كتابة :
آخر تحديث: 01/07/2019

الكنيسة المعلقة..أقدم شاهد على أثار مصر القبطية القديمة

مشوار كبير قطعته العقيدة المسيحية منذ ظهورها وبداية انتشارها وحتى وصولها إلى الترتيب الثانى ضمن أكبر العقائد والأديان التى تدين بها مئات الملايين من البشر، الرحلة نفسها بدأت مع المسيح عيسى بن مريم "عليه السلام"، الذى كان منذورًا للمعاناة منذ مولده إلى حدّ اضطرار أمّه السيدة مريم العذراء إلى الرحيل به عن محطّة الميلاد، ومن أهم الأماكن القبطية التى يؤمها الأقباط كانت الكنيسة المعلقة التى تعد واحدة من أهم الأثار فى مصر.

الكنيسة المعلقة..أقدم شاهد على أثار مصر القبطية القديمة

وصف الكنيسة

الكنيسة المعلقة، هى واحدة من أهم الأثار القبطية فى مصر، توجد فى حى مصر القديمة فى منطقة القاهرة القبطية الأثرية، ويرجع سبب تسميتها باسم المعلقة لأنها بنيت على برجين من الأبراج القديمة للحصن الرومانى الذى بناه الإمبراطور تراجان فى القرن الثانى الميلادى، وتم بناؤها على الطراز البازيلكى.

أهميتها التاريخية

تعد من أقدم الكنائس التى لا تزال باقية فى مصر وهى معلم سياحى قبطى هام، بنيت الكنيسة على أنقاض مكان اختبأت فيه السيدة مريم والسيد المسيح والقديس يوسف النجار أثناء الثلاث سنوات التى قضوها فى مصرهربا من حاكم فلسطين الذى أمر بقتل السيد المسيح، وهناك أقوال أخرى بأنها مكان لخلوة كان يعيش به أحد الرهبان النساء.

مكوناتها

تتكون الكنيسة من طابقين ويوجد فى مدخلها نافورة وممرا يكتظ بصور الباباوات السابقين وأخرى تذكارية تجمع بين باباوات الكنيسة ببعض الرؤساء وصور أخرى عن أهم الأحداث التى طرأت على الكنيسة، وتعتبر الكنيسة من أهم المعالم القبطية التى يؤمها المئات كل يوم لموقعها الفريد ضمن مجمع الأيان.

وعلى الرغم من أصالتها وعقارتها إلا أنها جددت عدة مرات خلال العصر الإسلامى مرة فى خلافة هارون الرشيد عندما طلب البطريرك الأنبا مرقس من الوالى الإذن بتجديد الكنيسة ومرة فى عهد العزيز بالله الفاطمى وأصلح ما هدم من جميع الكنائس وقتها ومرة ثالثة فى عهد الظاهر لإعزاز دين الله، واشتهرت الكنيسة بأنها مقر للعديد من البطاركة منذ القرن الحادى عشر.

مساحتها

تبلغ مساحة الكنيسة المعلقة 23,5 متراً طولاً و18,5 متراً عرضاً و9,5 متراً ارتفاعاً، ويعد البطريرك خريستودولوس هو أول من اتخذ الكنيسة مقرا لبابا الإسكندرية، وقد دفن بها عدد من البطاركة في القرنين الحادي عشر والثاني عشر، وهناك صور وأيقونات بالكنيسة تضاء لها الشموع، وكانت تقام بها محاكمات الكهنة، والأساقفة، ومحاكمات المهرطقين فيها أيضا.

مزارا سياحيا

الكنيسة المعلقة تعد مزارا هاما للأقباط، نظرا لقدمها التاريخي، وارتباط المكان بالعائلة المقدسة، ووجودها بين كنائس وأديرة لـقديسين أجلاء، فتسهل زيارتهم، وعلى الرغم من صغر حجمها إلا أنها شهدت أحداثًا جسامًا، منها محاكمة الأساقفة الذين اتهموا بالهرطقة، وكانت مقرًا لعدد من البطاركة منذ القرن الـ11 ميلادية.

أول مقر بابوي

الكنيسة المعلقة تعد أقدم الكنائس القبطية وكانت أول مقر بابوي فى القاهرة حيث استخدمها البطريرك السادس عشر فى القرن السابع بصفة غير رسمية واستمر ذلك حتى القرن الثالث عشر، بعدها انتقل المقر البابوى إلى كنيسة الروم بحارة الروم ثم كنيسة العذراء بحارة زويلة ثم إلى المقر البابوى بشارع كلوت بك وانتهاء بالمقر الحالى بالبطريركية المرقسية بالعباسية.

كانت الكنيسة المعلقة من أكثر المناطق تأثرا بزلزال 1992، وبدأ مشروع الترميم عام 1998، حيث تم علاج وصيانة الاثر دون أن يفقد أثريته ودون استخدام مواد ضارة تؤثر عليه على المدى البعيد، حيث تم ترميم الرسوم الجدارية والايقونات الى جانب معالجة الاثار الناتجة عن زيادة منسوب المياه الجوفية.

وهي على ارتفاع حوالي 13 متراً عن سطح الأرض، وأطلق عليها في القرون الوسطى "كنيسة السلالم" لوجود 23 درجة تؤدي إليها، وعرفت أيضا باسم "كنيسة العمود" وهذا الاسم كان وقت معجزة نقل جبل المقطم في‏ ‏عهد‏ ‏الخليفة‏ ‏المعز‏ ‏لدين‏ ‏الله‏ ‏الفاطمي حيث ظهرت العذراء مريم للأنبا إبرآم على عمود داخل الكنيسة المعلقة لإرشاده.

اقباط مصر نقشوا على حجر عبارة باللغة العربية فوق مدخل حصن بابليون نصه ( سلوا تعطوا.. أطلبوا تجدوا.. أقرعوا يفتح لكم )، وموقع الكنيسة حيث تقع واجهتها بالناحية الغربية على شارع ماري جرجس، و تتكون من طابقين وتتكون من 3 أجنحة وردهة أمامية وهيكل يتوزع على 3 أجزاء، وهي مستطيلة الشكل، و تتكون من صحن رئيسي وجناحين صغيرين، وبينهما 8 أعمدة على كل جانب.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ