جون أبي زيد .. حاكم الخليج المنتظر
اذا أردت أن تعرف مصير دولة ما في الشرق الأوسط وتستشرف مستقبها القريب وتقف على ما يُحاك لها, عليك معرفة السيرة الذاتية لسفير الولايات المتحدة الأمريكية جون أبي زيد, فهي كافية تماما لتستشف منها كربونيا ما هي سياسة أبناء العم سام وما يضمرون داخلهم تجاه هذه الدولة المستهدفة بتعيين سفير لها, فهو الحاكم الفعلي لها, وقدومه ليس توطيدا لعلاقات دبلوماسبة ولا رعاية لجالية, كما هو متعارف عليه في الأعراف الدبلوماسية, لكنها أجندة شاملة ومهام محددة, نصيب الدبلوماسية فيها يكاد لا يذكر .
وفي محاولة لقراءة سياسات الولايات المتحدة الأمريكية تجاه المنطقة العربية والشرق الأوسط يبدوا أن المملكة العربية السعودية هي محور الإهتمام والتركيز من قِبل أقوى دول في العالم " أمريكا ".
محتويات
قرار تنصيب الجنرال جون سفيرا في السعودية
فمن الملحوظ أنه منذ تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية عام 2016م, إلى وقت كتابة هذا المقال ومنصب السفير الأمريكي في المملكة العربية السعودية شاغرا دون أسباب معلنة, ربما تفسيره وكلمة السر فيه هي " كوشنير " صهر الرئيس الأمريكي, الذي إستغل الفراغ الدبلوماسي بين البلدين وقدم نفسه منسقا للعلاقات بين البلدين, فأبرم الصفقات ووقع المعاهدات, إلى أن جاءت حادثة مقتل الصحفي السعودي جمال خاشوقجي, وتزامن معها إحتدام الأزمة الإنسانية في اليمن نتيجة الحرب السعودية عليها,
هنا فقط عزم الرئيس ترامب أمره وقرر تعيين سفيراً لبلاده في السعودية.
وقع الإختيار على ترشيح الجنرال المتقاعد " جون أبي زيد " بعد مفاضلة بينه وبين آخر يُدعى " ديفيد أوربن " عضو حملة تأييد ترامب في الإنتخابات الرئاسية.
ويرجع ترجيح كفة " أبي زيد " ربما لمعرفة القديمة وإلمامه الكبير بطبيعة المنطقة العربية والمملكة على وجه الخصوص.
هنا وجب التعريف برجل ربما يشكل قدومه إلى المنطقة تغيرات جيوسياسية كبيرة وربما إنقلاباً في موازين القوى في الشرق الأوسط.
سيرة ذاتية عن جون أبي زيد
أصول عربية
ولد جون عام 1951م, وينحدر من أصول عربية وأسرة لبنانية "مسيحية", هاجر أجداده من جنوب لبنان إلى الولايات المتحدة الأمريكية أواخر القرن التاسع عشر الميلادي, والده " فيليب أبي زيد " كان يعمل ميكانيكيا في البحرية الأمريكية خلال الحرب العالمية الثانية .
التحصيل العلمي
درس جون العلوم العسكرية في الأكاديمية العسكرية الأمريكية وتخرج منها العام 1973م, تحصل أيضا على الزمالة العليا في كلية الحرب بالجيش من معهد هوفر بجامعة ستانفورد, وتلاها علوم أخرى سياسية ودبلوماسية ولغوية, فقد حصل على ماجستير في دراسات الشرق الأوسط من جامعة هارفرد, كما ساعدته طلاقته في اللغة العربية في سبعينيات القرن الماضي على الدراسة والإلتحاق بجامعة عمان وتخرجه منها, وكان جون محط إعجاب كبير من زملاءه ورؤساءه نظراً لتفوق ملحوظ له واجتهاد لا ينكره أحد.
توافق كامل
كان إهتمام جون في دراساته بالمنطقة العربية والسعودية تحديدا ملحوظا, ومن المؤكد ان إهتمامه هذا هو ما رجح كفته ليرشحه ترامب لتولي المسؤولية, والأهم هو خدمته في المنطقة العربية قبل تقاعده في أكثر من بلد عربي وإسلامي, ما جعل ترشيحه يحظى بتوافق كبير داخل دائرة صنع القرار في البيت الأبيض.
مناصب و مهمات
أما أهم ما وليه جون من مناصب ومهمات في المنطقة الملغومة فيتلخص في ما يلي:
- تولى أبي زيد عام 1991م، قيادة فرقة نفذت عمليات أمنية في إقليم كردستان العراق ضد القوات العراقية خلال حكم الرئيس الراحل صدام حسين.
- نائب قائد القوات المشتركة في حرب العراق .
- مدير الأركان المشتركة في العراق
- قائد القياد المركزية الأمريكية في العراق من يوليو 2003م إلى مارس 2007م .
- مساعد تنفيذي لرئيس هيئة الأركان المشتركة .
- مساعد قائد فرقة المدرعات الأمريكية في البوسنة والهرسك .
- قائد القوات العسكرية في افغانستان .
أوسمة و نياشين
كما حصل جون على العديد من الأوسمة والنياشين تتويجا لإجتهاده وكفاءته التي شهد بها الجميع منها :
- وسام الخدمة المتميزة .
- ميدالية الخدمة الدفاعية المتميزة .
- جائزة الإستحقاق .
آراء مغايرة
يرى الجنرال جون " الذي ينتظر تصديق مجلس الشيوخ على تعيينه " إمكانية أنه يمكن التعايش مع "إيران نووية" كما سبق لهم التعايش مع روسيا نووية، وهو الرأي الذي يخالف ويتعارض مع سياسة ترامب نفسه بعد إنسحابه من الإتفاق النووي المبرم بين إيران من جانب وأمريكا والغرب من جانب.
كما يبدو أنه غير متحمس لفكرة منع بيع الأسلحة إلى السعودية كعقوبة لها على خلفية مقتل "خاشقجي" في قنصليتها في إسطنبول, طالما لم تظهر أدلة مؤكدة على تورط أي من الملك سلمان أو ولي عهدي في الجريمة.
للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط
https://mafahem.com/sl_551