  • تعود تسمية دول العالم الثالث أو الدول النامية بهذا الاسم نسبة إلى الرئيس الأمريكي السابق هاري ترومان، وهي تعريفًا مهذبًا للدول المتخلفة من أجل دفعها نحو تحقيق التنمية التي وصلت إليها الدول المتقدمة أو دول العالم الثاني (دول الاتحاد السوفيتي سابقا)التي كانت متطورة اقتصاديًا وسياسيًا واجتماعيًا.
  • وقد أشار التسمية إلى دول العالم الثالث بهذا الاسم نسبة لانخفاض مستوى المعيشة والأجور، وسوء الأحوال الاقتصادية وقلة الرعاية الصحية والتعليمية، وكذا الزيادة السكانية الكبيرة مع انخفاض الاقتصاد وعدم الاهتمام بالتقدم التكنولوجي.
  • ورغم ذلك إن مصطلح الدول النامية مثير للشكوك، لأنه يضم بعض الدول المتقدمة، مثل الصين والهند والبرازيل، وكذا بعض دول الخليج النفطية، وكذلك الدول الفقيرة، فلا يوجد تفسير دقيق لمزج هذه الدول معا تحت مسمى الدول النامية.

ترتيب الدول المتخلفة في العالم

وفقا لتقرير مؤشر التنمية البشرية للأمم المتحدة، أن أكثر 10 دول متخلفة في العالم والتي تعاني من تدني مستوى المعيشة مع انخفاض الاقتصاد والإنتاجية، وانتشار الفقر والبطالة والجهل، وتشمل هذه الدول المتخلفة ما يلي:
  • دولة النيجر.
  • جمهورية أفريقيا الوسطى.
  • تشاد.
  • بوروندي.
  • جنوب السودان.
  • مالي.
  • بوركينا فاسو.
  • سيراليون.
  • موزمبيق.
  • إيتريا.

هل يعتبر الوطن العربي من مجموعة الدول النامية؟

يعتبر الوطن العربي جزءاً من المنظومة التي تعبر عن الدول المستنمية إذ تتوافر فيه الشروط والمعايير ما يجعله يقع تحت تصنيف الدول المستنمية، فكل من لا ينتمي إلى ما يسمي بمنظومة الدول المتقدمة فإنه يندرج تحت مسمى الدول المستنمية.

مصطلح العالم الثالث

  • يطلق مصطلح العالم الثالث على الدول لا تندرج تحت مصطلح العالم الأول أو الثاني الذي يعني الدول المتقدمة صناعياً.
  • لقد ظهر هذا المصطلح لأول مرة عام 1652 حينما كتب الاقتصادي الفرنسي ألفريد سوفيه مقالة أشار فيه إلى الدول التي لا تنمني إلى مجموعة الدول الغربية المتقدمة صناعياً أو مجموعة الدول الشيوعية (الاتحاد السوفيتي والصين وأروبا الشرقية) يطلق عليها العالم الثالث، وقد اقتبس هذه التسمية من الفئة الثالثة في المجتمع الفرنسي قبل قيام الثورة الفرنسية.

مصطلح العالم الأول

  • يطلق مصطلح العالم الأول علي الدول الناتو التي تتميز بتطور صناعي واقتصادي كبير والتي بسبب تطورها ونموها وفرت لمواطنيها مستوي معيشي أفضل، كما أن هذه الدولة تمسكت بالرأسمالية ضد الشيوعية أثناء نشوب الحرب الباردة.

مصطلح العالم الثاني

  • أما مصطلح العالم الثاني فيطلق علي الدول التي نادت بالاشتراكية وخالفت المنظومة الفكرية للعالم الأول كما رفضت الثقافة الليبرالية والرأسمالية المفتوحة.
  • تتميز هذا الدول بتميزها في المستوي التعليمي والثقافي.

الفرق بين الدول النامية والدول المتقدمة

هناك بعض الفروق الجذرية بين دول العالم النامي ودول العالم المتقدم، ومن هذه الفروق ما يلي:

الدول المتقدمة الدول النامية
هي الدول الصناعية الديموقراطية داخل دائرة النفوذ الأمريكية هي الدول الزراعية المتخلفة في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية
ذوي الدخل الاقتصادي المرتفع ذوي الدخل المنخفض والمتوسط
انخفاض نسبة المواليد والوفيات ارتفاع نسبة المواليد والوفيات
التقدم الاقتصادي والاجتماعي والسياسي التخلف الاقتصادي والاجتماعي والسياسي
زيادة الإنتاجية وارتفاع الأجور انخفاض الإنتاجية وتدني مستوى المعيشة والأجور

خصائص الدول النامية

من أبرز الخصائص التي اتصفت بها الدول المستنمية:

  1. انخفاض في المستوى المعيشي للفرد، ويتضمن ذلك الحصول على دخل منخفض يقل عن اثنين دولار يومياً، تدهور في الجانب الصحي، تدهور في مستوي التعليم.
  2. تقلص في مستوي الإنتاج المحلي.
  3. الزيادة الكبيرة لمعدل النمو السكاني.
  4. اعتمادها علي الصادرات للمنتجات الأولية وعل المنتجات الزراعية.
  5. ضعف في الجانب السياسي والعلاقات الدولية ولذلك فإنها تتميز بأنها دولاً تابعة لغيرها.
  6. ارتفاع شديد في نسبة البطالة وخاصة بين الشباب.

مشاكل الدول النامية

هناك العديد من المشكلات التي تتعوق طريق الدول المستنمية نحو التقدم ومن أهمها:

1. الإدارة السيئة في الحكم:

  • فعند تولي الحكومة منصب الحكم، تتعهد لمواطنيها بكثيرات من التجديدات التي تعمل على التقدم والرقي للبلاد، ولكنها لا تقوم بتنفيذ ما تعهدت به بمجرد توليها منصب الحكم.

2. الفساد:

  • يعتبر الفساد من أهم المشكلات التي تعرقل طريق البلاد نحو التقدم، فقد أصبح الفساد بكافة أشكاله من قبول الرشوة والابتزاز وغيرها من الأفعال الغير مشروعة شوكة في ظهر العديد من البلدان النامية.

3. الاضطراب السياسي:

  • يعمل الاستقرار السياسي على بث ثقة المواطن في الحكومة مما يعمل علي زيادة الاستثمار وتحقيق نمو اقتصادي للبلاد ولكن الدولة النامية تهدر الكثير من وقتها في الأمور السياسية بدلا من العمل علي تحقيق برامج التنمية، ومن المعروف أن الدول المتقدمة تبعد تماما عن دخولها في حروب أهلية للحفاظ علي مستوي اقتصادها نجد في المقابل أن الدول المستنمية تسعي لاستخدام الحروب للوصول إلى طموحها السياسي.

4. الحروب الأهلية:

  • تؤثر الحروب الأهلية علي اقتصاد الدول تأثيراً سلبياً، فمن الدول التي تضررت من الحروب الأهلية جمهورية أفريقيا الوسطي، السودان، الكنغو، أنغولا، رواندا، بورندي.

5. التعليم:

  • يلعب التعليم دوراً مهماً في التنمية الاقتصادية، حيث حققت الدول المتقدمة نمواً اقتصادياً بسبب اهتمامها بالجانب التعليمي، وفي مقابل ذلك نجد أن الدول المستنمية لا تعطي للتعليم حقه من الاهتمام وتعتبر التعليم الحديث فرضاً للنفوذ الغربي.

6. القبلية:

  • يرجع ظهور القبائل إلى الانقسام السياسي وإلي التنشئة الثقافية التي سادت في دول العالم النامي ومن الأثار السلبية لظهور القبائل رغبة زعماء القبائل في السيطرة علي اقتصاد البلاد ونهب ثرواتها لصالح عائلتهم مما أدي إلى عدم المساواة في توزيع الثروات.

7. الأمراض:

  • تعتبر الأمراض من المشكلات التي تواجه الدول المستنمية في تحقيق تقدمها وذلك بسبب انفاق الأموال الكثيرة والوقت والطاقة لمكافحة الأمراض بدلا من استغلال هذه الأموال في نمو الاقتصاد، ومن الأمراض التي تعمل الدول علي تفشيها فيروس سي.

8. الجوع والفقر:

  • تعاني الدول المستنمية من نقص الغذاء وتدهور الرعاية الصحية مما يجعل السكان أقل كفاءة من سكان الدول المتقدمة التي تتمتع بحياة أفضل.

9. الإفراط في الاعتماد علي الدول الأجنبية:

  • هناك بعض المعتقدات التي لا زالت توجد في أذهان سكان الدول المستنمية أنها في حاجة للاعتماد علي المساعدات الأجنبية.

حلول مشاكل دول العالم الثالث

هناك بعض الحلول التي يمكن الاعتماد عليها لحل مشاكل دول العالم الثالث، ومن أهم هذه الحلول الت يتساعدنا أيضا على إجابة سؤال كيف تصبح الدول النامية دول متقدمة؟ ما يلي:

  1. الحفاظ على السلام والأمن ونزع السلاح ووقف الحروب والصراعات بين دول العالم الثالث من أجل القضاء على الفقر.
  2. السعي نحو البحث العلمي ومواكبة التطورات التكنولوجية الحديثة في العالم لملاحقة قطار التقدم.
  3. ذاتية التمويل وتشجيع المستثمرين وإعطاء فرص عمل للباحثين وزيادة عجلة التقدم الاقتصادية.
  4. مواجهة الأمراض والبحث عن أحدث اللقاحات والتطعيمات والأدوية للقضاء على الأمراض.
  5. تحسين مستوى معيشة الأفراد من خلال تحسين الأجور والقضاء على البطالة وإقامة المشروعات التنموية قصيرة وطويلة الآجل.
  6. السماح بالمشاركة السياسية والاجتماعية لكافة أحزاب وطوائف وقبائل الدول الواحدة لإيجاد حل مشترك للأزمات والمشاكل.
  7. إعطاء أولوية ومجانية للتعليم بمراحله المختلفة لأن تقدم الدول قائم على أفراد لديهم علم ومعرفة.
  8. الاهتمام بالرعاية الصحية والنفسية لأفراد المجتمع من أجل زيادة الإنتاجية ودفع عجلة التقدم الاقتصادي.
  9. توضيح الأمور السياسية لأفراد المجتمع ومحاولة إيجاد ساحة مشتركة للحوار الوطني السياسي وذلك منعا لأي اضطراب سياسي داخلي أو خارجي.

الركائز التي تعتمد عليها الدول النامية في النمو الاقتصادي

هناك بعض الركائز التي تعتمد عليها الدول النامية في تحقيق التنمية الاقتصادية، وتتمثل فيما يلي:

  1. مواصفات البلد من حيث الموقع الجغرافي والمساحة وعدد السكان ومن المعروف أن الزيادة السكانية تساهم في تأخر النمو الاقتصادي للبلاد.
  2. تاريخ البلد من حيث الاستعمار والحروب.
  3. ما تتملكه البلد من موارد مادية وبشرية.
  4. مدي الاهتمام بالقطاع العام والقطاع الخاص.
  5. طبيعة البلد في بناء الهيكل الصناعي حيث إن النمو الصناعي هو الأساسي في تقدم البلاد.
  6. مدي اعتماد البلد علي القوي الاقتصادية والسياسية في إدارة شئون البلاد.

معوقات التنمية في دول العالم الثالث

من أهم معوقات التنمية التي تعاني منها دول العالم الثالث، وفقا لتقرير الأمم المتحدة للتنمية، ما يلي:

  1. ارتفاع نسبة الديون المتزايدة باستمرار خاصة مع ظهور الأوبئة وقد وصلت عام 2022 إلى 43 مليار دولار.
  2. تهميش دول العالم الثالث في التجارة العالمية، وارتباط السوق المحلي بالأسواق العالمية أدى إلى ارتفاع الأسعار وركود الأسواق، وتهميش الصادرات.
  3. عدم وصول الطاقة الكهربائية لكافة الدول النامية بحيث تغطي احتياجات سكانها بأكملهم مما أدي إلى التأثير على كافة قطاعات الدول بالسلب.
  4. التغييرات المناخية المؤثرة على البيئة في الدول النامية والمؤثرة على الصحة العامة للأفراد وعلى الإنتاجية، وتؤدي إلى كوارث بيئية ووفيات من البشر.

أهم الأسئلة التي يطرحها الآخرون

هناك العديد من التساؤلات التي يبحث عنها الأفراد حول الدول النامية، وتشمل ما يلي:

الدول النامية هي الدول التي يقل مستوى دخل الفرد فيها عن اثنين دولار يومياً والدول التي تعاني من الارتفاع في كثافة السكان، إضافة إلى نقص الغذاء والتدهور في الجانب الصحي.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ