كتابة :
آخر تحديث: 27/03/2023

حكم عمليات التجميل

ما حكم عمليات التجميل؟ سؤال مهم يتبادر على أذهان الجميع، فمن المعروف أن الجمال ينشق لشقين، هما جمال الروح وجمال المادة. فجمال الروح هو الجمال الذي يسعى إليه جميع الأشخاص بمختلف فئاتهم وأعمارهم، فهذا الجمال سيحقق للشخص حالة من الراحة والسكينة والطمأنينة، وذلك بدون أن يشعر الشخص بأي قلق أو توتر، أما جمال المادة أو ما يسمى بجمال المظهر الخارجي، فهذا الجمال يعتبره الجميع من أهم الأمور التي تريدها جميع السيدات، ولكن مع الوقت لا يعتبر لجمال المظهر قيمة بدون جمال الروح، وهذا ما سنتطرق له في السطور القادمة.
حكم عمليات التجميل

جمال الروح

  • بمجرد أن يكون هذا الشخص لديه جمال الروح فسوف يستطيع أن يتخلص من جميع الآثار السلبية التي قد تؤثّر بالسلب على الروح، ومع مرور الوقت سيستطيع الشخص أن يكافح الحياة والشرور التي تحيط به، فالروح وجمالها شعور صادق يؤكد على صدق المشاعر والإخلاص في الحب.
  • فالإنسان خليفة الله تعالى في الأرض، لذلك يجب أن يحرص الشخص على جمال الروح، وجمال العقل، وجمال الوجدان، فجميع الأحكام الروحية لها هدف أساسي ومهم تسعى إليه، وهو أن يتم استبدال الأخلاق غير الحميدة بالأخلاق الحميدة والحسنة، وذلك ما أكدت عليه الشريعة الإسلامية.
  • فيعتبر جمال التعبير من أهم وأفضل الأنواع الخاصة بالجمال، حيث أنه من أكثر الأمور طلباً بجانب أن جميع الأشخاص يتأثرون به بشكل سريع.
  • لذلك هناك طرق يجب الاعتماد عليها حتى نقوم بإعلاء جمال الروح ومنها: التربية والتوجيه والخطاب والتعليم والدعوة والنهي والأمر، فالمطلوب من العلماء وأهل الدعوة أن يتعاملوا بالأساليب الحسنة التي أمرنا الله تعالى بها، قال الله تعالى: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ )، فالجمال له علاقة قوية بالخير والحق، لذلك يجب الدعوة للخير ولكن بجمال القول الحسن، قال الله تعالى: (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا).

ما حكم عمليات التجميل؟

هناك اختلافات عديدة نواجهها بالنسبة للحكم على عمليات التجميل، وهذا الاختلاف يأتي بتنوع عمليات التجميل، لذلك سنوضح ما هي أنواع عمليات التجميل، وحكم كل نوع على حدة وهم:

النوع الأول: الجراحة التجميلية الضرورية

  • ونقصد من ذلك إجراء عملية التجميل لغرض التخلص من بعض العيوب الموجودة، وقد تكون هذه العيوب بسبب حادث سير أو بسبب تعرض الشخص لمرض ما أو بسبب الحروق، وغيرها من الأسباب الأخرى.
  • وقد يكون هناك سبب آخر لإجراء هذه العملية وهو التخلص من العيوب الخلقية التي يولد الشخص بها؛ كولادة الشخص بأصبع زائد؛ وهنا يتم إجراء العملية لبتر الجزء الزائد. أو قد تكون بعض الأصابع ملتصقة ببعضها؛ لذلك يتم إجراء العملية لفصل الأصابع الملتصقة.
  • يمكن لأي شخص إجراء عملية تجميل في أي من الحالات السابقة، وحكمها جائزة، والدليل على ذلك العديد من الأحاديث النبوية، ومنها: (أنَّه أُصيب أنف الصحابي أسعد بن زرارة في يومَ الكُلَابِ فاتَّخذ أنفًا مِن ورِقٍ فأنتن عليه فأمَره النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنْ يتَّخِذَ أنفًا مِن ذهبٍ).
  • ولكن هناك بعض الأشخاص الذين يقومون بإجراء عمليات التجميل لإظهار الجمال وهؤلاء محرم عليهم فعل ذلك، والدليل على ذلك هذا الحديث النبوي: (سَمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يَلْعَنُ المتنمِّصاتِ والمتفلِّجاتِ والمُتَوَشِّماتِ، اللاتي يُغَيِّرْنَ خَلْقَ اللهِ عز وجل).

النوع الثاني: الجراحة التجميلية التحسينية

  • وهذا النوع من العمليات الجراحية يجريها الشخص حتى يحسن من مظهره، ومنها؛ إجراء عملية لتصغير الأنف، أو إجراء عملية لتصغير أو لتكبير الثديين، أو يتم إجراء عمليات لشد الوجه والبشرة، وغيرها من عمليات التحسين الأخرى.
  • وهنا لا يجب إجراء مثل هذه العمليات الجراحية فلا يوجد أي دافع لهذا، والغاية منها هو تغيير لخلق الله تعالى الذي خلقنا عليه، وحتى نتبع أهواءنا وشهواتنا.
  • فالحكم على هذا النوع من العمليات أنها محرمة، والدليل على ذلك هو قول الله تعالى: (إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِن يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَّرِيدًا* لَّعَنَهُ اللَّهُ ۘ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا* وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ).

أحكام متعلقةٌ بعمليات التجميل

هناك اختلافات بين العلماء على العديد من الأحكام التي تتعلق بعمليات التجميل، ومن بين هذه الاختلافات هي:

  • من المعروف أن بعض عمليات التجميل التحسينية قد تشتمل على حالة من الغش والتدليس وخداع الكثير، كما أن بعض من هذه العمليات قد يتوجب استخدام الحقن بمواد يتم أخذها من الأجنة التي تم إجهاضها، هذا بالإضافة إلى أن عمليات التجميل التحسينية قد تتسبب في العديد من الآلام والأوجاع والأضرار الجسيمة التي تؤذي الشخص جسمانياً ونفسياً.
  • يجب على الطبيب أن يستعلم جيداً من الشخص الذي سيجري عملية التجميل له، فإذا كان المقصود من هذه العملية قصد غير جيد؛ حينها فإجراء هذه العملية حرام؛ فهنا يقع الطبيب والشخص في مجال الحرام، فالطبيب يعتبر مساعداً أساسياً في التشجيع على الحرام.
  • ولكن إذا كان الطبيب لا يعلم بقصد الشخص من هذه العملية، فلا يوجد أي حرمانية على الطبيب، هذا بجانب أنه من الممكن أن يكون إجراء هذه العملية عملاً واجباً ومهماً، وبالأخص إذا كان سنتخلص من أي تشويهات بجسم الإنسان كالحروق والكسور والجروح التي تتسبب في مظهر سيء للشخص.
  • هناك الكثير من الجراحات التجميلية المشروعة وتكاد تكون واجبة ومن بينها؛ الختان للرجال، ويتم في هذه العملية التخلص من القطعة التي تتواجد عند الحشفة وتغطيها.
  • وهناك بعض الأشخاص الذين يقومون بإجراء عملية الختان للمرأة، وتتم في هذه العملية قطع الجلدة التي تتواجد في أعلى الفرج، وقد تكون عمليات الختان للمرأة مشروعة؛ على الرغم من أنها قد تتسبب في الكثير من الإيذاء النفسي والجسدي للمرأة في المستقبل.
  • ثقب الأذن للمرأة تعتبر من العمليات التجميلية المشروعة، والدليل على ذلك هو الحديث النبوي حيث أقر الرسول محمد - صلّى الله عليه وسلّم- لنساء المسلمين بثقب أذانهم للتزين، ولم يعترض على ذلك في هذا الزمان، فإذا كان هناك أمر محرم فقد يتم ذكره في القرآن الكريم وفي السنة النبوية، وبالتالي فهو من الأمور المشروعة فعلها.
  • يعتبر الوشم من الجراحات التجميلية المحرمة، وذلك لأن الوشم يقوم بجرح الجسم، سواء كان هذا الجرح على شكل نقاط أو خطوط أو كلمات، ويتم فيه وضع الكحل في الجروح.
أخيراً... إليكم أيها السادة حكم عمليات التجميل، فالإسلام لم يترك أي مسألة إلا أجاب عنها وفصل فيها، لذلك حتى نستطيع أن نفهم هذه الأحكام يجب أن نتبع أهم مصدرين؛ فالمصدر الأول وهو القرآن الكريم والذي يوجد به جميع الأحكام الدينية الجوهرية، والمصدر الثاني هو الأحاديث النبوية التي يوجد بها الأحكام العملية التطبيقية، وهنا يجب أن ننوه على أن الفتوة الدينية تتغير بتغير تفصيلات كل مسألة، فيجب على كل إنسان اللجوء للجهات المختصة لإصدار الفتوة.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ
ذات صلة من مقال

حكم عمليات التجميل