كتابة : إيمان السعيد
آخر تحديث: 07/10/2023

خصائص المدارس الفنية التجريدية ومميزاتها وأنواع الفن التجريدي

يهتم عشاق الفن التشكيلي بالبحث عن المدارس الفنية التجريدية ضمن أنواع الفن التشكيلي الهامة، ويعتمد هذا الفن على بساطة الألوان والأشكال، حيث يمتلك طابع معنوي ونقي ومنظم، كما يبتعد عن الوصف الدقيق للطبيعة أو الأشياء، ويعرف بعدد من الأسماء مثل الفن الملموس والفن الغير موضوعي، حيث لا تصف اللوحة المرسومة إلى أي كان أو مكان، وفي موقع مفاهيم نتحدث معكم عن أنواع وعناصر وأهمية الفن التجريدي، وأشهر الفنانين الذين اعتمدوا على هذا الفن في إخراج مشاعرهم العميقة.
خصائص المدارس الفنية التجريدية ومميزاتها وأنواع الفن التجريدي

المدارس الفنية التجريدية

  • يعتمد الفن التجريدي على تقديم رسم تجريدي من الطبيعة مع التحرر من النقل التفصيلي للصورة، ويعطي فرصة للمشاهدين ليقوموا بتفسير العمل من وجهات نظرهم المختلفة، وأصبح الفن التجريدي حديث النقاشات في مجالات الفن الحديث، وخاصة أنه لا يحتاج إلى مهارات فنية بشكل كبير.
  • لذلك قال فنان تجريدي شهير يعرف باسم فاسيلي كاندينسكي أن الفن التجريدي من أصعب أنواع الفنون، حيث تطلب أن يمتلك الرسام حساسية شديدة للألوان ومعرفة الرسم بشكل جيد، وأن يكون الرسام شاعراً حقيقياً.

مفهوم التجريدية

جاء مفهوم التجريدية في اللغة العربية من الفعل المضارع وهي كلمة جرد، بمعنى إزالة ما عليه وتقشيره، وعرفت معنى الكلمة اصطلاحا بالعديد من التعريفات، التي ذكرها أشهر الفنانين، وأبرزها ما يلي:

  • عرف الفن التجريدي في عصر ما قبل الإسلام بتخليص الشكل الطبيعي من التفاصيل الجزئية، وأن يتم الاكتفاء بالأشكال البسيطة المعبرة عن الفكرة المراد رسمها.
  • عرف هذا الفن في أوربا من عصر النهضة إلى وقتنا الحالي باستخلاص الجوهر من الشكل الحقيقي.
  • عرف ابن سينا التجريد بأنه انتزاع النفس من الكليات المفردة من الجزيئات، وتجريد معانيها من المادة وما يتعلق بها.
  • عرف التجريد في الفكر الفني الحالي أنه الفن التشكيلي المعاصر، ورفض الصورة والتمثيلية التصويرية، ورفض التقييد بالطبيعة والمنظور، والإشارة إليها فقط.
  • عرف التجريد في الفن المعاصر أنه الابتعاد عن المحاكاة الساذجة، واستخراج الشيء الجوهري المختفي وراء المظاهرة الحسية.

خصائص المدرسة التجريدية

هناك بعض السمات والخصائص التي تميز المدرسة أو الفن التجريدي بصفة عامل، ومن أهم هذه الخصائص ما يلي:

  • لا ينقل الصورة الواقعية بشكل مفصل، ولكن يمزج بين الواقع وأسلوب الفنان.
  • البساطة والدقة هي أسلوب الفن التجريدي والابتعاد عن التكلف أو استخدام رموز معقدة.
  • الاستخدام الواضح للرموز والألوان والأشكال الهندسية.
  • تُوسع مدارك المشاهد نحو الانتباه إليها وكشف رموزها وفقا لوجهة نظره الفنية.
  • يستخدم الفنان التجريدي الأشكال الهندسية ببراعة ويتم تجميع رموزها في لوحة تعطي مغزى دلالي يقصده الفنان، ويفسره المشاهد وفقا لوجهة نظره.
  • الفن التجريدي لا يعطي اهتماماً بالأشياء الساكنة، بينما اللوحات التجريدية مفعمة بالحركة والنشاط.
  • الفن التجريدي لا يهتم بالشكل الظاهري للأشياء، وإنما يبحث عن الجوهر ليبرزه.
  • تتميز المدرسة التجريدية ولوحتها أنها تحتاج إلى مزيد من التأني والدقة للوصول لرسالتها الفنية.
  • بقايا ألوان ريشة الفنان التجريدي المتناثرة على اللوحة ليست عشوائية، وإنما يقصد بها شيء ما يمكن أن يصل إليه مشاهد اللوحة.

أنواع الفن التجريدي

تعتمد المدارس الفنية التجريدية على تقديم أنواع الفن التجريدي وتفاصيل كل نوع على حدة، ليتمكن عشاق الفن التشكيلي من القدرة على الإبداع والتميز، وفيما يلي أبرز أنواع الفن التجريدي:

النوع المُرتبط بالألوان أو الضوء

  • يتميز هذا النوع باحتوائه على دوامات من الصبغات اللونية، والتي تجعل العمل الفني صعب التمييز، ويظهر هذا النوع كثيراً في أعمال الفنان الشهير أوسكار كلود مونيه، كذلك اشتهر الفنان جوزيف مالورد بهذا النوع من الفن التجريدي.

النوع البسيط

  • ظهر نوع الفن التجريدي البسيط عقب ظهور النوع الهندسي، لذلك تم استخدام هذه الأشكال الهندسية بشكل مبسط في نوع الفن التجريدي البسيط، ولكن يتم الرسم بشكل ثلاثي الأبعاد، وحظي هذا النوع بشهرة واسعة جداً وشعبية كبيرة، مقارنة مع جميع أنواع الفنون الأخرى.

النوع الهندسي

  • تم تسمية هذا النوع بالفن التجريدي الهندسي بعد استخدام الأشكال الهندسية في الرسم، مثل المثلثات والمربعات والدوائر والمستطيلات، لذلك يكون هذا العمل الفني بعيد جداً عن تصوير الأشياء بشكل واقعي، حيث يتم الرسم بشكل ثنائي الأبعاد، ومن الجدير بالذكر أن هذا النوع من الفن ظهر القرن العشرين، من بداية تحول الأنماط الفنية.

النوع الانحنائي

  • يعتمد العمل الفني من خلال هذا النوع على ضم الخطوط المنحنية لرسم الأنماط المختلفة، مثل الدوائر والدوامات والأنماط اللولبية، ويستخدم كثيراً هذا النوع عند رسم الوجوه البشرية، ويشتهر هذا النوع بشكل واسع في منطقة خليج بابوا.

النوع الإيمائي

  • يعتمد النوع الإيمائي على طريقة رسم اللوحة، بدون الاهتمام بأي موضوع أو فكرة الرسم، وبذلك يعتمد الفن التجريدي الإيمائي على المشاعر العميقة وحدس الرسام، ومن أشهر ألواح هذا النوع هي لوحة رقم 5 الفنان جاكسون بولوك.

مميزات الفن التجريدي

يضم الفن التجريدي العديد من المميزات، التي جعلته من أفضل وأهم الفنون، وخاصة في العصر الحديث، ومن أبرز مميزات الفن التجريدي ما يلي:

  • يتم من خلاله تشخيص الظواهر بدون رسمها على الطبيعة، ويصدر من الروح الإنسانية، إضافة إلى ما وراء الأمور الطبيعية.
  • يعتمد على العناصر التعبيرية التصويرية، مما يعني الاعتماد على التعابير التحليلية، والتي تربط بشكل أساسي بجميع ما وراء الطبيعة والتي يصعب فهمها، ويعتمد على إظهار العاطفة من خلال التعبير بالأشياء المحسوسة أو الرموز والألوان.
  • استيعاب الاتجاه العاطفي والعقلي، من خلال الجمع بين الاتجاه العقلي والعاطفي والبناء والتناغم والنظام لدى الفنان، لذلك يعد الفن التجريدي من أنواع الفنون التي استطاعت أن تحقق التوازن بين العقل والخيال، وتجنب التقليد.

تاريخ نشأة الفن التجريدي

  • يعود تاريخ الفن التجريدي إلى رسوم في العصور القديمة على الفخار والصخور، ثم بدأت فكرة الأعمال الفنية التي تعتمد على البساطة في تخيل وتصوير الأشياء في القرن التاسع عشر، حيث ظهرت الأعمال الفنية التي تقوم بشرح قصة أو فكرة.
  • كذلك ظهر الفنانون الذين قاموا بدراسة الإدراك البصري للضوء وظهور الأفكار التي تتجنب التقليد والمثالية، وأكدوا أن الخيال أهم عوامل الإبداع.
  • ثم أشار الفنان موريس دينيس في عام 1890 إلى ضرورة تذكر الصورة جيداً قبل بدء تنفيذها وتحويلها إلى قصة، وظهر هذا الفن كأحد أنواع الفنون في بداية القرن العشرين، حيث قام العديد من الفنانون في هذه الفترة بعدد كبير من الأعمال الفنية الخيالية وتجنبوا المرئيات.
  • وعرفت أعمالهم الفنية بالأعمال النقية، ومن أشهر لوحات ذاك الوقت لوحة الفنان فرانسيس بيكابيا عام 1909م.

اتجاهات الفن التجريدي

تضم المدارس الفنية التجريدية عدد من الاتجاهات المميزة والفريدة، وتم ابتكار هذه الاتجاهات من قبل عدد من أشهر الفنانين التشكيليين، وأبرز اتجاهات الفن التجريدي كالتالي:

حركة فاسيلي كاندينسكي التجريدية

ابتكر فاسيلي حركة تجريدية تمثل التيار الروحي، وبدأت هذه الحركة بتحديد الأمور والعناصر الروحية والابتعاد عن العقل، حيث كان يميل إلى عزل الطبيعة عن الجمال، وتطورت هذه الحركة إلى استخدام الأشكال والألوان بشكل مجرد، حتى تم الاستغناء نهائياً عن الأشكال الطبيعية.

حركة بيت موندريان التجريدية

ابتكر موندريان حركة تجريدية مميزة، وتمثل التيار الرياضي، والتي تمثل الحالة العاطفية لدى الرسام، وتعتمد على الخطوط الأفقية الهادئة والمنظمة، كما استخدم الألوان المختلفة، مثل الأبيض والأسود والأصفر والأزرق والأحمر.

مؤسسو الفن التجريدي

تم اكتشاف الفن التجريدي ضمن الفن التشكيلي في قديم الزمان وقبل الإسلام، وكان ذلك على يد عدد من أشهر الفنانين، ومن أبرزهم ما يلي:

بيت موندريان

  • بيت موندريان من أشهر مؤسسي الفن التجريدي الهندسي، حيث إنه أول من اكتشف خصائص اللون الطبيعي والشكل، ويجدر بالذكر أنه بدأ في الرسم من خلال لوحات تحمل المعنى الانطباعي، ثم توجه إلى الرسم عن طريق تبسيط الأشياء، حتى وصل إلى الابتعاد عن الحقيقة مع إحداث توازن بصري.

فاسيلي كاندينسكي

  • من أشهر الفنانين الذين كان لهم الفضل في تأسيس الفن التجريدي، حيث قام برسم العديد من اللوحات الفنية التي تشمل الألوان والمساحات والخطوط، واستطاع أن يصل إلى الصورة المجردة من الأشياء، واعتمد بشكل كبير على أحداث تضاد وانعكاس، وتناغم في لوحاته.

أشهر لوحات الفن التجريدي

هناك العديد من اللوحات الفنية التجريدي التي تحمل العديد من المعاني والمعبرة على وجهة نظر صاحبها، ولعل أشهر لوحات الفن التجريدي، ما يلي:

  • "لوحة عارية أوراق خضراء وتمثال نصفي" للفنان الإسباني "بيكاسو".
  • "لوحة الإغاثة" للفنان البريطاني "بن نيكلسون".
  • "لوحة سينيسيو" للفنان الألماني "بول كلي".
  • "لوحة نساء الجزائر" للفنان الإسباني "بيكاسو".
  • "لوحة الرقم خمسة" للفنان "جاكسون بولوك".
حظت المدارس الفنية التجريدية على حب، وتعلق عدد كبير من أشهر الفنانين التشكيليين، ومن أبرزهم الفنان أمبرتو بوتشيني، وجاكسون بولوك وكازيمير ماليفيتش.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ

المراجع