كتابة :
آخر تحديث: 05/10/2023

ما هو معنى تدجين الحيوانات وأهميته؟

إن تدجين الحيوانات هو عبارة عن جعل الحيوانات تتألف وتنسجم مع بعضها البعض، ويقوم بهذه العملية الإنسان لجعل الحيوانات منسجمة مع بعضها. يعتبر تدجين الحيوانات يتم من خلال ترويض الحيوانات وتعويدهم وتدريبهم، وتكون الحيوانات قريبة من الإنسان، ويقوم الإنسان برعايتها، دعونا نقربكم من هذا الموضوع أكثر على موقعكم مفاهيم.
ما هو معنى تدجين الحيوانات وأهميته؟

معنى تدجين الحيوانات

  • إن تعريف تدجين الحيوانات بالإنجليزية: Domestication: هو علاقة متبادلة بين الحيوانات والبشر، حيث إن للبشر تأثيراً في الحيوانات عن طريق رعايتهم، وإن أول من أدرك أن السمات والخصائص قليلة للحيوانات المستأنسة بالنسبة للحيوانات البرية هو تشارلز داروين، وقال أيضا أن هناك فرقاً بين عمليات الاستئناس الانتقائية وعمليات الاستئناس غير الانتقائي، حيث تتطور الصفات فيها عن الصفات الطبيعية.
معنى كلمة حيوانات داجنة: الدَّاجنُ: كلُّ ما أَلِف البيوتَ، وأَقام بها من حيوانٍ وطير (للذكر والأُنثى)
  • وهناك فروق في الجينات الوراثية بين الحيوانات المستأنسة والحيوانات البرية، وهناك أيضا فروق بين سمات الاستئناس التي تكون في المراحل الأولى من الاستئناس وبين السمات التي تظهر بعد انقسام الحيوانات إلى برية وأليفة، ولكن إن سمات الاستئناس ثابتة في جميع الحيوانات الأليفة، ولكن سمات التحسين توجد في نسبة معينة من الحيوانات الأليفة.
  • وهناك فرق شاسع بين استئناس الحيوانات وترويض الحيوانات، حيث إن الترويض هو تعديل في سلوك الحيوان، حيث هناك حيوانات تخاف من البشر وتتجنبهم، فترويضهم يعني تقبلهم للبشر بجانبهم، وإن الاستئناس هو تعديل في الجينات الوراثية للأنواع المختلفة من الحيوانات والنباتات وغيرها.

وهناك أنواع قابلة للاستئناس بأفضلية عن غيرها من الأنواع، وذلك بسبب وجود الخصائص الشكلية والخصائص السلوكية التي تمتلكها هذه الأنواع وهي:

  • درجة تنظيم الهيكل الاجتماعي عند الأنواع.
  • درجة الانتقاء التي لدى الأنواع في اختيار شركائهم.
  • درجة مرونة الأنواع في النظام الغذائي الخاص بهم.
  • سهولة أو صعوبة ارتباط الوالدين مع أبنائهم.
  • ردود فعل بعض الأنواع على وجود البشر، أو على البيئات الجديدة.

تاريخ تدجين الحيوانات

يعود تاريخ تدجين الحيوانات إلى تاريخ 15 ألف سنة، كمتاا يقال إن انتشر التدجين وخاصة للقطط في 7500 عام ق. م، كما يقال إنه يعود تاريخ التدجين إلى 5000 سنة ق.م من قبل الهنود الحمر في المكسيك. وقد بدأت فكرة التدجين لرغبة الإنسان لتطويع الحيوانات لخدمة احتياجاته والحصول على الاستقرار والأمان بجوارها، ولعل أول حيوان تم تدجينه هو الذئب ثم الكلب، القطط، الإبل، والجدير بالذكر أن الإنسان القديم كان يهتم بالصيد للحصول على طعامه، ومع اكتشافه للزراعة بدأ في الاهتمام بالزراعة والرعي؛ وبالتالي جاءت فكرة تدجين الحيوانات المستأنسة.

أسباب تدجين الحيوانات

هناك العديد من الأسباب التي تدفع اللإراد لتدجين حيواناتهم، ومن هذه الأسباب ما يلي:

  • الرغبة في توفير الطعام من لحومها وشحومها (مصدر لغذاء الإنسان).
  • الاستفادة من أوبارها وأشعارها.
  • وسيلة مريحة وغير مكلفة للتنقل.
  • الحيوان أفضل صديق للإنسان.
  • الربح المادي في التجارة فيها.
  • توفر الحراسة والأمن للإنسان.
  • تساعد المزارع على حرث الأراضي الزراعية.

معايير الحيوانات المستأنسة

هناك العديد من المعايير التي يجب أن تنطبق على الحيوانات التي سوف تستأنس، ويقول عالم الأحياء جاريد دايموند أن هناك ستة معايير وهي:

  • مرونة النظام الغذائي: أن يكون الحيوان المستأنس على استعداد لاستهلاك كمية كبيرة من الغذاء، وأن تأكل الحيوانات المستأنسة المواد الغذائية التي لا يأكلها البشر، مثل العشب والعلف وغيرها.
  • أن يكون معدل نومها معقولاً: يجب أن تكون الحيوانات المستأنسة ذات نمو معقول وذات معدل نضج سريع مع عمر الإنسان، وأن تفيد الإنسان في مدة معينة من رعايته لها، ومثال على ذلك الفيل فهو يحتاج إلى سنوات عديدة حتى يصل إلى نمو معين، فلذلك هو غير مناسب للتدجين.
  • القدرة على العيش ضمن أسرة: يجب أن تكون الحيوانات المستأنسة قادرة على أن تعيش ضمن أسرة، حيث إن الحيوانات غير القادرة على العيش ضمن أسرة، لا تقوم بإنتاج نسل مفيد، ولا يستطيع الإنسان أن يحتفظ بها في مكان مزدحم.
  • التصرف بلطف: يجب أن تكون الحيوانات المستأنسة لطيفة، وتتصرف بلطف مع البشر، حتى لا يكون هناك خطورة على البشر من الحيوانات، ولا تتصرف بعدوانية، فهناك حيوانات لا يمكن التنبؤ بردة فعلها، مثل الجاموس الإفريقي ذي الطبع الخطير.
  • التمتع بمزاج جيد: يجب أن تكون الحيوانات ذات تصرف جيد مع الآخرين، لأن الحيوانات التي تتصرف بعصبية يصعب جدا تربيتها وسط الأسر، لأنها سوف تحاول الهرب كلما ساء مزاجها، وأنها سوف تعمل على إثارة الذعر وسط الحيوانات الأخرى.
  • قابلية التسلسل الهرمي الاجتماعي للتعديل: هناك حيوانات تعترف بالتسلسل الهرمي للهيمنة، وهي تقوم بالاعتراف بالإنسان كزعيم عليها، وعلى الرغم من أن هناك بعض الحيوانات لا تعترف بذلك، وتقوم بإثارة الشغب بين الحيوانات الأخرى، وتجعلهم يتمردون على الإنسان.

فوائد تدجين الحيوانات

إن عملية تدجين الحيوانات لا تتوقف على كونها خلق جو متناغم لتعايش الحيوانات المستأنسة معا، ولكن من أهم فوائد التدجين ما يلي:

  • استغلال الحيوانات بشكل أساسي عن طريق الحصول على الملابس والغذاء منها، ويستفيد الإنسان أيضا من لحمها وصوفها والألبان التي تنتجها.
  • استغلال الحيوانات في الأنشطة التي يقوم بها الإنسان والأعمال أيضا.
  • استغلال الحيوانات في الأبحاث العلمية التي تفيد الإنسان.
  • جلب السعادة للإنسان الذي يحب صحبة الحيوانات وتربيتها.

أهم الحيوانات التي دجنها الإنسان

من أهم الحيوانات الداجنة التي قام الإنسان بتدريبها وتدجينها ما يلي:

  • الأبقار: دجنت الأبقار منذ أربعة الآلاف سنة قبل الميلاد في الجنوب الشرقي من قارة آسيا، وفي الجنوب الشرقي من قارة أوروبا، وتستخدم الأبقار في الحصول على الملابس والغذاء والألبان، وتنتج الأبقار اللبن أيضا الذي يستخدم في صناعة الألبان، وهناك أيضا بعض الشعوب التي تقوم بتدجين الأبقار لعبادتها، وأيضا يتم الاستفادة من جلودها في صناعة العديد من الأشياء.
  • الضأن والماعز: لقد بدأ تدجين الضأن والماعز في العراق، وذلك لاستخدام لحمها في الغذاء، ومع مرور الزمن بدأ استخدامها في أشياء أخرى كاستخدام صوفها واللين الخاص بها في إنتاج الألبان.
  • الخيول: لا يعرف متى بدأ تدجين الخيول بالضبط وأين تم تهجينها، ولكن استخدمت الخيول كمصدر للحم والجلود، وأيضا تم استخدامها في الألفية الثانية قبل الميلاد في العديد من الحروب، وأدخلها الهكسوس إلى مصر في سنة ١٦٧٥ قبل الميلاد، حيث استخدمت في جر العربات، وفي الحراسة أيضا، وفي كثير من الأشياء الأخرى.
  • الإبل: لقد تأخر تدجين الإبل عن غيرها من الحيوانات الأخرى، وهي تم استخدامها بشكل كبير في حمل الأثقال والنقل، واستخدمت أيضا في الاستفادة من لحومها وجلودها وأيضا الحليب الخاص بها، والوبر الذي ينتج من خلالها.
  • الخنازير: قيل إن الخنازير تم تدجينها سنة ٦٥٠٠ قبل الميلاد في مناطق كثيرة حول العالم، وأن الخنازير تنتمي إلى الأصل الآسيوي البري والأصل الأوروبي البري، ويتم الاستفادة من لحمها أيضا في صناعة المعلبات والعديد من الأشياء الأخرى.
  • الأرانب: أنه لغير معروف متى بدأ تدجين الأرانب، ولكن قيل إن الراهبات الفرنسيات قاموا بتدجين الأرانب في القرن السادس الميلادي والعاشر الميلادي، وقيل إن الأرانب هي من أصل بري، ويتم استخدام جلودها ولحومها أيضا بكثرة.
  • الكلاب: إن الكلاب هي من أول الحيوانات التي تم تدجينها، وذلك حسب المصادر العلمية المؤكدة، ويرجع ذلك إلى أنها كانت ملازمة للأماكن القريبة من البشر، وكانت تعيش على فضلات البشر من الطعام، وأيضا يتم استخدامها في الصيد لالتقاط الصيد، ويتم استخدامها للحراسة أيضا.
  • الحشرات: هناك الكثير من الأمثلة على الحشرات التي قام الإنسان بتدجينها وهي دودة القز التي يستخدمها الإنسان في إنتاج الحرير والنحل الذي يستخدم في إنتاج عسل النحل.
  • الطيور: هناك العديد من الطيور التي دجنت حتى يستفيد الإنسان من لحمها، ومن البيض الخاص بها أيضا، ومثال على ذلك الدجاج، حيث دجن الدجاج منذ ٣٢٠٠ سنة قبل الميلاد وأيضا دجن الديك الرومي منذ ٥٠٠٠ سنة قبل الميلاد عن طريق الهنود الحمر في المكسيك، وأن البط هو من أقدم الطيور التي هجنت، حيث إن أول من هجنة هم المصريون القدماء، حيث قاموا بتهجينه وتربيته، والإوز أيضا أول من قام بتدجينه هم المصريون القدماء للاستفادة من لحمه اللذيذ.

أنواع الحيوانات الداجنة

  • حيوانات داجنة منتجة: وهي التي يقوم الإنسان بتدجينها للاستفادة من لحمها ومواردها المختلفة.
  • حيوانات داجنة أليفة: وهي الحيوانات التي يقوم الإنسان بتدجينها للاستفادة من وقتها واستعمالها في الصيد والحراسة، وجر العربات، وتكون صديقة للإنسان، مثل استخدام الكلاب للحراسة.
إن تدجين الحيوانات هو من الأشياء الهامة التي قام بها الإنسان للاستفادة منها وجعلها تقوم بأعماله، وتساعده على إنجاز مهامه المختلفة.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ